15 أبريل .. العودة إلى قرنق
ولقاء الفريق يوسف أحمد يوسف وتايني رولاند

ياسر عرمان

١-
٣٦ عاماً مضت منذ أن التقيت للمرة الأولى بالدكتور جون قرنق دي مبيور في مدرسة الدراسات السياسية الثورية الدفعة السادسة في معسكر الزنك بالقرب من مدينة قمبيلا الاثيوبية في اقصى غرب اثيوبيا في منتصف عام ١٩٨٧، لازال هذا اللقاء ينبض في ذاكرتي بالحياة ويحتل مكاناً مركزياً رفيعاً في عقلي وقلبي وخاطري ندياً كأنه تم بالأمس، كان بصحبته القادة سلفاكير ميارديد واروك طون اروك.


في المساء دعاني دكتور قرنق لاجتماع في منزله بالمدرسة السياسية حينما وصلت كان يستمع لبرنامج (اضواء على أفريقيا) أشهر خدمات القسم الانجليزي لهيئة الإذاعة البريطانية الموجهة لافريقيا، وقد درج جون قرنق للاستماع اليه طوال سنوات الحرب كواحد من عاداته الراتبة، كان المنزل مبنياً من الاعشاب الجافة والقصب والطين وأشجار الدليب. وهانذا أكتب مقالي السنوي الذي درجت على كتابته في ذكرى رحيله واستشهاده وتغييبه مع سبق الإصرار والترصد في زمان غير زماننا الأول ومكان قرب المكان الأول، تغير المكان ولم يعد السودان نفس السودان الذي حلمنا به ممتداً مليون ميل مربع من حلفا إلى نمولي ومن الجنينة إلى كسلا، وتظل احلامنا مؤجلة لا تموت ومعلقة على شرفات التاريخ ننتظرها مثل قطارات سويسرية لا تخطئ في المواعيد، قرنق صاحب طرح معلى في محاولات تحويل الكارثة إلى منفعة ومن قبله اسلف القائد الثوري الكبير الأمام محمد أحمد المهدي الذي قال (ان المزايا في طي البلايا والمنن في طن المحن والنعم في طي النقم)، المهدي وقرنق منتجان سودانيان خالصان محليا الصنع من تراب وارض السودان، ولتعش وتنتعش الصناعات الوطنية.
في مفاوضات نيفاشا كان طبيب الأطفال الفرنسي من أصل بولندي زيقموند استرسكي يرغب بشدة في لقاء قرنق وهو يعرفه منذ سنوات وقد توسط في إطلاق سراح بعض الأسرى في منتصف الثمانينات، وكان قرنق في طريقه من نيفاشا إلى رحلة خارجية وعند الحاح استرسكي على لقائه، اشار إلي وقال له: انه في استطاعتي أن أجده في اي مكان واي وقت، وطلب مني أن أحدد له ميعاد، بعد أن ابتعد قرنق سألني استرسكي عن علاقتي به ومصدر ثقته بي ودخلنا في حوار حول شخصية قرنق وقلت له: أن اي تقييم منصف وموضوعي سيضعه أهم شخصية سياسية في القرن العشرين في السودان وكان الأمام المهدي في القرن الذي قبله، وأن قرنق داعية لوحدة وتأسيس جديد للدولة السودانية، وذكر استرسكي هذا الحوار في كتابه عن مقتل جون قرنق.
لأن الحاضر يبتسم ببهجة للثوريين والمخلصين لا سيما في المطبات والتقاطعات ويستعيد شيئاً من التاريخ لمواجهة أسئلة الحاضر القديمة المتجددة، فبعد حرب ١٥ أبريل عاد قرنق نازلاً من نُحلة الجُرح القديم ومن نزيف الغياب إلى تفاصيل البلاد وعاد كثير من الناس إلى رؤيته وطرحه وهي رؤية تستحق ميلاداً ثانياً وجديداً ولم تعد ملكاً له أو للحركة الشعبية ولا يجوز احتكارها لأنها أضحت مكوناً رئيسياً من مكونات الفكر السياسي السوداني الذي يطرح أسئلة السودان الكبرى وقضايا المشروع الوطني واعادة تعريفه سيما بعد انفصال الجنوب وحرب الحروب في ١٥ أبريل التي هي صدى لحروب الريف الطويلة والبعيدة وأعلى نقاط التقائها في مركز السلطة، وهذه الحرب لا تقفز فوق الأسئلة والقضايا القديمة بل تعيد طرحها من جديد، قضايا الوحدة في التنوع والمواطنة بلا تمييز، واستدامة السلام والديمقراطية والتنمية وقضايا العدالة والنساء واستعادة وجه الريف المنتج والسيادة الوطنية وتاسيس الدولة واكمال مهام الثورة السودانية.

