بعد خفض موديز لتصنيفها.. على إسرائيل الخيار بين الحرب والانتعاش الاقتصادي
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
خفضت وكالة موديز تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الثانية هذا العام، مع ارتفاع التكاليف الاقتصادية للحرب المستمرة في غزة وتصاعد التوترات مع حزب الله.
وقالت وكالة بلومبيرغ إنه قد تم تخفيض التصنيف بدرجتين من "إيه 2" (A2) إلى "بي إيه إيه 1" (Baa1)، وهذا ما يجعل إسرائيل على بعد 3 خطوات فقط من الدرجة غير الاستثمارية.
وأشارت موديز في إعلانها غير المجدول إلى أن "المخاطر الجيوسياسية تصاعدت بشكل كبير، وهو ما أدى إلى تأثيرات سلبية ملموسة على القدرة الائتمانية لإسرائيل على المدى القريب والطويل"، ويأتي هذا في ظل تصاعد القتال مع حزب الله في لبنان، حيث أطلقت إسرائيل هجمات على مقرات الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية في واحدة من أكبر العمليات العسكرية ضد لبنان منذ قرابة عقدين أدت لمقتل أمين عام الحزب حسن نصر الله وقيادات الصف الأول.
هذا التصعيد أثار مخاوف من إمكانية انزلاق الأزمة وامتداد الحرب لتشمل إيران، التي تُعد الداعم الرئيسي لحزب الله، وهو ما يزيد من احتمال اندلاع نزاع إقليمي أوسع يشمل الولايات المتحدة أيضا على حد وصف بلومبيرغ.
توقعات موديز الاقتصادية لإسرائيل على المدى الطويل أصبحت أكثر قتامة (الأوروبية)وقالت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية إن توقعات موديز الاقتصادية لإسرائيل على المدى الطويل أصبحت أكثر قتامة، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي "سيكون أضعف بشكل دائم نتيجة الصراع العسكري الحالي، مقارنة بالتوقعات السابقة". وفي تقييمها الجديد، توقعت موديز نمو الاقتصاد بنسبة 0.5% فقط هذا العام و1.5% عام 2025، وهو تراجع كبير مقارنة بالتقديرات السابقة، وهذا يعكس التأثير السلبي للصراع المتزايد على الاقتصاد، وفق كالكاليست.
وتقدر الحكومة الإسرائيلية أن تكلفة الحرب المستمرة قد تصل إلى حوالي 66 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يمثل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي وفق ما قالته بلومبيرغ. ووفقا للتقديرات الحكومية، فإن هذه الأرقام تعتمد على افتراض عدم تصعيد الصراع مع حزب الله إلى مواجهة شاملة.
ردود فعل إسرائيليةواعتبر المحاسب العام في وزارة المالية الإسرائيلية يالي روتنبرغ، أن قرار موديز "مبالغ فيه وغير مبرر". وقال لبلومبيرغ: "شدة هذا الإجراء لا تتناسب مع البيانات المالية والاقتصادية لإسرائيل". وأشار إلى أنه من الواضح أن الحرب على الجبهات المختلفة تفرض ثمنا على الاقتصاد الإسرائيلي، لكن هذا لا يبرر قرار وكالة التصنيف.
وتقول كالكاليست إنه رغم أن الحكومة تعارض بشدة هذا التخفيض، فإن الواقع المالي يبدو مقلقا، حيث يتوقع أن يصل العجز في الميزانية هذا العام إلى 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين من المتوقع أن يرتفع معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 70%، وهو ما يتجاوز بكثير تقديرات وزارة المالية السابقة.
وفي ظل هذه التحديات المالية، شدد روتنبرغ على الحاجة إلى اتخاذ "خطوات حاسمة وسريعة" لإقرار ميزانية الدولة لعام 2025. وقد أكدت وزارة المالية والبنك المركزي على أن عملية إقرار الميزانية تأخرت، وأن هناك حاجة ملحة لإجراء تخفيضات في بعض المجالات لمواجهة زيادة الإنفاق الدفاعي حسبما نقلت كالكاليست.
وأشار روتنبرغ إلى أن "الميزانية يجب أن تشجع محركات النمو، وتستثمر في البنية التحتية، وتراعي الاحتياجات الاجتماعية، وتلبي متطلبات الأمن الإسرائيلي".
ضغوط متزايدةوتشير الأرقام إلى أن السندات الإسرائيلية تتعرض لضغوط شديدة، حيث ارتفعت العوائد على السندات الحكومية لمدة 10 سنوات بنحو 100 نقطة أساس هذا العام، في حين وصلت الفروق بينها وبين السندات الأميركية إلى أعلى مستوى لها منذ 11 عاما.
وتُعتبر السندات الإسرائيلية المقومة بالدولار من بين الأسوأ أداءً على مستوى العالم حاليا مقارنة بالسندات الحكومية الأخرى، وفقا لمؤشرات بلومبيرغ.
إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية خروج واضحة من الصراع العسكري إذا كانت ترغب في استعادة الاستقرار الاقتصادي (رويترز) نظرة مستقبلية غير مؤكدةوتشير موديز إلى أن إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية خروج واضحة من الصراع العسكري إذا كانت ترغب في استعادة الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات. ومع ذلك، تلاحظ الوكالة أن الحكومة الإسرائيلية لم تضع بعد إستراتيجية واضحة، وهذا يثير مخاوف حول قدرتها على التعامل مع التحديات المالية والجيوسياسية وفق قول كالكاليست.
