لجريدة عمان:
2024-11-15@21:32:37 GMT

الموت هامسًا في أُذنه: عِش

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

لم نعتد كثيرًا رؤية رجل أزِفت سنوات عمله وهو مُفعم بالحياة مُتفائل لا ينتظر اليوم الذي سيختفي فيه من الوجود حتى نحن الذين حوله نُصِرُ من حيث لا ندري على إسكات صوت الحياة داخله.. التعامل معه باعتباره شخصا «منتهي الصلاحية» لم يعد باستطاعته التعاطي مع المرحلة واستيعاب حراكها ومتطلباتها.

أما في بعض الثقافات فلا يعني ذلك أكثر من كونه اختتام مرحلة والانتقال إلى أُخرى برؤى ومفاهيم مختلفة وهنا يتجلى التباين والتناقض الشديدان في تفسير المفاهيم، ففي الوقت الذي نفهم فيه انتهاء حقبة العمل تلك بـ«الانحسار» و«التقهقر» و«انعدام الفاعلية» تمثل هناك بداية تجربة سماتها الحضور والتجدد وانبعاث النشاط.

انقضاء فترة العمل المُقيد للحرية يجب أن يعني إعلان فك الارتباط بكل التزام رسمي أو أعمال روتينية مكرورة.. توفر المزيد من الخيارات يدخل ضمنها محو ما التصق بالذاكرة من رواسب.. السفر والقراءة والرياضة والاستجمام ولقاء الأصدقاء الذين باعدت بينهم ظروف الحياة.. البحث عن الرزق المفتوحة أبوابه في أماكن لم نكن نعرفها وبيئات أكثر صحة وعدالة.

المرحلة التالية من الحياة فرصة سانحة للانطلاق ومعاودة إحياء الهوايات التي لم تسمح الانشغالات بممارستها.. دخول البرامج التي ديدنها تجديد وتطوير المعلومات.. هي كذلك التوقيت المناسب لبدء المشروعات المؤجلة أو إكمال ما لم تُمّكِن الظروف من إنجازه بسبب الالتزامات المتزاحمة.

مرحلة الانفكاك من كل ما هو مفروض علينا يمكن استثمارها في استعادة أرواحنا التي أرهقها التوتر والقلق وأضناها الاضطراب.. إصلاح علاقتنا التي ربما تضررت مع الله سبحانه وتعالى ومع من حولنا من الناس.. تقييم الماضي لأخذ العِبر والبحث عن السعادة والرضى عن النفس.

إنها الوسيلة المُجربة والناجعة لـ«نخل» أسماء حفظناها داخل قوائم هواتفنا وبريدنا الإلكتروني ومذكراتنا بسبب انتهاء المصالح والعودة لأنفسنا التي لوثتها العلاقات السامة والمناكفات.. النافذة المُشّرعة للحرية والعيش بهدوء والتحليق عاليا حيث تسكن النجوم حيث لا أسوار ولا حواجز لا عيون لا حُراس.

النقطة الأخيرة..

«الموت يهمس باستمرار في أُذني: عِش، فأنا في الطريق إليك».

سير أوليفر هولمز

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

منطقة «بئر يي» .. بؤرة الموت الكسلاوية

كسلا:سيف الدين آدم هارو

على ضفاف نهر القاش تقع منطقة بئر ييي التي لم يشفع لها عمرها الذي يتجاوز القرن من الزمان من أن تشهد ترديا خطيرا وغير مسبوق، وللمفارقة فإنها تقع علي. مسافة غير بعيدة من رئاسة حكومة الولاية ومؤسساتها الحيوية.

وفي هذه المنطقة فإن التاس يقتسمون البؤس الذي يتبدي جليا في مساكنهم المصنوعة من المواد المحلية التي لا أعتقد انها تقيهم زهمرير الشتاء وسخانة الصيف الغائظ، ورغم أن السكان ارتضوا بهذا الواقع إلا أن شجر المسكيت فرض وجوده واحال حياتهم إلى جحيم.

أهل هذه الحي تكالبت عليهم نكبات الدهر فقد استوطنها الهزال والمرض والبؤس، انسان المنطقة المنسية يلاقي حتفه، جوعاً أو مرضاً أو يأساً، ومنهم من ينتظر يومه.

