هشام الدكيك.. مهندس الطفرة التي تشهدها كرة القدم داخل القاعة في المغرب
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
شكل الانضباط والواقعية خيطان ناظمان لمساره، وتحقيق الانتصار دافعه الأسمى. بفضل صبره وتضحياته، نجح في الرفع من شأن كرة القدم داخل القاعة في المغرب لتعانق السماء على الساحة العالمية. إنه هشام الدكيك… أو الهدوء الذي لايخلو من قوة!
بالنسبة للدكيك، الموهبة تتيح الفوز بالمباريات، والعمل الجماعي مقرونا بالذكاء يمكن من اقتناص البطولات.
حين يتحدث، يكون واضحا ودقيقا. وعلى أرضية الملعب، فهو رجل تواصل بامتياز، وحازم في نفس الوقت. أضحى ابن مدينة القنيطرة، مع توالي السنين، مهندس ارتقاء كرة القدم داخل القاعة في المغرب إلى العالمية.
وبفضل شخصيته « الأبوية »، عرف كيف يقود مجموعة من الشباب، ويوطد لعلاقات قوية فيما بينهم يسودها التضامن، لخدمة هدف وحيد هو إغناء خزائن الرياضة الوطنية بأثمن الألقاب.
وتوفق هشام الدكيك باقتدار في تنفيذ استراتيجية الجامعة المغربية لكرة القدم لتطوير الكرة الوطنية، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبعد مسيرة كروية حافلة كلاعب في صفوف نادي أجاكس القنيطري والمنتخب الوطني، نقل الدكيك شغفه بكرة القدم داخل القاعة من أرضية الملعب إلى دفة التدريب.
وبعد تقلده مهام تدريب المنتخب الوطني في 2010، اعتمد الدكيك على الجدية والمثابرة لوضع كرة القدم داخل القاعة في المغرب في المسار الصحيح.
وبالفعل، فإن المدرب، البالغ من العمر 51 سنة، سيوقع سريعا على باكورة نجاحاته بالتأهل للمرة الأولى لنهائيات كأس العالم 2012 التي أقيمت في تايلاند.
وسيكون هذا النجاح مجرد فاتحة لسلسلة من الإنجازات، أبرزها التأهل للمرة الثانية على التوالي لكأس العالم 2016 ثم كأس العالم 2021، ما جعل من الدكيك أول مدرب في العالم يبلغ ثلاثة نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، على التوالي. وفي ليتوانيا، حقق إنجازا تاريخيا بوضع أسود الأطلس في الدور ربع النهائي.
في غضون ذلك، برز المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة بشكل قوي خلال المنافسات القارية والإقليمية، حيث فاز بثلاثة كؤوس إفريقية على التوالي (2016، 2020 و2024) وثلاثة كؤوس عربية متتالية (2021، 2022 و2023). وهو إنجاز غير مسبوق!
ويواصل هشام الدكيك المتأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم التي تقام حاليا في أوزبكستان، إثبات أن « كل تحدي يواجهه، هو في حد ذاته فرصة لتحقيق تقدم جديد ».
لقد أثبت الدكيك، الحائز على لقب أفضل مدرب لكرة القدم داخل القاعة في العالم لسنة 2023 من قبل الموقع المتخصص « فوتسال بلانيت »، صحة هذه المقولة منذ بداية المنافسات. وستكون المباراة أمام منتخب « السيليساو » فرصة عظيمة لكتابة تاريخ جديد.
كلمات دلالية كرة القدم للصالات، هشام الدكيكالمصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
حادثة وفاة مهندس في السجن تهز العراق فما القصة؟
تصدر اسم المهندس العراقي بشير خالد لطيف منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر تعرضه للاعتداء داخل مركز شرطة حطين ببغداد، ومن ثم تحويله إلى السجن المركزي التابع لوزارة الداخلية.
الحادثة أثارت ضجة كبيرة بين العراقيين، الذين طالبوا بالكشف عن ملابساتها، خصوصاً بعد وفاة المهندس نتيجة تعذيب قاسٍ.
تفاصيل الحادثة بحسب بيان وزارة الداخلية العراقية، يوم 30 مارس/آذار الماضي، تلقت شرطة النجدة بلاغاً عن وجود مشاجرة في مجمع الأيادي السكني بمنطقة العامرية في بغداد.
وأشار البيان إلى أن المهندس بشير خالد تسلل عبر السياج إلى شقة مدير الرواتب والأمور المالية التابع لقيادة الشرطة الاتحادية، حيث وقعت المشاجرة.
بعدها تم توقيفه ونقله إلى السجن، حيث تعرض للاعتداء أثناء مشاجرة مع بعض الموقوفين، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية ودخوله المستشفى.
وأصدرت وزارة الداخلية فيديو قالت إنه يُظهر لأول مرة تفاصيل المشاجرة، مؤكدة أن بشير تعرض للضرب المبرح داخل المعتقل.