ومن جانبها، أكدت "كالكاليست" أن إسرائيل تواجه معضلة كبيرة بين الاستمرار في التصعيد العسكري مع حزب الله أو محاولة تحقيق تعاف اقتصادي. وخلصت الوكالة إلى أن إسرائيل تحتاج إلى تحقيق توازن بين استعادة الاستقرار الاقتصادي والتعامل مع التهديدات الأمنية، فبدون هذا التوازن، قد تواجه مسارا من التدهور الاقتصادي المستمر.
وتوضح موديز أن الصراع المستمر سيؤدي إلى "زيادة كبيرة في المخاطر السياسية لإسرائيل، وإضعاف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية، وتقويض قوتها المالية". وإذا استمر هذا الوضع، فإن الاقتصاد الإسرائيلي قد يجد نفسه في حالة من الضعف المستمر، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات جادة وعملية للتعامل مع التحديات الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسرائیل على مع حزب الله هذا العام إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
بلينكن ينصح إسرائيل بالخروج من غزة وألمانيا وبريطانيا تدعوانها لوقف الحرب
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل حققت هدفها الأساسي بتدمير حماس، ومن مصلحتها أن تجد طريقة للخروج من قطاع غزة، كما دعت ألمانيا وبريطانيا لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأكد بلينكن أن بلاده ترفض احتلال إسرائيل لغزة، لأنه سيشجع من تبقى من حماس على الاستمرار في القتال حسب قوله.
وكان بلينكن قال -أمس الأربعاء- إنه ما زال متفائلا بإمكان التوصل خلال الأيام المتبقية من ولاية الرئيس جو بايدن إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، رافضا الإدلاء بأي تكهنات بشأن احتمال نجاح جهود التفاوض بعدما فشلت واشنطن على مدى 14 شهرا الماضية في ذلك.
وقال بلينكن الذي سيغادر منصبه عند انتهاء ولاية بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل "أنا متفائل. عليك أن تكون كذلك. سنستغل كل دقيقة من كل يوم من كل أسبوع متبق أمامنا لمحاولة إنجاز هذا الأمر".
وشدد الوزير الأميركي من ناحية أخرى على أن بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى لا يصب في مصلحة إسرائيل.
وقال إنه إذا قرر الإسرائيليون البقاء في القطاع "فسيتعين عليهم مواجهة تمرد لسنوات عديدة، وهذا أمر ليس في مصلحتهم".
المفاوضات تقترب من هدفها
وبدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن المفاوضات اقتربت من هدفها.
إعلانوأكد سوليفان خلال لقاء مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية أن المفاوضات بشأن غزة اقتربت من هدفها، وإنه مع ضغط الوسطاء والتزام إسرائيل وحركة حماس يمكن تحقيق ذلك.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إن العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تتعلق بالتفاصيل، وتحديد أسماء الرهائن والسجناء الذين سيطلق سراحهم، وتوزيع القوات الإسرائيلية في القطاع خلال وقف إطلاق النار.
وأضاف سوليفان أنه يمكن تجاوز تلك العقبات إذا كانت حركة حماس على استعداد للموافقة على إبرام هذه الصفقة.
دعوات أوروبية لوقف إطلاق النارأوروبيا، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تدعم بشكل صريح جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس التي يقوم بها شركاؤها في مصر وقطر والولايات المتحدة، وإنها ترفض تهجير الفلسطينيين أو تقليص أراضيهم.
وأضافت في تصريحات للجزيرة أنه يجب ألا تشكل غزة خطرا على إسرائيل في المستقبل، ولكنها أيضا ترفض "أن تكون غزة محتلة أو يعاد توطينها على المدى الطويل".
وقالت إن هناك حاجة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات لغزة وإطلاق سراح الرهائن، مشددة على أنها لا تقبل فرض حل سياسي على الفلسطينيين يتجاوز إرادتهم.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقال إن هناك حاجة لوقف إطلاق النار في غزة فورا، وإن هناك نقاشات مكثفة جارية لتحقيق ذلك.
وأضاف أنه يجب ضمان الإفراج عن الرهائن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم يجب إدخال المساعدات إلى غزة.
وأكد أن الحل الوحيد الطويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو حل الدولتين.
وفيما يخص الوضع في الضفة الغربية، قال إنه يجب التعامل معه بالقانون الدولي.
تسريبات إسرائيلية
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن دبلوماسيين مطلعين القول إن هناك عقبات عديدة لا تزال تعيق المفاوضات، وإن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس ليست وشيكة.
إعلانوأكدوا أن هناك العديد من العقبات لا تزال تعيق مفاوضات وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله، إن شروط اتفاق تبادل الأسرى في غزة تتطابق بشكل عام مع الاقتراح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا العام.
وأضاف المصدر أن ما تغير هو أن القوات الإسرائيلية من المرجح أن تبقى في غزة مؤقتا في كل من محور فيلادلفيا وممر نتساريم.