ما هي دوافع رئيس السلطة الفلسطينية بإقالة عدد كبير من المحافظين؟
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الخميس، مرسوما بإحالة عدد من المحافظين للتقاعد.
ومن بين 16 محافظا احتفظ أربعة بمناصبهم فيما تم إقالة الآخرين.
ولم يتم تعيين أحد محلهم حتى الآن، بل شُكلت لجنة رئاسية لتوصية المرشحين المناسبين للرئيس عباس.
وأثارت تلك المراسيم جدلا واسعا، فعلى الرغم من أن قرارات عباس قد يكون له تداعيات على سياسة حركة "فتح"، وهيبة "السلطة الفلسطينية" في أعين الناس، إلا أن هناك ما يبرر قدراً من الشك حول أهميته، وفق تقرير لـ"معهد واشنطن".
ووفقاً للقرار الرئاسي رقم 22 (2003)، يُعتبر المحافظ في السلطة الفلسطينية "الممثل الشخصي للرئيس" و"أعلى سلطة في محافظته"، ويتمتع بصلاحيات واسعة فيما يتعلق بالشؤون المدنية والأمنية، من بينها صلاحية ممارسة الاحتجاز الوقائي للأفراد. ويدير مكتب الرئيس كافة الأمور المتعلقة بالمحافظين، مما يجعل شاغلي هذا المنصب من أقوى المسؤولين في الجهاز الإداري "للسلطة الفلسطينية". كما ويتم اختيار معظم المحافظين من شاغلي المناصب العليا في حركة "فتح" والأجهزة الأمنية، مما يرفع سقف السلطة في المنصب ويجعله مركزاً سياسياً وإدارياً.
ووفق التقرير فقد صدر المرسوم الجديد في ظل تفاقم حالة عدم الاستقرار في الضفة الغربية بسبب الاحتكاكات المتزايدة مع الاحتلال الإسرائيلي والسخط المحلي من "السلطة الفلسطينية"، مما جعل المحافظين أهدافاً متكررة للغضب العام.
لا يزال الدافع وراء الإعلان غير واضح حالياً، كما أن نص المرسوم لا يقدم أي سبب. ولكن أياً كانت الغاية من القرار، فقد تترتب عليه أربعة تأثيرات ملحوظة.
أولاً، من المرجح أن يستخدم مسؤولو السلطة الفلسطينية القرار لتهدئة المخاوف الدبلوماسية الدولية بشأن قبضتهم على السلطة. فمنذ بعض الوقت، يعرب المحاورون الإقليميون والدوليون عن مخاوفهم البالغة بشأن سوء الحكم والركود السياسي في السلطة الفلسطينية.
كما أن المناصب الشاغرة الجديدة والمدة الطويلة التي ستستغرقها اللجنة لملئها ستفتح ساحة أخرى من المنافسة بين كبار مسؤولي حركة "فتح"، الأمر الذي قد يصرفهم عن المسؤوليات الأخرى أثناء تنافسهم على المناصب المهمة. ونظراً لأهمية الولاء الشخصي في التعيينات للمناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية، سيستفيد عباس سياسياً من هذه المنافسة - ولو أن بعض المحافظين المخلوعين قد أنشأوا قاعدة داعمة لهم في أوساط الناشطين المحليين من حركة "فتح"، مما قد يؤدي إلى إثارة التوترات داخل الحركة.
وما يبقى أقل تأكيداً هو تأثير القرار على الدعم الشعبي "للسلطة الفلسطينية" التي تتراجع شعبيتها باطراد. إلا أن التقرير يرجح أن لا يترك هذا النهج تأثيراً دائماً على الوضع المحلي للسلطة الفلسطينية في غياب إصلاحات أكثر أهمية.
ويشير التقرير إلى أهمية القرار بالنسبة إلى شمال الضفة الغربية، ولا سيما نابلس وجنين. ففي الأشهر الأخيرة، اشتبك محافظا هاتين المنطقتين مراراً وتكراراً مع جماعات مسلحة ناشئة حديثاً مثل "عرين الأسد" و"لواء جنين"، وأدت بعض المواجهات إلى اندلاع أعمال عنف في جنين. ويتساءل المعهد حول ما إذا كانت تلك الجماعات ترى في خطوة عباس غصن زيتون أم فراغ سياسي وأمني يجب استغلاله؟
في الوقت الراهن، يكتنف القرار الغموض الذي عادةً ما تتصف به "السلطة الفلسطينية"، مما يجعل من الصعب التكهن بغاية القرار وتأثيره المحتمل. ولعبّاس سجلّ حافل في استخدام الإعلانات المحلية المؤثرة لإعطاء شعور بالحركة من دون إحداث تغيير حقيقي.
وينصح التقرير الحكومة الأمريكية أن تراقب عن كثب تأثير القرار على السياسات العليا لحركة "فتح" والوضع العام "للسلطة الفلسطينية" والجماعات المسلحة في الضفة الغربية، فمن السابق لأوانه اتخاذ موقف بشأن الإجراء في الوقت الحالي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السلطة الفلسطينية عباس فتح فلسطين عباس السلطة فتح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
برئاسة رئيس الوزراء..تفاصيل مشاركة محافظ الدقهلية بالاجتماع الرابع لمجلس المحافظين
شارك واللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية اليوم الاجتماع الرابع لمجلس المحافظين، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية،
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالتقدم بخالص التهنئة إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والمحافظين، وأبناء الشعب المصري، بمناسبة قرب حلول العام الميلادي الجديد، متمنيًا أن يعيد الله هذه المناسبة على مصر وشعبها بالأمن والرخاء.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي المحافظين بأهمية المتابعة الميدانية الدورية للأسواق، للتأكد من توافر السلع المُختلفة بالكميات اللازمة؛ والأسعار المناسبة للمواطنين، مع العمل على زيادة المنافذ لطرح مختلف السلع لضمان اتساع دائرة المستفيدين منها.
