مسقط- الرؤية

تستأنف عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" أعمالها، الأحد، وحتى الثالث من أكتوبر المقبل، لمناقشة مرتكز التمويل وممكن التشريعات والقوانين، استكمالا لتحليل التحديات والفجوات في جميع مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والخروج بالتصور المتكامل من المبادرات التنفيذية والتوصيات والمقترحات الأخرى التي تعزز دعم هذه المنظومة، وإبراز دورها في دعم الاقتصاد الوطني، وتمكين تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040، وتعزيز أداء سلطنة عمان على مؤشر الابتكار العالمي.

وكانت عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكي" قد ناقشت  خلال الأسبوع الماضي مرتكز البنى البحثية والابتكارية، وممكن القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار، وقد انتهجت العيادة مسارات تعزيزية في العمل حيث تضمنت منهجيات جلسات النقاش البؤرية المركزية، وأساليب الجلسات التشاورية في الاستماع للمشاركين ممثلي المؤسسات والجهات الفاعلة في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وبذلك لم تقتصر المخرجات على قائمة المبادرات التنفيذية ولكن تم توثيق وتدوين المقترحات والأفكار الابتكارية في بنك المبادرات والأفكار، وتم توثيق التوصيات التي وردت في كل محور لتضمينها في المخرجات النهائية للعيادة.

وقالت الدكتورة جميلة بنت علي الهنائية المديرة التنفيذية لعيادة البحث العلمي والابتكار، إن أهمية هذه العيادة تكمن في توقيت تنفيذها حيث تتزامن مع الاستعداد لوضع الخطة التنموية الخمسية الحادية عشرة، إذ تسعى عيادة البحث العلمي والابتكار إلى تعريف التحديات الأساسية على مستوى المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والعمل على وضع الحلول المستدامة لها عبر مجموعة من المبادرات التنفيذية وذلك بنهج تشاركي، وقائم على تضمين مدخلات جميع شركاء المنظومة، والاستئناس بأفضل الممارسات الإقليمية والدولية، والاستفادة من التجارب المتميزة، والتركيز على تحقيق المواءمة والتكامل مع الجهود الوطنية القائمة، والبناء عليها، والأخذ في الحسبان أهمية مواكبة مستجدات التحول نحو اقتصاد ومجتمع المعرفة، حيث ركز جدول أعمال الأسبوع الأول على تحليل المرتكزين ومبادراتها وتعريف متطلبات التنفيذ من حيث الموازنات التمويلية والأطر القانونية والتشريعية التي يتم مناقشتها خلال الأسبوع الثاني من العيادة.

وفيما يتعلق بالممكن الأول، أشار علي بن عبدالله المسكري رئيس ممكن القدرات البحثية والابتكارية، إلى أن الكفاءات والموارد البشرية في البحث العلمي والابتكار هي من أهم مكونات المنظومة الوطنية، إذ يقع على عاتقها تنفيذ الأنشطة البحثية والابتكارية، وإنتاج المخرجات العلمية والفكرية والتكنولوجية، وهي ترتبط بعدة مدخلات من مؤشر الابتكار العالمي.

وأضاف يهدف هذا الممكن إلى توفير البيئة المحفزة والداعمة لتشجيع وتطوير القدرات الوطنية في مجال البحث العلمي والابتكار، حيث تمت دعوة الشركاء الفاعلين في موضوع القدرات الوطنية البحثية والابتكارية من المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمبتكرين والخبراء في هذا المجال، وتمت مناقشة الوضع الراهن للقدرات البحثية والابتكارية والبرامج التي تنفذ من قبل الشركاء والتحديات التي تواجههم والتجارب الدولية المتخصصة، وكيفية الاستفادة منها وتحليل المؤشرات الدولية المرتبطة بهذا الممكن.

وتمثل البنى البحثية والابتكارية المكمل الأساسي للقدرات البشرية في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ يؤكد الدكتور عيسى بن سالم الشبيبي رئيس مرتكز البنى البحثية والابتكارية، أن البنى الأساسية والرقمية للبحث العلمي والابتكار تضم أربعة محاور أساسية وهي: المراكز البحثية، ومراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا، والمناطق العلمية، والبنى الرقمية.

