اليمن ينكس الأعلام ثلاثة أيام باستشهاد القائد الكبير نصر الله
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
السياسي الأعلى: استشهاد أمين حزب الله يزيد من جذور المقاومة وصلابتها في مواجهة العدو الخارجية: السيد نصر الله سيظل خالداً في ذاكرة أحرار الأمة رابطة علماء اليمن: العدو يتوهم أنه باغتيال العظماء سيوقف مسيرة الجهاد والمقاومة
اثلورة /سبأ
نعى المجلس السياسي الأعلى المجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصرالله الذي استشهد يوم أمس الأول في غارة للعدو الصهيوني على الضاحية الجنوبية بلبنان.
فيما يلي نص بيان النعي:
قال الله تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً).
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد الأخ المجاهد الكبير القائد سماحة السيد حسن نصرالله شهيداً بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء والأعمال الصالحة رافعاً راية الجهاد في وجه رأس الطاغوت أعداء الأمة الإسلامية جمعاء من اليهود والأمريكيين، وتوج الشهيد رحمه الله عطاءه وجهاده بخير ختام وهي الشهادة في سبيل الله تعالى.
وفي هذا المقام نتوجه إلى أسرته الكريمة بأحر التعازي وخالص المواساة وإلى حزب الله وكافة المجاهدين من كوادره وإلى الشعب اللبناني والأمة الإسلامية جمعاء.
ومهما بلغت التضحيات فإن استشهاد سماحة السيد القائد حسن نصر الله إنما سيزيد جذوة التضحية وحرارة الاندفاع وقوة العزيمة وشكيمة الاستمرارية، وستكون العاقبة المحتومة هي النصر وزوال العدو الإسرائيلي وكيانه المؤقت.
ووجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بإعلان الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام باستشهاد القائد الكبير المجاهد سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.
وعبر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، عن التعازي الحارة في استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله.
وقال محمد علي الحوثي في برقية العزاء “نعزّي أبناء وأقارب وأحبّاء السيد حسن نصر الله وكل رفاقه والمنضوين تحت قيادته في حزب الله وأبناء الشعبين اللبناني واليمني وشعوب المنطقة ونقول للصهاينة لقد استهدفتم السيد عباس الموسوي فأتى خلفاً له هذا القائد العظيم الذي نكّل بالعدو وبنى قدرات الحزب من الصفر”.
وأضاف “وبإذن الله سيكون لهذا الحزب المجاهد قائدٌ عظيم ينكّل بالعدو، مستلهما من قائده السيد الشهيد حسن نصر الله القوة والإرادة والجهاد، ونحن على ثقة بأن استشهاد هذا القائد الذي قدّم روحه في سبيل الله على طريق القدس، سيكون حافزاً لجنوده المجاهدين السائرين على هذا الطريق لإدراكهم أن دماءهم ليست أغلى من دم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله”.
هذا وأدان عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بأشد العبارات اغتيال القائد المجاهد السيد حسن نصر الله، إثر الاعتداء الإسرائيلي الجبان على أحد الأحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعبر الدكتور بن حبتور في برقية العزاء التي بعثها لقيادة حزب الله عن تعازيه الحارة لقيادة الحزب ومنتسبيه وكافة الأحرار في محور المقاومة والأمة كافة وتهانيه باستشهاد السيد حسن نصر الله، على طريق تحرير القدس الشريف وفلسطين المحتلة من النهر إلى البحر.
وقال “إن استشهاد السيد نصر الله، يأتي على طريق شهداء الأمة العربية والإسلامية الطويل والمشرف وشهداء فلسطين أمثال إسماعيل هنية، عماد مغنية، صالح العاروري، الرئيس صالح الصماد، الشيخ أحمد ياسين، أبو علي مصطفى، أبو علي إياد وأبو يوسف النجار وأبو جهاد الوزير وغيرهم الكثير من المجاهدين”.
واعتبر عضو السياسي الأعلى، استشهاد هذه القيادات المقاومة عنوان فخر واعتزاز كل أحرار الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع .. داعيا الأحرار حول العالم إلى إدانة جريمة الاغتيال الآثمة واستباحة الكيان الصهيوني لأراضي لبنان الشقيق ودماء المدنيين على هذا النحو الإجرامي الإرهابي السافر والجبان.
وحمل أمريكا ودول حلف الأطلسي الداعمين المباشرين للكيان الصهيوني المسؤولية الجنائية والأخلاقية لهذه الجريمة الشنعاء وغيرها من جرائم الاغتيال التي طالت رموز في محور المقاومة ومجازره اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأكد الدكتور بن حبتور، أن فلسطين المحتلة هي جوهر نضال محور المقاومة والجهاد من أجل تحرير كل شبر من أرض فلسطين .. واصفا الشهيد حسن نصر الله، بشهيد وحدة ساحات المقاومة من العاصمة اليمنية صنعاء وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران.
وابتهل إلى الله العلي القدير الرحمة والمغفرة لشهيد الأمة حسن نصر الله وجميع شهداء المقاومة وأن يتقبلهم في عليين وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويمن بالشفاء العاجل على الجرحى.
