بروفيسور بهارفارد: أميركا توافق على كل ما تقوم به إسرائيل
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
واشنطن- في تغريدة له على منصة إكس، قال ستيفن والت، بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، تعليقا على أنباء استشهاد حسن نصر الله زعيم حزب الله، "ببساطة شديدة، إذا كنت لا تريد أن يفعل شخص ما شيئا ما، فأنت لا تمنحه الوسائل للقيام بذلك. لذلك، يجب على المرء أن يستنتج أن الحكومة الأميركية لا تعترض على ما تفعله إسرائيل منذ العام الماضي".
وبعدما ادعى مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة أُبلغت بالعملية قبل وقوعها بوقت قصير، أكد الرئيس جو بايدن -في حديث سريع للصحفيين- أن إسرائيل لم تقدم إشعارا مسبقا بالضربة التي استهدفت نصر الله، وأن واشنطن لم تشارك في الضربات.
ومنذ شنت إسرائيل هجمات جوية وصاروخية على المقر الرئيس لحزب الله مساء أمس الجمعة، سارع مسؤولون كبار في إدارة بايدن لتقييم تداعيات الضربة الإسرائيلية الضخمة. وبحثت الإدارة ردود الأفعال المتوقعة من الحزب، وربما من إيران، وإذا ما كان الشرق الأوسط يتجه نحو النتيجة التي حاولت الولايات المتحدة منعها لمدة عام منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي حرب إقليمية شاملة.
وقال البيت الأبيض -في بيان- إن بايدن أمر وزارة الدفاع (البنتاغون) "بتقييم وتعديل انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط حسب الضرورة لتعزيز الردع وضمان حمايتها ودعم مجموعة كاملة من الأهداف الأميركية"، وأضاف أن بايدن أمر أيضا السفارات الأميركية في المنطقة "باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية حسب الاقتضاء". ولم يدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن الهجمات، بل وجه رسالة تحذير إلى "أي طرف يستغل هذه اللحظة لاستهداف مصالح وأفراد أميركيين في المنطقة"، وأوضح أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات الممكنة للدفاع عن مواطنيها.
وفي رده على سؤال عن حدود حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، قال بلينكن إن "السؤال ليس هل لها الحق في التعامل مع التهديدات الوجودية لأمنها وأعدائها عبر حدودها بنية معلنة لتدميرها. بالطبع هو كذلك. لكن السؤال هو ما أفضل طريقة لتحقيق أهدافها للوصول إلى الأمن الدائم. وفي هذه الحالة، في ما يتعلق بلبنان، ما أفضل طريقة لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في خلق بيئة في شمال إسرائيل تمنح الناس الثقة للعودة إلى ديارهم؟ وكما قلت، نعتقد أن المسار الدبلوماسي هو الأفضل".
"بوليتيكو" عن مسؤولين أمريكيين: بايدن غاضب ويشعر بالإحباط بسبب إذلال نتنياهو الإدارة الأمريكية عبر تقويض المفاوضات علنا في #غزة ولبنان#حرب_غزة pic.twitter.com/oeRA2GKQLH
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 28, 2024
من جانبه، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من العواقب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال، عقب عودته من اجتماع بلندن مع نظيريه البريطاني والأسترالي، إن "حربا شاملة بين حزب الله وتل أبيب ستكون مدمرة لكل من لبنان وإسرائيل. ومرة أخرى، نتوقع أن نرى عددا من الأشخاص النازحين، وضحايا، يساوي أو يتجاوز ما رأيناه في غزة".
وأكد البنتاغون أن الولايات المتحدة لم تكن لديها معرفة مسبقة بالضربات.
وتحدث أوستن -هاتفيا- مع نظيره الإسرائيلي في وقت متأخر أمس الجمعة، ووصف مسؤول أميركي المكالمة بأنها متوترة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إسرائيل لم تعط واشنطن إشعارا مسبقا بالضربة. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإنها تخشى أي توتر يمكن أن يمتد إلى القوات الأميركية في المنطقة.
ترحيب وتحذير ومخاوف
ورحب روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المعروف بقربة من إسرائيل ومنظمة أيباك، بالعملية وقال في تغريدة على منصة إكس، صباح اليوم السبت، عقب تأكيد مقتل نصر الله، "مع ذلك، سيظل العدو ببعض القوة، حتى لو كان متأثرا مثل بقايا حزب الله اليوم".
وتابع أن "أحد المخاوف (وليست الوحيدة) هو أنهم يستنتجون أنهم عانوا من هذا المصير، لأنهم يفتقرون إلى شيء لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول– ألا وهو الرهائن. من المهم بشكل خاص الآن توخي الحذر من محاولات احتجاز الأجانب رهائن داخل لبنان، ومن الهجمات عبر الحدود داخل إسرائيل وتفعيل المؤامرات الإرهابية لحزب الله في جميع أنحاء العالم (بما في ذلك هنا في أميركا)".
في حين عبر جوناثان كونرسيوس، المسؤول الإسرائيلي السابق، والخبير حاليا بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن (وتعرف بقربها الشديد من حكومة بنيامين نتانياهو)، من أن "الرد الإيراني على القضاء على حزب الله الإرهابي اللدود سيأتي. وسوف يتشكل نوع نطاق ردهم من خلال الموقف الذي ستتخذه الولايات المتحدة. ساعات مهمة جدا الآن ستبدأ مع يقظة على الساحل الشرقي".
من جانبه، عبر تاريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي، من أن "إسرائيل لا تعير أي أهمية لخطوط إيران الحمراء. ونتنياهو يريد الحرب، وما دام أن بايدن ليست لديه خطوط حمراء معه، فإن إسرائيل ستواصل التصعيد حتى تحصل على حربها. إن الردع الإيراني ينهار، لأن طهران افترضت أن العقلانية الأميركية تتمحور حول المصالح الأميركية. وعلى بايدن التحرك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.
وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of listوتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.
صراع هوية
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.
ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.
إعلانومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.
وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.
واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.
دروس التاريخ
ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.
وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.
جروح الماضي
تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.
إعلانكان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.
ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".
وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.
مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما) تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.
وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.
تعايش
وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.
وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.
إعلانولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.
وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.
وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".