انطلقت أولى فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامي، اليوم السبت، والذي يهدف إلى إعداد خريطة فكرية لبناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقائدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

برنامج الأسبوع الدعوة الإسلامي

وقدم الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في افتتاح أسبوع الدعوة الإسلامية - الذي يقام في الجامع الأزهر - الشكر والتقدير إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على رعايته ودعمه لبرنامج الأسبوع الدعوة الإسلامي تحت عنوان "رؤية إسلامية في قضايا إنسانية" والذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية.

وأوضح أن طرح "بناء الإنسان في الإسلام" ينطلق من معنى البناء التأصيلي الذي رسخه الإسلام بثوابته، وهي تناغم الإنسان مع المستجدات وفق تجدد الدين مع كل زمان ومكان، ويقصد بتجدد الدين إسقاط قواعده وأصوله على واقع ومستجدات الحياة دون المساس بأصوله، لضمان السلامة في الدنيا والآخرة، لأنها من الذي خلق، والذي  خلق أعلم بمن خلق.

وأضاف أمين عام المجمع أنه قد تعددت طروحات العلماء عن التجديد في كتب الحديث وشروحها وكتب الطبقات والتراجم، لافتا إلى أن ابن حجر العسقلاني (773 هـ - 852 هـ) أراد أن يفرد الموضوع هذا بالتأليف إلا أن هذا الكتاب مفقود، ولجلال الدين السيوطي (849 هـ - 911 هـ كتاب بعنوان (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة).

وبين أن العلم والدين في بناء الإنسان صنوان لا يتعارضان في الإسلام، فمجال العلم هو عالم المادة، وهدفه يتمحور حول تقديم تفسير مادي لمظاهر الكون، واكتشاف قوانينه وصوغها بمعادلات رياضية، وهو ما أنتج للبشرية اختراعات شتى وذلل لها طاقات الأرض، إلا أن العلم مع كل إنجازاته المادية لا يقدم لنا أجوبة لأسئلة تقع خارج مجال المادة، كتلك الأسئلة المتعلقة بمصير الإنسان والغاية من وجوده.

وقال الدكتور محمد الجندي، إن العلم لا يقدم وصفة لعلاقة الفرد بالمجتمع ولا تفسيرا مقنعا لمشاعر إنسانية كالحب والتضحية، وبكلمة أخرى لا يقدم لنا العلم فلسفة أخلاقية، ولن يخبرنا العلم عن الهدف من الحياة وعن الغاية من وجودنا، ولكن سيشرح لنا العلم ألية عمل الجسد وسيمكننا من علاج الكثير من آفاته، وسيقول لنا إن الجسد بعد الموت سيتحلل إلى عناصر أولية تسيح في أرجاء التربة، لكنه لن يخبرنا إن كان ذلك نهاية مطاف النفس.

بر الوالدين ومساعدة الفقير

وأوضح أن العلم لن يوصيني ببر الوالدين أو مساعدة الفقير أو رفع الظلم عن المستضعفين، فهذا لا يدخل في نطاق اهتماماته، بل سيقول لنا العلم أن انشطار ذرة من اليورانيوم ينتج طاقة هائلة يحسبها بمعادلة دقيقة، لكنه سيكون محايداً إذا استخدمنا هذه المعادلة في إنتاج طاقة نووية تعمر الأرض، أو في إنتاج قنبلة نووية تدمر الأرض، وظيفة العلم إذن تنتهي عند حدود النظريات والمعادلات وليس من شأنه أن يطلق حكما قيميا أو أخلاقيا، فهذا يدخل في مجال الدين والفلسفة اللذان يتناولان إرادة الإنسان الحرة. 

وأشار إلى أن هناك مجددين على رأس كل مائة، ما بين أعلام أزاهرة، أو ممن اعتمد منهاجهم في منهج أهل السنة والجماعة،  تمثلوا بالوسطية والاعتدال وفهم العقيدة وبناء الإنسان على نهج يناغم مستجدات الحياة ولا يعارض أصول الدين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، سيدنا عمر بن عبدالعزيز في القرن الأول مرورا بالأعلام والأزاهرة وصولا إلى الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في القرن الحالي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بناء الإنسان بر الوالدين مجمع البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

إحياء الذكرى السنوية لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي في حجة

الثورة نت/..
أحيا الملتقى الإسلامي في مديرية المفتاح محافظة حجة الذكرى السنوية الـ 18 لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي.

