400 عام حضارة.. المسجد المعلق طراز معماري فريد يشبه مسجد الرسول
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ــ بناه الأمير سليمان بن قصروه حاكم إقليم البهنساوية والفيوم
ــ صمم فوق ربوة عالية على ضفاف بحر يوسف
ــ ارتفاع المسجد يبعث شعور بالراحة النفسية والعزلة داخلة
عندما تطأ قدماك في منطقة شعبية بالقرب من حي المبيضة، داخل أكبر شوارع مدينة الفيوم، تقع عيناك على ربوة عالية تحمل عبق التاريخ لقطعة أثرية على ضفاف بحر يوسف، والتي تشبه مسجد الرسول من حيث التصميمم المعماري وهو المسجد المعلق، فمنذ النظرة الأولى للنقوش المحفورة على واجهته وجدارنه وتصميمه المعمارى الفريد الذى جعله لا يشبه شيئًا آخر بمحافظة الفيوم، والذي يرجع تاريخه إلى أوائل العصر العثمانى، بناه الأمير سليمان بن حاتم بن قصروه حاكم إقليم البهنساوية والفيوم، حيث يرجع تاريخها إلى سنة 966 هجريا / 1560 ميلاديا، وقد زين سقفه بزخارف ونقوش كتابية.
سمى بالمسجد المعلق لوجود حوانيت (دكاكين) أسفل المسجد، هكذا بدأ حديثه لـ"البوابة نيوز" الدكتور رامي المراكبي مدير عام الآثار الأسلامية والقبطية في الفيوم، قائلا: "وأيضا سمي المعلق لارتفاعه عن سطح الأرض فقد كان يصعد إليه بمجموعة من الدرجات المستديرة التى تتقدم المدخل الرئيسى للمسجد، وهى تشبه إلى حد كبير درجات مسجد الملكة صفية بالقاهرة، ويشبه من حيث التخطيط والزخارف جوامع العصر المملوكى وما قبله، مثل جامع أحمد ابن طولون، وعمرو بن العاص ومسجد الملكة صفية بالقاهرة والمسجد الأزهر.
وعن وجهة المسجد الأثري وطرازه وصف مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية في الفيوم بأن الواجهة الرئيسية للمسجد المعلق تطل على شارعى الحرية والجمهورية، والذى يمر بينهما بحر يوسف والمدخل الرئيسى للجامع يقع فى الطرف الشمالى ويتم الوصول إليه إن طريق سلم ذو مطلعين وأسفل هذه الواجهة خمسة حوانيت إحداها فى الطرف الشمالى، وهو على يمين السلم والـ4 على يسارها أما الواجهات الأخرى فتطل على حوارى ضيقة فى إحداها باب آخر يمكنك من الدخول إلى المسجد.
كشفت الدكتورة أميرة محسن مفتشة آثار وباحث بدرجة دكتوراه بأن المسجد المعلق بني كأول مسجد بعد مسجد عمرو بن العاص وأحمد أبن طولون والأزهر ، فمن أنشئه والي الفيوم وبهنس الأمير سليمان بن قصروه، فيختلف الإنشاء من عمارة أمير في عاصمة وسلاطين في الأقليم، فالمسجد المعلق مملوكي في مدخله التذكاري البارز والرنوق الكتابية والعقد الثلاثي والحجر المشهر ، وشبابيك والمداخل الكثيرة وما يميزه الأعمدة الرخامية مستجلبة من المعابد والكنائس القديمة التي تهدمت في العصور الإسلامية، وما زالت محتفظة بتيجان قوسية أو فرنسية وقواعد في الروماني واليوناني فهو اربعة عقود مقامه على 5 أعمدة، وملحق به مصلى نساء ودروق ودكة المبلغ وأعمدة وعقود وكان هناك مآذنة تهدمت مع عوامل البيئة والجو.
وعن الطراز القديم للمسجد المعلق وصفت "أميرة محسن" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"بأنه عباره عن صحن أوسطي ومساحته كانت مستطيلة على نظام الأروقة، ويرجع بناؤه إلى أوائل العصر العثمانى، بناه الأمير سليمان بن حاتم، حاكم البهنساوية والفيوم عام (966هـ - 1576م)، وفي عام 1950 هناك لجنة حفظ الآثار العربية سجلت هذه المناطق للآثار وضمتها وتم تجديدها، وتم ربط عقود خشبيه مستحدثه داخل المسجد بصحن المسجد.
فيما وضحت هبه أحمد محمد مفتشة آثار وباحث بدرجة دكتوراه بأن المسجد المعلق سمي بالمعلق كونه معلقا على حوانيت"محلات"وهضبة عالية؛ حيث استغل الأهالي المساحة التي تقع بين أرض المسجد وبداية سلم المسجد، وهو ما يسمى بـ"الباتروم" حديثا، وبنى محال تجارية استأجرت أسفله والعائد منها يصرف منها على المسجد حينئذ ومرتب للمؤذن والأمام والخطيب وفرش المسجد والإضاءة وما إلى ذلك.