وبين: "في محور المراكز البحثية تم استعراض واقع المراكز البحثية والتحديات التي تواجهها من خلال تحليل عدد من الدراسات والبيانات والاحصاءات التي تم جمعها خلال جلسات العمل التحضيرية لعيادة تمكين البحث العلمي، هذا بجانب ⁠استعراض أهم الممارسات والتجارب الإقليمية والدولية في تفعيل دور المراكز البحثية كمحركات للنمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، كما تم مناقشة النماذج المثلى لحوكمة وتنظيم المراكز البحثية، وإسقاطها على متطلبات التنمية في سلطنة عمان بناء على الاحتياجات والأولويات الوطنية، وخرجت النقاشات بمقترحات للحوكمة لتعزيز رفع جودة مخرجات المراكز البحثية، وربطها بالاقتصاد والتنمية الاجتماعية".

وذكرت فاطمة بنت أحمد الراسبية أن التطورات التكنولوجية المتسارعة قد فرضت أهمية توظيف الأدوات التقنية والرقمية في دعم الأنشطة البحثية والابتكارية، وتعزيز الربط والتكامل بين مؤسسات وشركاء المنظومة، مبينة أنه في هذا المحور تمت مناقشة تجارب الجهات المختلفة في إنشاء وإدارة المنصات الإلكترونية، وإسقاطها على مشروع منصة عمان تبتكر، حيث تم التطرق لمختلف الجوانب الأساسية التي يجب مراعاتها عند تأسيس هذه المنصة، والاستفادة من تجارب المؤسسات المشاركة في العيادة من حيث الجوانب التقنية والفنية والإدارية بهف ضمان تحقيق التشغيل المستدام.

وأفاد المهندس سلطان بن سيف العامري رئيس محور المناطق العلمية، بأن المناطق العلمية هي من أهم مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ تؤدي دوراً مركزياً في تحفيز التنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة والتقانة، وكذلك تعد هذه المناطق محفزات لتسريع الانتقال إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، وذلك بالتركيز على أهداف تنافسية تتمحور حول توفير البيئة التمكينية لتنظيم سريان المعرفة والتقانة وثقافة الابتكار بين المؤسسات القائمة على المعرفة، ومؤسسات الأعمال التي تتلقى هذه المعرفة، وتسهيل إقامة وتنمية الشراكات القائمة على الابتكار.

وصرحت المهندسة نوال بنت سعيد العرفاتية رئيسة محور التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، أن هذا المحور يتطلب الاستثمار في مخرجات العملية البحثية والابتكارية عبر مراكز دعم الابتكار وتعزيز نقل وتوطين التكنولوجيا، لافتة إلى تمت مناقشة التحديات القائمة في تفعيل هذه المكونات الهامة للمنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وتم استعراض عدد من التجارب الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وستختتم أعمال العيادة باجتماع  للجنة الإشرافية لمشروع عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" برئاسة معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورئيسة اللجنة الإشرافية، وعضوية معالي الدكتور خميس  بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وحضور أصحاب المعالي والسعادة أعضاء اللجنة وممثلي الجهات الفاعلة في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وذلك لمناقشة واعتماد مخرجات العيادة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزارة التعليم العالي: البحث العلمي رافعة أساسية لإعادة الإعمار

أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن البحث العلمي هو السلاح الحقيقي في معركة بناء الوطن، في وقتٍ لا تملك فيه المليشيات سوى الجهل والتخريب.جاء ذلك في ختام مؤتمر “إحياء البحث العلمي والنشر في السودان – تحويل الأزمات إلى فرص”، الذي نظمته جامعة كرري، بالتعاون مع عدد من الباحثين والمختصين والمهتمين عبر منصة زووم وسط حضور علمي وأكاديمي نوعي كبير، وأعلنت الوزارة تبنيها لتوصيات المؤتمر ودعمها الكامل لمخرجاته، في سبيل إعادة الإعمار وتحقيق النهضة السودانية المستدامة بعد الخراب والدمار الممنهج الذي مارسته مليشيا الدعم السريع المتمردة على مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية في البلاد .وتناول المؤتمر عدداً من المحاور، شملت التحديات التي واجهت البحث العلمي، وإنجازات الباحثين السودانيين عبر العقود، البحث العلمي في ظل الأزمات، دور المناهج في دعم البحث العلمي بالكليات الطبية، أبحاثًا متميزة لباحثين شباب طموحين، إضافة إلى استخدامات الذكاء الإصطناعي في مجالات البحث، مما يعكس أن السودان، رغم أزماته، لا يزال غنيًا بالإبداع والتميز.وفي كلمته خلال ختام المؤتمر، نقل د. بابكر حسين أحمد، ممثل الوزارة، تحيات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بروفيسور محمد حسن دهب، الذي حيّا انتصارات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وترحّم على شهداء جامعة كرري الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.وأعرب دكتور بابكر عن اعتزاز الوزارة بهذا المؤتمر النوعي، الذي يعكس روح التجديد في البحث العلمي، ويُبرز الدور الريادي لجامعة كرري في دفع المسيرة التعليمية والبحثية رغم التحديات الراهنة، مشيرًا إلى أن البحث العلمي هو البوصلة التي تقود إلى سودان أكثر استقرارًا وازدهارا، وأشد قوة وذكاء،مؤكداً أن البحث العلمي في السودان يمر بمرحلة دقيقة تتقاطع فيها التحديات مع تطلعات التنمية المستدامة والنهضة الشاملة، مشيراً إلي أن البحث العلمي يمثل رافعة أساسية لإعادة الإعمار، سيما في ظل الانتصارات التي تحققت على المليشيات المتمردة، التي وصفها بأنها لا تعرف سُبل العلم ولا تملك أدواته .واوضح أن الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والخدمات الأساسية جراء التمرد، يستدعي توجيه الجهود العلمية نحو قضايا إعادة البناء، استنادًا إلى أسس علمية مدروسة، تشمل قطاعات الطاقة، الزراعة، الأمن الغذائي، التعليم، الصحة، الاقتصاد، وغيرها، لبناء سودان خالٍ من الفقر، أكثر ذكاءً وصلابة.وفي ختام كلمته، أشار ممثل الوزارة إلى التزام الوزارة بتحويل توصيات المؤتمر إلى خطط وسياسات عملية، تسهم في تمكين الباحثين، وتعزيز النشر العلمي، وتوطيد الشراكات بين الجامعات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص، داعياً الجامعات الأخرى إلى الاقتداء بجامعة كرري في تفعيل دور البحث العلمي لخدمة قضايا الوطن والمواطن.واختتم كلمته بنقل شكر وتقدير وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور محمد حسن دهب، لكل من أسهم في إنجاح المؤتمر من منظمين ومشاركين وداعمين، متمنيًا أن يشكل هذا الحدث العلمي منصة لانطلاقة بحثية مستدامة تواكب تطلعات السودان نحو مستقبل أفضل.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم العالي: البحث العلمي رافعة أساسية لإعادة الإعمار
  • ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.. عقد جلسة نقاشية حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات
  • "اجتماعية الشورى" تواصل مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني
  • ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.. جلسة نقاشية حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار
  • مؤسسة نظر ترى النور لتعزيز البحث العلمي وتجديد الفكر في المغرب
  • تواصل مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني بـالشورى
  • الداخلية تواصل ملاحقة تُجار العملة وتضبط قضايا بـ 7 ملايين جنيه
  • ماكرون: البحث العلمي هو الوسيلة الوحيدة للتقدم ويجب دعمه دون قيود
  • الكشف عن استراتيجية تمكين قادة البيئة في المستقبل
  • "تعليم بورسعيد" يستنفر جهوده لتطوير المنظومة التعليمية في اجتماع موسع مع القيادات