مجلس النواب
إلى ذلك نعى مجلس النواب في الجمهورية اليمنية سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله الذي اغتاله العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية للبنان.
وتوجه المجلس بالتعازي إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأبناء الأمة العربية والإسلامية والشعب اللبناني ومقاومته الباسلة باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في معركة “طوفان الأقصى” وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والوقوف المشرف مع قضايا الأمة في مواجهة العدو الصهيوني.
واستنكر المجلس في بيان صادر عنه، أمس، جريمة الاغتيال الآثمة والجبانة التي نفذها العدو الصهيوني المجرم بحق القائد المجاهد السيد حسن نصر الله.. مؤكدا أن الإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود وبات يشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم يستدعي تحرك الشعوب العربية والإسلامية وأحرار الأمة لمواجهته والانتصار لهذه الدماء الزكية.
واستهجن استمرار الصمت والخذلان العربي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في الضاحية الجنوبية في لبنان، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات بينهم نساء وأطفال.
واعتبر مجلس النواب استمرار العمليات الإجرامية بحق شعوب المنطقة تحديًا سافرًا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية وتصعيداً خطيراً يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية الصمت والتغاضي عما يرتكبه الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي بريطاني من جرائم وحرب إبادة جماعية.. داعيا رؤساء وأعضاء البرلمانات العربية والإسلامية والدولية والمجتمع الدولي وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف جادة ومسؤولة من شأنها وضع حد للاعتداءات الصهيونية المستمرة على المناطق والأعيان المدنية في لبنان بما في ذلك مجازر الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
وتقدم المجلس بخالص العزاء والمواساة للمقاومة اللبنانية ومحور المقاومة والأحرار من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وأسرة السيد المجاهد حسن نصر الله وكل أنصاره ومحبيه.. سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد الشهيد القائد السيد حسن نصر الله بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه وكل شعوب الأمة الصبر والسلوان.
حكومة التغيير والبناء
كما نعت حكومة التغيير والبناء استشهاد المجاهد الكبير، سماحة السيد حسن نصر الله، الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني في الضاحية الجنوبية بلبنان .. فيما يلي نص البيان:
قال تعالى:(مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم
تُعرب حكومة التغيير والبناء اليمنية عن خالص التعازي والمواساة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وشعبنا اليمني العزيز، وجميع قادة وكوادر حزب الله والشعب اللبناني الشقيق، وقادة وشعوب محور المقاومة، والأمة العربية الإسلامية وأحرار العالم، في استشهاد الأخ المجاهد القائد الإسلامي الكبير أمين عام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، الذي كان رمزاً من رموز الجهاد والمقاومة وصاحب رؤية وفعل استراتيجيين في مواجهة التحديات، والذي أحرز انتصارات عظيمة في مواجهة أعداء الأمة، كان لها الأثر الكبير في إعلاء راية الإسلام.
إننا نهنئ الأمة العربية والإسلامية بالنصر الشخصي الذي أحرزه القائد الشهيد، حيث كان له دور بارز في تعزيز محور الجهاد والمقاومة ودعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لقد قدّم القائد الشهيد، السيد حسن نصر الله، حياته في سبيل الله، وكرّس جهوده للدفاع عن حقوق شعبه وتحرير أرضه ووطنه، والدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، فتوج عطاءه وجهاده بخير ختام، وهو الشهادة في سبيل الله تعالى، بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء والإسهام الكبير في إقامة بنيان الحركة الإسلامية.
نؤكد في هذا السياق على استمرار مسيرته الجهادية، فالدفاع عن القضايا العادلة سيستمر، والنصر قادم بإذن الله سبحانه وتعالى، وندعو جميع الأحرار في العالم إلى مواصلة العمل من أجل تحقيق العدالة، ومعاقبة العدو الإسرائيلي وشريكه العدو الأمريكي.
وختاماً، نؤكد أن دماء القادة الشهداء لن تذهب سدى بإذن الله تعالى، وأن العدو الإسرائيلي لن يحقق شيئاً من آماله بعمليته الجبانة، فالمقاومة لن تُكسر والروح الجهادية للإخوة المجاهدين في لبنان وفي كل جبهات الإسناد ستقوى وستكبر، وسيظل إخوتنا المجاهدون في حزب الله النموذج المعاصر الأرقى في ميدان القتال وساحة النزال، ونؤكد أن أحرار اليمن سيواصلون السير على درب الجهاد دفاعًا عن وطنهم وأرضهم وأمتهم وانتصاراً للمظلومين في فلسطين ولبنان بعطاء غير محدود في سبيل الحق سبحانه وتعالى، في معركتهم الكبيرة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهيد العظيم بواسع رحمته، وأن يُلهم أسرته وأهله ومحبيه والجميع الصبر والسلوان، وأن يبارك جهود المقاومة ويجمع شمل الأحرار في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة.وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء محمد وآله الطاهرين.
مجلس الشورى
ونعى مجلس الشورى في الجمهورية اليمنية استشهاد القائد المجاهد الكبير أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي ارتقى شهيدا بعد حياة حافلة بالجهاد.
