بعد هذه الصورة.. أم تدخل إلى "كبسولة الانتحار" دون تردد
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
بعد وقت قصير من التقاط هذه الصورة، دخلت هذه الأم لطفلين إلى "كبسولة الانتحار"، وانتظرت صوتًا آليًا ليخبرها، إذا كنت تريد أن تموت، فاضغط على هذا الزر، ولم تتردد.
ووفق تقرير حصري لـ "دايلي ميل"، في وقت ما خلال فترة ما بعد الظهر من يوم الاثنين الماضي، صعدت امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا إلى كبسولة في غابة نائية في سويسرا، ما حدث بعد ذلك ربما يكون من مجموعة أفلام الخيال العلمي الديستوبي، فبمجرد دخولها، وبعد إعطائها رمز دخول (صالح لمدة 24 ساعة)، أُغلق الغطاء بصمت فوقها، وبينما كانت مستلقية على حصيرة رقيقة تشبه مرتبة التخييم، ورأسها مستندة على وسادة عنق أرجوانية، شرع صوت آلي في طرح ثلاثة أسئلة عليها: "من أنت؟"، "أين أنت؟" و"هل تعرف ماذا يحدث إذا ضغطت على الزر؟"
أجابت المرأة - وهي أم لطفلين من الغرب الأوسط الأمريكي - بشكل صحيح ثلاث مرات، وتم إعطاؤها تذكيرًا أخيرًا مرعبًا بما سيحدث إذا ضغطت عليه وأنه لن يكون هناك عودة إلى الوراء،و أبلغها الصوت "إذا كنت تريدين الموت، فاضغطي على هذا الزر".
فعلت المرأة ذلك دون تردد، بعد لحظات غمرت الغرفة المغلقة بالنيتروجين، مما أدى إلى حرمانها من الأكسجين. وفي غضون دقيقتين فقدت وعيها، وفي غضون خمس دقائق ـ في الساعة 4.01 مساءً ـ أُعلن عن وفاتها.
حدث هذا في كبسولة Sarco "ساركو"، كما تعرف.
كانت المرأة، التي عانت من اضطراب مناعي حاد تركها في ألم شديد، أول شخص يستخدم "كبسولة الانتحار" المعروفة باسم ساركو (اختصارًا للتابوت)، ولم يتم التعرف عليها ولكن قبل وفاتها بفترة وجيزة، تم تصويرها وظهرها للكاميرا خارج الكبسولة، على بعد حوالي ثلاثة أميال من قرية ميريشهاوزن في كانتون شافهاوزن الشمالي.
وتم نشر الصورة المثيرة لمشاعر مختلطة، لسيدة شقراء ترتدي سترة كريمية من الصوف وبنطلونًا أسودًا وصندلًا مفتوح الأصابع في صحيفة هولندية.
ويعيش مخترع كبسولة ساركو، فيليب نيتشكه المولود في أستراليا - الملقب بالدكتور موت - من قبل العديد من منتقديه - الآن في هولندا، حيث تم إنشاء الجهاز باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد لمنظمة الموت المساعد السويسرية The Last Resort.
ويهدف التصميم إلى أن يشبه المركبة الفضائية من أجل إعطاء من بداخلها الشعور بأنهم يسافرون إلى "العالم الآخر"، وفي الواقع، تشبه الفتحة باب سيارة دي لوريان من سلسلة أفلام العودة إلى المستقبل، لكن النقاد أدانوا التصميم المستقبلي للكبسولة والتسويق البراق لـ "إضفاء طابع ساحر على الانتحار".
وحتى في سويسرا، حيث يعتبر الموت بمساعدة الغير، قانوني في ظروف معينة، أثارت الأحداث التي وقعت في غابة في شافهاوزن هذا الأسبوع الجدل.
ووردت معلومات أن أربعة أشخاص، بمن فيهم الرئيس المشارك لـ The Last Resort، الدكتور فلوريان ويليت، قد تم القبض عليهم للاشتباه في مساعدتهم وتحريضهم على الانتحار.
ولم يستطع مكتب المدعي العام تقديم مزيد من التفاصيل بخلاف القول إن "الإجراءات الجنائية" قد بدأت.
وسويسرا هي واحدة من الدول القليلة التي يمكن فيها لأي شخص إنهاء حياته قانونيًا بشرط عدم وجود "مساعدة خارجية" وأولئك الذين يساعدونهم على الموت لا يفعلون ذلك "لأي دافع أناني".
