هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟.. الحقيقة الكاملة بين الفقهاء (فيديو)
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
فاجعة الموت لا يضاهيها فاجعة، فالفقد خاصة لشخص عزيز، يحفر ألماً في النفس وغصة في القلب، ولكن دائماً يبحث ذوو الميت وأصدقائه وأحبائه عن الأعمال الصالحة ليقوموا بها وإهداء ثوابها له، لتكون بمثابة صدقة جارية تكتب له بها الحسنات وتمحو عنه السيئات، ومن تلك الأعمال الصالحة هي قراءة القرآن، ولذلك يتردد سؤال حول هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟
هل يصل ثواب قراءة القرآن للميتوحول الجواب عن سؤال هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت، فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أنّه لا مانع شرعًا من اجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ وهِبَةِ ثواب هذا العمل الصالح إلى الميت، مشيرة إلى أنّه سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرَءُوا يس على مَوْتَاكُم» رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده، ورغم اتفاق المذاهب الأربعة على جواز قراءة القرآن للميت وأن ثوابه يص له، إلاّ أنّ بعض المالكية ذهبوا إلى كراهة القراءة على القبر تحديدًا.
1- حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، وهذا يشمل حال الاحتضار وبعده.
2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه، وأَسْرِعوا به إلى قبره، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره» أخرجه الطبراني، والبيهقي في «شعب الإيمان»، وحسنه الحافظ ابن حجر، وفي رواية: «بفاتحة البقرة» بدلًا من «فاتحة الكتاب»، كما صحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أوصى إذا دُفن أن يُقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها. أخرجه الخلال، وصححه ابن قدامة، وحسنه النووي.
3- ما رُوِي عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دخل المقابر، فقرأ فيها يس، خفَّف الله عنهم يومئذٍ، وكان له بعددهم حسنات» أخرجه صاحب الخلَّال وذكره ابن قدامة في «المغني».
وأخذ العلماء وصول ثواب القراءة للميت من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله وصل بعضه، فثواب القراءة يصل للميت إذا نواه القارئ عند الجمهور، وذهب الشافعية إلى أنه يصل كدعاءٍ بأن يقول القارئ مثلًا: «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان»، لا إهداء نفس العمل، والخلاف يسير، ولا ينبغي الاختلاف في هذه المسألة.
دعاء للميت«اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس».
«اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار».
«اللهم اجعل قبره آمناً ووسعه مد بصره».
«اللهم أسكنه فسيح جناتك وارزق أهله الصبر والسلوان».
«اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله.اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة».
«اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله».
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهم أجره وعافه واعف عنه وأكرم نزله.
اللهم أسكنه فسيح جناتك وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهم أسكنه فسيح جناتك وارزق أهله الصبر والسلوان.
اللهم أجره وعافه واعف عنه وأكرم نزله.اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.
اللهم أسكنه فسيح جناتك وارزق أهله الصبر والسلوان.اللهم أجره وعافه واعف عنه وأكرم نزله.
اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك فقه فتنه القبر وعذاب النار.
اللهم إنه جاء ببابك واناخ بجنابك فجد عليه بعفوك واكرامك وجود احسانك.
اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمه تطمئن بها نفسه وتقر بها عينه.
اللهم إنه صبر على البلاء ولم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.
اللهم اجعل فقيدي وجمع موتى المسلمين في جنات الخلد منعمين مترفين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المقابر دار الإفتاء قراءة القرآن قراءة القرآن للميت رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين المنزَّل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلسان عربي مبين، الذي أُمر بتبليغه للعالمين؛ فقال عز شأنه: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 90]، فرسالته صلى الله عليه وآله وسلم عامة لجميع الناس، وليست قاصرة على جنس دون جنس، ولا زمن دون آخر، وإنما هي ليوم القيامة.
حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية
وتابعت الإفتاء عبر موقعها الرسمي في فتواها رقم 2348 لفضيلة الدكتور شوقي علام حول حكم قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير العربية أن العمل على تبليغ القرآن الكريم وتعليمه لجميع المسلمين هو من المهمات في الدين، ولا شك أن ذلك يقتضي أحد أمرين: إما أن يعرف هؤلاء المسلمون اللغة العربية فلا إشكال، أو أنهم لا يعرفونها فيحتاجون حينئذٍ لمن ينقل لهم القرآن الكريم بلغتهم، ومن هنا فإن العلماء قد بحثوا حكم ترجمة القرآن الكريم وبيان جوازها من عدمه وانتهوا إلى فريقين:
الفريق الأول: المنع والتخوف من التحريف
يتمسك هذا الفريق بموقف صارم يرفض ترجمة القرآن الكريم إلى لغات أخرى. يعتقدون أن ترجمة القرآن هي أمر مستحيل؛ فحتى وإن كانت الترجمة دقيقة، فإنها لن تتمكن من نقل جمال وبلاغة القرآن الكريم. القرآن لا يُحاكى، ولا يُقارن به شيء، وهو معجز في أسلوبه، كما تحدى الله -سبحانه وتعالى- الإنس والجن أن يأتوا بمثله. لذلك، يرى هذا الفريق أن الترجمة قد تُفقد المسلمين الاتصال بالقرآن بلغته الأصلية، مما قد يؤدي إلى فهم مبتور أو حتى تحريف المعاني.
أحد المبررات البارزة لهذا الرأي هو أن الترجمة ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل هي تفسير للمعنى بلغة أخرى. وبالتالي، قد يعتقد البعض أن الترجمة هي القرآن نفسه، وهو ما يؤدي إلى تحريف المعنى بشكل غير مقصود. لذلك، يُحذّر هذا الفريق من أن الترجمة قد تُساهم في تقليل اهتمام المسلمين بتعلم اللغة العربية وفهم القرآن مباشرةً منها.
الفريق الثاني: الجواز مع الضوابطفي المقابل، هناك فريق من العلماء يرون أن ترجمة القرآن الكريم جائزة ولكن ضمن شروط وضوابط. هؤلاء يميزون بين الترجمة والقراءة الحرفية، حيث يعتبرون أن الترجمة ليست بديلاً عن القرآن، بل هي محاولة لنقل المعاني. ومن هنا، يستندون إلى أنه لا حرج في ترجمة القرآن إلى لغات مختلفة طالما تم التأكيد على أن الترجمة ليست قرآناً بالمعنى الحرفي، بل هي تفسير له.
من الناحية العملية، يقترح هذا الفريق تشكيل لجان من علماء التفسير واللغة لوضع معايير دقيقة للترجمات بما يضمن الحفاظ على معاني القرآن. يُفترض أن تتم الترجمة بالتعاون مع مختصين من لغتين: العربية واللغة المستهدفة، لضمان دقة التفسير. ويؤكد هذا الفريق على ضرورة أن يكون النص المترجم مرفقاً مع النص العربي الأصلي، لتجنب اللبس ولتوضيح أنه ليس بديلاً عن النص القرآني، بل هو تفسير يمكن أن يساعد غير الناطقين بالعربية على فهم معاني القرآن.
التحديات العملية والتخوفاتورغم أن العديد من المجامع الإسلامية، مثل مجمع البحوث الإسلامية في مصر ومجالس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، يلتزمون بمنع كتابة القرآن بلغات أخرى، فإن البعض يعترف بضرورة ترجمة القرآن في حالات معينة، مثل الدعاية الإسلامية أو تعليم المسلمين الجدد.
يُحتمل أن تكون الحاجة إلى هذه الترجمة ملحة خاصة في ظل التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الحديثة التي تجعل الوصول إلى معلومات دينية بلغة المواطن أسهل وأكثر شمولًا.
ضوابط الترجمة: الحفاظ على قدسية النص القرآنيمن أبرز الآراء المؤيدة للترجمة هو وضع ضوابط صارمة لضمان عدم تحريف النصوص القرآنية. يشير هذا الرأي إلى ضرورة عدم نشر النصوص المترجمة بمعزل عن النص العربي، بل يجب دمجها بشكل متكامل بحيث يتم التأكيد على أنها مجرد تفسير، مع تقديم توضيحات حول تنوع القراءات القرآنية. كما ينبغي أن تكون الترجمة تحت إشراف علماء مختصين، مما يضمن تطابق الصوتيات مع اللغة العربية بأدق صورة ممكنة.
حفاظاً على قدسية القرآن وفهمه العميقيظل الجدال حول ترجمة القرآن الكريم قضية شائكة، بين الحفاظ على قدسية النص العربي وفهمه السليم، وبين تلبية حاجات المسلمين غير الناطقين بالعربية. وبينما تظل الترجمة وسيلة لتوصيل معاني القرآن، يبقى الالتزام بالضوابط العلمية أمرًا بالغ الأهمية لضمان عدم تحريف القرآن، وحفاظاً على مبدأ التفسير الصحيح للمفاهيم القرآنية.
إن هدف المسلمين يجب أن يكون تعزيز فهم القرآن في أوسع نطاق ممكن، مع احترام قدسية النص وحمايته من أي تحريف أو سوء فهم.