وأعرب المجلس في برقية العزاء عن خالص العزاء والمواساة لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، والشعب اليمني ، وقيادة وكوادر المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور الجهاد المقاومة والأمة العربية والإسلامية في استشهاد المجاهد الكبير أمين عام حزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله.
واعتبر المجلس سماحة السيد حسن نصر الله ،أحد رموز الجهاد في مواجهة الصلف الصهيوني ومشاريعه في المنطقة ، والزعيم الكبير والقائد المحنك الذي كرس حياته من أجل قضية وطنه وشعبه وأمته .
وأكد المجلس أن الشهيد المجاهد لم يكن قائدا عاديا ستطوى صفحته بجريمة اغتياله الآثمة وإنما سيصبح دمه الطاهر وقودا لكل أحرار الأمة لمواصلة مواجهة الصلف والمشروع الصهيوني في المنطقة.
وأشار إلى أن مثل هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمة المقاومة الإسلامية في لبنان ومحور الجهاد والمقاومة من مواصلة السير على طريق القدس حتى يتم تطهير فلسطين والأراضي المقدسة من دنس الصهاينة.
سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد العظيم بواسع رحمته، وأن يُلهم أسرته وأهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يبارك جهود محور الجهاد والمقاومة في مواصلة السير على درب الجهاد دفاعا عن المقدسات الإسلامية وانتصارا للمظلومين في اليمن وفلسطين ولبنان.
مدير مكتب رئاسة الجمهورية
من جانبه أعرب مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد عن بالغ الأسى والحزن باستشهاد سيد المقاومة ورافع راية الجهاد وحامل لواء القدس السيد حسن نصرالله الذي لقي ربه شهيداً عزيزاً مع ثلة مؤمنة من رفاقه في أقدس موقف وأشرف معركة.
وعبر حامد في برقية العزاء عن التعازي لرفاق الجهاد في حزب الله وأهله ومحبيه وأحرار الأمة الإسلامية في هذه الفاجعة الكبرى .. مباركاً له هذا الوسام العظيم الذي ناله وختم به مسيرة العطاء والجهاد والصبر.
وأكد أن استشهاد السيد حسن نصر الله لن يزيد أبناء الشعب اليمني إلا عزماً وقوة وصبراً، معاهداً الله وشهيد الإسلام “بأن نبقى أوفياء لمبادئه ولمسيرته وجهاده جنودا لله وأنصاراً لدينه وأن نجعل من استشهاده ومن دمه وقوداً لجهاد اليهود وقتال الصهاينة والأمريكان وأوليائهم من خونة الأمة ومنافقيها ومشكاة نور يضيء لنا طريق القدس لإنجاز وعد الله وتحقق نصره”.
وأضاف مدير مكتب الرئاسة “نحن متعودون على فقد الأحبة وفراق القادة الذين ننهض بعد ارتقائهم بمعنويات عالية وحماس كبير لأننا نعرف الطريق التي نحن فيها ونعي أننا في مسيرة وراءها الله قائداً وولياً وناصراً ومعيناً وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا وإلى القدس ماضون في معركة واحدة نواجه فيها عدوا واحداً نعرف سوءه وإجرامه ونحمل الوعي القرآني الذي يؤهلنا لمواجهته وهزيمته والانتصار عليه”.
الشيخ الرزامي
كما قدّم الشيخ المجاهد عبدالله عيضة الرزامي أمس السبت، التعازي إلى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – باستشهاد القائد العظيم والمجاهد الكبير السيد حسن نصر الله – أمين عام حزب الله اللبناني.
وعبر الشيخ الرزامي عن أحر التعازي لأسرة السيد الشهيد رمز الجهاد وحزب الله ومجاهديه وللشعب اللبناني وجميع حركات الجهاد والأمة العربية والإسلامية في استشهاد هذا القائد العظيم الذي قضى عمره في الجهاد ضد أعداء الله الصهاينة وأعوانهم من الأمريكيين.
وأكد أن الطريقة التي استخدمها العدو الصهيوني الغاشم في استشهاده قد أظهرت مدى خوف الصهاينة وأعوانهم من هذا القائد العظيم.
وزارة الخارجية
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، بأشد العبارات اغتيال المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله بعد عمر حافل بالجهاد في سبيل الله والدفاع عن حقوق الأمة العربية والإسلامية وقضاياهما.
ووصفت وزارة الخارجية في بيان، العمل الصهيوني الإرهابي بالجبان .. مؤكدة أن سياسية الاغتيالات لن تزيد المقاومة إلا قوة وصموداً وتضحية من أجل استعادة الحقوق المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني وتحقيق النصر الموعود.
وأكد البيان أن الأمة العربية والإسلامية فقدت باستشهاد السيد حسن نصر الله قائداً عظيماً وابناً باراً كرس حياته للجهاد في سبيل الله ومقاومة الكيان الصهيوني الغاصب.
وأوضح أن السيد حسن نصر الله سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال وأحرار العالم وأن الشعب اليمني الأبي لن ينسى وقوف أمين عام حزب الله إلى جانب اليمن منذ اليوم الأول لتعرضه للعدوان بعد أن خذله القريب والبعيد.
ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي، إلى إدانة هذ الفعل الجبان، وإجبار الكيان الصهيوني الغاصب على انهاء الاحتلال والعدوان والحصار وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وجدّد البيان التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت والمساند للشعب اللبناني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي والرد والدفاع عن النفس.
رئيس الوفد الوطني
من جانبه عبر رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام عن أحر التعازي وعظيم المواساة باستشهاد القائد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وقال محمد عبدالسلام في تغريدة له عبر موقع “إكس”، “نتقدم إلى أمة حزب الله وحركات التحرر في العالم بعظيم المواساة على هذه الخسارة الفادحة برحيل القائد العظيم السيد حسن نصرالله وقد نال ما تمناه وسام الشهادة بعد عقود من الزمن مجاهداً مقداماً قل نظيره في التاريخ المعاصر”.
وأضاف “وببركة قيادته الحكيمة لحقت بإسرائيل والمستكبرين هزائم متتالية، ودماؤه ستكون لعنة تطارد الكيان الصهيوني حتى اقتلاعه”.
وتابع محمد عبدالسلام “ومن قائد فذ لأعظم حركة تحرر في العالم إلى قائد الشهداء على طريق القدس، إلى عائلته الشريفة وشعبه ومقاومته وأمته إنه طريق الجهاد يكرم الله عباده المخلصين بالنصر أو الشهادة وكلاهما نصر”.
وأشار إلى أن السيد حسن نصرالله ما عرفت معه الأمة إلا الانتصارات وختم حياته الجهادية بنصر الشهادة .. مضيفاً “إن لوعة فراقه لن تفت من عضد إخوانه من بعده، بل تمنحهم قوة إلى قوتهم ليواصلوا طريق المقاومة والجهاد حتى النصر”.
رابطة علماء اليمن
إلى ذلك نعت رابطة علماء اليمن سيد الجهاد والمقاومة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ورفاقه الذين ارتقوا إثر استهدافهم بغارات طيران العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشادت الرابطة في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه، بسجل الشهيد السيد حسن نصر الله الحافل بالانتصارات التي حققها ضد المحتل وبعد عطاء متدفق من المحاضرات والخطابات والحكم التي ألقاها لتحصين أبناء الأمة من الاختراق، ورفع المعنويات في مواجهة الصهاينة المعتدين.
وأثنى البيان على الرصيد الكبير للشهيد من العطاء والحضور في كل ميادين العزة والشرف، وتوج حياته وختم جهاده بالشهادة في سبيل الله وبذل روحه في سبيل نصرة المستضعفين في كل مكان لا سيما في غزة وفلسطين، التي طالما سعى إليها وأمنية تمناها فنالها وحقق الله له ما كان يتمناه، وتوجه بتاج الكرامة ومنّ عليه بوسام الشهادة.
وأشار البيان إلى أن الشهيد السيد حسن نصر الله ارتقى إلى خالقه باّراً شهيداً سعيداً حميداً مقبلاً غير مدبر في سبيل الله وإعلاء كلمته في طريق القدس وكرامة الأمة جمعاء، وترك من الإرث الجهادي والأثر الاستشهادي ما يجعل جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة، وتحرير القدس وفلسطين حقيقة وزوال الكيان الصهيوني حتمياً وأقرب من أي وقت مضى.
وقال البيان “مهما ظن العدو الصهيوني أنه باغتيال القادة العظماء سيوقف مسيرة الجهاد والمقاومة فهو واهم، كم قد استشهد من القادة، لكن دماؤهم روت شجرة الحرية والكرامة، واستمر المنحى التصاعدي لحركات المقاومة بقوة أكثر وبعزيمة صلبة لا تلين”.
وعبرت الرابطة عن التعازي لأهل الشهيد ورفاقه وذويهم ومحبيهم، والعزاء للسيد القائد المجاهد الصابر المحتسب عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذا المصاب الجلل، مؤكدة صوابية الموقف وسلامة المسار.
وأضاف بيان الرابطة “نشد على يدي السيد القائد وأيدي قادة ومجاهدي محور القدس والجهاد والمقاومة، لافتاً إلى احتساب الأجر عندالله والصبر والتأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الشدائد، والإكثار من حمد الله وشكره.
وشدد البيان على ضرورة التحلي بالثقة بالله وعدم القنوط من رحمته واليأس من نصره، والاستمرار في نفس الطريق التي سلكها السيد حسن نصر الله، إذ هي طريق السالكين إلى الله الراغبين في لقاء الله الساعين لمرضاته طريق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، والحذر من أن يفت هذا الحدث في عضد المجاهدين أو ينال من عزيمتهم وقوتهم.
وحث على أخذ المزيد من الحيطة والحذر على الدوام والاحتياط في كل الأمور .. داعياً أبناء الأمة على الوحدة وجمع الكلمة والالتفاف حول قادة المقاومة، والسير معهم في طريق الجهاد الذي هو باب من أبواب الجنة والحذر من مغبة التقاعس والتثبيط والتشكيك في هذا السبيل وقادته، والتأكيد على واحدية المعركة ووحدة المصير.
