لجريدة عمان:
2024-09-28@21:27:34 GMT

سلطنة عمان تعود إلى مصاف الجدارة الاستثمارية

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

سلطنة عمان تعود إلى مصاف الجدارة الاستثمارية

فـي خطوة بارزة تعكس التحول الإيجابي فـي الاقتصاد العماني، رفعت وكالة «ستاندرد آند بورز» التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى «BBB-» مع نظرة مستقبلية مستقرة، ما يضع سلطنة عُمان فـي مصاف الدول ذات الجدارة الاستثمارية الأولى. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهد مستمر وإجراءات استراتيجية نفذتها سلطنة عمان لاستعادة مكانتها الاقتصادية بعد سنوات من التحديات.

لقد كانت الفترة بين 2017 و2024 مليئة بالتحديات التي واجهتها سلطنة عُمان، بدءًا من انخفاض أسعار النفط العالمي وصولاً إلى تأثيرات جائحة كوفـيد-19. إلا أن عُمان استطاعت بفضل رؤية قيادتها والتزامها بخطة مالية متوسطة المدى، تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والتطوير؛ حيث ركزت الحكومة على تحسين الوضع المالي من خلال إعادة هيكلة الإنفاق العام وتحقيق توازن بين الإيرادات والمصروفات، ما أدى إلى تحقيق فوائض مالية مستدامة.

وبقراءة المرحلة بكل تفاصيلها يمكن فهم وضع اليد على أهم الركائز الأساسية لهذا النجاح والمتمثل فـي تنويع مصادر الإيرادات بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط. لقد أسهمت مبادرات مثل إنشاء شركة تنمية طاقة عمان «EDO» وشركة الغاز المتكاملة «IGC» فـي تعزيز القطاع غير النفطي، مما عزز من استقرار الاقتصاد الوطني وفتح آفاقًا جديدة للاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، حرصت الحكومة على خفض الدين العام إلى 29% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027م، مما يعكس التزامها بالاستدامة المالية وتقليل الاعتماد على الدين الخارجي،ولم تقتصر الجهود على الجانب المالي فحسب، بل شملت أيضًا تحسين حوكمة الشركات الحكومية وزيادة كفاءة التشغيل. هذا التوجه أدى إلى رفع معدل ربحية الشركات وانخفاض معدلات المديونية، مما زاد من ثقة المستثمرين المحليين والدوليين فـي البيئة الاستثمارية العمانية، كما أسهم ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 80 دولارًا أمريكيًا للبرميل فـي تعزيز الإيرادات النفطية، الأمر الذي منح الحكومة المرونة فـي التعامل مع أي صدمات اقتصادية مستقبلية.

إن توقعات وكالة «ستاندرد آند بورز» بمعدل نمو اقتصادي حقيقي فـي سلطنة عمان يبلغ 2% سنويًا واستمرار تحقيق فوائض مالية معتدلة تعكس الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه سلطنة عمان فـي هذا الوقت، كما أن بيئة الائتمان الملائمة ونمو عمليات الإقراض بنسبة تصل إلى 6% سنويًا تعزز من فرص الاستثمار فـي القطاع الخاص، مما يدعم أهداف التنويع الاقتصادي والابتعاد عن الاعتماد على النفط.

إن عودة سلطنة عمان إلى مستوى «BBB-» علامة فارقة فـي تاريخها الاقتصادي، وتعكس نجاح الجهود الحكومية فـي تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، وهذه الخطوة ليست مجرد تحسن فـي التصنيف الائتماني، بل هي شهادة على قدرة سلطنة عُمان على التكيف والتطور فـي وجه التحديات، ما يعزز من جاذبيتها بوصفها مركزًا استثماريًا آمنًا ومستدامًا فـي المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

خبراء: البرامج والمبادرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي تعزز الاقتصاد الرقمي بسلطنة عمان

