جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@12:54:09 GMT

ثقافة التسول

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

ثقافة التسول

 

سالم بن نجيم البادي

حضر إلى مكتبي أحد الرجال الذين أعرفهم معرفة وثيقة وأعرف ظروفه المالية وأحوال أسرته وبعد التحية المعتادة بادرني بالقول وبدون مقدمات: "خبر ربعك وسوولنا جمعية"، ويقصد أنه يريد منَّا أن نجمع لهم المال.

وقد ذكر لي أنه يريد علاج زوجته في مؤسسة صحية خاصة وأن هاتف أحد أولاده خربان ويريد إصلاحه، كما ذكر بعض الأشياء الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها، وهي غير ضرورية وكان يمكن أن يعالج زوجته في المستشفيات الحكومية، والعلاج فيها متاح لمثل مرض زوجته وهو من الأمراض المزمنة.

كما يمكن تأجيل إصلاح هاتف ولده الصغير الذي لا يزال على مقاعد الدراسة.

وقبل سنة من الآن دخل مواطن إلى مكتبي، تظهر عليه سيماء النعمة والمظهر الحسن والهندام الجميل، ولم أكن أعرفه وقد جاء من محافظة بعيدة

وطلب مني وبطريقة غير مهذبة أن نجمع له المال، فاعتذرت له بلطف، وخرج غاضباً وناقماً.

وأخبرني أحد المعلمين أن بعض الطلبة يأتون قبيل وقت الاستراحة ويطلبون المال من المعلمين، بذلٍ وانكسارٍ، ويقول أحدهم "أستاذ أنا اليوم نسيت أجيب فلوس"، ويقول آخر "أهلي ما يعطوني فلوس"، وقد يدعي بعضهم أن فلوسه سرقت في المدرسة.

ومن المؤسف أن تستمع إلى أحد الطلبة الصغار وهو يقول: "أستاذ عطني 100 بيسة تسدني".

ولا ينبغي منح هؤلاء الطلبة المال قبل دراسة أحوالهم، والتأكد من أنهم بحاجة فعلا إلى المال حتى لا نشجعهم على التسول. وإن كانوا يكذبون من أجل الحصول على المال، فإنهم يحتاجون إلى النصح والإرشاد وإبلاغ ذويهم وتوعية المجتمع بخطورة التسول، وإنها لا تتفق مع الكرامة الإنسانية وعزة النفس والمروءة والشهامة والأخلاق الفاضلة .

ويُعتقد أن بعض الذين نراهم في الطرقات وعلى جوانب الشوارع وهم يبيعون المأكولات وخاصة الذين يحضرون أطفالهم معهم، أنهم يمارسون نوعًا من أنواع التسول وقد تم اكتشاف بعض الحالات التي تمارس هذا النوع من "التسول المُقنَّع".

والفرق الخيرية تواجه حالات من التسول، حين يأتي إليهم من يدعي الحاجة ويتضح أنه غير محتاج للمساعدة.  وكذلك بعض الذين يظهرون على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتحدثون عن سوء أوضاعهم المالية اتضح أن أحوالهم ليست بذلك السوء أو أنهم يبالغون بغرض لفت الانتباه إليهم.

وتحدث حالات من التسول وفي أماكن مختلفة وأتكلم هنا عن المواطنين الذين يتسولون ويخشى أن تنتشر ثقافة التسول لاسمح الله في المجتمع. إذا لم يتعاون الجميع في محاربة ظاهرة التسول.

ولذا علينا عدم الانسياق وراء العواطف والحذر من حيل وخداع المتسول وكلامه العاطفي الذي يستجدي به الرحمة والشفقة والعزف على وتر الدين والإنسانية.

وقد سمعت بعض الناس يستشهدون بالآية التاسعة من سورة الضحى "وأما السائل فلا تنهر"، حينما يمنحون المال للمتسول. ونقول لهم طيب لا تنهره ولكن تأكد أولاً هل هو حقاً يحتاج إلى المال!

وسبق الحديث عن ظاهرة تسول بعض الوافدين وفي هذه الأيام عانيت شخصياً من هذه الظاهرة وما فيها من الإحراج والإزعاج؛ فأحدهم تهدم بيت ابنته- كما يقول- بفعل السيول، ويريدني أن أتبرع لإعادة بنائه. والآخر يريدني أن أعطيه 60 ريالًا لشراء طعام لعائلته في بلده. والآخر قال إنَّ ابنته الكبرى سوف تتزوج ويحتاج إلى مساعدة. وامرأة وافدة تعرض تقارير طبية تدل على أن زوجها أقعده المرض ولا معيل لها هي وطفلها.

ومع كل ما ذكر لا نريد أن نهول من قضية التسول؛ فهي لاتزال محدودة بين المواطنين، لكن وحتى لا تصبح ثقافة التسول منتشرة فإنَّ مسؤولية مكافحة التسول تقع على عاتق الأسرة ومؤسسات التعليم والمساجد والجهات المختصة وكل الناس في المجتمع.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الداخلية تتوعد الأشخاص الذين قدمون معطيات مغلوطة للحصول على الدعم الاجتماعي

زنقة20ا الرباط

توعد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بالتعامل بصرامة مع من يقدمون معطيات مغلوطة للحصول على الدعم الاجتماعي، مشيرا إلى وجود حالات لأشخاص يمتلكون عقارات ويستفيدون من مبلغ 500 درهم، كما أن بعضهم لجأ للطلاق للاستفادة من الدعم.وفق يومية الأحداث المغربية.

واعتبر وزير الداخلية، وحسب ما ورد في تقرير لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة والشؤون الإدارية، بمناسبة مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية، (اعتبر) أن الاستفادة من الدعم الاجتماعي تتم بناء على النفقات كمؤشر، وليس على المداخيل، معربا عن استغرابه من التصريحات المغلوطة التي يقدمها البعض أثناء التسجيل، مثل الادعاء بعدم امتلاك «قنينة الغاز أو الكهرباء رغم العيش في الحواضر، وهناك من يسجل بياناته عبر الهاتف ويدعي عدم امتلاكه لهاتف نقال».

وأشار لفتيت إلى أنه في نظام «راميد كان هناك 11 مليون مستفيد، حيث تم تحويل ملفاتهم إلى «أمو تضامن»، وبعد مراجعة وتنقية الملفات، تم حذف غير المستحقين، وتوجيههم نحو نظام «أمو الشامل»، وبقي فقط المستحقون الحقيقيون، مما أحدث تحولا نوعيا في النظام».

 

مقالات مشابهة

  • الداخلية تتوعد الأشخاص الذين قدمون معطيات مغلوطة للحصول على الدعم الاجتماعي
  • قوة عسكرية تقطع الخط الدولي في أبين
  • حسابه شديد يوم القيامة.. عالم بالأوقاف يحذر من التعدي على المال العام
  • مولوي: تحية لروح العناصر الذين استشهدوا في دورس
  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • ثقافة الفيوم تنظم مسابقة العباقرة بالتعاون مع المنطقة الأزهرية 
  • بيانًا رسميًا يكشف تفاصيل أزمة علي غزال
  • انطلاق حملة لمكافحة ظاهرة التسول في مدينة درنة
  • وزير الرياضة ومحافظ شمال سيناء يطلقان المبادرة القومية للياقة البدنية تحت شعار “لياقة المصريين”
  • «لياقة المصريين».. مبادرة قومية جديدة بدأت في شمال سيناء| صور