وعن تاريخ نشأته أكدت مفتشه الآثار بأنه يرجع للعصر العثماني سنة 966 هجرية ـ 1560 ميلاديه، أي يتخطى عمرة 400 عام، ومن أقدم ثلاثة مساجد بعد مسجدي الروبي وقيتباي، واللذين يشكلون معالم الحضارة الإسلامية في محافظة الفيوم، ومن أبرز المساجد الآثرية في الفيوم، وطرازه المعماري هو طراز من العصر العثماني وهي من أكثر العصور الإسلامية ، حيث كانت المدن الإسلامية أمتلئت بالعمائر والمساجد، وكانت مساحة الأراضي قليلة وصغيرة داخل المدن، إما في بداية العصر الإسلامي كانت المساجد سواء في القاهرة أو في المحافظات، كانت تبنى على مساحات كبيرة .
يشبه لمسجد الرسول من حيث التصميم المعماري
يحتفظ المسجد المعلق بجميع العناصر الآثرية والتحف مثل"دكة المبلغ والمحراب وكرسي المصحف"توجد كما هي منذ عصر الإنشاء داخل المسجد، بخلاف المساجد الآخرى، وكذالك النقوش والكتابة منذ عصر الإنشاء، وهو نفس طراز مسجد قيتباي،بخلاف فكرة الصحن المكشوف وأربعة أروقة في المسجد المعلق، وفكرة الصحن الأوسط لعدم وجود عناصر تهوية أخرى بالمسجد، وتميز المسجد المعلق بالفيوم بتخطيط فريد يميزه عن باقى المساجد الأثرية والتاريخية بالمحافظة، حيث إنه يتبع طراز المساجد الجامعة، فهو يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به 4 ظلات أكبرها ظلة القبلة.
كما يتميز المسجد لدى أبناء الفيوم بروحينيات مختلفه لطابعه الأثري المتميز والذي يشبه بمسجد الرسول من حيث التصميم ومكوناته الحضارية، كما يقصد أبناء المحافظة المسجد المعلق، حيث يبعث الراحة النفسية لمن أراد أن يخلو بنفسه فيه ويصلي الفروض، فالمسجد به رائحة سلام وعلاج نفسي، لما يتمتع به من عبق تاريخيّ فريد ومميز، وإرتفاع المبنى يساهم فى الشعور بالعزلة داخله، مما يجعل الكثير من رواده يقصدونه للصلاة والخلوة به.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظة الفيوم مسجد الرسول من حیث
إقرأ أيضاً:
عناية الإسلام بالمرأة أماً وبنتاً وأختاً وزوجة” ندوة بشمال سيناء
نظمت مديرية أوقاف شمال سيناء، ندوة علمية بعنوان “عناية الإسلام بالمرأة أماً وبنتاً وأختاً وزوجة” في مسجد المحطة بمدينة بئرط العبد، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد.
جاءت هذه الفعالية تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، وبإشراف الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء.
تطرقت الندوة إلى عدة محاور رئيسية تتعلق بدور المرأة في الإسلام، حيث ألقى المحاضرون الضوء على تكريم الإسلام للمرأة واعتنائه بها في أدوارها المختلفة، وتم التأكيد على أن المرأة لها مكانة رفيعة في الدين الإسلامي، حيث تعتبر أماً، بنتاً، أختاً، وزوجة، وكل دور من هذه الأدوار له أهميته وخصوصيته في المجتمع.
وتناولت الندوة الموضوع من زوايا متعددة، بما في ذلك التأكيد على ضرورة حماية حقوق المرأة والحفاظ على كرامتها في ظل التحديات التي تواجهها في العصر الحديث.
وأبرز المحاضرون أيضًا صورًا من ظلم المرأة في العصر الحالي، مشددين على أن الإسلام ينظر إلى المرأة كأمانة يجب الحفاظ عليها ورعايتها.
وناقشوا بعض حقوق المرأة التي كفلها الإسلام، إلى جانب استعراض دورها التاريخي في مختلف المجالات، مما يعكس إسهاماتها الفعالة في بناء المجتمعات الإسلامية عبر العصور.
كانت الندوة فرصة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بواجبات وحقوق المرأة في الإسلام.
وفي سياق متصل، أصدر الشيخ محمود مرزوق توجيهات عاجلة لمديري الإدارات الفرعية والمفتشين في المديرية بضرورة تكثيف الجهود للمرور على المساجد والأبنية الملحقة بها، وذلك استعدادًا لموسم الأمطار.
شملت التوجيهات ضرورة رفع المخلفات عن أسطح المساجد، وإصلاح أي تشققات أو تسريبات مياه قد تعيق أداء الشعائر.
كما تم التأكيد على أهمية تطهير دورات المياه وخزانات المياه بشكل دوري لضمان تقديم خدمات صحية للمصلين.
أكد مرزوق على أهمية الحفاظ على المساجد وصيانتها لضمان راحة المصلين وتوفير بيئة نظيفة وآمنة لأداء الشعائر الدينية.
وأوضح أن حملة نظافة أسطح المساجد ستستمر طوال فصل الشتاء، لضمان جاهزيتها أمام المصلين، مشددًا على ضرورة التعاون بين جميع المعنيين لضمان تنفيذ هذه الإجراءات بكفاءة وفاعلية.