قرنق رائد التأهيل النظري والعملي في قضايا السودان الجديد، ولم يكتفي بطرح الأسئلة بل طرح الكثير من الأجوبة لا يضره ان عاد خصومه للانتقام منه وملاحقته وطرح أسئلة ظاهرها برئ وجوهرها ملئ بالعداء والعنصرية والكراهية على شاكلة هل كان قرنق مفكر ام ظلنطحي؟ لا يملك اي كتاب منير، بل ليس من حقه حتى أن يشرب قهوة في المتمة، ولأن التاريخ يمد لسانه للعابثين فحينما عاد قرنق في يوم الجمعة ٨ يوليو ٢٠٠٥ للخرطوم، كان علم حركته يرفرف في مدنية المتمة بكل أريحية ومحبة، فالمتمة وقهوتها تسع الجميع.
هل كان قرنق مفكراً؟ “جاء السؤال متأخراً كخلافة الأمام علي كرم الله وجهه” هذا السؤال جاء بعد أن اخذت رؤية قرنق طريقها إلى أفئدة ملايين السودانيات والسودانيين في الريف والمدن، والسؤال البرئ يخشى ويشعر بالذعر من عودة الروح الجديدة لرؤيته التي تدعو لبناء مستقبل مشترك للشعوب السودانية، ورؤيته كانت محركاً رئيسياً لملايين الفقراء والمهمشين في الانعتاق والتغيير وبصماته واضحة في ثورة ديسمبر وقديماً قيل ان الفكر الثوري أتى لتغيير العالم لا لتفسيره.
٢-
تطرح حرب أبريل قضية بناء السودان الجديد لمصلحة جميع اقوامه بالعودة لمنصة التأسيس ومخاطبة الجذور التاريخية التي أدت إلى هذه الحرب، واليوم الذي نقترب فيه من العدالة الاجتماعية نقترب في نفس الوقت من السلام المستدام.
٣-
في عام ١٩٨٤ وفي مدينة اديس ابابا وبعد نحو عام من الحرب التي اندلعت في مدينة بور في ١٦ مايو ١٩٨٣، طلب تايني رولاند مؤسس شركة رونلو ذات النشاط الواسع في افريقيا وقتها، لقاء الدكتور جون قرنق لايصال رسالة من الرئيس جعفر نميري، كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان في عنفوانها وتربعت كقوة رئيسية في مسرح السياسة السودانية تحت قيادة جون قرنق الذي أتى بأفكار جديدة هزت ساكن الريف والمدينة ومثلت أفكاره تحدياً للمؤسسة الحاكمة بأكثر مما مثله السلاح الذي يمتلكه، وكان قرنق في حوالي ٣٨ عاماً من عمره بهياً وذكياً ومؤمناً بوحدة السودان الجديد في رحلة عكسية ومعاكسة لفكر الانيانيا الأولى وفي تحطيم لإرث المثلث الكلونيالي الذي ينظر للسودان في مفارقات وثنائيات لا يمكن مصالحتها عرب وأفارقه ومسلمين ومسيحيين جنوبين وشماليين وخلق جسراً للوحدة والربط بين هذه الثنائيات، طرح تايني على قرنق رسالة نميري الذي كان محكوماً بذهنية النظام القديم بأن الجنوبي حينما يتمرد فانه يبحث عن السلطة ولا يبحث عن التغيير، هذا هو السقف الأعلى لمطالب الجنوبي الذي حددته الانظمة الحاكمة، طرح نميري على قرنق بأن يكون رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الجمهورية مقابل إنهاء الحرب، كان طرحاً متوافقاً مع العقل القديم والصورة الذهنية للجنوبي في كواليس واضابير الدولة لكن قرنق كان مثقفاً ثورياً ومفكراً ووصل إلى ضرورة وحدة السودان عبر إيمانه بوحدة افريقيا وطلب قرنق من تايني أن ينقل إلى نميري، ان عرضه ربما يحل مشكلة قرنق الشخصية أذا كانت له قضية متعلقة بالمناصب والسلطة، ولكن السؤال يبقى كيف يمكن حل مشاكل الآلاف الذين يقاتلون خلفه؟ وذكر له أن الجيش الشعبي الآن يفوق ١٤ الف مقاتل، هل هنالك امكانية لتعيين ١٤ الف نائب رئيس لحل مشاكل البقية؟ وقال له انقل لنميري، “ان القضية ليست هي من يحكم السودان، بل كيف يحكم السودان!” وطرح عليه عقد مؤتمر دستوري لمناقشة كيفية حكم السودان.
٤-
بعد سقوط نظام جعفر نميري في انتفاضة أبريل ١٩٨٥، أرسل المشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس المجلس العسكري آنذاك الفريق يوسف أحمد يوسف للقاء الدكتور قرنق بالعاصمة الأثيوبية اديس ابابا، وبعث برسالة مفادها ان مقعد الدكتور جون قرنق في المجلس العسكري لا يزال شاغراً، نفس نبيذ جعفر نميري في كاسات جديدة فالعقل القديم ونخبته السياسية والعسكرية عجزت عن اجتراح الجديد، عرض المجلس العسكري عضوية المجلس على قرنق لمساهمته في إسقاط جعفر نميري، وتم إختيار الفريق يوسف أحمد يوسف لانه على معرفة سابقة بقرنق وساهم في ادخاله في صفوف الجيش السوداني باقتراح من الراحل امانويل أُبر أحد قادة الانانيا في بحر الغزال بعد رفض جوزيف لاقو استيعابه ضمن المستوعبين من اقليم أعالي النيل، وقد تقرر استيعاب ٦ الف من المقاتلين السابقين، على الرغم ان قرنق خريج جامعة قرنييل وهي حالة نادرة في صفوف تلك القوات والسبب أن قرنق قد حرض ضد اتفاق اديس ابابا سيما الترتيبات الأمنية وهي قضية قديمة متجددة حتى في حرب ١٥ أبريل، وقد كانت رسالة قرنق الشهيرة لجوزيف لاقو مليئة بالأسئلة العميقة وقد أحتفظ بها زميله وصديقه الراحل بروفسير دومنيك أكيج محمد عميد كلية الهندسة في جامعة فلوريدا والصديق الصدوق لدكتور قرنق وأول ممثل للحركة الشعبية بالولايات المتحدة الاميركية والذي درس بمدرسة عطبرة الصناعية، وقد أسدى خدمة لاحتفاظه بتلك الرسالة الهامة وقد رفض قرنق الاستيعاب وطرح أسئلة جوهرية حول الترتيبات الأمنية ولا تزال قضية بناء الجيش الواحد المهني الذي يعكس التنوع السوداني مطروحة ومعلقة على مشاجب ١٥ أبريل.
٥-
كان الفريق يوسف أحمد يوسف ضابط وطني يحظى باحترام قرنق، طرح على قرنق ضمه للمجلس العسكري فشكره دكتور جون قرنق وقد بدأ اللقاء بحديث حميم عن ذكرياتهم المشتركة في القوات المسلحة السودانية وتعقيدات الحرب كما ذكر قرنق لاحقاً، وكعادته كان قرنق مهذباً ومستنداً على المبادئ واطلاق القفشات، وقال له قرنق يا سعادة الفريق انت كنت قائدي في القوات المسلحة وأنني لم أبدأ هذه الحرب فقد بدأت الحرب حينما كنت طفلاً في عام ١٩٥٥ ولكن لهذه الحرب أسباب ودواعي ولن تنتهي وينعم السودان بالسلام الا بمعالجتها وأود أن اطرح عليك لماذا نحارب، وإذا كانت وجهتنا خاطئة فأنني أقبل منك التصحيح، وذكر له اننا في الحركة الشعبية نقول إن القضية الحالية هي ليست قضية الجنوب بل قضية السودان وعلاجها يكمن في تغيير السياسات في الخرطوم ولا يمكن حلها في جوبا، فما هو رأيك في هذا الطرح؟ ثم انتقل وقال له نحن نقول إن السودانيين قبل أن يكونوا عرب أو أفارقة مسلمين أو مسيحيين شماليين أو جنوبين يجب أن يكونوا سودانيين أولاً، فالسودانوية هي التي تربطنا وتوحدنا، فهل ما نقوله صحيح أم خاطئ وأضاف: ردنا على العرض الذي تفضلت به، ان القضية ليست البحث عن مقعد شاغر لقرنق ليشارك في حكم السودان فهذا لن يحل قضية الحرب فهي ليست قضية فرد بل هي قضية السودان وكيف يحكم السودان! وطرح عليه عقد المؤتمر الدستوري وسأله، هل ما نقوله خاطئ يا سعادة الفريق يوسف، فأجاب الفريق يوسف بأن طرحه صحيح، ورد عليه قرنق اذن أن الخطأ ليس في الرسالة بل في الرسول، هذا وقد عرف الدكتور جون قرنق بتميزه وذكائه وقوة عارضته وقال للفريق يوسف: يا سعادة الفريق بما انك كنت قائدي وان رسالتنا صحيحة اني أعرض عليك بدلاً من ذهابي للخرطوم أن تكون انت رئيساً للحركة الشعبية وأن اكون نائبك وان اتقدم بنفس الطرح وبرؤية السودان الجديد تحت قيادتك حتى يزول سؤ الفهم عند البعض وتُقبل رسالتنا، فضحك الفريق يوسف أحمد يوسف طويلاً وذكر لدكتور قرنق انه جاء مكلفاً لاقناعه بالرجوع للخرطوم وهو الآن يطرح عليه أن يذهب معه إلى الغابة.
رحل قرنق والفريق يوسف وتايني رولاند ولم تنتهي المفارقات في حياتنا ولازالت قضايا الأمس هي مهام اليوم ولابد من وحدة قوى الثورة والتغيير للوصول إلى سلام مستدام وبناء وطن جديد ديمقراطي قائم على المواطنة بلا تمييز.
الرحمة للفريق يوسف أحمد يوسف ولتايني رولاند فان رحمة الله تسع الجميع، والمحبة لجون قرنق في عليائه السامق ونشكره على سنوات حضوره البهية التي ماتزال، والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.

١٢ أغسطس ٢٠٢٣

الوسوم15 أبريل الحركة الشعبية جعفر نميري قرنق ياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: 15 أبريل الحركة الشعبية قرنق ياسر عرمان

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • صربيا تطلب التدخل في قضية السودان ضد الإمارات بمحكمة العدل الدولية.. لماذا؟
  • اليوم هم ضد كيكل، ولكنه متى تمرد على الدولة فهم جاهزون للتحالف معه
  • إسماعيل يوسف: كولر يتحمل مسؤولية خروج الأهلي.. وهذه ليست شخصية الفريق
  • اللجنة العليا لبرنامج العودة الطوعية بالشمالية تواصل تفويج الوافدين العائدين الى ديارهم
  • كلما انهزمت المليشيا وأضطرت إلى الإنسحاب نحو الثقب الذي أطلّت منه نحو السودان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • جنايات طنجة تبت في قضية الاعتداء الجسدي الذي تعرض له مصور صحفي
  • بيراميدز بقميصه الأساسي في لقاء العودة أمام أورلاندو