جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-28@17:23:25 GMT

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط

 

تشو شيوان **

في ظل ما يحدث ويتطور على أرض الواقع في الشرق الأوسط خصوصًا بعد توسُّع نطاق الحرب في الجنوب اللبناني وإسرائيل وتحديدًا بعد انفجار مُعدات الاتصالات في لبنان، يبدو أنَّه سيكون من الصعب القول إنَّ المنطقة بعيدة عن توسع للعمليات العسكرية والانجرار وراء حرب أشمل وأوسع، ولعل البعض يتساءل ما موقف الصين تجاه كل ما يحدث؟

الإجابة قد تكون معقدة وبسيطة في نفس الوقت؛ فالصين تربطها علاقات قوية بمنطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت تجد الصين نفسها دولة مسؤولة عن حماية الاستقرار العالمي، ولهذا الإجابة على تساؤلنا اليوم ليست بالأمر السهل، غير أن هناك حقيقة واضحة للعيان بأن الصين ومنذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير، وهي تدعو الجميع إلى ضبط النفس وتجنب الحسابات الخاطئة، وبالنسبة للصين فإنَّ الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في عدم السماح للصراع اللبناني الإسرائيلي بالاستمرار في التصعيد أو حتى التطور إلى حرب واسعة النطاق.

إنَّ الخطر الأكبر جراء هذا التصعيد الكبير للصراع في الشرق الأوسط يكمُن في أن تتكبد الأطراف المتحاربة خسائر فادحة وتخلق أزمة إنسانية جديدة في المنطقة والأزمة الإنسانية في غزة نجدها تنتقل للبنان، ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي تقديم ما يلزم لحماية المدنيين أو تقديم ما يلزم للجرحى والمصابين، هذا من جانب أما من جانب آخر فأجد أن ما يحدث حاليًا سيؤدي أيضًا إلى تصاعد الصراع بين معسكرات ما يمكن تسميته بمحور المقاومة في الشرق الأوسط وإسرائيل؛ مما يؤدي إلى أزمة جيوسياسية أكثر خطورة في قادم الوقت.

عندما نعود للوراء قليلًا وتحديدًا ليوليو الماضي عندما وقعت الفصائل الفلسطينية لإعلان بكين التي يُعتبر خطوة مهمة نحو حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصًا وأن هذا الإعلان يعد وثيقة المصالحة الفلسطينية الأولى التي تُبرم خارج الدول العربية. والصين تنظر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والخلافات الفلسطينية الداخلية على أنه خلاف ينطوي على خلفيات ومصالح بالغة التعقيد، الأمر الذي يجعل من طريق المصالحة طويلًا ومتعرجًا. ولهذا وجدت الصين أن من مسؤولياتها أن تسبق العالم بخطوة وتبادل في المصالحة الفلسطينية لخدمة المنطقة بأكملها ودفعها نحو الاستقرار، ولكن وجدنا أن المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة يعمل على الجهة المغايرة لدفع المنطقة نحو الهاوية.

تاريخيًا.. حرصت الصين على اتخاذ موقف غير منحاز في الصراعات الإقليمية بعكس الولايات المتحدة التي دائمًا ما وجدناها تدفع جهة على حساب جهة، بينما الصين تعمل للتأكيد على مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وفي ظل التصاعد الأخير للعنف في المنطقة، تظل الصين متمسكة بنهجها القائم على التركيز على الدعوة للحوار وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى فيما يخص الجبهة اللبنانية، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله فإن الصين لن تتخذ موقف منحاز لأي من الطرفين، وتدرك الصين أن استقرار الشرق الأوسط ضروري ليس للمنطقة؛ بل للعالم أجمع.

إنَّ النظرة الصينية للأحداث في الشرق الأوسط تُركِّز بشكل كبير على الاستقرار طويل الأمد. بالنسبة للصين، فإنَّ أي تصعيد واسع النطاق في المنطقة من شأنه أن يعطل إمدادات الطاقة ويؤثر على الاقتصاد العالمي، ولذلك الصين تتبنى دبلوماسية هادئة تسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار وإيجاد حلول سياسية للنزاعات.

وخلاصة لذلك.. فإن موقف الصين مما يحدث في الشرق الأوسط يتسم بالتوازن والحياد؛ حيث تحرص على الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع جميع الأطراف، مع التركيز على الدعوة للحوار والحلول السياسية، وتسعى الصين إلى تعزيز استقرار المنطقة كجزء من استراتيجيتها الأوسع لضمان الاستقرار العالمي، وفي الوقت نفسه تدعو الجميع بعدم الانخراط المباشر في الصراعات بشتى أحجامها وطبيعتها، وتحاول من حين لآخر أن تقوم بدور الوسيط الدبلوماسي بعيدًا عن الانحياز.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بايدن يرجح اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ويتحدث عن تغيير جذري في المنطقة



اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة تلفزيونية، يوم الأربعاء، بإمكانية نشوب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، داعيا إلى تحقيق السلام وتسوية الخلافات سلميا.

وقال بايدن إن "الحرب واسعة النطاق ممكنة، لكنني أعتقد أن احتمال التوصل إلى تسوية أيضا ممكن. التسوية من شأنها أن تغير المنطقة بأكملها بشكل جذري"، مشيرا إلى أن "العالم العربي يريد التسوية".

وأضاف: "إنهم (الدول العربية) على استعداد لعقد صفقة مع إسرائيل إذا غيرت إسرائيل بعض أساليبها"، وأكد رئيس البيت الأبيض: "في نهاية المطاف، حل الدولتين ضروري. هناك طريقة وفرصة لتحقيق ذلك".

وفي خطابه الأخير الليلة الماضية كرئيس للولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار بايدن بشكل مكثف إلى الحرب في الشرق الأوسط، وكرر الرسالة التي مفادها أنه يجب التوصل إلى تسوية دبلوماسية لتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وقبل ذلك، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أيضا إلى التصعيد في الشرق الأوسط، وأعلن أن كبار مسؤولي الإدارة في الولايات المتحدة يعملون على مدار الساعة لمنع تطور التصعيد إلى حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله".

وقال بلينكن في بداية لقاء عقده في نيويورك مع كبار المسؤولين في مجلس التعاون الخليجي إننا "نجتمع في وقت متوتر. إن خطر التصعيد حاد. وأفضل رد على ذلك هو الرد الدبلوماسي.. وجهودنا المنسقة ضرورية لمنع المزيد من التصعيد

مقالات مشابهة

  • بايدن يأمر بتعديل انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
  • لافروف: العنف تجاوز حدود الصراع "الإسرائيلي- الفلسطيني" ويزعزع منطقة الشرق الأوسط
  • تعديل انتشار القوات في الشرق الأوسط حسب الضرورة
  • وزير خارجية لبنان يحذر من “الانفجار الكبير” ويقول: الوضع ينذر بالأسوأ في الشرق الأوسط
  • روسيا تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط
  • تدهور سريع.. التوترات في الشرق الأوسط تقلق كوريا الجنوبية بعمق
  • عراقجي: الوضع في الشرق الأوسط قابل للانفجار.. هدف إسرائيل جر الجميع لحرب شاملة
  • بايدن يتوقع اندلاع حرب ستؤدي لتغييرا جذريا في المنطقة
  • بايدن يرجح اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ويتحدث عن تغيير جذري في المنطقة