أكد عدد من الخبراء أن سلطنة عُمان ماضية في تعزيز الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة من المبادرات والسياسات التي تهدف إلى الارتقاء بالقطاع، حيث تعتبر «رؤية عمان 2040» الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي أحد المحاور الرئيسة للتنمية المستدامة، كما أن البرنامج الوطني للابتكار يعمل على تعزيز الابتكار والبحث والتطوير في مجال التقنيات الحديثة، ومن جانب آخر، تركز على الاستثمار في تطوير شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية عالية السرعة لتوفير تغطية واسعة النطاق، وتشجيع ريادة الابتكار والحاضنات وذلك من خلال إنشاء حاضنات أعمال لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، كما تعمل الجهات المختصة على تطوير البرامج التعليمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون بين القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص لتطوير البحوث والتطبيقات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأوضحوا أن غرفة تجارة وصناعة عُمان تؤدي دورًا محوريًا في دفع عجلة التحول الرقمي في سلطنة عُمان من خلال تمثيل القطاع الخاص، وتوفير الدعم للشركات، وبناء الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة، حيث تقوم بالعديد من الجهود الكبيرة لتمكين الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي ودعم تقنيات المستقبل من خلال لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، والتي تعمل على التعرف على التحديات التي تواجهها الشركات في مجال التقنية لا سيما الناشئة منها، وطرق تنظيم عمل هذه الشركات، والممارسات العالمية المتعلقة بالشركات ذات العلاقة بقطاعات التقنية والاتصالات والتحويل الرقمي والذكاء الصناعي وتنميتها وتمكينها وجلب الاستثمارات في المجال التقني لتحقيق التنوع الاقتصادي في سلطنة عُمان بتكامل مع الجهات ذات العلاقة، بحيث تكون شريكًا فاعلًا مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بتطوير الاقتصاد الرقمي، وبيت خبرة وجاذب لمبادرات الاقتصاد الرقمي في سلطنة عُمان.

تعزيز الابتكار

وأشار المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني -رجل أعمال ورئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بغرفة تجارة وصناعة عُمان- إلى أن اللجنة تشكل خطوةً مهمةً نحو تعزيز الابتكار في سلطنة عمان، التي تضم نخبة من الخبراء في قطاع التقنية والابتكار ولهم دور فعال في تطوير الإستراتيجيات المساهمة في تحقيق أهداف عُمان الرقمية، مؤكدًا أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق مرتكزات «رؤية عُمان 2040».

وأوضح أن اللجنة قد أطلقت خلال الفترة الماضية خمس مبادرات رئيسة فيما يخص التشريعات والقوانين، و35 فعالية في مجال تطوير صناعة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي مع وضوح الإجراءات والتراخيص والأنشطة المتعلقة بالاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والرقمية، والمساهمة في رفع كفاءة المحاكم المتخصصة وإيجاد بيئة لأنشطة تجارية محفزة، بالإضافة إلى ذلك جذب الاستثمارات التقنية وبناء جسور بين الشركات الخارجية والمحلية في مجال التقنيات المتقدمة مع التركيز على التقنيات المتعلقة بالألعاب الرقمية والإلكترونية ومع تطوير وبناء وتمويل المهارات الرقمية، ودعم أبحاث الذكاء الاصطناعي والتطوير المؤسسي لزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان.

وأشاد الحوسني بإقرار مجلس الوزراء للبرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، الذي يعزز القطاعات التنموية ويدعم الشركات التقنية، مشيرًا إلى أن اللجنة أعدت مبادرات أخرى مخصصة لتمكين أصحاب وصاحبات الأعمال من خلال توفير بيئة عمل محفزة وجاذبة تخدم القطاع الخاص وتسهم في جلب الاستثمارات الأجنبية إلى سلطنة عُمان.

وأكد المهندس أن الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي يشكلان حجر الأساس لتحقيق التحول النوعي في الاقتصاد العالمي والمحلي، وأشار إلى أن هذه التقنيات تقوم بدور محوري في تعزيز الكفاءة الإنتاجية وتوليد فرص عمل مبتكرة في القطاعات الناشئة. وقال: يفتح الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء آفاقًا واسعة لتطوير حلول تقنية متقدمة، مما يساهم في تعزيز دور عُمان باعتباره لاعبًا إقليميًا في مجال الابتكار التقني، فالاستثمار في هذه المجالات لا يقتصر على تطوير القدرات المحلية فحسب، بل يعزز من جاذبية سلطنة عُمان لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتقديم حلول محلية للتحديات الاقتصادية الوطنية.