وطالبت الرابطة شباب الأمة ورجالها إلى الالتحاق بمعسكرات التأهيل والتدريب، لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” حتى يُكتب الجميع من أنصار الله والساعين في سبيله، مؤكداً ضرورة بذل المال والانفاق في سبيل الله لإعداد القوة اللازمة لمواجهة الأعداء.
وجددت التأكيد على ضرورة الاستقامة على منهج الله وترك المنكرات والإتيان بالطاعات وعدم الاغترار بكثير من مال أو سلاح أو رجال، داعية شعوب الأمة للتحرك والخروج في مظاهرات معبرة عن غضبهم ضد أعداء الله وتضامنهم مع المجاهدين والمظلومين في فلسطين ولبنان والضغط على الأنظمة الحاكمة بالتحرك والقيام بواجبهم تجاه ما يحصل من ظلم وإبادة جماعية.
أحزاب اللقاء المشترك
كما نعت أحزاب اللقاء المشترك استشهاد سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، إثر العدوان الصهيوني الإجرامي على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأشارت أحزاب المشترك في بيان صادر عنها أمس، إلى أن سيد المقاومة راكم من موقعه المتقدم في المحور ومن مكانه الأقرب للنيل من العدو الإنجازات الكبيرة والانتصارات العظيمة لصالح القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية جمعاء منذ نحو 30 عاما أذاق خلالها الصهاينة الويلات وجرعهم الهزائم وجعلهم يحسبون ألف ألف حساب للمقاومة الإسلامية في لبنان ولكل محور الجهاد والمقاومة.
وأكدت أن السيد حسن نصرالله بروحه الخالصة ونهجه الواضح ووعيه بالعدو وجهاده المقدس سيبقى على الدوام حاضرا في وجدان وقلب كل مجاهد ومرابط من غزة فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، وأن الشهادة في نهاية المطاف هي وسام ونصر شخصي لمن يصطفيه الله.
تحالف الأحزاب
ونعى تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان، سماحة الأمين العام لحزب الله قائد المقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله، شهيد القدس، والأقصى والأمة والإنسانية.
وأوضح التحالف في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه، أن السيد حسن نصر الله، ارتقى شهيداً مدافعاً ومشاركا في معركة الأمة لإسناد الشعب الفلسطيني في معركة “طوفان الأقصى”، واستشهد بعد حياة جهادية حافلة بتوجيه أقسى الضربات في وجه العدو الصهيوني، ودكّ معاقله في أرجاء الأراضي المحتلة.
وعبر عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الشهيد وقيادة المقاومة الإسلامية في لبنان، وقيادات محور المقاومة، وفي المقدمة قائد المسيرة التحررية السيد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وكلّ شهداء الأمة في قطاع غزَّة والضفة والقدس والداخل المحتل.
كما عبر تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان عن الفخر والاعتزاز بما قدمه شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان، اليمن، العراق من تضحيات ومشاركة وإسناد لمعركة “طوفان الأقصى”.
التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة
كما نعى التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة فرع اليمن سماحة المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله الذي ارتقى شهيداً إثر غارات غادرة وجبانة للعدو الصهيوني، على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الجمعة.
وأوضح التجمع في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه أن السيد حسن نصر الله، بذل حياته رخيصة في سبيل القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية، بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء وأعمال الخير.
وأشار إلى أن الشهيد رحل في معركة القدس والفتح الموعود، وأثناء مقاومته للطاغوت الأكبر المتمثل في أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، وتوج حياته الجهادية بالشهادة في سبيل الله.
وقال التجمع “غياب هذا القائد الكبير لن يؤثر في خيار المقاومة، والتي لا شك ستزداد قسوة وضراوة، لإزالة الكيان الغاصب وتحرير فلسطين”، معبراً عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الشهيد وقيادة المقاومة الإسلامية في لبنان، وقيادات محور المقاومة وأحرار العالم.
وعبر التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة – فرع اليمن عن الفخر والاعتزاز بما قدمه شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان، اليمن، العراق من تضحيات ومشاركة وإسناد لمعركة “طوفان الأقصى”.
ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن
إلى ذلك نعى ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن
سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله «قدس سره» فيما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
صدق الله العلي العظيم
بقلوب يعصرها الحزن والألم، تلقينا نبأ استشهاد سيد الجهاد والمقاومة، سماحة السيد (حسن نصر الله) الأمين العام لحزب الله، إثر عملية غادرة إرهابية جبانة، قام بها العدو الصهيوني، بالشراكة مع العدو الأمريكي، مساءَ أمسِ، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبهذا المصاب الجلل، الذي هز أرجاء الأمة الإسلامية، نتوجه بأبلغ آيات العزاء، إلى أهل سيد المقاومة وذويه وأحبابه، ليس في لبنان فقط، ولا في محور المقاومة فحسب، بل في كافة أرجاء العالم، فقد كان السيد (حسن نصر الله) مثالاً نموذجياً للعزة والكرامة، تستمد منه كافة حركات المقاومة في العالم قوّتها، ووقودَ ثباتِها، في وجه كافة أنواع الاستبداد والقهر والظلم، الذي تمثله أمريكا، وتمارسه على كافة الشعوب والكيانات الدولية والشعبية.
