واشنطن- في تغريدة له على منصة إكس، قال ستيفن والت، بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، تعليقا على أنباء استشهاد حسن نصر الله زعيم حزب الله، "ببساطة شديدة، إذا كنت لا تريد أن يفعل شخص ما شيئا ما، فأنت لا تمنحه الوسائل للقيام بذلك. لذلك، يجب على المرء أن يستنتج أن الحكومة الأميركية لا تعترض على ما تفعله إسرائيل منذ العام الماضي".

وبعدما ادعى مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة أُبلغت بالعملية قبل وقوعها بوقت قصير، أكد الرئيس جو بايدن -في حديث سريع للصحفيين- أن إسرائيل لم تقدم إشعارا مسبقا بالضربة التي استهدفت نصر الله، وأن واشنطن لم تشارك في الضربات.

ومنذ شنت إسرائيل هجمات جوية وصاروخية على المقر الرئيس لحزب الله مساء أمس الجمعة، سارع مسؤولون كبار في إدارة بايدن لتقييم تداعيات الضربة الإسرائيلية الضخمة. وبحثت الإدارة ردود الأفعال المتوقعة من الحزب، وربما من إيران، وإذا ما كان الشرق الأوسط يتجه نحو النتيجة التي حاولت الولايات المتحدة منعها لمدة عام منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي حرب إقليمية شاملة.

والت: الحكومة الأميركية لا تعترض على ما تفعله إسرائيل منذ العام الماضي (مواقع التواصل) الاستعداد لكل السيناريوهات

وقال البيت الأبيض -في بيان- إن بايدن أمر وزارة الدفاع (البنتاغون) "بتقييم وتعديل انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط حسب الضرورة لتعزيز الردع وضمان حمايتها ودعم مجموعة كاملة من الأهداف الأميركية"، وأضاف أن بايدن أمر أيضا السفارات الأميركية في المنطقة "باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية حسب الاقتضاء". ولم يدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن الهجمات، بل وجه رسالة تحذير إلى "أي طرف يستغل هذه اللحظة لاستهداف مصالح وأفراد أميركيين في المنطقة"، وأوضح أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات الممكنة للدفاع عن مواطنيها.

وفي رده على سؤال عن حدود حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، قال بلينكن إن "السؤال ليس هل لها الحق في التعامل مع التهديدات الوجودية لأمنها وأعدائها عبر حدودها بنية معلنة لتدميرها. بالطبع هو كذلك. لكن السؤال هو ما أفضل طريقة لتحقيق أهدافها للوصول إلى الأمن الدائم. وفي هذه الحالة، في ما يتعلق بلبنان، ما أفضل طريقة لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في خلق بيئة في شمال إسرائيل تمنح الناس الثقة للعودة إلى ديارهم؟ وكما قلت، نعتقد أن المسار الدبلوماسي هو الأفضل".

"بوليتيكو" عن مسؤولين أمريكيين: بايدن غاضب ويشعر بالإحباط بسبب إذلال نتنياهو الإدارة الأمريكية عبر تقويض المفاوضات علنا في #غزة ولبنان#حرب_غزة pic.twitter.com/oeRA2GKQLH

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 28, 2024

من جانبه، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من العواقب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال، عقب عودته من اجتماع بلندن مع نظيريه البريطاني والأسترالي، إن "حربا شاملة بين حزب الله وتل أبيب ستكون مدمرة لكل من لبنان وإسرائيل. ومرة أخرى، نتوقع أن نرى عددا من الأشخاص النازحين، وضحايا، يساوي أو يتجاوز ما رأيناه في غزة".

وأكد البنتاغون أن الولايات المتحدة لم تكن لديها معرفة مسبقة بالضربات.

وتحدث أوستن -هاتفيا- مع نظيره الإسرائيلي في وقت متأخر أمس الجمعة، ووصف مسؤول أميركي المكالمة بأنها متوترة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إسرائيل لم تعط واشنطن إشعارا مسبقا بالضربة. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإنها تخشى أي توتر يمكن أن يمتد إلى القوات الأميركية في المنطقة.

ترحيب وتحذير ومخاوف

ورحب روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعروف بقربة من إسرائيل ومنظمة أيباك، بالعملية وقال في تغريدة على منصة إكس، صباح اليوم السبت، عقب تأكيد مقتل نصر الله، "مع ذلك، سيظل العدو ببعض القوة، حتى لو كان متأثرا مثل بقايا حزب الله اليوم".

وتابع أن "أحد المخاوف (وليست الوحيدة) هو أنهم يستنتجون أنهم عانوا من هذا المصير، لأنهم يفتقرون إلى شيء لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول– ألا وهو الرهائن. من المهم بشكل خاص الآن توخي الحذر من محاولات احتجاز الأجانب رهائن داخل لبنان، ومن الهجمات عبر الحدود داخل إسرائيل وتفعيل المؤامرات الإرهابية لحزب الله في جميع أنحاء العالم (بما في ذلك هنا في أميركا)".

في حين عبر جوناثان كونرسيوس، المسؤول الإسرائيلي السابق، والخبير حاليا بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن (وتعرف بقربها الشديد من حكومة بنيامين نتانياهو)، من أن "الرد الإيراني على القضاء على حزب الله الإرهابي اللدود سيأتي. وسوف يتشكل نوع نطاق ردهم من خلال الموقف الذي ستتخذه الولايات المتحدة. ساعات مهمة جدا الآن ستبدأ مع يقظة على الساحل الشرقي".