إلا أن الفيديو أثار شكوكاً واسعة بين العراقيين، حيث طالبوا بتوضيح هوية الأشخاص الذين ظهروا في المقطع وهم يعذبون المهندس بشير خالد.
تسريب من داخل السجن قبل تعذيب المهندس
المغدور #بشير_خالد ..كان يغلق الباب بقدمهِ
ويقول (اخي انت مو شرطي) ..تُرى من هذا
المو شرطي وداخل يريد يعذبه ؟!!!!
مسلخ مو مركز شرطة وتابع للدلة ! pic.twitter.com/AwX2rFmXG6
— سيف الدين المهنا (@Saif_almuhana) April 6, 2025
إعلانردود الفعل من جانبها، أصدرت نقابة المهندسين العراقية بياناً عبر منصة "إكس" أدانت فيه الحادثة بشدة، ووصفتها بأنها "اعتداء صارخ على كرامة الإنسان العراقي وانتهاك فاضح للقيم الإنسانية". وطالبت النقابة بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين.
بيان صادر عن نقابة المهندسين العراقية حول وفاة المهندس بشير خالد
إن حادثة وفاة المهندس بشير خالد نتيجة التعذيب ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي اعتداء صارخ على كرامة الإنسان العراقي وانتهاك فاضح للقيم الإنسانية التي تتأسس عليها المجتمعات المتحضرة، ويجب ان تُحدث زلزال تصحيحي لكل… pic.twitter.com/cccjai4IQg
— نقابة المهندسين العراقية (@ieu1959) April 7, 2025
كما نشر مجلس النواب العراقي صوراً لزيارة لجنة حقوق الإنسان للمهندس بشير خالد في مستشفى الكرخ قبل وفاته، حيث أظهرت الصور آثار التعذيب على جسده، بما في ذلك الكدمات على قدميه وبطنه.
الأمر الأكثر إثارة للغضب كان الفيديو المُسرب من داخل المعتقل، حيث ظهر بشير وهو مكبل اليدين ويقول "أخي، أنت مو شرطي"، مما دفع الكثيرين للتساؤل حول هوية المعتدين، وعن السبب الذي جعل مدنيين يشاركون في الاعتداء عليه داخل منشآت أمنية.
أعلنت حسابات عراقية وفاة المهندس بشير خالد في الساعة الخامسة والنصف صباح يوم الاثنين نتيجة التعذيب الذي تعرض له، والذي تسبب في فشل كلوي. بحسب ذويه، رغم محاولات الإسعاف المكثفة، إلا أن وضعه الصحي تدهور بسرعة حتى وفاته.
وانطلقت موجة غضب شعبية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مدونون الحادثة بأنها جريمة بشعة تُمثل واقع السجون المرعب في العراق.
مناشدة اهل الضحية إلى معالي وزير الداخلية
مشاجرة بين المهندس بشير خالد واللواء عباس علي التميمي مدير رواتب الشرطه الاتحاديه. تم مسكه مع المفرزه النجده وتم ضربه وتعذيبه ونقله الى مركز شرطه حطين في بغداد ، ثم نقل بعدها الى مستشفى اليرموك بسس النزيف الحاد في منطقه الرأس اثر تعرضه… pic.twitter.com/wnk68dGk0y
— د. قصي شفيق (@qusay19658073) March 31, 2025
إعلانكما طالبوا بالكشف عن جميع المتورطين، سواء كانوا من الشرطة أو المدنيين، ومحاسبتهم علناً.
وبعد الضجة التي أثيرت حول وفاة المهندس بشير خالد، أصدر رئيس الوزراء محمد السوداني توجيهاً بتشكيل لجنة تحقيقية عليا للكشف عن ملابسات الحادثة وإعلان نتائج التحقيق أمام الرأي العام.
كما بدأت لجنة الأمر النيابي الخاصة بتقصي الحقائق في البرلمان أعمالها رسمياً، في محاولة لتقديم إجابات حول الظروف والتفاصيل التي أدت إلى وفاة المهندس.
رئيس الوزراء يوجه بتشكيل لجنة تحقيقية عليا بشأن وفاة بشير خالد لطيف وإعلان نتائجها أمام الرأي العام pic.twitter.com/NGzPmjFRop
— واع (@INA__NEWS) April 7, 2025
شدد العراقيون على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجريمة، مطالبين بوقف انتهاكات حقوق الإنسان في السجون العراقية، وحماية المواطنين بدلًا من تعريضهم لهذه الانتهاكات الشنيعة.
وقالوا: "إن لم يتم تحقيق العدالة في قضية المهندس بشير خالد، فإن هذه الجريمة ستبقى وصمة عار في تاريخ المؤسسات الأمنية العراقية، وستكون البداية لقضايا مشابهة تهدد حياة الأبرياء".