كما نرفع إلى السيد القائد (عبدالملك بن بدر الدين الحوثي) حفظه الله، أبلغ معاني العزاء، وكذلك إلى كافة حركات المقاومة، لقادتها وأفرادها، وعلى رأسها محور المقاومة (محور القدس- محور فلسطين).
إننا إذ ندين الكيان الصهيوني المجرم، وداعمه الأميركي، لندين كافة الأنظمة الصامتة تجاه هذه الجريمة الإرهابية، وعلى رأسها الأنظمة العربية والإسلامية القابعة إمّا تحت مظلة الخوف، أو تحت حذاء التآمر، فالجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني والأمريكي بالأمس، إنما تتوجه إلى قلوب أولئك الخونة والمطبعين، لإرهابهم وضمان استمرار ولائهم وخضوعهم للعدو الصهيوني والأميركي.. ولن تنال أبداً من عزيمة محور المقاومة، ورجالها الأشداء أولي البأس والقوة، وأكبر مثال ما نسمعه الآن -أثناء كتابة هذا البيان- من استهداف (يافا)(تل أبيب) بالصواريخ اليمنية، التي أدخلت كافة سكان منطقة الوسط الإسرائيلي إلى الملاجئ.
إن العدو الصهيوني ومن خلفه الأميركي، لن يجني من وراء جريمته تلك إلا المزيد من الضربات، من كافة دول المحور وحركاته، ولن يرى إلا مزيداً من الثبات والبأس الشديد، في معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس).
وإننا أمام الوعد الإلهي بزوال هذا الكيان البائس، الذي يحفر قبره بيديه وأيدي مسانديه وداعميه، بجرائمه التي استمرت لسنة هجرية كاملة حتى اليوم، اختتمها باغتيال سيد المقاومة ومجموعة من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان.. فلينتظر منا الرد الذي يقتلعه اقتلاعاً من كل أرض فلسطين، ولا عودة له بعدها أبد الدهر.
ونحب أن نطمئن الشرفاء من أبناء أمتنا الإسلامية،وخاصة في (محور المقاومة)، بأن (حزب الله) والمقاومة الإسلامية في لبنان، لن تتأثر بهذا الحدث العظيم، فالمنهج الذي تركه (نصر الله) يجعل من رحيله عن عالمنا كأن لم يكن، فهو مازال بيننا بسيرته الجهادية، وفكره وسلوكه، وكل فرد في (المقاومة الإسلامية)، وفي (حزب الله)، هو (نصر الله).. بل نقول لكم: إننا كلنا (نصر الله).. وسنرى عمليات حزب الله في تصاعد أكثر من ذي قبل بإذن الله تعالى، حتى يرحل الكيان المحتل، ويزول أثره بقوة الله سبحانه وتعالى..
ختاماً: ندعو كافة قادة محور المقاومة إلى أخذ الحيطة والحذر، وعدم المكوث في المساكن التقليدية، مهما كانت احتياطات الأمن والمخابرات، وعلينا الأخذ بالأسباب، لأننا أمام فرصة للتحرر والانعتاق، ولا ينبغي أن تفلت من أيدينا بسبب تفلتنا عن الحيطة والحذر، لأننا أمام عدو غادر، يمتلك كافة صنوف التكنولوجيا، وعملاؤه منتشرون في بلداننا، وربما بين صفوفنا الأولى، بفعل المال والسلطة والأساليب الشيطانية التي يتّبعها العدو الأميركي والصهيوني في تجنيد العملاء، خاصة وأن خصوم محور المقاومة ليسوا فقط اليهود والذين كفروا من أهل الكتاب، بل ممن يرفعون شعار الله أكبر، لنكتوي نحن بلهيب نيرانهم وحدنا، دون أعداء الأمة، وهم على استعداد لتقديم كل شيء، حتى الدين الذي يتشدقون بأنهم من حمَلته، ليصلوا إلى المناصب القيادية، ويهيئوا للعدو السيطرة الكاملة، علّه يَمُنُّ عليهم بأن يتربعوا على كراسي السلطة.
كما نهيب باستخدام كل القوة، مع الأخذ بأسباب الحكمة، في المواجهة الحالية، فالأعداءُ فاشلون مهزومون مهما لاحت لهم الأمة ضعيفة وخائرة، فما دام فيها رجال أوفياء، فهي بخير، مهما قل عددهم، فالعبرة ليست بالعدد {وما النصر إلا من عند الله}..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالوعي والمقاومة.. كيف أعاد اليمن صياغة معركة الأمة؟
يمانيون../
ليس أخطر على أمّة من أزماتها الفكرية والثقافية، ولا أشد قسوة عليها من الانحطاط الذي يُطوّق وعيها ويحاصر إرادتها، فالأزمات السياسية قد تجد طريقاً للحل إذا كانت هناك إرادة واعية، ولكن حين تتصدع منظومة القيم، ويتسلل الوهن إلى الثقافة والضمير الجمعي، تصبح الأمّة عاجزة عن مواجهة الأخطار التي تحدق بها، بل قد تتحول إلى شريك في تسهيل هذه الأخطار وتمكينها من تحقيق مآربها.
