أحاديث عن التاريخ.. مختلفاته!
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
يوسف عوض العازمي
@alzmi1969
"أنت نتاج قراراتك وليس ظروفك" ستيفن كوفي.
******
الأحاديث عن التاريخ لاتنتهي ولاتمل، يبدأ الجدل حولها ولاينتهي حتى قيام الساعة، لأن التاريخ هوتدوين شخصية الإنسان وطباعه وأحواله وظروفه ومجريات الحاصل من حوله، ولايكاد حدث ينشئ إلا تضاربت حولة متناقضات التدوين والتأريخ، وكلا يؤكد مقولته وكتابته، ويستصعب على باغي الحقيقة الوصول لمبتغاه، بيسر وسهولة، فأصبح فرز الغث من السمين أمرًا باهظًا وشبه مستحيل.
تصور أن يحصل حدث كبير في وقتنا الحاضر، وتقوم وسائل الإعلام ومنصات الأخبار بنقل الخبر، وهنا حاول أن تتابع الخبر من عدة أوجه مختلفة، سيبرز لك تأثير الآيديولوجية على تغطية الخبر، وترى بشبه استحالة وجود فهم واتفاق مشترك لحالة وبنية الحدث، فكلٌ يغني على ليلاه أو آيديولوجيته.
في زماننا وحتى على مر الأزمنة والعصور تتدخل الآيديولوجية بأنواعها في صياغة الأخبار، فعلى سبيل المثال لا الحصر توفي أحد القادة أو أحد المؤثرين سياسيا أو اقتصاديا أو علميا أواجتماعيا أو ثقافيا، فإن تابعت تغطية خبر الوفاة ستجد تناقضا فاضحا واضحا بين التغطيات، لاننسى بأن التغطية بحد ذاتها هي تأريخ، لذلك مسؤولية الإعلامي جسيمة وليست يسيرة، فهناك من يصف المتوفى بالشهيد، وهناك من يصفه بالمقتول، وهناك أيضاً من سيصفه بالهالك، ولا تستغرب إن تمَّ وصفه بإحدى التغطيات بالنافق، كلٌ بحسب معطياته وقناعته وأيضاً مصالحه الخاصة.
لذلك فإن استخدام خاصية التحليل والتفكير النقدي أمر مهم جدًا في دراسة وقراءة الأحداث التاريخية، ولن أذكر أي حدث كمثال فالدنيا مليئة بالأحداث التي دونتها ملايين الصفحات وآلاف الكتب، في الماضي والحاضر وكذلك ما سيكون بالمستقبل.
احسب معي العرق / البلد / اللغة / الدين / الآيديولوجية / المصالح الاقتصادية / السياسية، وربما الثقافية كل ماسبق له تأثيره الظاهر والباطن في كيفية المعالجة التأريخية والإعلامية في تغطية الحدث، ولك أن تتصور وجود ألف منصة إعلامية لتغطية حدث ما، في الواقع لن تجد خبرا واحدا بل ألف خبر، وكما أسلفت في سطور سابقة كلا يغطي على ليلاه، وستجد ألف قصة وحكاية لذات الحدث، بالطبع ولا نقاش أن المرتكزات المتفق عليها بين الألف منصة هي المعلومات البديهية مثل أطراف الحدث / المكان / الزمان، غير ذلك تمتع بالقراءة لألف رواية لقصة واحدة !
قال تعالى: "لَقَدۡ كَانَ فِی قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةࣱ لِّأُو۟لِي ٱلۡأَلۡبَابِۗ" (يوسف: 111).
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة صحار تدعم تطور الابتكار مع إطلاق "إنوفتكس"
صحار- الرؤية
افتتحت جامعة صحار، أمس، فعالية "إنوفتكس" تحت عنوان "حيث يبدأ الابتكار"، وهو الحدث الذي يجمع الابتكارات والمبتكرين والخبراء والمهتمين في هذا المجال، ويهدف لإبراز الابتكارات العلمية والبحثية في المجالات المختلفة.
ورعى الحدث سعادة خالد بن سلطان الجابري عضو مجلس الشورى، مع حضور رئيس الجامعة ومساعديه والخبراء والباحثين من داخل وخارج الجامعة. وانطلق الحدث بعرض الافتتاح قدمه البروفيسور غسان الكندي مساعد رئيس الجامعة للبحوث والابتكار، لخص فيها اهتمام سلطنة عُمان بالابتكار والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي وأهميته لإكمال مسيرة التنمية. وأكد الكندي أهمية الابتكار للجامعة؛ حيث إنه يندرج ضمن الخطة الاستراتيجية الخمسية.
وقدم مرتضى بابكي الملحق الثقافي بالسفارة بالإيرانية، كلمة، أشاد فيها بدور جامعة صحار في تعزيز التعاون البحثي والعلمي بين عُمان وإيران، مثمنًا في الوقت نفسه أدوار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وتعاونها في هذا السياق.
من جهته، أكد المهندس عبدالله الرواحي الرئيس التنفيذي لشركة السوادي للطاقة أنّ المعرفة والابتكار هما أساس تقدم الأمم والشعوب، مشيرًا إلى أن الدّول والمجتمعات دأبت على تشجيع أبنائها وبشتّى الوسائل للّحاق بالرّكب العالمي والتّنافس في مجال اكتساب العلوم المختلفة والإبداع، وبذلك تقدّمت المٌجتمعات، وابتكرت كثيراً من الصّناعات وعاشت الإنسانية رفاهية لم تعشها الأجيال السابقة.
فيما قالت أميرة البلوشية مديرة البرامج بمركز الشباب إن العالم یعیش عصرًا تحفزه الابتكارات وتقوده التقنیات الحدیثة؛ حیث أصبحت تطبیقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT مرافقًا في أعمالنا وجزءًا لا یتجزأ من حیاتنا الیومیة، بما يدعم الإبداع ويعزز الإنتاجیة، دون أن يلغي وظائف التفكیر البشرية. وأضافت أن سلطنة عُمان تعمل على تحویل ھذه التوجھات العالمیة إلى فرص، من خلال تمكین الشباب ودعمھم لیكونوا صانعي تغییر وقادة في مجالات التقنیة والمستدامة.
وشهد الحدث تقديم عرض تلخيصي لمركز نقل المعرفة والحاضنات بالجامعة. وطُرِحَت خلال الحدث قصص نجاح لكل من المهندس عثمان المنذري الرئيس التنفيذي لشركة "أنوتك"، وجاسم البلوشي الرئيس التنفيذي لشركة "العنقاء للابتكارات". كما جرى عرض ملخص عن مسابقة "تحدي الابتكار: نحو طاقة مستدامة"، والتي أُعلن عنها في وقت سابق، وكُشف عن أسماء الفائزين بها. وحصلت على المركز الأول هاجر الهاشمية وجائزة نقدية 2000 ريال، فيما ذهب المركز الثاني إلى ناصر الحديدي مع جائزة نقدية 1500 ريال، ونالت أنوار الحوسنية المركز الثالث وحصلت على 1000 ريال.
وعلى هامش اللقاء، جرى توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة بين جامعة صحار وكل من شركة أوتاكسي، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وجامعة أمير كبير للتكنولوجيا الإيرانية، وذلك بهدف إيجاد سبل التعاون المشرك بين الأطراف.