وأصرت The Last Resort سابقًا على عدم انتهاك أي قوانين، و لقد تم مناقشة الوضع الأخلاقي والقانوني لساركو، بشكل حاد في بريطانيا، حيث عادت فكرة "الحق في الموت" إلى الأجندة السياسية.
ويمكن منح أعضاء البرلمان التصويت الحر لإضفاء الشرعية على الموت بمساعدة الغير في إنجلترا - وهي قضية تم تسليط الضوء عليها في حملة رفيعة المستوى من قبل إستر رانتزن التي تعاني من سرطان في المرحلة النهائية - قبل نهاية العام.
ووفقًا لـ The Last Resort، فإن أكثر من ربع المتقدمين البالغ عددهم 120 والذين ينتظرون استخدام ساركو يأتون من المملكة المتحدة.
ومن بينهم المهندس السابق في سلاح الجو الملكي البريطاني بيتر سكوت، وزوجته كريستين، وكلاهما في الثمانينيات من العمر، واللذان سجلا ليكونا أول زوجين يستخدمان كبسولة انتحار مزدوجة بعد تشخيص كريستين بالخرف الوعائي.
واحتج النشطاء خارج البرلمان في وستمنستر، قبل مناقشة في مجلس العموم حول الموت بمساعدة الغير، وطرحت عريضة للمناظرة حصلت على أكثر من 200 ألف توقيع ودعمتها إستر رانتزن.
و إن وفاة المرأة الأمريكية، التي تم فحصها مسبقًا من قبل طبيب نفسي واعتبرت مؤهلة عقليًا، تقدم توضيحًا بيانيًا لما ينتظرها والآخرين الذين يقررون القيام بالرحلة إلى "العالم الآخر" في ساركو.
وتم نقل الكبسولة نفسها على مقطورة إلى منطقة غابات نائية بالقرب من الحدود الألمانية حيث تم وضعها خارج كوخ، الشخص الوحيد الذي كان حاضرا في المشهد هو الدكتور ويليت، ومع ذلك، تم متابعة الدراما المتكشفة داخل الكبسولة عن بعد من ألمانيا من قبل مخترعها الدكتور نيتشك، الذي تعمل زوجته المحامية فيونا ستيوارت كمديرة لـ The Last Resort.
وكان على المرأة الأمريكية الإدلاء ببيان شفوي حول مسار عملها المهم قبل دخول الغرفة، وفي التسجيل، الذي دام أكثر من أربع دقائق، قالت إنها كانت لديها رغبة في الموت منذ تشخيص مرضها، والذي تركها في حالة من عدم الراحة المزمن لمدة "سنتين على الأقل"،وكشفت أن ولديها، اللذين لم يكونا معها في سويسرا، "يتفقان تمامًا" على أن هذا كان قرارها، وقالت: "إنهما يدعمانني بنسبة 100 %"، وهو ما أكداه في بيانات مكتوبة.
تم منح والدتهما، التي تم تركيب جهاز مراقبة الأكسجين ومعدل ضربات القلب عليها، خيار الرؤية المظلمة أو الشفافة من ساركو، اختارت الخيار الأخير، كان آخر شيء رأته عندما لفظت أنفاسها الأخيرة هو مظلة الأشجار فوقها.
وقال الدكتور نيتشكي، الذي شهد وفاتها من خلال كاميرا داخل ساركو، إنها "ضغطت على الزر على الفور تقريبًا" بعد الإجابة على الأسئلة الثلاثة، ونقلت صحيفة دي فولكس كرانت عنه قوله: "لم تقل أي شيء آخرـ لقد أرادت حقًا أن تموت:
تحتوي كبسولة الانتحار على اقتباس من عالم الفلك الأمريكي وعالم الكواكب كارل ساجان، على الجانب والذي ينص على عبارة: "نحن مصنوعون من مادة النجوم. نحن وسيلة للكون لمعرفة نفسه".
وتمت مصادرة جهاز ساركو، المزود بتابوت قابل للفصل، من قبل الشرطة، وتم نقل الجثة لإجراء تشريح، و يُعتقد أن مصورًا من دي فولكس كرانت ومحاميين اثنين تم احتجازهم للاستجواب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السرطان من قبل
إقرأ أيضاً:
معارض إيراني ينتحر بعد رفض مطلبه بالإفراج عن معتقلين سياسيين
طهران- "حياتي بعد هذه التغريدة ستنتهي"، بعيد نشره هذه التدوينة، أقدم الناشط والصحفي الإيراني المعارض "كيانوش سنجري" (42 عاما)، على الانتحار، مساء الأربعاء الماضي، احتجاجا على رفض السلطات الإيرانية مطالبه بالإفراج عن سجناء سياسيين، في حين تتحدث مصادر إيرانية عن معاناته من اضطرابات نفسية.