هذا ما نعيشه اليوم في واقع الأمّة العربية، حيثُ لم يعد الانقسام والتشتت مجرد ظاهرة سياسية، بل باتا جزءًا من المشهد الثقافي والفكري.
انحراف مبادئ وفلسطين ثابتة
لقد أصبحت فلسطين، التي كانت رمزاً للوحدة والنضال، هدفاً للخذلان، بل وحتى خنجراً في خاصرة النخب التي اختارت الاصطفاف مع العدوّ الصهيوني، ليس فقط بالتطبيع، بل بالدفاع عن جرائمه، وتشجيعه على قصف كلّ صوت مقاوم.
إن هذا الانحطاط لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج طويل من العمل الممنهج الذي استهدف الثقافة والوعي العربيين.
منذ عقود، والآلة الاستعمارية تعمل على تفريغ الهوية العربية من محتواها، واستبدال قيم التضامن والإباء بقيم الاستهلاك والخضوع.
واليوم، نرى ثمرة هذا المشروع واضحة في مواقف بعض النخب السياسية والإعلامية التي تتباهى بولائها للمحتل، وتهاجم كلّ من يقف في وجهه.
لقد أصبح المشروع الإسرائيلي جزءاً لا يتجزأ من مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وكلاهما يسعيان إلى تمزيق ما تبقى من وحدة عربية، وتصفية كلّ جيوب المقاومة التي تقف حجر عثرة أمام مخططاتهما.
وما يثير الألم والغضب هو أن بعض الدول والجماعات السياسية في المنطقة لم تكتفِ بالصمت، بل انضمت إلى هذه المشاريع، وأصبحت شريكاً فاعلاً فيها.
إن هؤلاء الذين يشرعنون وجود الكيان الصهيوني، ويدافعون عن قصفه للمدن والمخيمات، لا يدركون أنهم يطعنون شعوبهم قبل أن يطعنوا القضية الفلسطينية، إنهم يقفون في خندق الخيانة، ويتحولون إلى أدوات بيد المحتل، يُروِّجون لرواياته، ويُضلِّلون الرأي العام العربي، حتى أصبح من يدافع عن فلسطين يُتهم بالتطرف، ومن يُناصر الاحتلال يُصنَّف بالاعتدال.
اليمن يبرز بالمشروع القرآني
القصة بدأت قبل عقدين من الزمن وبينما كان الكيان الصهيوني يواصل تنفيذ مخططاته لتدجين الشعوب وتفريغ الهوية الثقافية العربية من محتواها، وقفت الأنظمة العربية عاجزة، بل وغافلة عن الأخطار التي تُحاك ضد الأمّة.
في خضم هذا الواقع المرير، برزت بصيرة رجل من أعماق جبال اليمن، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أدرك بحكمته ووعيه حجم المخاطر التي تهدد الأمّة وكرامتها.
بدأ بتأسيس مشروع قرآني يهدف إلى مواجهة هذه المخططات الاستعمارية، مستندًا إلى ثقافة المقاومة والإباء، ليعيد صياغة الوعي الجمعي للأمة، ويضع أسساً جديدة لصراع يمتد إلى عمق الوجود العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال والاستكبار.
في خضم هذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمّة العربية، حيثُ تخفت أصوات المقاومة وتتعالى أصوات التطبيع والانحلال، ويغيب المشروع العربي، يظهر اليمن كاستثناء لافت، يكسر هذه المعادلة المذلة، ويعيد إلى الوعي العربي الأمل.
منذ اللحظة التي أطلق فيها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مشروعه القرآني التحرري في عام 2003 كان يدرك بعين بصيرته أن الأمّة تقف على شفا هاوية، وأن التخاذل أمام المشروع الأمريكي الصهيوني ليس إلا بداية لسلسلة لا تنتهي من الانكسارات والهزائم.
لقد أطلق مشروعًا لم يكن مجرد حراك سياسي أو عسكري، بل ثورة فكرية وثقافية، انطلقت من عمق جبال مران في صعدة، لتعيد صياغة مفهوم المقاومة وفق أسس ثقافية ودينية وأخلاقية متينة، كان يؤمن بأن أية مواجهة مع قوى الاستكبار العالمي يجب أن تسبقها مواجهة داخلية مع الجهل، والخنوع، والتبعية؛ ولهذا أسس وعيًّا شعبيًّا يربط بين معركة الكرامة الوطنية ومعركة البناء الثقافي والروحي.
حمل المشروع يخلق التحولات
وبعد سنوات من التضحيات، أصبحت نتائج هذا المشروع واضحة للعيان، الجيش اليمني، الذي كان يوماً مستضعفاً ومحاصرًا، تحول إلى قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، استطاع أن يفرض معادلات استراتيجية غير مسبوقة، من التحكم في مياه البحر الأحمر إلى دك عمق الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيّرات، معلنًا أن الأمّة قادرة، إن أرادت، على كسر هيمنة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
على الجانب الآخر، نجد الشعب اليمني في حالة استثنائية من الوعي والحركة، في وقت غرق فيه كثير من شعوب المنطقة في الخمول واللامبالاة، يقف الشعب اليمني في ميادين المقاومة بكل أشكالها، تجدهم في معسكرات التدريب، وفي دورات التأهيل الثقافي والعسكري، وفي الإعلام، وفي حملات التبرع لدعم المجهود الحربي، وفي الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المليونية التي تجدد روح الصمود والتحدي كلّ أسبوع.
