محلل إسرائيلي: نصر الله شخصية هامة وكاريزمية واغتياله سيترك فراغا كبيرا
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
من المتوقع أن تكون لعملية الاغتيال الإسرائيلية للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، العديد من التبعات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنها جاءت في أكبير هجوم على بيروت منذ حرب صيف عام 2006.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة يديعوت أحرونوت، أفي يسسخروف: إن "حسن نصر الله، ليس مجرد قائد آخر لمنظمة إرهابية، واغتياله لا يمكن مقارنته بأي عملية اغتيال لقادة الجناح العسكري لحماس أو حزب الله.
واعتبر يسسخروف أن الاغتيال "خسارة غير مسبوقة لحزب الله الذي فقد أهم شخصية في المنظمة منذ تأسيسها، كما أنها خسارة غير مسبوقة لإيران التي فقدت وكيلها الأول خارج حدودها/ وهي ضربة كبيرة لكل المنظمات الإرهابية التي رأت في نصر الله شخصا تمكن من إذلال إسرائيل وتحويلها إلى بيت العنكبوت ولا شيء أكثر من ذلك".
وأضاف "كان نصر الله أكثر من مجرد إرهابي، لقد كان رائدًا في مجال السياسة والإرهاب والربط بينهما، وتولى منصب الأمين العام للمنظمة وهو في سن الثانية والثلاثين فقط، خلفًا لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وسرعان ما أصبح نجمًا صاعدًا في سماء الإرهاب العالمي وكذلك على الساحة السياسية في العالم العربي والإسلامي، وبالتأكيد في لبنان".
وأوضح أن "نصر نجح في تغيير وجه المنطقة، وخاصة وجه لبنان تحت قيادته، وتحوّل حزب الله من ميليشيا صغيرة ومعزولة إلى إمبراطورية عسكرية تسيطر على قوات في سوريا وكذلك في اليمن والعراق، وربما كانت علاقاته الوثيقة مع الزعيم الروحي لإيران، خامنئي، هي التي ساعدته على أن يُنتخب في عام 1992، لكنه سرعان ما أثبت امتلاكه حسًا سياسيًا متطورًا لا يُخجل أي سياسي مخضرم".
وأضاف أن نصر الله "أزال العديد ممن كانوا يعتبرون محافظين ومتطرفين بشكل خاص في صفوف المنظمة، ومن خلال ذلك مهد الطريق لدخول حزب الله إلى النظام السياسي اللبناني، وفي الانتخابات البرلمانية في آب/ أغسطس 1992، شارك لأول مرة ممثلون عن المنظمة الشيعية وفازوا بجميع المقاعد الثمانية التي ترشحوا لها، ولأول مرة منذ تأسيسه عام 1982، أصبح حزب الله منظمة سياسية شرعية داخل لبنان، رغم استمراره في الاحتفاظ بالسلاح خلافًا لبقية التنظيمات".
واعتبر أن "هذه الخطوة جعلت حزب الله المنظمة الأهم بين الشيعة (الذين كانوا أكبر مجموعة دينية في لبنان) وتفوق على حركة أمل التي كانت حتى ذلك الحين المنظمة رقم واحد. كما حصل نصر الله على هالة خاصة كقائد متواضع، وعلى عكس السياسيين الآخرين، كان على استعداد لفقدان أحبائه في إطار الجهاد ضد إسرائيل. فقد قتل ابنه هادي في مواجهة مع قوة من الجيش الإسرائيلي عام 1997".
وأكد أن "حزب الله اكتسب الكثير من القوة في لبنان، وفي السنوات الأخيرة لم يكن من الممكن تعيين رئيس أو رئيس وزراء دون مباركة حزب الله، ولا حتى قائد الجيش، رغم أنه يجب أن يكون مسيحيًا، ولا حتى قادة المناطق في الجيش اللبناني".
وذكر أن "انسحاب إسرائيل من لبنان في آيار/ مايو 2000، ومن ثم حرب لبنان الثانية، جعلا من حسن نصر الله شخصية محبوبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، بما في ذلك السني، ولقد ظهر الرجل الذي تمكن من "إذلال" إسرائيل مرارًا وتكرارًا، الرجل الذي جلب "النصر من الله". اعتبر خبيرًا في شؤون إسرائيل، وأصبح القائد الذي لا يرقى إليه شك داخل المنظمة وخارجها أمام الإيرانيين. تحولت مجلس الشورى الذي كان من المفترض أن يقود حزب الله إلى مجموعة من المعجبين، معظمهم من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، وتمتع نصر الله بمكانة لا يمكن التشكيك فيها".
وأوضح أن نصر الله "أنشأ وسائل إعلامية جميعها تخدم حزب الله وأجندته، بدءًا من قناة المنار، ولاحقًا قناة الميادين، فهمًا منه لأهمية وسائل الإعلام الجماهيرية في كسب القلوب، وحاول دائمًا أن يصور نفسه على أنه وطني لبناني، لكنه كان مرتبطًا بإيران أكثر من أي شيء آخر".
وزعم أنه "تخلص من الأعداء عندما كان ذلك ضروريًا وساعد رجال حزب الله السوريين في اغتيال رفيق الحريري، وكان يعرف كيف يرسل القوات عندما حاولت قوة سياسية منافسة أن ترفع رأسها ضده في لبنان عام 2008".
وقال "كان نصر الله هو من سمح بتغلغل إيران في لبنان، والسيطرة على الدولة من خلال حزبه الذي لم يكن مجرد حزب لبناني. كان حزب الله ملتزمًا أيديولوجيًا بإيران أولاً، وبعد ذلك بالشيعة في لبنان".
إنقاذ الأسد
أكد المحلل الإسرائيلي أن "الحرب الأهلية في سوريا قادت نصر الله إلى اتخاذ قرار مصيري بإرسال قوات لإنقاذ بشار الأسد، وقاتل رجاله على جميع الجبهات ضد داعش وضد المعارضة السورية المعتدلة، وبدأ رجاله في العمل في اليمن والعراق والبحرين وفي جميع أنحاء العالم. تحول حزب الله تحت قيادة نصر الله إلى واحدة من أكبر إمبراطوريات تهريب المخدرات في العالم، وهو من أسس ما يعرف بالإرهاب المرتبط بالمخدرات، أي تجارة المخدرات لتمويل الأعمال الإرهابية"، على حد وصفه.
وذكر أن نصر الله "هو الذي غرس في قلوب الكثير من المسلمين حول العالم فكرة أن إسرائيل ضعيفة مثل خيوط العنكبوت. لكن غطرسة نصر الله كانت أيضًا سببًا في سقوطه، وقيادة حزب الله لمدة 32 عامًا قادته إلى ارتكاب أخطاء عديدة، وآخرها كان التضامن مع حماس وقراره بمهاجمة إسرائيل في 8 أكتوبر 2023. كان نصر الله واثقًا جدًا من ضعف إسرائيل وتفككها لدرجة عدم قدرتها على الهجوم القوي ضد حزب الله، لكنه الآن يدفع ثمن غطرسته".
وبين أن "الوريث الذي تم ترشيحه لخلافة نصر الله هو هاشم صفي الدين، ابن عم نصر الله من جهة أمه، ولا يُعرف حتى الآن ما إذا كان هاشم صفي الدين بجانبه أثناء القصف الإسرائيلي أمس، وهناك أسماء أخرى أيضًا، مثل محمد يزبك وآخرين".
وختم أن "إيران ستتمكن في النهاية من تعيين خليفة لحسن نصر الله، لكن على عكس ما حدث مع الموسوي في عام 1992، فإن اغتيال شخصية بهذه الأهمية والكاريزما سيترك فراغًا كبيرًا في المنظمة وفي لبنان وعلى خريطة الإرهاب العالمية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية اللبناني نصر الله حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله نصر الله صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله فی لبنان نصر الله الله إلى الله ا
إقرأ أيضاً:
ألماسصاروخ إسرائيلي أعاد حزب الله هندسته ويستخدمه لضرب إسرائيل
يقول مسؤولون إسرائيليون إن حزب الله اللبناني غنم صاروخ إسرائيلي متقدم مضاد للدبابات في حرب عام 2006، وأن إيران قامت بإعادة هندسته.ويقول مسؤولون دفاعيون إسرائيليون إن حزب الله يستخدم صاروخًا متقدمًا ضد إسرائيل أعيدت هندسته من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة.
ويعتقد أن مقاتلي حزب الله استولوا على صواريخ سبايك الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006 في لبنان وشحنوها إلى إيران لاستنساخها.
وبعد ثمانية عشر عامًا، يطلق حزب الله هذه الصواريخ التي أسماها صواريخ (ألماس) على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحديًا كبيرًا للقوات العسكرية الإسرائيلية. الصواريخ يصل مداها إلى 10 أميال (حوالي ١٦ كيلو مترا)، وتحمل أجهزة توجيه متقدمة لِـتـَتـَبـّع الأهداف وتحديدها.
إن قيام إيران وأذرعها باستنساخ أنظمة الأسلحة لاستخدامها ضد الخصوم الذين صمموها ليس بالأمر الجديد. على سبيل المثال، قامت إيران بنسخ الطائرات بدون طيار والصواريخ الأمريكية.
لكن صاروخ (ألماس) هو مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة التي صنعتها إيران، والتي "تغير بشكل كبير ديناميكيات القوة الإقليمية"، وفقًا لمحمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها في فيرجينيا.
يقول السيد الباشا: "ما كان في السابق انتشارًا تدريجيًا لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة".
فيما قال مسؤولون دفاعيون إسرائيليون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن صواريخ (ألماس) من بين مخزونات أسلحة حزب الله التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء غزوها للبنان قبل حوالي شهرين.
وقد برزت هذه الصواريخ باعتبارها من بين الأسلحة الأكثر تطوراً بين مخزون كبير من الذخائر الأقل جودة في الغالب، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات المصممة في روسيا. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال سابقا أن القوات الإسرائيلية المتقدمة في جنوب لبنان عثرت على مخزونات كبيرة من الأسلحة الروسية التي تعزز قدرة حزب الله القتالية.
إن صاروخ ألماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى خط نظر مباشر لإطلاقه من المركبات البرية والطائرات بدون طيار والمروحيات والصواريخ التي تطلق من الكتف. وهو ما يسمى صاروخ الهجوم العلوي، مما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلاً من الجانب، ويضرب الدبابات عندما تكون مدرعة قليلاً وعرضة للخطر.
وقال مسؤولون دفاعيون إسرائيليون إن صاروخ ألماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية.
وفي تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في أبريل، والذي يدرس القضايا الأمنية على الحدود الشمالية لإسرائيل، وجد أنه "من المرجح للغاية أن تنشر أسلحة من عائلة ألماس الحالية والمستقبلية عبر جميع الجبهات التي يسيطر عليها حلفاء إيران، وأن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف المهمة على مدى متزايد، ولن تقتصر على الأهداف الإسرائيلية فقط".
هناك ما لا يقل عن ثلاثة أنواع معروفة من صواريخ ألماس، كل منها مطور عن سابقتها. في يونيو، قال باحثو مركز ألما في إسرائيل "إن حزب الله يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع الأحدث الذي، من بين تحسينات أخرى، أرسل تصويرًا أكثر وضوحًا للرحلة التي قام بها" يمكن أن تحمل ألماس نوعين من الرؤوس الحربية، وفقًا لمجموعة CAT-UXO، وهي مجموعة معنية بالتوعية بالذخائر. الأول يمكنه أن ينفجر على مرحلتين، مما يسهل اختراق الدروع. أما الآخر فعبارة عن قنبلة وقود هوائية تنفجر في كرة نارية.
ظهرت صواريخ ألماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان عام 2006، فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب، أجرى الجيش الإسرائيلي جردا لمخزون المعدات التي نشرها في لبنان. وقد ظهر اختلاف في عدد الأسلحة، بين ما أدخل إلى لبنان، وما أعيد إلى إسرائيل، وما تحطم خلال القتال.
وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد تركه الجيش على الأرجح في الميدان، وفقًا لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ومنذ تلك اللحظة، عرفت إسرائيل أن هناك خطرًا كبيرًا من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وإعادة هندستها.
لقد مولت إيران حزب الله وأسلحته لعقود من الزمان، وانضم الحزب إلى الهجمات على إسرائيل لدعم حماس، بعد وقت قصير من شن حماس هجوماً في إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ويزعم مسؤولو الاستخبارات الإسرائيليون أن حزب الله استخدم ألماس في الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت في عام 2011. وجنبًا إلى جنب مع روسيا وإيران، ساهم حزب الله بمقاتليه وقوته لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، فإن حزب الله يصنع الآن صواريخ ألماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية. ويُعتقد أيضًا أن الصواريخ تُنتج في إيران للجيش الإيراني.
وقال خبراء الأسلحة إن ألماس شوهد علنًا في عام 2020 أثناء تسليم الشركة المصنعة لطائرات بدون طيار تم إنتاجها حديثًا للجيش الإيراني. وكشف الجيش الإيراني عن الصاروخ بإطلاقه خلال مناورة عسكرية عام 2021.
ولكن لم تظهر تقارير عن استخدام ألماس في القتال إلا في وقت مبكر من هذا العام، في هجمات على إسرائيل يبدو أن حزب الله نفذها جميعًا، وفقًا لباحثين من شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية مقرها بريطانيا.
في يناير، أصدر حزب الله مقطع فيديو لضربة على القاعدة البحرية الإسرائيلية في رأس الناقورة، على الحدود مع لبنان، قائلاً إنه استخدم صاروخ ألماس. كما زعمت العديد من مقاطع الفيديو اللاحقة خلال الربيع نشر صواريخ ألماس ضد أهداف إسرائيلية.
ويبدو أن بعض الصواريخ صنعت في عام 2023. وأظهر باحثو مركز ألما طرق تهريب عبر العراق وسوريا والتي يُزعم أن إيران تستخدمها لإرسال الأسلحة إلى حزب الله.
لارا جاكس، مقيمة في روما، تقدم تقارير عن الجهود الدبلوماسية والعسكرية التي يبذلها الغرب لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وهي صحفية منذ ما يقرب من 30 عامًا.
*رونين بيرجمان كاتب في مجلة نيويورك تايمز، ومقره في تل أبيب.