الاقتصادات المتقدمة

وأكد رئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة أن الابتكار الرقمي يمثل العمود الفقري للنمو المستدام في العصر الحالي، حيث تعتمد الاقتصادات المتقدمة على تقنيات التحليل الذكي والبيانات الضخمة لتوجيه إستراتيجياتها التنموية، مبينًا أن سلطنة عُمان من خلال تبنيها لإستراتيجيات طموحة تتماشى مع «رؤية عُمان 2040» تسعى لتكون مركزًا إقليميًا رائدًا في مجال الاقتصاد الرقمي والتقنيات الناشئة.

وفيما يتعلق بريادة الأعمال، أوضح الحوسني أن تعزيز القدرات الريادية لرواد الأعمال يعد عاملًا حاسمًا لنجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ فالرؤية الإستراتيجية التي تجمع بين الابتكار الرقمي والفهم المالي العميق، هي ما يتيح لرواد الأعمال تحقيق النمو والربحية في بيئة أعمال محفزة تتسم بالتغير السريع. وأكد أن المشروعات الريادية التي تستفيد من التحولات الرقمية ستكون في طليعة الاقتصاد المستقبلي، مما يعزز من فرص تحقيق النمو المستدام وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.من جانبه، أكد الدكتور أمجد الذهلي -عضو في لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة- أن شروع سلطنة عُمان في «البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة» يفتح آفاقًا اقتصاديةً واسعةً ويعزز من جلب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، خاصة أن البرنامج يسعى لجعل تقنية المعلومات والاتصالات من بين القطاعات الأساسية والمحفزة للاقتصاد الوطني، ويهدف إلى تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين التقنيات الرقمية المتقدمة، وتوفير المزيد من الوظائف في هذا القطاع، الأمر الذي يجعل التقنيات متكاملة في كافة القطاعات مما يحفز القطاع الخاص على المبادرة بالاستثمار الجريء خاصة مع ما تتيحه سلطنة عُمان من أدوات تمويلية وحزم تحفيزية.

التقنيات المتقدمة

وقالت طفول عبدالله الذهب -عضوة بلجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة: تسعى الغرفة إلى تمكين الشركات والمستثمرين من الاستفادة من التقنيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز الإنتاجية والابتكار، حيث تعمل اللجنة على بناء شراكات إستراتيجية مع جميع الشركاء والمستفيدين داخل سلطنة عُمان وخارجها لتطوير منظومة الاقتصاد الرقمي، وتهيئة بيئة مواتية للتكنولوجيا الحديثة والابتكار الرقمي. وأضافت: مستقبل الاقتصاد يعتمد على تطوير المهارات الرقمية وتحفيز الاستثمار في هذا المجال الحيوي لدفع عجلة النمو والتنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • وكالة "ستاندرد آند بورز" ترفع تصنيف سلطنة عمان الى"BBB"
  • السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان
  • بدء تأثر سلطنة عمان غدا بمنخفض جوي وتوقعات بأمطار رعدية ورياح هابطة نشطة
  • سلطنة عُمان تستعيد الجدارة الاستثمارية بعد 7 أعوام من التراجع
  • رؤﻳﺔ ﻋُﻤﺎن ٢٠٢٤ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق ﺗﻮاﺻﻞ تحقيق ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺎﺗﻬﺎ
  • برامج نظرية وعملية في ختام الحلقة الإقليمية الصحية بالأولمبياد الخاص
  • نائب رئيس وزراء عمان يستقبل كرم جبر رئيس الأعلى لتنظيم الإعلام
  • 851.9 ألف موظف عماني يعملون في سلطنة عمان حتى نهاية أغسطس
  • خبراء: البرامج والمبادرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي تعزز الاقتصاد الرقمي بسلطنة عمان