هذا المشهد يضعنا أمام مقارنة مؤلمة مع بقية شعوب وقادة المنطقة، في حين يُباد أهل غزة تحت القصف الإسرائيلي، وتُدمَّر المدن الفلسطينية، نرى كثيراً من الدول العربية غارقة في مهرجانات الترفيه والرقص والانحلال الأخلاقي، بينما يستمر الكيان الصهيوني في جرائمه، نجد هذه الدول تلتزم الصمت، أو في أحسن الأحوال تصدر بيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الجريمة.
بل إن الأمر تجاوز حدود الصمت إلى التواطؤ، فبعض الدول أصبحت تطالب الكيان علنًا باجتثاث حركات المقاومة، وتتهمها بالإرهاب، وكأنها تنطق بلسان المحتل، أما التطبيع، فلم يعد مجرد اتفاقيات سرية، بل تحول إلى حالة فجة من التحالف مع العدوّ، بل والدفاع عن جرائمه، تحت ذرائع واهية لا تنطلي إلا على العقول المستعبدة.
إن الفارق بين اليمن وبقية المنطقة ليس في الإمكانيات، بل في الإرادة والوعي، في اليمن، أدرك الشعب والقيادة أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، أما في بقية الدول، فقد استسلمت شعوبها وقادتها لفكرة أن المقاومة مستحيلة، وأن الخضوع قدر لا مفر منه.
إن ما يقدمه اليمن اليوم ليس فقط نموذجاً للمقاومة، بل دعوة صريحة للأمة لاستعادة دورها ومكانتها، ما يفعله الشعب اليمني هو تأكيد على أن الكفاح ممكن، وأن التغيير يبدأ من الوعي والإيمان بعدالة القضية.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: الكيان الصهيوني وأعوانه يعتمدون على حالة الخنوع التي يعيشها معظم العالم العربي، لكنهم يدركون تماما أن هناك شعوباً، كاليمن، لا تزال عصية على الخضوع، قادرة على كسر معادلات الهيمنة، وكتابة مستقبل الأمّة بأحرف من نور ودم.
النموذج اليمني كدعوة اقتداء للأمة
أخيراً، وفي ظل غياب المشروع العربي فإن ما يقدمه اليمن من نموذج راسخ في الصمود والمقاومة يؤكد أن الخلاص الحقيقي للأمة يكمن في الانضواء تحت راية المشروع القرآني، الذي أثبت صلابته في مواجهة قوى الاحتلال والاستكبار؛ فهذا المشروع لم يكن مجرد حراك عابر، بل رؤية متكاملة تستنهض قيم الحق والعدل والكرامة، وتعيد للأمة هويتها ومكانتها.
هل تتذكرون خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي، خلال أغسطس وسبتمبر من هذا العام، عندما حذر من خطورة التنصل عن المسؤولية تجاه ما يحدث من عدوان على غزة؟ فقد أكّد أن التخاذل أو صمت بعض الدول العربية عن دعم غزة ليس مجرد خطأ سياسي، بل خطوة خطيرة تحمل بذور اضطرابات كبرى ستطال الجميع، سواء أكانوا دولًا أو جهات سياسية.
وأشار إلى أن ما يحدث في غزة ليس سوى بداية لمعركة أكبر ستحدد مستقبل الأمّة العربية بأسرها.
وقد رأينا قبل أيام تحقق ذلك في سوريا، حيثُ حاول النظام السابق بقيادة بشار الأسد تحييد سوريا عما يحدث في غزة، لكن نتيجة هذا التفريط كانت كارثية،؛ إذ انتهى الأمر بسقوط سوريا، مما مثَّل فرصة لتوسع الاحتلال في الأراضي السورية واحتلال مساحات كبيرة، إلى جانب تدمير مقدرات سوريا العسكرية.
وهناك اليوم أيضاً تحذيرات من أن تكون الأردن هي التالية؛ إذ بات الكيان الصهيوني يلعب على نفس السيناريو والمخطط وهو مستعد لاقتناص هذه الفرص لتدمير مقدرات الجيوش العربية.
ما أود قوله في هذه السطور هو التأكيد على رسالة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في خطابه يوم الخميس لجمهورية مصر العربية، حيثُ أشار وحذر من وجود سيناريو أمريكي وإسرائيلي يستهدف الجيش المصري بشكل مباشر.
هذا التحذير يجب أن يُؤخذ على محمل الجد من قبل القيادة والشعب والجيش المصري، فلقد رأينا كيف تحول التهاون في سوريا إلى انهيار أمني وعسكري واسع النطاق.
ومن هنا كانت الرسالة واضحة من قبل السيد الحوثي؛ إذ شدّد على أنه يتعين على مصر القيام بواجبها ومسؤولياتها تجاه الأمّة لدرء هذه المخاطر قبل أن تصل إليها.
المسيرة: كامل المعمري