"السفينة الحربية الإسرائيلية التي هاجمت بنيتنا التحتية، انظروا إليها... إنها تحترق".

مقتل نصرالله هو جزء من حملة إسرائيلية أوسع لتحييد حزب الله

بينما نقلت الكاميرا لقطات للسفينة الحربية المحترقة في البحر قبالة بيروت، رسخت كلمات الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، خلال خطاب متلفز في حرب 2006 صورته كزعيم استثنائي وفق لينا الخطيب، زميلة مشاركة في المعهد الملكي للشؤون الخارجية.

لقد كان نصرالله أقوى فاعل سياسي وشبه عسكري في لبنان لأكثر من ثلاثة عقود، ويمثل مقتله على يد إسرائيل لحظة تحولية للجماعة، وسيكون لها تداعيات في جميع أنحاء المنطقة.
كتبت الخطيب في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن نصرالله يتحدر من عائلة متواضعة في جنوب لبنان لكنه ارتقى ليصبح إحدى أكثر الشخصيات شهرة في العالم العربي، وعلى رأس أكثر الميليشيات المسلحة فاعلية في العالم. كان نصرالله الأمين العام الأطول خدمة لحزب الله، وقد تولى هذا المنصب بعد مقتل سلفه عباس الموسوي في غارة جوية إسرائيلية سنة 1992. لكن على عكس الموسوي وجميع الشخصيات الأخرى في حزب الله، برز نصرالله بسبب الشخصية العامة التي طورها على مر السنين.

Read my analysis piece on the implications of the killing of Hezbollah leader Hassan Nasrallah for Iran’s influence in the Middle East, just published in ⁦@thetimes⁩

Why killing of Hassan Nasrallah marks beginning of the end for Iranhttps://t.co/5BRz1l5Jo9

— Lina Khatib (@LinaKhatibUK) September 28, 2024

كان نصر الله أداة الاتصال الرئيسية لحزب الله في عصر الإعلام. خلال حرب 2006، انتظر الناس في لبنان وفي جميع أنحاء العالم العربي بفارغ الصبر خطاباته المشحونة على شاشات التلفزيون، والتي غالباً ما كانت تعلن عن نجاحات مذهلة لحزب الله ضد إسرائيل في ساحة المعركة.

نظرة إيران إلى نصر الله

وجدت إيران في نصرالله أداة قيمة لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. منذ سنة 1979، وفي سعيها إلى تحقيق هدفها المتمثل بأن تصبح الزعيم الإقليمي في الشرق الأوسط، أنشأت إيران مجموعة من الجماعات المسلحة في الدول العربية، ومن ضمنها العراق واليمن وسوريا، وكان حزب الله أقدمها وأقواها.
بعد صعوده سنة 1982 عقب غزو إسرائيل للبنان، أكد حزب الله بسرعة هيمنته على "المقاومة" هناك، حيث نفذ عمليات ضد احتلال إسرائيل لجنوب لبنان. أمين عام حزب الله أن الانسحاب الإسرائيلي من البلاد سنة 2000 كان انتصاراً حاسماً، وهو الانتصار الذي ألهم وكلاء مسلحين ناشئين آخرين لدى إيران. وأصبح نصرالله وجه تحرير لبنان من إسرائيل. وكانت حرب 2006 لحظة محورية أخرى لحزب الله: فقد أعلنت الجماعة أنها حققت "انتصاراً إلهياً".

The killing of Nasrallah by Israel will likely be a turning point. The Shia of Lebanon, the poorest group of a tiny Arab country produced Hezbollah which has challenged Israel as Egypt, Jordan and the Gulf states sold out. His speeches, rigorous but full of wit, were listened to… pic.twitter.com/SPGXwQsoLg

— Sam Husseini (@samhusseini) September 28, 2024

بالنسبة إلى إيران، أصبح تجسيد نصرالله للأمل والقوة والصدقية العسكرية مفيداً جداً لحشد وكلائها في الشرق الأوسط. استدعت إيران حزب الله لإرشاد ومساعدة أعضاء الجماعات الأخرى. بمرور الوقت، أصبح نصرالله الأخ الأكبر لشخصيات مثل الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي الذي نظر إليه باعتباره مثالاً أعلى. وأصبحت بيروت مركزاً يجتمع فيه زعماء وكلاء إيران، وكان حزب الله ينشر صورهم وهم يلتقون بنصرالله.

