قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن سيدنا رسول الله ﷺ بلّغ فصدق، ولم يصدق في نفسه هكذا كشأن البشر، بل الذي صدّقه هو رب السماوات والأرض، من فوق سبعة أرقع، من فوق العرش العظيم.

 

وأضاف جُمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) [أخرجه الترمذي] ، وروى مالك في القدر، والبيهقي في آداب القاضي : (إِنِّي قد خَلَّفْتُ فِيْكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا، أو عَمِلْتُمْ بِهِمَا: كتابَ الله وسُنَّتِي، ولَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ)، فترك لنا هذه الثلاثة: كتاب الله، وعترة أهل البيت الكرام، وسنة المصطفى ﷺ ، وإذ بالله -سبحانه- يحفظ الثلاثة كما وعد، ولم يكن بيد سيدنا محمد ﷺ سيد البشر أن يحفظ شيئًا من هذا؛ فإنه كبشر لا حول ولا قوة في يده { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} فالحول والقوة لله وحده ،والمؤيِّد هو الله، والمصدِّق هو الله، والمؤكِّد هو الله ﷻ.

 

وتابع: ترك أمته وقد تلاعبت سائر الأمم بتراث أنبيائها ورجالها، ولم يكن بيده أن يحفظ الكتاب؛ قال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } فحُفظ، وإذ بنا من الشرق والغرب بيدنا كتاب واحد، لا نعرف سواه ولا يضرب بعضنا رقاب بعض من أجل أنه يُنكر جزءًا منه، أو يثبت جزءًا آخر. والنبي ﷺ رأى بعينيه كيف مات أبناؤه أمامه. فما الذي دعاه بتلك المخاطرة إن لم يكن مؤيدًا من رب السماوات والأرض لِلَّهِ ويقول: (تركت فيكم عترة أهل بيتي) من أدراك يا سيد الخلق أنه سوف يكون لك عترة ونسل من (الحسن) و(الحسين) نسل يملأ الأرض جميعًا في مشرقها ومغربها، من الذي أخبرك بذلك؟ إن الذي أخبره هو العزيز الحكيم الذي يقول للشيء كن فيكون، الذي يأمر في كونه - سبحانه وتعالى - ؛ فلا يتأخر الكون عن أمره وكيف ذاك وهو خالقنا وبيده نواصينا.

 

وأشار جمعة إلى أنه ما كان النبي المصطفى ﷺ والحالة هكذا في وفاة أهله أن يقول ذلك من عند نفسه، فلما قالها أيّده الله الذي أخبره بها؛ وحفظ كتابه، وحفظ أهل بيته.. (الحسن) و(الحسين) تعرضا للقتل فسُمَّ هذا، وقتل هذا، وأبناؤهما أُبيدوا جميعًا عن بكرة أبيهم، فنجى الله ﷻ (علي زين العابدين) و(الحسن المثنى) و(زيد الأبلج) ومن الثلاثة الصغار أبناء (الحسن) و(الحسين) جاء النسل الشريف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسول الله سيدنا رسول الله سيدنا محمد قال الدكتور على جمعة علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء

إقرأ أيضاً:

4 نساء أرضعن رسول الله.. تعرف عليهم

قال الدكتور على جمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ولدته السيدة آمنة أرضعته سبعة أيام‏، ثم أرضعته ثويبة الأسلمية مولاة أبي لهب أياما‏،‏ وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح.

جمعة يوضح بركات ومبشرات صاحبت ميلاد النبي جمعة: وصف الله رسوله في القرآن بأنه نور يُبدد الظلمات

وجاء ذلك خلال حديث جمعة في سلسلة تعريفية لرسول الله في شهر مولده ربيع الأول، حيث وضح أن ثويبة أرضعت عم النبي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه‏،‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلها وهي بمكة‏,‏ وكانت خديجة تكرمها‏,‏ وقيل‏:‏ إن خديجة سألت أبا لهب في أن تبتاعها منه لتعتقها فلم يفعل‏,‏ فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب‏,‏ وقيل‏:‏ أعتقها حين بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏.

وتابع: أن أبا لهب رأى بعض أهله في النوم في شر حال‏،‏ فقال‏:‏ ما لقيت بعدكم راحة‏,‏ إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين‏.‏ ولم نذق بعدكم رخاء غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة‏,‏ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين‏,‏ وكانت ثويبة قد بشرته بمولده‏,‏ قالت له‏: أشعرت أن آمنة ولدت غلاما لأخيك عبد الله؟ فقال لها‏:‏ اذهبي‏,‏ فأنت حرة‏. فنفعه ذلك ‏(الروض الأنف للسهيلي)‏ أي‏:‏ فنفعه فرحه بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏.

وأضاف: قال الإمام ابن الجزري شيخ قراء عصره‏: (فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم‏. (‏سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي).

وفي هذا المعنى يقول الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي‏: إذا كان هذا كافرا جاء ذمه‏..‏ وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتي أنه في يوم الاثنين دائما‏..‏يخفف عنه بالسرور بأحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره‏..‏ بأحمد مسرورا ومات موحدا وبعد الهجرة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعث إلى ثويبة من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر‏,‏ فبلغت وفاتها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عن ابنها مسروح‏,‏ فقيل‏:‏ مات‏.‏ فسأل عن قرابتها فقيل‏: لم يبق منهم أحد

مقالات مشابهة

  • بعد أزمة التيجاني.. 20 شيخا يُحذر منهم عبد الله رُشدي
  • 4 أداب للمجالس تعلمها من رسول الله
  • 4 نساء أرضعن رسول الله.. تعرف عليهم
  • كُتاب الوحي في حياة رسول الله.. تعرف عليهم
  • علي جُمعة: سد الله كل الأبواب إلا باب سيدنا النبي
  • أمور عظيمة تجعلك تلتزم بقراءة سورة الكهف مكتوبة كل يوم جمعة
  • د. عبد المنعم فؤاد: المتصوف الحق هو من يتبع تعاليم كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ
  • الاحتلال يعلن قصف أكثر من ألفي هدف في لبنان في الأيام الثلاثة الأخيرة
  • إسرائيل تعلن قصف أكثر من ألفي هدف في لبنان في الأيام الثلاثة الأخيرة