أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الخميس، مرسوما بإحالة عدد من المحافظين للتقاعد.

ومن بين 16 محافظا احتفظ أربعة بمناصبهم فيما تم إقالة الآخرين.

ولم يتم تعيين أحد محلهم حتى الآن، بل شُكلت لجنة رئاسية لتوصية المرشحين المناسبين للرئيس عباس.

وأثارت تلك المراسيم جدلا واسعا، فعلى الرغم من أن قرارات عباس قد يكون له تداعيات على سياسة حركة "فتح"، وهيبة "السلطة الفلسطينية" في أعين الناس، إلا أن هناك ما يبرر قدراً من الشك حول أهميته، وفق تقرير لـ"معهد واشنطن".



ووفقاً للقرار الرئاسي رقم 22 (2003)، يُعتبر المحافظ في السلطة الفلسطينية "الممثل الشخصي للرئيس" و"أعلى سلطة في محافظته"، ويتمتع بصلاحيات واسعة فيما يتعلق بالشؤون المدنية والأمنية، من بينها صلاحية ممارسة الاحتجاز الوقائي للأفراد. ويدير مكتب الرئيس كافة الأمور المتعلقة بالمحافظين، مما يجعل شاغلي هذا المنصب من أقوى المسؤولين في الجهاز الإداري "للسلطة الفلسطينية". كما ويتم اختيار معظم المحافظين من شاغلي المناصب العليا في حركة "فتح" والأجهزة الأمنية، مما يرفع سقف السلطة في المنصب ويجعله مركزاً سياسياً وإدارياً.

ووفق التقرير فقد صدر المرسوم الجديد في ظل تفاقم حالة عدم الاستقرار في الضفة الغربية بسبب الاحتكاكات المتزايدة مع الاحتلال الإسرائيلي والسخط  المحلي من "السلطة الفلسطينية"، مما جعل المحافظين أهدافاً متكررة للغضب العام.

لا يزال الدافع وراء الإعلان غير واضح حالياً، كما أن نص المرسوم لا يقدم أي سبب. ولكن أياً كانت الغاية من القرار، فقد تترتب عليه أربعة تأثيرات ملحوظة.

أولاً، من المرجح أن يستخدم مسؤولو السلطة الفلسطينية القرار لتهدئة المخاوف الدبلوماسية الدولية بشأن قبضتهم على السلطة. فمنذ بعض الوقت، يعرب المحاورون الإقليميون والدوليون عن مخاوفهم البالغة بشأن سوء الحكم والركود السياسي في السلطة الفلسطينية.

كما أن المناصب الشاغرة الجديدة والمدة الطويلة التي ستستغرقها اللجنة لملئها ستفتح ساحة أخرى من المنافسة بين كبار مسؤولي حركة "فتح"، الأمر الذي قد يصرفهم عن المسؤوليات الأخرى أثناء تنافسهم على المناصب المهمة. ونظراً لأهمية الولاء الشخصي في التعيينات للمناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية، سيستفيد عباس سياسياً من هذه المنافسة - ولو أن بعض المحافظين المخلوعين قد أنشأوا قاعدة داعمة لهم في أوساط الناشطين المحليين من حركة "فتح"، مما قد يؤدي إلى إثارة التوترات داخل الحركة.

وما يبقى أقل تأكيداً هو تأثير القرار على الدعم الشعبي "للسلطة الفلسطينية" التي تتراجع شعبيتها باطراد. إلا أن التقرير يرجح أن لا يترك هذا النهج تأثيراً دائماً على الوضع المحلي للسلطة الفلسطينية في غياب إصلاحات أكثر أهمية.

ويشير التقرير إلى أهمية القرار بالنسبة إلى شمال الضفة الغربية، ولا سيما نابلس وجنين. ففي الأشهر الأخيرة، اشتبك محافظا هاتين المنطقتين مراراً وتكراراً مع جماعات مسلحة ناشئة حديثاً مثل "عرين الأسد" و"لواء جنين"، وأدت بعض المواجهات إلى اندلاع أعمال عنف في جنين. ويتساءل المعهد حول ما إذا كانت تلك الجماعات ترى في خطوة عباس غصن زيتون أم فراغ سياسي وأمني يجب استغلاله؟


في الوقت الراهن، يكتنف القرار الغموض الذي عادةً ما تتصف به "السلطة الفلسطينية"، مما يجعل من الصعب التكهن بغاية القرار وتأثيره المحتمل. ولعبّاس سجلّ حافل في استخدام الإعلانات المحلية المؤثرة لإعطاء شعور بالحركة من دون إحداث تغيير حقيقي.

وينصح التقرير الحكومة الأمريكية أن تراقب عن كثب تأثير القرار على السياسات العليا لحركة "فتح" والوضع العام "للسلطة الفلسطينية" والجماعات المسلحة في الضفة الغربية، فمن السابق لأوانه اتخاذ موقف بشأن الإجراء في الوقت الحالي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السلطة الفلسطينية عباس فتح فلسطين عباس السلطة فتح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة للسلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

ثالوث الإرهاب.. دوافع تنامي العلاقة بين الحوثيين والقاعدة وحركة الشباب الصومالية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصل ميليشيا الحوثي توطيد علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية المنتشرة في دول المنطقة، من أجل استغلال التوترات الجارية في المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان، بجانب العدوان الأمريكي البريطاني على مناطق يمنية تحت سيطرة الحوثيين؛ لإعادة نفوذها وإحكام سيطرتها على كامل الأراضي والمقدرات اليمنية.