ضربات لسمعة الحزب كانت هذه التفاعلات مفيدة أيضاً لنصر الله نفسه. لقد عززت مكانته باعتباره زعيماً إقليمياً وساعدت حزب الله في جهوده لإصلاح سمعته بعد ضلوعه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري سنة 2005 واتهامه بترهيب خصومه السياسيين في لبنان.
وتبعت ذلك ضربات أخرى كبيرة لسمعة حزب الله عندما بدأت الجماعة التدخل في سوريا سنة 2011 لمساعدة حكومة الرئيس بشار الأسد، وبعد ذلك عندما بدأ الناس في لبنان ينتقدون الجماعة بسبب دورها في الانهيار المالي للبلاد سنة 2019 ومسؤوليتها عن انفجار مرفأ بيروت سنة 2020. مناعة الحزب.. واجهة بالرغم من هذه النكسات، وبالرغم من أن نصرالله نادراً ما ظهر علناً لسنوات عدة بسبب مخاوف أمنية، تمكن من الحفاظ على مكانته كزعيم هائل. ومع أنه لم يكن صانع القرار الوحيد لحزب الله، هو لعب دوراً مهماً في استراتيجيته وكان سياسياً صاحب كاريزما. رأى فيه العديد من وكلاء إيران بديلاً للقائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وشخصية الأب لكل الجماعات المدعومة من إيران قبل اغتياله على يد الولايات المتحدة سنة 2020.
بالرغم من أن حزب الله لن ينهار بمقتل نصرالله، كشف واقع أن إسرائيل تمكنت من الوصول إليه عن مدى ضعف الجماعة الحالية أمام عدوها القديم. إنها ضربة هائلة لمعنويات حزب الله وهي تقوض مكانته بين حلفائه كمجموعة تتمتع بأمن صلب. مع مقتل نصرالله، تبين أن مناعة حزب الله ليست سوى واجهة. تحول وقلق حقيقي يشعل هذا شرارة تحول تكتوني بعلاقات إيران في الشرق الأوسط. ستعتبر الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة القضاء على نصرالله وإضعاف حزب الله قلقاً حقيقياً على أمنها: إذا كانت إسرائيل قادرة على إخضاع أقوى أصول إيران في الشرق الأوسط، فمن المحتمل أن يكون تقويض الجماعات الأصغر والأحدث في شبكة إيران أمراً أسهل.
وبالرغم من أن إيران تمكنت من الحفاظ على نفوذها الإقليمي حتى بعد اغتيال سليماني، بقي هذا الاغتيال حدثاً منفرداً. وختمت الكاتبة بالإشارة إلى أن مقتل نصرالله هو جزء من حملة إسرائيلية أوسع لتحييد حزب الله، مما يمكن أن يمثل بداية النهاية لنفوذ إيران الإقليمي في الشرق الأوسط.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله فی الشرق الأوسط مقتل نصرالله لحزب الله حزب الله فی لبنان إیران فی

إقرأ أيضاً:

هددت بقطع رؤوس الحوثيين..إسرائيل: أسقطنا الأسد وأعمينا إيران وقتلنا هنية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الإثنين إن بلاده قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا العام، وهدد المتمردين الحوثيين في اليمن بـ "قطع رؤوس" قياداتهم.

وقال كاتس في أول اعتراف علني بدور إسرائيل في مقتل هنية في يوليو(تموز) الماضي في العاصمة الإيرانية: "سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تماماً كما فعلنا مع هنية، والسنوار، ونصر الله في طهران، وغزة، ولبنان، وسنفعل ذلك في الحديدة، وصنعاء".
وأضاف في بيان لوزارة الدفاع "أريد أن أنقل للحوثين رسالة واضحة، لقد هزمنا حماس، وهزمنا حزب الله، وأعمينا أنظمة الدفاع في إيران وألحقنا الضرر بأنظمة إنتاجها".
وتابع وزير الدفاع "أسقطنا نظام الأسد في سوريا، ووجهنا ضربات قاسية لمحور الشر، وسنضرب بشدة أيضاً منظمة الحوثيين الإرهابية في اليمن التي لا تزال آخر منظمة تستهدف إسرائيل"، وهدد قائلاً:"كل من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، وتضربه اليد الطويلة للجيش الإسرائيلي وتحاسبه".


ويعد تصريح كاتس، أول اعتراف إسرائيلي باغتيال هنية، في 27 سبتمبر(أيلول) اغتالت إسرائيل نصر الله في تفجير في بيروت، ثم قتلت يحيى السنوار خليفة هنية في 16 أكتوبر (تشرين الأول) في غزة.

مقالات مشابهة

  • خطوة لو فعلها نصرالله لكان قد قلب موازين الحرب وأتعب إسرائيل.. خبير يكشف
  • إيران تندد باعتراف إسرائيل الوقح بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • إيران تندد باعتراف إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية في طهران
  • إيران تندّد باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • هددت بقطع رؤوس الحوثيين..إسرائيل: أسقطنا الأسد وأعمينا إيران وقتلنا هنية
  • كاتس: إسرائيل وراء اغتيال هنية في طهران
  • تقرير: صراع النفوذ الإقليمي يعمق الشرخ الطائفي في لبنان
  • بعد سقوط الأسد.. إيران تدرس إنشاء ممر جوي إلى لبنان لدعم حزب الله
  • انفجارات «بيجر» في لبنان.. شهادات الموساد تكشف أهداف العملية وموقف نصرالله     
  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها