الهند توقع اتفاقيات تعاون فضائي مع أكثر من 60 دولة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
نيو دلهي : البلاد
مع خطط لزيادة قدرات الهند الفضائية بمقدار 10 اضعاف في المستقبل القريب، تواصل الهند توقيع اتفاقيات تعاون مع دول أخرى في هذا القطاع الحيوي حيث وقعت الهند اتفاقيات تعاون فضائي مع ما لا يقل عن 61 دولة و5 منظمات متعددة الأطراف في حين تم انجاز الغالبية العظمى من هذه الاتفاقيات خلال السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك.
وفي هذا الصدد، تحدث رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية (إسرو) إلى قسم من وسائل الإعلام الهندية، موضحاً أن هناك جانباً أمنياً ودفاعياً لدبلوماسية الفضاء الهندية. وقال: “إن زيادة وجود الأقمار الصناعية الهندية في مدارات مختلفة حول الأرض سيساعد في تعزيز قدرة البلاد على تتبع تحركات القوات العسكرية وتصوير مساحات شاسعة من الأرض.”
ووفقاً لوزارة الفضاء الهندية، تبلغ قيمة اقتصاد الفضاء في الهند حالياً 8.4 مليار دولار، وتهدف الحكومة الهندية إلى رفع هذه القيمة إلى 44 مليار دولار بحلول عام 2033م. وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية (إسرو)، سومانات: “يمكن للأقمار الصناعية، اعتماداً على نطاقها، مراقبة حدود بلادنا والأراضي المجاورة. ومن خلال زيادة وجودنا في الفضاء، يمكننا تعزيز قدراتنا بشكل هائل و تكمن قوة أي دولة في مدى وصولها إلى ما يحدث من حولها” على حد قوله .
كما اضاف سومنات ” في السنوات الخمس المقبلة ، سنقوم بإطلاق ما لا يقل عن 50 إلى 70 قمراً صناعياً، بما في ذلك الأقمار الصناعية لجمع المعلومات الجيو-استخباراتية”. وتمتلك الهند الآن شراكات عالمية متنوعة مع دول مثل المملكة المتحدة، ولوكسمبورغ، وليتوانيا، وإسبانيا، وإسرائيل، والبرازيل، وسنغافورة، وسويسرا، وغيرها ويلاحظ أنه ما بين عامي 2019 و2024، تم إطلاق 163 قمراً صناعياً من هذه الدول من الهند.
في الأسابيع الأخيرة، كانت التعاونات الفضائية جزءاً من المحادثات بين رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وسلطان بروناي حسن البلقية، حيث وافق الزعيمان على تجديد الاتفاقية الطويلة الأمد بين البلدين حول محطة الهند للتتبع والتحكم في بروناي. كما ناقشا تطوير الأقمار الصناعية وتقدم الاستشعار عن بُعد والتدريب.
كما أن هناك مشاورات مع الفلبين يوم الاثنين الماضي، تم طرح فكرة التعاون الفضائي بين الهند والبلد الأرخبيل. وفي الشهر الماضي، وعدت الهند بمساعدة نيبال من خلال منحة لإطلاق قمر صناعي.
في تقرير حكومي هندي، أشير إلى الأهمية الاستراتيجية للفضاء، حيث ذكر التقرير أن الهند طلبت ذات مرة من الولايات المتحدة الوصول إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتحديد مواقع الأعداء، لكن تم رفض الطلب. وبالمثل، في عام 2022م طلبت أوكرانيا من شركة ستارلينك التابعة لإيلون ماسك تمديد تغطيتها إلى سيفاستوبول في القرم، ولكن الطلب رُفض، مما أثر سلباً على العمليات العسكرية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم في ذلك الوقت.
كما تشير كلتا الحالتين إلى أهمية الوصول إلى أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية. وفي العام الماضي، وجهت الحكومة الهندية جميع مصنعي الهواتف المحمولة إلى جعل جميع طرازات هواتفهم متوافقة مع نظام “نافيك” NavIC اعتباراً من يناير 2023م. وقال غونجان سينغ، أستاذ مساعد في جامعة أوبيندرا جندال العالمية “قطاع الفضاء حيوي لقدرات الهند العسكرية”.
وفي سياق متصل، أوضح أنيل براكاش، المدير العام لرابطة صناعة الأقمار الصناعية (SIA) في الهند، أن وزارة الدفاع الهندية تركز بشكل متزايد على القدرات الفضائية، حيث تدرس جميع الخيارات الممكنة بدءاً من الاتصالات إلى الملاحة لتعزيز قدراتها التشغيلية حيث أن السباق الفضائي الجديد يتطور ببطء خاصة مع استهداف الولايات المتحدة العودة إلى القمر بحلول عام 2026 م من خلال برنامج “أرتميس”، والصين تأمل في تحقيق نفس الهدف بحلول عام 2030م بينما تهدف الهند إلى إرسال روادها إلى القمر بحلول عام 2040م.
ومن جهة ثانية أن المبادرات الدبلوماسية، مثل محطة “TTC” في بروناي، مهمة بالنسبة للهند. وأوضح براكاش أنه منذ إطلاق “شاندرايان-3″، كان هناك اهتمام متزايد ببرنامج الفضاء الهندي وذلك بسبب فعاليته من حيث التكلفة والكفاءة والمصداقية وعلى سبيل المثال، أبدت المملكة المتحدة وأفريقيا اهتماماً بالتعاون مع الهند.
كما اضاف براكاش قائلاً “لقد أظهر نجاح مهمة تشاندرايان 3 كفاءة الهند ومصداقيتها فيما يتعلق ببرنامجها الفضائي والذي دفع دول أخرى إلى الإهتمام بالتعاون مع منظمة أبحاث الفضاء الهندية والقطاع الخاص الهندي” مشيراً إلى أنه يوجد اليوم حوالي 600 شركة تعمل في قطاع الفضاء الهندي.
وعلى الرغم من نمو القطاع الخاص الهندي، أشار براكاش إلى وجود تحديات بما في ذلك نقص التعاون بين الشركات المتخصصة في مجالات أو منتجات محددة والتي قد تكون جميعها ضرورية لمهمة واحدة. وتشمل طموحات الفضاء الهندية أيضاً الجلوس على طاولة صنع القواعد العالمية وهو أحد الأسباب التي دفعتها للانضمام إلى اتفاقيات “أرتميس”.
و تُعد اتفاقيات “أرتميس” مؤشراً على الشراكة الوثيقة بين الهند والولايات المتحدة في مجال الفضاء. كما تعد مهمة “NISAR” بين وكالة “ناسا” و”إسرو” مثالاً على التقنيات المتقدمة في الفضاء التي يمكن تحقيقها من خلال هذا النهج التعاوني. وتقول إسرو على موقعها: “نسعى لتطوير علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف مع وكالات الفضاء والهيئات ذات الصلة بالفضاء لتعزيز الروابط القائمة بين الدول وتحديد الأطر الدولية لاستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية”.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل
لبنان – أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، امس السبت، إن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر لتحقيق وقف النار في لبنان.
وأضاف بري أنه “يمكن القول هذه المرة إن التفاؤل أكبر وحظوظ التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار تتجاوز 50%”.
وقال إن “الأمريكيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر للموفد الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين بحسب ما قال الأمريكيون، يريدون إنهاء الحرب”.
وأكد بري أن الرد على مسودة الاتفاق سيكون خلال 3 أيام أي بداية أو منتصف الأسبوع المقبل.
وكان مسؤولون لبنانيون، أفادوا يوم الجمعة، بأن بيروت تدرس مقترحا أمريكيا للتوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وقال مسؤول لبناني كبير لوكالة فرانس برس إن السفيرة الأمريكية في بيروت ليزا جونسون عرضت على رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة، تنص بشكل خاص على هدنة لمدة 60 يوما وانتشارا للجيش في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن نبيه بري طلب تأجيلا لمدة ثلاثة أيام، مبينا في السياق أن إسرائيل لم تقدم ردا بعد.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن مصدرا حكوميا لبنانيا ثانيا أكد أن الاقتراح قيد الدراسة.
هذا، وأكد بري في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، يوم الجمعة، أنه تسلم مقترحا أمريكيا، ونفى “أن يكون المقترح يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان”.
وقال: “إن الأمريكيين وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه في المبدأ وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مساس بسيادتنا”، كما نفى بري “أن يكون المقترح متضمنا نشر قوات أطلسية أو غيرها في لبنان”.
وكشف بري أن المقترح يتضمن نصا “غير مقبول لبنانيا” وهو مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عددا من الدول الغربية، حيث قال “هناك نقاش دائر الآن حول الآلية البديلة المقترحة ونحن لن نسير فيها، فهناك آلية واضحة موجودة لا مانع من تفعيلها”.
وأشار بري إلى أن “قدوم المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان رهن بتطور المفاوضات وتقدمها”.
المصدر: RT