أبو محمد هو واحد من شخصين فقط لا يزالان يعيشان في مبنى سكني مكون من 12 طابقاً في مدينة صور جنوبي لبنان.  

ونزح معظم سكان المدينة الـ200 ألف منذ أن بدأت إسرائيل شن غارات جوية مدمرة في جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضي.

ويقول سكان المدينة إن العشرات قتلوا في قصف مكثف وغارات جوية في مدينة صور وما حولها، وهي رابع أكبر مدينة لبنانية وأحد أهداف الحملة الجوية الإسرائيلية.

وقال أبو محمد: "عندما تسقط قذيفة جوية بالقرب مني، أركض إلى مستشفى قريب للاحتماء. وإلا فإنني أواصل حراسة بوابة مدخل المبنى حتى لا يحاول أحد اقتحامه".

وأضاف الرجل الخمسيني أن هناك نقصاً حاداً في الوقود في المدينة ولا تتوفر الكهرباء إلا لساعات قليلة في المساء، وأن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل صاروخي، وأن العديد من الأشخاص المتبقين في المدينة يعتمدون على إمداداتهم الغذائية الطارئة.

 وقال إن وابل القصف وأصوات القنابل وهدير الطائرات الحربية الإسرائيلية فقط هو الذي يخترق الصمت المخيف الذي يلف مدينة صور، وهي مدينة ساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط ​​تعتبر من الوجهات المفضلة للمصطافين.

 انتقل أبو محمد مع عائلته إلى مدينة صور قادما من سوريا المجاورة بعد أن اندلعت فيها الحرب الأهلية في عام 2011. 

وأعاد زوجته وأطفاله الثلاثة إلى سوريا منذ عدة أشهر. 

ويصر محمد على البقاء في صور، على الرغم من المخاطر، حتى في الوقت الذي يحاول فيه عشرات الآلاف من الأشخاص الهروب جماعيا من جنوب لبنان بحثاً عن أمان نسبي في العاصمة بيروت وشمال لبنان.

وفي هذا الصدد يقول: "أنا لاجئ بالفعل. أين سأذهب؟ ليس لدي حتى وسيلة للمغادرة". 

وعادة ما تكلف تذكرة الحافلة من صور إلى بيروت حوالي 3 دولارات. وحسب المتحدث فإن شركات الحافلات الآن تتقاضى ما يصل إلى 100 دولار للشخص الواحد في حين لا تقل تكلفة سيارة الأجرة عن 300 دولار.

 "عودة مستحيلة"

ومع احتدام المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، فإن اللبنانيين والإسرائيليين العاديين هم من يتحملون وطأة العنف، على غرار الأكاديمي صلاح الذي ينحدر من بلدة العباسية، بالقرب من صور. 

وقال صلاح: "بينما كنت أقود سيارتي خارج المدينة، كانت الصواريخ والقذائف تسقط بالقرب منا. رأيت مبنى سكنياً ينهار خلفنا". 

تستغرق الرحلة إلى من صور إلى بيروت عادةً حوالي ساعة واحدة. لكن عائلة صلاح ظلت على الطريق لما يقرب من 30 ساعة، حيث كان الطريق السريع الرئيسي في البلاد يختنق بآلاف السيارات.

 وقال صلاح: "كانت هناك فوضى عارمة. رأيت نساءً يلدن على قارعة الطريق. تم التخلي عن بعض السيارات التي نفد وقودها. وكان هناك ما يصل إلى 10 أشخاص محشورين في بعض السيارات. كان الناس يجلسون فوق السيارات أو في صناديق الأمتعة".  

ويقيم صلاح وعائلته في شقة صغيرة مع عائلتين أخريين في بيروت، التي كانت أيضًا هدفًا للغارات الإسرائيلية. ولا يعرف متى سيتمكن من العودة إلى منزله. 