 إبن المنطقة اللواء شرطة م أبو محمد ونتك مدير صندوق إعمار الشرق الذي زرنا معه الحي تحدث بنبرة حزينة عن معاناة سكان الحي العريق

 الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة ، ويقول ان انسانه يصارع يوميا الفقر والأزمات الصحية ومصاعب المياه المتدفقة من القاش، والعنوان البارز في المنطقة هو الفقر والجهل والمرض، وهذا الثالوث يهدد أمن واستقرار المدنية.

 وما شاهدته فاق حد التصور، مشاهد اقل مايمكن وصفها بالصادمة، حيث يعاني سكان بئر يي من ظاهرة طفح المياه الجوفية بسبب نهر القاش المعروفة بـ”النز”، وقد تسبب في انهار وتصدع مئات المنازل وتحولت بعضها الي مسطحات مائية ما أدى الي نزوح ٣٠٠ اسرة ومنهم من غادر بسبب الأمراض المنتشرة، فضلاً عن احتلال شجرة المسكيت لأحياء بئر ييي الستة .

استمعت لحديث المواطنين الذي كانوا فى حالة غضب تحدثوا بحسرة عن مواقعهم، وفي هذا الصدد يقول عمر باكاش أن شجرة المسكيت غيّرت ملامح المنطقة حيث يتعذر السير في بعض الشوراع ليلاً. و يتقاسم المواطنين الشوارع مع الأفاعي السامة بانوعها المختلفة واللصوص ومدمني وتجار المخدرات الذين اتخذوا من تلك المنطقة وكرا آمنا.

واضاف:يضطر المواطنين لحمل المرضي و الموتي والعبور الي مسافات بعيدة سيرا علي الاقدام بغية الوصول للمنطقة التي تسمح بدخول السيارات.

وقال أنور جعفر :تسببت بيئة المنطقة المدمرة في إنتشار الأمراض وتوفي علي اثر ذلك عشرات المواطنين بوباء الكوليرا وحمي الضنك والكبد الوبائي وأمراض سوء التغذية ولدغات الثعابين، وقد تم فتح مركز لعزل الضحايا لكثرة الإصابات .

 واردف: يحدث ذلك رغم وجود غالبية الأيادي العاملة في إصحاح البيئة من سكان منطقة بئر يي،مع أن هذه المنطقة قدمت ارتال من الشهداء،ولكن ولا حياة لمن تنادي.

وطالب اللواء أبو محمد ونتك بضرورة إزالة المسكيت وفتح الشوارع لاعادة الأمن المفقود ليلاً بجانب إصلاح خطوط مياه الشرب المتفجرة والملوثة في بعض الأحياء وإحضار عدد من المهندسين لمعالجة النز و فتح قسم شرطة و تأهيل المركز الصحي ومعالجة الأمراض المستوطنة وتقديم الغذاء مقابل التعليم نسبة لانتشار رقعة الفقر ومنح المعلمين حافز تشجيعي.

 ومضى ونتك في حديثه وسأله :من المستفيد من ضياع شعب بئر ييي، هذا الوضع يهدد المنطقة بالزوال بسبب الإهمال والاستهتار حيث يموت الإنسان لأنه لا يملك ثمن دواء و يظل غير قادر على مواصلة التعليم وعلى أثر يفقد الأمل للأمراض وانتشار الجريمة والسرقات والقتل وانعدام الأمن والأمان، ودعا ونتك حكومة الولاية للعمل الجاد للمحافظة علي إنسان المنطقة .

القاشبئر يي كسلاضفاف

مقالات مشابهة

  • مولوي: تحية لروح العناصر الذين استشهدوا في دورس
  • منطقة «بئر يي» .. بؤرة الموت الكسلاوية
  • جريمة جديدة تهز اليمن.. تعذيب مواطن ستيني حتى الموت وسط البلاد
  • الموت يفجع الفنان الإماراتي حسين الجسمي
  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • خبير عسكري: إسرائيل ستكون أكثر انكشافا لحزب الله خلال المرحلة الثانية
  • شاب يطعن والدته حتى الموت في جريمة مروّعة تهز عدن
  • في جريمة مروّعة.. شاب يطعن والدته حتى الموت
  • بو عاصي: وجود مسؤولين من حزب الله بين المدنيين يعرّض اهلنا لخطر الموت
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