البرھان وزيف السلطة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
عين علي الحرب
الجميل الفاضل
البرھان وزيف السلطة
بعمد أو بغير عمد، ظل الجنرال البرھان يخوض منذ صعوده الي السلطة، في سراب منطقة غامضة، أستطيع أن أُسَميھا “منطقة زيف السلطة”.
المھم فان الجنرال برھان منذ أن طار الي عنتيبي الأوغندية في الثالث من فبراير سنة (20) للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خارج صلاحياته الدستورية، إذ ظل ھو منذ ذلك التاريخ يركل في لعبته المفضلة “الوثيقة الدستورية”، التي صار بموجبھا رئيسا لمجلس السيادة الإنتقالي، والتي يزعم الي اليوم أنه يحكم وفق مشروعيتھا، والي أن خاطب البرھان بالأمس القريب “الجمعية العامة” بأسم ذات الشرعية المفترضة التي يستمدھا من ھذه الوثيقة المفتري عليھا نفسھا، ھذه الوثيقة التي مزقھا البرھان في الواقع علي رؤوس الأشھاد، ولأكثر من مرة، قبل إنقلابه عليھا في (25) اكتوبر (21) وبعده، بل والي يومنا ھذا شر مُمزق.
علي أية حال يبدو أن ھذا الجنرال لا يستطيع ممارسة الحكم سوي في ھذه المنطقة الرمادية التي تمنحه سلطات شبه مطلقة لا تحدھا حدود، لا يقبل ھو فيھا التقيد بوثيقة أو باتفاق أو بقانون.
فضلا عن أن حكم برھان الذي يمثل في أفضل حالاته الي الآن توصيفا انه “سلطة أمر واقع”.. نجده في ذات الوقت يغالط حقائق ھذا الواقع كل يوم ولا يعترف بھا، حتي لو أن الناس قد قبلوا جدلا “الأمر الواقع” كمُحددٍ ومِعيارٍ، يكفي لإعتراف منقوص بسلطة ھذا الجنرال، القائمة في حقيقتھا علي ما يمتلكه من سلاح وقوة فقط، لا أكثر ولا أقل.
ولعل من آخر تجليات “الظاھرة البرھانية” في التناقض مع الواقع وعدم إحترامه، بل وإحترام عقول من يصدر بشأنھم من قرارات، ھو قرار تعيينه للسيد بحر الدين ادم كرامة واليا لولاية غرب دارفور، ھذه الولاية التي تقع بالكامل تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
المھم فلكل سُلطةٍ زَيفُ سُلطة، إذ للسُلطةَ أيا كان نوعھا ظِلٌ، يَضيقُ تارةً ويتسع تارة أخري، درج السودانيون علي وصف حالة مثل ھذا الظل بأنه “ضُل ضَحا” قابل للإنكشاف أو الإنحسار، مع خط سير حركة الشمس الظاھرية وتبدلاتھا.
وبالتالي فإن السقوط في منطقة “زيف السلطة”، يصنع لدي من إنكمشت من بين أيديھم سلطتھم لسبب أو لاخر، شعورا زائفا بالقدرة علي ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتھم في وقت مَدِھا وتَمدُدِھا، حتي وإن فقدوا من بعد ھذه السلطة كليا أو جزئيا بقانون الجذر، ھذا القانون الذي من شأنه أن يفقدھم بالطبع، قدرة مزاولتھا كما كانت من قبل علي أرض الواقع.
بل أتصور أن لمنطقة زيف السلطة، دوار كدوار البحر، لذا تجد من وقع في ھذه المنطقة المتأرجحة، دائم التحسس بشكل لا إرادي مستمر لأدوات وأطراف سُلطانه، للتأكد علي الأقل من أن أطراف ومظاھر وأدوات ھذا السلطان لا زالت فاعلة وموجودة في مكانها ولم تغادره.
وقد يتخذ ھذا التحسس احيانا شكل أقوال وقرارات تجافي العقل والمنطق والحقيقة، كالتصريحات التي تصدر من حين لآخر، خاصة من الجنرالين البرھان والعطا.
والتي تعكس في بعض الأحيان صورة تھيوءات تكشف عن نوع من الغربة النفسية، فضلا عن وقائع في سيرة الرجلين، تثبت بلا شك عندي وجود قطيعة ما، لھذين الجنرالين مع الواقع.
الوسومالبرهان حرب السودان زيف السلطةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان حرب السودان
إقرأ أيضاً:
حلقة نقاشية عن "مسرح ذوى الهمم بين الواقع والمأمول"
نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، حلقة نقاشية بعنوان "مسرح ذوي الهمم بين الواقع والمأمول" بمقر المجلس الأعلى للثقافة.
تناولت الحلقة النقاشية عدة محاور منها الدمج فى المسرح، والصورة الذهنية للأشخاص ذوى الإعاقة فى الدراما، واستراتيجيات الدمج فى المسرح، بالإضافة إلى استعراض تجارب الدمج فى المسرح كتجربة مسرح الشمس، والشكمجية ، ومسرح أولادنا.
في سياق متصل، قالت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن هذه الحلقة تأتي في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة" لبناء الإنسان، وفي إطار جهود المجلس في دمج الأشخاص ذوى الإعاقة في كافة الأنشطة الثقافية والفنية، وتحقيق التمكين الثقافي في هذا المجال.
أكدت "المشرف العام على المجلس" في بيان صحفي صادر عن المجلس، على أهمية القوى الناعمة في تجسيد القضايا الإجتماعية الواقعية ونقلها لأفراد المجتمع بطريقة مقبولة وسلسلة، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير ثقافة المجتمع، فضلًا عن اكتشاف المواهب والعمل على تنميتها، وتشجيع الآخرين على الإبداع.
من ناحية أخرى عبر الفنان إيهاب فهمي مدير عام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، عن سعادته بمشاركة الحضور في إثراء الدور التنويري والتثقيفي للمركز ، مشيرًا إلى إهتمام المركز بذوي الهمم اهتمامًا كبيرًا باعتبارهم جزء من نسيج المجتمع، ومشيدًا بالدور الفعال للدولة المصرية في ملف الإعاقة.
ووجه "فهمي" الشكر للمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة ولكافة الجهات الداعمة لذوي الإعاقة داخل وزارة الثقافة، متمنيًا تحقيق ما نأمله جميعًا في دعم وتمكين أبناءنا من ذوي الإعاقة.
وأشاد الفنان طارق دسوقي بإهتمام المركز بهذا الدور التنويري وبناء الوعي ومعالجة القضايا، مستعرضًا تجربته عندما كان مديرًا لمهرجان الإبداع الفني للطفل المعاق بمحافظة أسيوط.