وأضاف: "أسوأ ما في الأمر هو أننا لا نستطيع العودة. إذا قُتل أحد أقاربنا هناك، فلا يمكننا دفنه. البلدة فارغة وهناك جثث تحت الأنقاض. لا يوجد أحد هناك ليدفنهم".

ورغم فرار الكثيرين من صور والبلدات المجاورة، فإن بعض السكان غير قادرين أو غير راغبين في المغادرة، ومن بينهم محمد، وهو لاجئ فلسطيني فر والداه إلى لبنان منذ عقود. 

وأضاف أن "الضربات الجوية في صور كانت مكثفة. لقد قُتل أو جُرح الكثير من الأشخاص. هناك قصف في كل مكان حولنا. هناك ضجيج مستمر للطائرات تحلق فوق المدينة". 

وعلى الرغم من الخطر الداهم، يصر محمد على أنه وعائلته لن يغادروا. 

وقال الأب لثلاثة أطفال: "إذا متنا، أفضل أن أموت في منزلي. كلما سمعنا غارة جوية، نهرع إلى الطابق السفلي. نحن نمسك أيدينا ونصلي".


 المصدر: ياسين جابر وفراد بزهام / راديو أوروبا الحرة

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مدینة صور من صور

إقرأ أيضاً:

مدعوم من ترامب.. اليمني الأميركي أمير غالب يعلن ترشحه مجدداً لعمدة مدينة هامترامك

أعلن الأمريكي من أصول يمنية، الدكتور أمير غالب ترشحه لمنصب عمدة مدينة هامترامك بولاية ميتشغن الأمريكية لولاية ثانية، مؤكداً تلقيه دعماً من الرئيس ترامب في الانتخابات المحلية القادمة.

وقال أمير غالب في منشور على صفحته بالفيسبوك، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، "أعلن عن ترشحي لمنصب عمدة مدينة هامترامك لفترة ثانية، ومواصلة خدمة مجتمعنا بكل أمانة وتفاني وإخلاص".

غالب الذي يشغل منصب عمدة المدينة ذات الأغلبية المسلمة والتي راحت أصواتها بدعم منه للرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عاد في منشور آخر وقال إنه تلقى اتصالاً من الرئيس ترامب، أكد خلاله ترامب دعمه لترشحه لولاية ثانية، بالإضافة إلى أدوار أخرى مهمة سيوكلها إليه ضمن إدارته.

وأوضح أن الاتصال ناقش عدد من المواضيع التي تهم مجتمعنا ومدينتنا والولايات المتحدة والعالم، بما فيها أهمية تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط واوكرانيا بطرق سلمية عادلة، ومواضيع متفرقة أخرى.

وفي نوفمبر من العام 2021م، فاز غالب بمنصب عمدة مدينة هامترامك كأول عربي مسلم يفوز بالمنصب، بعد فوزه على العمدة السابقة للمدينة كارين ماجوسكي، بنسبة 68.24% من الأصوات.

مقالات مشابهة

  • مصطفى محمد يلوح بالرحيل عن نانت: هناك أمور ليست بيدي
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • الجلسة الحوارية لأبناء محافظة الرقة مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة دمشق
  • الجلسة الحوارية لأبناء محافظة الحسكة مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة دمشق
  • بدء الجلسة الحوارية لأبناء محافظة الحسكة مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة دمشق
  • الأنصار يفوز على النجمة.. مباراة حامية وهذه نتيجتها
  • جريمة أخلاقية.. «فلاح» ينتهك جسد زوجة ابنه.. والفتاة تفضل الرحيل عن الفضيحة
  • رغوة غامضة تثير الرعب بشوارع مدينة جزائرية ما قصتها وكيف علّق مغردون؟
  • بوتين: ليس هناك حاجة لرد فعل هستيري.. لا أحد يستبعد أوكرانيا من المحادثات
  • مدعوم من ترامب.. اليمني الأميركي أمير غالب يعلن ترشحه مجدداً لعمدة مدينة هامترامك