جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@11:48:04 GMT

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط

 

تشو شيوان **

في ظل ما يحدث ويتطور على أرض الواقع في الشرق الأوسط خصوصًا بعد توسُّع نطاق الحرب في الجنوب اللبناني وإسرائيل وتحديدًا بعد انفجار مُعدات الاتصالات في لبنان، يبدو أنَّه سيكون من الصعب القول إنَّ المنطقة بعيدة عن توسع للعمليات العسكرية والانجرار وراء حرب أشمل وأوسع، ولعل البعض يتساءل ما موقف الصين تجاه كل ما يحدث؟

الإجابة قد تكون معقدة وبسيطة في نفس الوقت؛ فالصين تربطها علاقات قوية بمنطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت تجد الصين نفسها دولة مسؤولة عن حماية الاستقرار العالمي، ولهذا الإجابة على تساؤلنا اليوم ليست بالأمر السهل، غير أن هناك حقيقة واضحة للعيان بأن الصين ومنذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير، وهي تدعو الجميع إلى ضبط النفس وتجنب الحسابات الخاطئة، وبالنسبة للصين فإنَّ الأولوية القصوى حاليًا تتمثل في عدم السماح للصراع اللبناني الإسرائيلي بالاستمرار في التصعيد أو حتى التطور إلى حرب واسعة النطاق.

إنَّ الخطر الأكبر جراء هذا التصعيد الكبير للصراع في الشرق الأوسط يكمُن في أن تتكبد الأطراف المتحاربة خسائر فادحة وتخلق أزمة إنسانية جديدة في المنطقة والأزمة الإنسانية في غزة نجدها تنتقل للبنان، ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي تقديم ما يلزم لحماية المدنيين أو تقديم ما يلزم للجرحى والمصابين، هذا من جانب أما من جانب آخر فأجد أن ما يحدث حاليًا سيؤدي أيضًا إلى تصاعد الصراع بين معسكرات ما يمكن تسميته بمحور المقاومة في الشرق الأوسط وإسرائيل؛ مما يؤدي إلى أزمة جيوسياسية أكثر خطورة في قادم الوقت.

عندما نعود للوراء قليلًا وتحديدًا ليوليو الماضي عندما وقعت الفصائل الفلسطينية لإعلان بكين التي يُعتبر خطوة مهمة نحو حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصًا وأن هذا الإعلان يعد وثيقة المصالحة الفلسطينية الأولى التي تُبرم خارج الدول العربية. والصين تنظر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والخلافات الفلسطينية الداخلية على أنه خلاف ينطوي على خلفيات ومصالح بالغة التعقيد، الأمر الذي يجعل من طريق المصالحة طويلًا ومتعرجًا. ولهذا وجدت الصين أن من مسؤولياتها أن تسبق العالم بخطوة وتبادل في المصالحة الفلسطينية لخدمة المنطقة بأكملها ودفعها نحو الاستقرار، ولكن وجدنا أن المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة يعمل على الجهة المغايرة لدفع المنطقة نحو الهاوية.

تاريخيًا.. حرصت الصين على اتخاذ موقف غير منحاز في الصراعات الإقليمية بعكس الولايات المتحدة التي دائمًا ما وجدناها تدفع جهة على حساب جهة، بينما الصين تعمل للتأكيد على مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وفي ظل التصاعد الأخير للعنف في المنطقة، تظل الصين متمسكة بنهجها القائم على التركيز على الدعوة للحوار وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى فيما يخص الجبهة اللبنانية، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله فإن الصين لن تتخذ موقف منحاز لأي من الطرفين، وتدرك الصين أن استقرار الشرق الأوسط ضروري ليس للمنطقة؛ بل للعالم أجمع.

إنَّ النظرة الصينية للأحداث في الشرق الأوسط تُركِّز بشكل كبير على الاستقرار طويل الأمد. بالنسبة للصين، فإنَّ أي تصعيد واسع النطاق في المنطقة من شأنه أن يعطل إمدادات الطاقة ويؤثر على الاقتصاد العالمي، ولذلك الصين تتبنى دبلوماسية هادئة تسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار وإيجاد حلول سياسية للنزاعات.

وخلاصة لذلك.. فإن موقف الصين مما يحدث في الشرق الأوسط يتسم بالتوازن والحياد؛ حيث تحرص على الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع جميع الأطراف، مع التركيز على الدعوة للحوار والحلول السياسية، وتسعى الصين إلى تعزيز استقرار المنطقة كجزء من استراتيجيتها الأوسع لضمان الاستقرار العالمي، وفي الوقت نفسه تدعو الجميع بعدم الانخراط المباشر في الصراعات بشتى أحجامها وطبيعتها، وتحاول من حين لآخر أن تقوم بدور الوسيط الدبلوماسي بعيدًا عن الانحياز.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بوتين: يجب مراقبة الوضع في كالينينغراد

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أهمية مراقبة الأوضاع في مقاطعة كالينينغراد، مشددًا على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان استقرار المنطقة، التي تعد جيبًا روسيًا استراتيجيًا محاطًا بدول الاتحاد الأوروبي. 

جاء ذلك خلال اجتماع أمني رفيع المستوى، حيث ناقش بوتين التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على الأمن القومي الروسي.  

وأشار الرئيس الروسي إلى تزايد الضغوط الغربية على كالينينغراد، معتبرًا أن التحركات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في المنطقة تتطلب متابعة دقيقة وإجراءات استباقية لحماية المصالح الروسية. 

كما شدد على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية والبنية التحتية في المقاطعة لمواجهة أي تهديدات محتملة، في ظل التصعيد المستمر بين موسكو والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا.  

وخلال الاجتماع، استعرض بوتين التقارير الأمنية والعسكرية حول الوضع في كالينينغراد، مؤكدًا أن الحكومة الروسية ستواصل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة لضمان استقرارها. وأكد أن سكان المقاطعة جزء لا يتجزأ من الأمة الروسية، وأن موسكو ملتزمة بحماية حقوقهم وتعزيز مستوى معيشتهم رغم الضغوط الخارجية.  

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الأوروبية توترًا غير مسبوق، مع تزايد الحشود العسكرية الغربية في دول البلطيق وبولندا، مما دفع موسكو إلى اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز وجودها العسكري في كالينينغراد. 

ويعد الجيب الروسي نقطة محورية في الصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب، حيث يمثل موقعه الاستراتيجي عنصرًا حساسًا في معادلة الأمن الأوروبي.  

وأكد بوتين أن بلاده ستواصل مراقبة التطورات عن كثب، وستتخذ جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على أمن واستقرار كالينينغراد، مع التأكيد على أن أي محاولات لعزل المنطقة اقتصاديًا أو عسكريًا ستقابل برد حازم من موسكو. 

كما جدد التزام بلاده بالحوار الدبلوماسي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن روسيا لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الوطنية في مواجهة التحديات المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • الاستقرار في المنطقة.. هل يطال لبنان؟
  • القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي محور محادثات عطاف مع نظيره الروسي
  • لإظهار القوة.. قاذفات "بي 52" الأميركية تنفذ مهمة في المنطقة
  • هل تراجع ترامب عن خطة تهجير الفلسطينيين؟
  • السيسي يشيد بدعم إسبانيا التاريخي للقضية الفلسطينية
  • ملك إسبانيا: مصر شريك استراتيجي في الشرق الأوسط ولاعب لا غنى عنه بالقارة الإفريقية
  • الرئيس الإيراني يؤكد أن دول المنطقة بإمكانها العمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة
  • ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد
  • بوتين: يجب مراقبة الوضع في كالينينغراد