وفي الفعالية التي حضرها كوكبة من العلماء، استعرض العلامة عبدالله الغالبي مقتطفات من حياة العلامة مجد الدين المؤيدي العلمية والجهادية وفضائله وزهده وورعه وإحسانه وكفاحه في طريق نشر علوم أهل البيت عليهم السلام في شتى المناطق وتنقله المستمر لنشر العلم حتى تخرج على يديه كوكبة من العلماء.

وتطرق إلى دور العلامة المؤيدي في صد الغزو العسكري السعودي والمصري على اليمن بالجهاد ونشر الوعي الفكري بين اوساط المجتمع من خلال التعليم والوعظ والإرشاد.

وحث الجميع على ضرورة تعلم العلم والاهتمام بتعلم العلوم الشرعية والتوجه نحو المدارس العلمية والدورات الصيفية للتحصن من الغزو الفكري وأن يكونوا على بصيرة في جميع أمور حياتهم بما فيها الجانب الجهادي الذي يتطلب الوعي والبصيرة.

ونظم فرع مكتب الأوقاف في مديرية قفل شمر فعالية بذكرى رحيل العالم الرباني مجد الدين المؤيدي.

وفي الفعالية أشار رئيس محكمة الشاهل الابتدائية القاضي حمود الهيج إلى دلالات إحياء الذكرى السنوية للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي، وما تمثله من محطة دينية تربوية للتزود بالثقافة الإيمانية، والارتباط بالله وآل بيت الرسول.

واستعرض جانبا من حياة العلامة المؤيدي ومسيرته الجهادية والعلمية ومواقفه الإيمانية، وتكريس حياته لنشر العلم النافع.

من جانبه، أعتبر مدير مكتب هيئة الأوقاف، بالمحافظة محمد عيشان، العلامة المؤيدي أحد رموز العلم والأمة الذين ساروا على النهج المحمدي الصحيح، وتبصير الناس بعلوم الدين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأكد ضرورة المحافظة على النهج الذي كافح من أجله الإمام المؤيدي والذي كان السبب في الحفاظ على منهج أهل البيت عليهم السلام في اليمن.

وأشار إلى أن منهج ال البيت الصافي هو السبيل الوحيد في مواجهة المخاطر المحدقة بالشعب اليمني من دول الاستكبار العالمي.

فيما أشار مدير فرع الأوقاف بالمديرية علي الشمري والثقافي أحمد عيشان إلى النهج الذي سار عليه الإمام المؤيدي، وما كان يتّسم به من فكر، وعلم وخُلق.

وأشارا إلى أن مؤلفات العلامة مجد الدين المؤيدي الغزيرة بالعلوم خير شاهد ودليل على سعيه ومثابرته في الحفاظ على العقيدة الإسلامية الصحيحة.

وفي ذات الفعالية بعزلة حجر بني أسد بمديرية المحابشة، استعرض العلامة احمد زيد المحطوري والعلامة حسين النعمي، مواقف من حياة العلامة المؤيدي الحافلة بالعلم والعطاء والخير والفلاح، والتي نال فيها المكارم.

وأشارا إلى دور العلامة مجد الدين المؤيدي البارز في نشر العلم والعمل وتعليم الأجيال العلوم الشرعية والتفسير والحديثِ والفقه والتاريخ والسِيرة وغيرِها من المعارف والعلوم.

فيما تطرقت الكلمات إلى مكانة العلامة مجد الدين المؤيدي ومعرفته للحق والهُدى وما قدمة من خدمة لدين الله وهداية الناس وإرشادهم.

وأشارت الى مواقف العلامة المؤيدي في التصدي للثقافات الخاطئة والعقائد الباطلة والفكر الوهابي وتخريج العلماء والقادة الذين تلقوا العلوم على يديه.

مقالات مشابهة

  • مجمع البحوث الإسلامية يهنئ الشعب المصري والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات رمضان
  • مجمع البحوث الإسلامية يهنئ القوات المسلحة بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان
  • إحياء الذكرى السنوية لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي في حجة
  • وزير الأوقاف يعزي في وفاة شقيق الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
  • شيخ الأزهر: الله حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس.. سواء المطيعون أو العصاة
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
  • شيخ الأزهر يعزي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في وفاة شقيقه
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
  • البحوث الإسلامية ينظم الأسبوع الدعوي السادس للدعوة بكليات جامعة الأزهر