وأشار رئيس الوزراء في هذا الصدد إلى أهمية التركيز على المبادرات الخاصة بطرح السلع بأسعار مخفضة، ضمن مساعي الدولة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، مع التوسع في نموذج "سوق اليوم الواحد" بالعديد من المدن بالمحافظات المختلفة، على أن يتم تنظيمه على يومين وليس يومًا واحدًا، حيث يمثل نموذجًا ناجحًا لتوفير السلع بأسعار مناسبة.
كما وجه الدكتور مصطفى مدبولي المحافظين بالمتابعة الدائمة للمنشآت الخدمية، للوقوف على أوضاع الخدمات المقدمة للمواطنين ومدى جودتها وتيسيرها، مشددًا أيضًا على ضرورة الاهتمام بشكاوى المواطنين وتكثيف اللقاءات بهم لتحقيق التواصل المباشر والمستمر معهم، بالإضافة إلى مواصلة اللقاءات الدورية مع أعضاء البرلمان للعمل على حل مشكلات دوائرهم، لافتًا كذلك إلى الأهمية البالغة لسرعة الرد على الشائعات بإيضاح الحقائق.
وخلال الاجتماع، عرض الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، الخطة العاجلة للاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية؛ بهدف الوصول إلى معدل إنجاب 2.1 لكل سيدة بحلول 2030، مستشهدًا بإحصائيات معدلات الانجاب الكلي خلال الفترة من 2021 حتى 2023.
وأكد نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، أنه سيتم العمل في الخطة العاجلة اعتبارًا من أول يناير القادم ولمدة 6 أشهر في عدد 16 منطقة تستهدف ما يزيد عن 750 ألف نسمة، موزعين بمحافظات الوجه القبلي والبحري، وتشمل المناطق، مركز الفشن بمحافظة بني سويف، ومركز مغاغة بمحافظة المنيا، ومركز ديروط بمحافظة أسيوط، ومركز أبو تشت بمحافظة قنا، ومركز أرمنت بمحافظة الأقصر، ومركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، ومركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ومركز زفتي بمحافظة الغربية، ومركز البدرشين بمحافظة الجيزة، ومركز منوف بمحافظة المنوفية، ومدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ومدينة السلوم بمحافظة مطروح، ومركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، وأحياء العامرية والعجمي بمحافظة الإسكندرية، ومركز القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية.
وأشار الدكتور خالد عبد الغفار، إلى أن الخطة العاجلة تستهدف تحسين الخصائص السكانية الاجتماعية والاقتصادية من خلال خفض البطالة، ونسبة الأمية وغياب الوعي، وخفض نسب زواج الأطفال، والقضاء على الجهل التعليمي، والحد من التسرب من التعليم، وذلك من خلال حزمة من الإجراءات تشمل تعظيم اللامركزية في إدارة الملف السكاني من خلال مشاريع محلية في المحافظات، والتطوير المؤسسي وتفعيل دور المجلس القومي للسكان بجميع محافظات الجمهورية، وكذا تطوير ورفع كفاءة مراكز الرعاية الصحية الأولية.
كما تضمن العرض خطة تقييم الإجراءات المقرر تنفيذها في إطار الخطة العاجلة وفق توقيتات زمنية محددة، بمتابعة مُباشرة من كل السادة المحافظين بالمحافظات المدرجة ضمن الخطة.
من جانبها، عرضت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، عددًا من الملفات، حيث تناولت حصرًا للأراضي التي تصلح لإقامة مشروعات سياحية، وذلك في إطار توجه الدولة لتحفيز القطاع الخاص على التوسع في المشروعات السياحية لزيادة القدرة من الغرف الفندقية في مصر، وشملت الأراضي المقترحة 186 قطعة في 20 محافظة.
كما تطرقت الوزيرة إلى معدلات الأداء ونسب التنفيذ لإجراءات تقنين واسترداد أراضي الدولة، حتى 17 ديسمبر 2024، موضحة أنه تم التقدم بنحو 280 ألف طلب، في 18 محافظة، بنسبة إنجاز تخطت الـ 70%، وبلغ إجمالي الأراضي المستردة 19124 قطعة.
وفي سياق آخر، تطرقت الدكتورة/ منال عوض إلى جهود وزارة التنمية المحلية لرفع كفاءة 123 ألف منزل، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني، مُشيرةً إلى أن هذه الجهود تستهدف رفع كفاءة منازل الفئات الأولى بالرعاية في قُرى المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة"، عبر جهود رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص.
كما أشارت الوزيرة إلى الاجتماع الذي عقدته مؤخرًا مع السيدة نوريا سانز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، بمشاركة عدد من المحافظين ونوابهم عبر تقنية "فيديو كونفرانس"؛ وذلك لتعريفهم بشبكة المدن المُبدعة التابعة لليونسكو وتشجيع المزيد من المدن المصرية على الانضمام إليها.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة منال عوض، إن انضمام المدن المصرية إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، يُسهم في تعزيز رؤية المدينة وهويتها الثقافية على المستوى العالمي، واستثمار أصولها الثقافية الفريدة لتعزيز السياحة المحلية وخلق فرص العمل، وتحسين جودة الحياة لسكانها والانخراط في شراكات ديناميكية، إلى جانب الاستفادة من موارد اليونسكو في دعم المبادرات الثقافية، وجذب الاستثمارات والموارد لها.