من جانبه، عبر تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي، من أن "إسرائيل لا تعير أي أهمية لخطوط إيران الحمراء. ونتنياهو يريد الحرب، وما دام أن بايدن ليست لديه خطوط حمراء معه، فإن إسرائيل ستواصل التصعيد حتى تحصل على حربها. إن الردع الإيراني ينهار، لأن طهران افترضت أن العقلانية الأميركية تتمحور حول المصالح الأميركية. وعلى بايدن التحرك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وإيران تجريان محادثات سرية بوساطة الولايات المتحدة.. ووفد إيراني يلتقي مسئولين أمريكيين في أوروبا لإيجاد صيغة تسمح بإنهاء الصراع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت تقارير عربية وإسرائيلية، عن محادثات سرية تجريها تل أبيب وطهران بوساطة الولايات المتحدة من أجل تهدئة التوترات مع حزب الله فى المنطقة.
وبحسب التقارير فقد وصل وفد إيرانى إلى إحدى الدول الأوروبية والتقى بمسئولين أمريكيين كبار من أجل إيجاد صيغة تسمح للجانبين بإنهاء الصراع. 
وبحسب التقرير يتبادل الطرفان التهديدات ويجريان مفاوضات خلف الكواليس، وتتراوح الخيارات بين العودة إلى الاتفاقات السابقة،  والتصعيد إلى صراع جديد وغير متوقع.
وبحسب التقرير، تطالب إسرائيل إيران بكبح جماح حزب الله مقابل إنهاء الهجمات على البنية التحتية الاستراتيجية الإيرانية فى لبنان.
فيما تهدد إيران بمهاجمة المطارات العسكرية فى إسرائيل وتدمير مقر الكيريا فى تل أبيب. وأمرت إيران القادة الميدانيين لحزب الله بالامتناع عن استخدام الصواريخ الدقيقة والثقيلة، وفقا للتقارير.
ويتضمن الاقتراح الأمريكى العودة إلى التطبيق الكامل لقرار الأمم المتحدة رقم ١٧٠١، بما فى ذلك نشر الجيش اللبنانى على طول الحدود مع إسرائيل وتقديم المساعدات الأمريكية لتسليحه.
كما يتضمن الاقتراح أيضًا إخلاء منشآت حزب الله من جنوب لبنان ونقلها إلى منطقة البقاع، مع تحويل جنوب لبنان إلى منطقة منزوعة السلاح.
وتقترح الولايات المتحدة أن تضغط إيران على حماس للتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى قريبًا وتهدئة الوضع فى المنطقة قبل الانتخابات الأمريكية.
وبحسب التقارير تقدر إيران أنه سواء تم انتخاب دونالد ترامب أو كامالا هاريس، فإن اتفاقًا جديدًا بين إيران والولايات المتحدة سوف يحدث ومن المتوقع أن يشمل البرنامج النووى وإطلاق مئات المليارات من الدولارات على الاقتصاد الإيراني.
وصرح مسئول كبير بأن إيران تحاول كبح التصعيد فى لبنان، معتبراً أن ذلك سيحافظ على قدرات التهديد لإسرائيل فى حال وقوع هجوم مستقبلى على المنشآت النووية الإيرانية.
وتجرى الاتصالات السرية على خلفية التوتر المتزايد فى المنطقة، حيث تحاول جميع الأطراف حماية مصالحها مع تجنب التصعيد غير المنضبط.
من جانبه، قال الرئيس الإيرانى مسعود بازشكيان، إن "حزب الله لا يمكنه الوقوف بمفرده أمام دولة يدعمها الغرب ويزودها بالسلاح"، وأضاف أنه "يجب ألا نسمح للبنان أن يتحول إلى غزة أخرى على يد إسرائيل".
فى غضون ذلك، زعمت تقارير أن إيران لا تثق فى قيام حزب الله بإجراء تحقيق شامل فى الظروف التى أدت إلى انفجار أجهزة البيجر واللاسلكي، وأرسلت وفدا إلى بيروت مهمته الكشف عن محاولات تخريب توريد أجهزة اللاسلكي. 
من جانبه، شدد وزير الداخلية اللبنانى بسام مولوى على أنه "على القوى الأمنية كافة أن تتنبه لأى تحرك مشبوه، وعلينا جميعا أن نكون فى حالة تأهب". 
وأضاف: "أكدنا على ضرورة وجود كاميرات لرصد كل حركة فى كافة المناطق، وضرورة التنسيق بين جميع القوات الأمنية للتعامل مع التحديات".
وأدان المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى الهجوم الإسرائيلى الذى وقع يوم الجمعة فى منطقة الضاحية فى بيروت، قائلا إن "إسرائيل ترتكب جرائم علانية فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا".
وأضاف خامنئى أن إسرائيل "لا تواجه المقاتلين بل تستهدف عامة الناس"، ودعا إلى "تضافر القوة الداخلية بين المسلمين للقضاء على الورم السرطانى الخبيث فى فلسطين".
 

مقالات مشابهة

  • عاجل - اتهام إيراني صريح.. الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في تنفيذ جرائمها في غزة ولبنان
  • بايدن: الولايات المتحدة لم تكن على علم بالهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية ولم تشارك فيه
  • عاجل ـ بايدن.. الولايات المتحدة لم تكن على علم بالهجوم على بيروت ولم تشارك فيه
  • بايدن: أمريكا لم تكن على علم ولم تشارك في هجوم إسرائيل على بيروت
  • البنتاغون: الولايات المتحدة لم تتلق إشعارا مسبقا عن ضربة إسرائيل في بيروت
  • إسرائيل ترفض الهدنة الأميركية وتقصف بيروت
  • آخر أيام بايدن.. الدبلوماسية الأميركية تترنح في الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة وحلفاؤها يدعون لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
  • إسرائيل وإيران تجريان محادثات سرية بوساطة الولايات المتحدة.. ووفد إيراني يلتقي مسئولين أمريكيين في أوروبا لإيجاد صيغة تسمح بإنهاء الصراع