إعادة حسابات.. إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها حسن نصر الله
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
أوضحت شبكة "سي إن إن" الإخباري، اليوم السبت، أن عملية الاغتيال الجريئة التي نفذتها إسرائيل لقتل الأمين العام لحزب الله أمس الجمعة، هزت حزب الله ووجهت له الضربة الأشد منذ تأسيسه.
وقالت إن "هذا دفع داعميها الإيرانيين، إلى التحذير من أن إسرائيل دخلت مرحلة خطيرة من الصراع بتغيير قواعد الاشتباك". في وقت تتزايد فيه الأسئلة عن طبيعة وكيفية الرد الإيراني.
Hezbollah has confirmed the death of its leader Hassan Nasrallah, after Israel said he was killed in an airstrike on Fridayhttps://t.co/733VzVZU9O
— CNN (@CNN) September 28, 2024 تراجع حزب اللهووفق الشبكة، زعم الجيش الإسرائيلي أن سلسلة القيادة في الجماعة "تم تفكيكها بالكامل تقريباً"، بعد أن قتل سلسلة مما قال إنهم كبار المسؤولين في المنظمة هذا الأسبوع.
وقالت حنين غدار، زميلة بارزة في معهد واشنطن ومؤلفة كتاب "حزب الله لاند": "لقد تلقى حزب الله أكبر ضربة لبنيته التحتية العسكرية منذ تأسيسه. فبالإضافة إلى خسارة مستودعات الأسلحة والمرافق، خسرت المجموعة معظم قادتها الكبار، كما انكسرت شبكة اتصالاتها".
وأضافت أنه رغم خسائرها، لا تزال الجماعة تحتفظ بقادة مهرة، والعديد من أصولها الأكثر قوة ، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى، التي يمكن أن تلحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.
منظومة مشلولةوبدورها، قالت أمل سعد، الخبيرة في شؤون حزب الله والمحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كارديف في ويلز، إنه "منذ كثفت إسرائيل حملتها، أثبت الأداء العسكري لحزب الله، أنه كان قادراً على امتصاص تلك الصدمة، وكان قادراً على العودة إلى الوراء، وهو يضرب بقوة في شمال إسرائيل منذ أيام".
وأوضحت أنه "من غير المرجح أن يؤدي مقتل نصر الله إلى تعطيل الاستمرارية العملياتية للحركة، إلا أنه من الواضح أنه يمثل إحباطاً هائلاً بين صفوفها وأنصارها، وإرهاباً مطلقاً من شأنه أن يشل الناس العاديين مؤقتاً داخل الحركة".
وأضافت أن "هذا لا يعني أن المنظمة مشلولة. فحزب الله منظمة تم إنشاؤها لامتصاص هذا النوع من الصدمات... وهي منظمة مصممة لتكون قادرة على الصمود والبقاء لفترة أطول من القادة الأفراد".
وأشارت حنين غدار، إلى أن قِلة من المتنافسين على قيادة حزب الله يمكنهم أن يضاهوا شعبية نصر الله، لأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ "الأيام الذهبية" للجماعة، بما في ذلك نهاية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 2000، وحرب إسرائيل ولبنان عام 2006.
وقالت: "إذا تم تفكيك قيادة المجموعة بشكل حقيقي، وتعطيل التنسيق بين إيران وحزب الله، فقد يدفع ذلك الحرس الثوري الإيراني، إلى تولي زمام المبادرة". وأضافت "سيتعين عليهم (إيران) أن يجدوا طريقة للقيام بذلك بأنفسهم. لكن هذا ليس خياراً سهلاً، لأنهم سيصبحون أهدافاً، وهم لا يفهمون لبنان".
بعد اغتيال نصرالله.. "خيارات حاسمة" أمام إيران ونتانياهو - موقع 24يفتح اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الباب أمام سيناريوهات واسعة حول مستقبل المنطقة، بعد عام من حرب واسعة في غزة انتقلت إلى لبنان بمستويات تصاعدت ذروتها خلال الأسبوعين الأخيرين. متى تتدخل إيرانولفتت الشبكة، إلى أنه قبل محاولة اغتيال نصر الله، كان الخط الرسمي لإيران هو أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه، حتى مع اعتراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الأربعاء الماضي، بأن قتل إسرائيل لقادة المجموعة كان " خسارة بالتأكيد" .
ولكن في أعقاب الغارة الجوية التي وقعت أمس الجمعة، أشارت السفارة الإيرانية في لبنان إلى أن حسابات طهران ربما تتغير الآن.
وقالت السفارة في بيان لها على موقعها الإلكتروني: "لا شك أن هذه الجريمة النكراء والسلوك المتهور، يمثل تصعيداً خطيراً يغير قواعد اللعبة، وسيتم معاقبة مرتكبها وتأديبه بالشكل المناسب".
ومن جهته، قال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي ومقره واشنطن العاصمة، إن "المنطق الإيراني لتجنب التورط في الصراع ربما لم يعد صالحاً".
وأضاف "إذا اتضح (لإيران) أن حزب الله لا يستطيع في واقع الأمر، الدفاع عن نفسه بعد التفجير في بيروت، وخاصة إذا قُتل نصر الله نفسه، فإن مبررات إيران للبقاء خارج الحرب قد انهارت"، وتابع "عند هذه النقطة، فإن مصداقية إيران مع بقية شركائها في المحور (الجماعات المسلحة الإقليمية)، سوف تتعرض لخطر الانهيار إذا لم ترد طهران".