تحالف إرهابي

وفي هذا الإطار، كشف تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن بشأن اليمن،  في 2 نوفمبر الجاري، عن علاقة وثيقة تربط الحوثيين بتنظيمي القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية، وقال التقرير، إن ما وصفه بـ"التحالف الانتهازي" بين الحوثيين والقاعدة، يتميز "بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وبقيام الجماعتين بتوفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض وبتنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة".

وكشف التقرير عن احتمال عودة تنظيم القاعدة للظهور خاصة بعد أن أعاد تنشيط قنواته الإعلامية بدعوى دعم أنشطة التجنيد والتحريض على شن الهجمات وذلك بدعم من الحوثيين الذين قاموا بنقل طائرات مسيرة، وصواريخ وأجهزة متفجرة لمقاتلي القاعدة.

ونقل التقرير عن مصادر "يمنية سرية" قولهم، أن الحوثيين يقومون "بتقييم الخيارات المتاحة لتنفيذ هجمات في البحر من الساحل الصومالي من أجل توسيع نطاق منطقة عملياتهم، ولتحقيق ذلك، يعملون على تعزيز علاقاتهم مع حركة شباب المجاهدين"، وأضاف بأن هناك أنشطة تهريب متزايدة بين الحوثيين وحركة الشباب، يتعلق معظمها بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة. 

علاقة وطيدة 

يشار أن ما كشفه التقرير الدولي بشأن العلاقة بين الحوثيين وتنظيمي القاعدة والشباب الصومالية، ليس بالجديد، إذ لطالما حرصت الميليشيا على البحث عن مصالحها حتى لو كانت على حساب التعاون مع جماعات إرهابية تخالفها في الفكر والعقيدة، ولذلك، عقب وفاة زعيم القاعدة في اليمن «خالد باطرفي» مطلع مارس 2024، وتعيين التنظيم للمدعو«سعد العولقي»، ووسائل الإعلام اليمنية، تكشف أن العلاقة بين القاعدة والحوثي ستتزايد تحت إدارة "العولقي"، نظراً لكون كلا التنظيمين لديهم هدف مشترك وهو إقصاء الحكومة اليمنية الشرعية والسيطرة على كامل الأراضي اليمنية.

ويسعى الحوثي في الوقت الراهن لاستغلال التوترات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية؛ إما بشن المزيد من الهجمات لإبراز وجود التنظيم أو تعزيز التعاون مع جماعات إرهابية أخرى لتنفيذ عمليات أكثر وفي مساحة أوسع، وصولاً إلى تبادل الأسلحة والأموال، لذا اتجهت الميليشيا لإمداد حركة الشباب الصومالية الإرهابية بالأسلحة المتطورة في مقابل حصول الأولى على الأموال التي تمكنها من الاستمرار  في هجماتها البحرية على السفن في البحر الأحمر، وهو ما كشفته شبكة CNN الأمريكية، في 11 يونيو 2024.

تقارب إرهابي

وحول ما تقدم، يقول الدكتور «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن زعيم تنظيم القاعدة الجديد «العولقي» من اكبر الداعمين للتحالف بين الحوثي والقاعدة، تحت ظل ودعم ايران لهم، لذلك ليس بغريب تدشين التنظيميين مزيد من أواصر التعاون تعكسها الاجتماعات المكثفة بينهم في صنعاء والحديدة لمواجهة مل يسمونه العدوان الامريكي البريطاني، ومحاولات واشنطن لدعم الحكومة اليمنية الشرعية من أجل إعادة السيطرة على الحديدة.

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ« البوابة نيوز»، إلى أن التقارب بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية خصوصًا بعد حرب غزة، يأتي في إطار جهود الحوثي للحصول على أموال من أي فصيل إرهابي في مقابل عدة أمور، منها، صنع  بروباجند إعلامية، بهدف إكساب حاضنة شعبية، وتشجيع أعداد من اليمنيين للانضمام إلى الحوثي، تحت دعاية الحوثي يحارب إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية تتخوف من تبعات فوز ترامب
  • البيت الأبيض: ترامب لم يتوصل إلى اتفاق بشأن انتقال السلطة
  • بايدن: هنأت ترامب بالفوز وانتقال السلطة سيكون سلميا
  • ماذا لو نجحت صفقة الممر الآمن وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
  • ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
  • كرم جبر يهنئ رئيس وأعضاء المجلس القومي للمرأة بمناسبة صدور القرار الجمهوري بتوليهم مهام مناصبهم
  • ما دوافع الإعلان عن تشكيل تحالف سياسي جديد للأحزاب اليمنية؟
  • ثالوث الإرهاب.. دوافع تنامي العلاقة بين الحوثيين والقاعدة وحركة الشباب الصومالية
  • مصر تؤكد دعم السلطة الفلسطينية واستمرار جهود “التهدئة” في غزة
  • مصر تدين تطورا إسرائيليا “خطيرا” يستهدف تصفية القضية الفلسطينية