الفاشر- قالت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور غرب السودان، اليوم السبت، إنها أحصت أكثر من 100 قتيل وعشرات المصابين جراء القصف المدفعي العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أمس الجمعة.

وتشهد مدينة الفاشر في هذه الأيام أعنف عمليات قصف مدفعي تستهدف المدنيين منذ بدء المواجهات بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، ضد قوات الدعم السريع قبل نحو أكثر من 17 شهرا.

وقال مدير عام الصحة بالولاية الدكتور إبراهيم خاطر إن وزارته سجلت -اليوم السبت وأمس- أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى نتيجة القصف المدفعي على المدنيين في الأسواق ومراكز إيواء النازحين.

وأضاف خاطر للجزيرة نت أن المدينة تعاني من ظروف إنسانية كارثية، حيث يُعتبر الوضع الحالي بمثابة إبادة جماعية. مؤكدا أن القصف المتواصل يؤثر بشكل خطير على حياة السكان، حيث اضطر كثيرون للفرار من منازلهم بحثا عن الأمان وطالب كافة الجهات بسرعة التدخل لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وحماية المدنيين.

كما حذّر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في الفاشر مطالبا باتخاذ إجراءات عاجلة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المنطقة.

مركز إنساني

ومنذ عدة أشهر، تشهد مدينة الفاشر قصفا مدفعيا عنيفا من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتهجير الآلاف إلى مناطق أكثر أمانا، بالتزامن مع غارات جوية للجيش السوداني تستهدف مواقع تمركز قوات الدعم السريع.

وتُعتبر الفاشر العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وقد كانت المدينة، التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، مركزا إنسانيا مهما في الإقليم الذي تهدد المجاعة سكانه والنازحين إليه.

وقال القيادي في حركة العدل والمساواة السودانية محمد آدم عبد الله إن "مليشيا" الدعم السريع قصفت "مدرسة الجنوبية علي سنوسي" في مدينة الفاشر مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة آخرين.

واعتبر عبد الله هذه الحادثة جريمة حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين العزل، تضاف إلى سجل الانتهاكات الذي تورطت به هذه "المليشيا".

وأشار عبد الله إلى أن غياب الدور الفعّال للمجتمع الإقليمي والدولي في مواجهة هذه "المليشيا الإرهابية" يزيد من معاناة الشعب السوداني. وأكد أن الحركة ستواصل مقاومتها لحماية حقوق الإنسان وكرامته في السودان، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

ونقل شهود عيان للجزيرة نت أن مدينة الفاشر شهدت ليلة الجمعة معارك ضارية، حيث تصدت القوات المسلحة المشتركة والشرطة وجهاز المخابرات العامة لما وصفته بمحاولات تسلل عناصر الدعم السريع إلى أحياء العظمى وبرنجيه والأحياء المجاورة.

وأفاد الشهود بأن عناصر الدعم السريع نفذوا عمليات قتل متعمّد لعدد من المواطنين في تلك الأحياء، واختطفوا آخرين إلى وجهات غير معروفة. وبالمقابل، نفّذت القوات المسلحة والمشتركة عمليات في الليل، وتمكنوا من إعادة تمركزهم بعد تمشيط كامل لتلك الأحياء.

واستمرت العمليات العسكرية حتى الفجر، حيث استخدمت القوات الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدفعية، مدعومة بتحركات المشاة وقصف الطيران الحربي على مواقع الدعم السريع في شرق المدينة، مما أجبرهم على التراجع عن محاولات التقدم إلى وسطها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يشنّ غارات ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم

بورت سودان (السودان) " ف ب": نفّذ الجيش السوداني غارات جوية وقصفا مدفعيا الخميس في الخرطوم تزامنا مع خوضه قتالا "شرسا" ضد قوات الدعم السريع في العاصمة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وشهود وكالة فرانس برس.

وأفاد السكان بأن المواجهات بدأت فجرا، في ما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ أشهر لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم.

وتأتي الاشتباكات المتجددة في وقت يحتل ملف النزاع المتواصل في السودان منذ أبريل 2023، مرتبة متقدمة على جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين والخشية من أعمال عنف عرقية.

وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم كشف هويته إن "قواتنا تخوض قتالا شرسا مع المليشيا المتمردة داخل الخرطوم".

وأشار إلى أن قوات الجيش تمكنت من عبور ثلاثة جسور رئيسية فوق نهر النيل الذي يفصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع "قصف مدفعي مكثف" بدأ في وقت مبكر من الخميس، حيث سقطت القنابل على المباني السكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.

وقال أحد سكان أم درمان "منذ ساعات الفجر الأولى قصف مدفعي عنيف متبادل واسمع طيران الجيش يحلق بكثرة".

وفي الخرطوم بحري بشمال العاصمة، أفاد شهود عن "قصف مكثّف بالمدفعية والطيران"، متحدثين عن سماع "أصوات انفجارات ضخمة".

وقد اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية والنهب وقطع المساعدات الإنسانية الحيوية.

في سبتمبر أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية، وفقا للمبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو.

كما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، أي نحو 20 بالمئة من السكان، بسبب القتال أو أجبروا على اللجوء إلى دول مجاورة. وتسبّب النزاع بأزمة إنسانية هي من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، منددا بـ"تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا"، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.

كذلك بحث المسؤولان "الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم" والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين "بدون عوائق".

مقالات مشابهة

  • شبكة أطباء السودان: «18» قتيل حصيلة قصف الدعم السريع للفاشر اليومين الماضيين
  • مقتل 18 في قصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
  • 18 قتيلا في هجوم للدعم السريع في الفاشر غرب السودان
  • 18 قتيلا في هجوم لقوات شبه عسكرية على سوق في الفاشر بالسودان  
  • تجدد الاشتباكات في الخرطوم والفاشر وانقطاع الاتصالات بأم درمان
  • خبير لـ “الحرة”: السودان على حافة الكارثة بعد الفشل الدولي
  • مقتل وإصابة 38 مدنياً في قصف للدعم السريع على كرري
  • الجيش السوداني يشنّ غارات ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • مفوض حقوق الإنسان يحذر من «خطر كبير» إذا سقطت الفاشر