الحلقة الأضعفووفقاً لفرزين نديمي، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، من المرجح أن تكون إيران "مرعوبة من فعالية وكفاءة" الهجمات الإسرائيلية، ولكن على الرغم من استهداف القيادة العليا لحزب الله، فإن طهران قد لا تزال تعتقد أن المجموعة قادرة على الدفاع عن نفسها، وإملاء شروط وقف إطلاق النار في نهاية المطاف، الأمر الذي من شأنه أن يساعد المجموعة على التعافي.
وأضاف أن "طهران تساعد حزب الله بالفعل على إعادة بناء هيكل قيادته العسكرية، وتقديم المشورة التكتيكية والعملياتية لقيادته. ومع ذلك، إذا اقتربت المجموعة من الانهيار، فقد يدفع ذلك إيران إلى تدخل أكثر حزماً، ربما في شكل ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار".
وكذلك، قال سعد، الخبير في شؤون حزب الله من جامعة كارديف، إن "تدخل إيران من المرجح أن يجر الولايات المتحدة إلى الحرب"، مشيراً إلى أن طهران هي "الحلقة الأضعف" في الصراع. وأضاف أن "إيران هي العضو الوحيد في المحور الذي يمثل دولة فعلية. أما بقية الدول فهي جهات غير حكومية أو شبه حكومية. لذا فإن إيران هي التي ستخسر الكثير إذا شاركت".
وقالت "سي إن إن"، إنه منذ إنشائها قبل 40 عاماً، كانت الجماعة المسلحة اللبنانية بمثابة (جوهرة التاج) لما يسمى بمحور المقاومة التابع لطهران ، والذي منح إيران عمقاً استراتيجياً ضد خصومها.
وأوضح بارسي "من وجهة نظر طهران، فإن حزب الله يشكل أهمية مركزية بالنسبة للمحور بسبب قدراته وانضباطه، وموقعه الجغرافي، وقربه الأيديولوجي والسياسي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وتابع "في تقديري، فإن تدمير حزب الله ليس وارداً، ولكن إذا حدث ذلك، فسوف يكون ذلك بمثابة ضربة وجودية للمحور".
ورداً على سؤال من كريستيان أمانبور من شبكة "سي إن إن"، عما إذا كانت إيران ستفكر في التدخل في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، قال نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف إن "طهران حذرة من الوقوع في فخ إسرائيل، الذي يهدف إلى توسيع نطاق الأعمال العدائية من خلال جر أطراف أخرى إليها، بما في ذلك الولايات المتحدة".
وأضاف أن "إيران وحزب الله مارسا ضبط النفس في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، لكن الإسرائيليين تجاوزوا الخط الآن، في رأيي، وهناك احتمالات كبيرة بأن تصبح الحرب أكثر صعوبة في الاحتواء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل الإيراني نصر الله إسرائيل وحزب الله إيران حسن نصرالله لحزب الله نصر الله حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن "تشعر بقلق عميق" من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية لقناة "الحرة"، السبت، إن واشنطن "تشعر بقلق عميق" إزاء إعلان إيران أنها اختارت مسار التصعيد المستمر بدلا من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعلنت إيران، الجمعة، إنها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة، ردا على قرار تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.
وأضاف المتحدث أن استمرار إيران في إنتاج وتجميع اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة "ليس له أي مبرر مدني موثوق".
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحول إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو-235) لاستخدامات عدة.
تستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحول إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة.
أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، عن "قلقها الشديد" إزاء اعتزام إيران تشغيل مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة ضمن برنامجها النووي، وحثّت طهران على توثيق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان "واضحا في أن إيران يجب أن تتعاون بشكل كامل مع الوكالة من دون تأخير، من أجل حل الأسئلة المتعلقة بالتزاماتها القانونية التي ظلت عالقة لأكثر من خمس سنوات".
وذكر القرار الذي أقر الخميس في فيينا والذي له أبعاد رمزية في هذه المرحلة، إيران بـ"التزاماتها القانونية" بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي صادقت عليها في العام 1970.
وقام الدبلوماسيون الغربيون الخميس في فيينا بانتقاد صارم لإيران ونددوا بالتصعيد الإيراني فيما تحدثت السفيرة الأمريكية لورا هولغايت عن نشاطات نووية "مقلقة للغاية".
وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة.
قال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يضم 35 دولة وافق، الخميس، على قرار يأمر طهران مجددا بتحسين التعاون مع المنظمة على وجه السرعة، ويطلب من الوكالة إصدار تقرير "شامل" يهدف إلى الضغط على إيران للدخول في محادثات نووية جديدة.
وتلزم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الدول الموقعة، الإبلاغ عن موادها النووية ووضعها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبرم اتفاق نووي بين طهران وست قوى كبرى في العام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
وردا على انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، بدأت طهران التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو برنامجها النووي وتوسّعه إلى حد كبير.
فزادت إيران مخزوناتها من اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير ورفعت عتبة التخصيب إلى 60 في المئة، لتقترب بذلك من نسبة الـ90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة نووية.