وفي تفاصيل الحادث، نقلت صحيفة "سياست روز" الناطقة بالفارسية عن الطبيبة النفسية للناشط سنجري قولها، إن الضحية سبق أن نشر يوم الثلاثاء الماضي تغريدة على منصة إكس وطالب السلطات الإيرانية بإطلاق سراح كل من المعتقلتين السياسيتين فاطمة سبهري ونسرين شاكرمي، وكذلك السجينان، مغني الراب توماج صالحي، وأرشام رضائي.
الناشط والصحفي الإيراني المعارض "كيانوش سنجري" وضع حدا لحياته (الصحافة الإيرانية)وحذر الناشط سنجري في تغريدته، من أنه سينهي حياته احتجاجا على "الديكتاتورية" في بلاده إذا لم يتم إطلاق سراح السجناء الأربعة بحلول السابعة مساء الأربعاء (الماضي)، وينشر الخبر على وكالة أنباء السلطة القضائية.
وأوضحت الطبيبة النفسية، أن كيانوش كان قد اتخذ قرارا بالانتحار منذ أيام، وأنها رافقته خلال السويعات القليلة التي سبقت انتحاره، واجتمعت به في مجمع "جهارسو" التجاري الذي رمى بنفسه من طبقاته العليا، مضيفة أنه قَبِل العدول عن قرار الانتحار خلال اجتماعها به في المجمع التجاري، وأنه وافق على مواصلة جلسات العلاج النفسي معها، لكنه نفذ تهديده بعد دقائق من توديعها ففارق الحياة على الفور.
وفيما اعتبرت الصحيفة وضع الناشط سنجري شرطا للعدول عن الانتحار بأنه "مطلب غير معقول وغير منطقي" ولا يمكن لأي نظام سياسي أن يقبل به، نقلت في تقرير آخر عن فتاة مقربة من أسرة سنجري قولها إنه كان يرقد في أحد المستشفيات للعلاج النفسي جنوبي طهران وأنه رفض تناول الأدوية منذ فترة.
وبالعودة إلى حساب الناشط كيانوش سنجري على منصة إكس، يظهر أنه كان قد نشر تغريدة قبل يوم من الكشف عن عزمه الانتحار، كتب فيها أنه "من المقرر أن أتخذ قرارا صعبا بين الموت والحياة".
وبعد مضي نحو 20 دقيقة من نشره صورة عالية الجودة التقطت من الطبقات العلوية في مجمع جهار سو التجاري بشارع حافظ وسط العاصمة طهران، نشر سنجري تغريدة أخرى كتب فيها أنه "لا ينبغي سجن أي شخص بسبب التعبير عن آرائه. الاحتجاج حق لكل مواطن إيراني".
وتابع في تغريدته أن "حياتي ستنتهي بعد هذه التغريدة، لكن علينا أن لا ننسى أننا نختار الموت من أجل حب الحياة وليس الموت. نأمل أن يستيقظ الإيرانيون يوما وأن يتغلبوا على العبودية".
نشاط سياسيوبدأ الناشط كيانوش سنجري نشاطه السياسي خلال أيام الدراسة في الجامعة عام 1999 ما أدى إلى اعتقاله إثر مشاركته في احتجاجات طلابية غادر إثرها بلاده إلى إقليم كردستان شمالي العراق، ومن هناك هاجر إلى النرويج ثم إلى الولايات المتحدة، وعمل صحفيا في وسائل الإعلام المعارضة الناطقة بالفارسية.
وكشف المعتقل السياسي السابق عبد الرضا دلاوري -الذي كان قد رافق سنجري في سجن إيفين شمالي العاصمة طهران- أن الراحل كان قد اختلف مع المعارضة الإيرانية بالخارج مما أدى به للعودة إلى إيران رغم علمه باعتقاله فور وصوله إلى أرض الوطن.
وفي تغريدة على منصة إكس، كتب دلاوري أن سنجري كان معارضا شريفا لم ينتهك مبادئ الأخلاق بالرغم من وجود شرخ كبير في العقلية السياسية والأيديولوجيا بينهما، مضيفا أن سنجري قال له ذات ليلة إنه يفضل مواجهة "تنين الجمهورية الإسلامية" على الحياة إلى جانب المعارضة بالخارج، التي وصفها بأنها "مصاصة الدماء".