صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-07@11:20:10 GMT

التجهيز لحقبة جديدة في الشرق الاوسط

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

التجهيز لحقبة جديدة في الشرق الاوسط

عبدالله ديدان

مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي أعدته كونداليزا رايس، إبان توليها وزارة الخارجية الامريكية وقبلها مجلس الامن القومي فى فترتي حكم الرئيس الامريكي جورج بوش، كان مصمما لايجاد معالجات جذرية لازمة الجماعات الاسلامية الارهابية وبنفس طويل، حيث تم تصنيف جماعات الاسلامية السياسي المتشددة الى فئتين، فئة الاخوان المسلمين السنية وفئة المتشددين الشيعة المحور الايراني، وكلاهما تصنفان جماعات مهددة للسلم والاستقرار الاقليمي والدولي وكل الجماعات الارهابية فى العالم، تم بروزها من خلال هذين المشروعين، لذلك وضعت امريكا رؤيتها على اساس تفكيك البني الجذرية لهاذين المحورين، جماعة الاخوان المسلمين تم تجميعهم عن طريق الانتخابات، بعد ماعرف بثورات الربيع العربي فى معاقلهم المسيطرة والمرجعية، فى كل من مصر وتونس ومن ثم، تم الانقضاض عليهما من الداخل والفتك بهما، بواسطة انقلابات مدعومة ومؤيدة ومطلقة اليد للتخلص منهما، فمات قادة الاخوان فى سجون السيسي فى مصر، بينما يواصل قيس السعيد القضاء على القنوشي ورهطه بتؤدة وروية مستقاة من التاييد الامريكي والغربي، اما المحور الشيعي الايراني وتمدده فى لبنان عبر حزب الله وحماس فى غزة والحوثيين فى اليمن ومجموعاته الاخري فى العراق وسوريا، يشكل المحور القتالي المسلح المستهدف لاسرائيل كزريعة ولكن فى حقيقة الامر، هو يستبطن المشروع التوسعي الايراني فى المنطقة ومحاصرة دول الخليج الغنية والمتحالفة مع امريكا والمصادقة مؤخرا لاسرائيل، ظلت امريكا ترجئ تفكيك هذا المحور الى حين اقتلاع الاخوان المسلمين الملهمين والمنتجين للجماعات الارهابية، بعده بدأ الاتجاه الى محور ايران الذي لن يصمد طويلا، فإيران انهكتها العقوبات والحصار الاقتصادي الذي جعل الشعب الايراني يتوق الى الفرار من دولة الملالي المتشددة والمعادية للعالم، مما افقد ملالي ايران الزخم الداخلي القديم، بعد انكشاف مشروعهم داخليا، القائم على المتاجرة بالدين والجالب للعداوات الخارجية بما يهدد أمن ايران نفسها، منذ شهور بدأت امريكا والغرب عملها فى هذا المحور من خلال جر حماس لمهاجمة اسرئيل فى اكتوبر الماضي وهى شرارة اشعال معركة التفكيك، فكان القضاء على رؤوس حماس والاف المقاتلين والابرياء من الشعب الفلسطيني فى غزة، كما بدأ الهجوم العسكري بالطيران على الحوثيين، بعد ابتلاعهم الطعم فى البحر الاحمر، واثناء ذلك، تم الانقضاض على حزب الله بضربات حاسمة، فكان ان تم القضاء على كل قادته ومعظم ترسانته العسكرية، غالبا ما تتحول المعركة الى اليمن بعد فشل التحالف السعودي الاماراتي فى انجاز المهمة، بسبب اعتماده على قوات مرتزقة سودانية وعدم خبرته فى مثل هذه الحروب….


الان تتم قصقصة اجنحة ايران القوية فى المنطقة وربما يتم وضعها امام خيارين فقط، التخلص طوعا واختيارا من مشروعها النووي او تدميره، عبر جرها الى حرب مباشرة مع اسرئيل، وهو الشيء الذي لا تريده ايران الضعيفة والمعزولة، لذلك نري رئيسها بزسكشيان المنتخب حديثا، بعد قتل الرئيس السابق ابراهيم رئيسي، يحاول فى نيويورك ان يقول كلاما يحتوي على جمل تعبر عن الرغبة فى التهدئة التى ما عادت ممكنة الا وفق الشروط الامريكية- الاسرائيلية -الغربية- الخليجية والخليجية هذه تجلت فى زيارة مخمد بن زايد الى امريكا والتة سبقت انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، بحصيلة تريليون دولار وشراكة دفاعية رئيسية بين الامارات وامريكا.
لا أحد يمكنه ان ينجد ايران حاليا، فروسيا تم اغراقها تماما فى حرب مع النيتو، تدور فى الاراضي الاوكرانية ويتم استنزافها اقتصاديا وعسكريا بصورة مهولة وهي تقف وحيدة، امام قوي عسكرية واقتصادية واسعة ومتمكنة وتمتلك خبرة طويلة فى ادراة الصراع، بينما روسيا دولة الرجل الواحد، بوتين، يمكن ادخالها فى نفق معقد لا تعرف كيف تخرج منه، وهو ما يحدث فعلا، بينما الصين تلعب على المستقبل وتفكر فى ملء الفراغ الاقتصادي الذي ستتركه روسيا حين تشيخ فى مستنقع اوكرانيا.
السودان ليس بعيدا عما يجري، فهو جزء اساسي فى منظومة الاخوان المسلمين والمحور الايراني مثله مثل حماس تماما، لا يمكن قراءة التلكؤ الدولي فى الضغط من اجل ايقاف الحرب السودانية، ومسارعة امريكا للامساك بهذا الملف، فور اشتعال الحرب فى ١٥ ابريل، الا من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد، هذه الحرب لم تكن غير متوقعة وليست مفاجئة مطلقا، فالحركة الاسلامية السودانية مدفوعة بمحركات ذاتية واقليمية تخص مصالح متداخله هي جزء منها، كان من السهل وضعها فى طريق اشعال الحرب للتخلص منها، حتى ولو كان الثمن الذي يدفعه الشعب السوداني، ثمن باهظ كما يحدث الان، فالسياسات الغربية والامريكية لا تشترط سلامة الشعوب، حين يتعلق الامر بمصالحها وامنها القومي الممتد فى كل القارات..
المنطقة مقبلة على حقبة جديدة، تتسم بالعنف المفرط والخاطف مالم تمضي الامور فى اتجاه حرب مباشرة مع ايران، الكاسب الاكبر من هذا الصراع سيكون افريقيا التى ستتلقي كيكة التغيير، دون ان تدفع ثمنها واذا احسن القادة الافارقة قراءة هذه التحولات، يمكنهم ان يكونوا شركاء مستفيدين مع الخليج والغرب، اذ ان الدول الافريقية ليست جزءا من حواضن الارهاب والجماعات الاسلامية المتشددة باستثناء الصومال التى تم تخليصها منهم بجهد افريقي مدعوم غربيا…

نقلاً عن صفحته بفيسبوك

الوسومعبدالله ديدان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاخوان المسلمین

إقرأ أيضاً:

ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟

#سواليف

منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع #غزة في 18 آذار/مارس الماضي، أصبحت ملامح #الحملة_العسكرية في القطاع، التي يقودها رئيس أركان #جيش_الاحتلال الجديد آيال زامير، واضحة، حيث تهدف إلى تجزئة القطاع وتقسيمه ضمن ما يعرف بخطة “الأصابع الخمسة”.

وألمح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرًا إلى هذه الخطة قائلًا: “إن طبيعة الحملة العسكرية القادمة في غزة ستتضمن تجزئة القطاع وتقسيمه، وتوسيع العمليات العسكرية فيه، من خلال ضم مناطق واسعة، وذلك بهدف الضغط على حركة حماس وإجبارها على تقديم تنازلات”، وفق زعمه.

جاء حديث نتنياهو تعقيبًا على إعلان جيش الاحتلال سيطرته على ما أصبح يُعرف بمحور “موراج”، الذي يفصل بين مدينتي “خان يونس” و”رفح”. حيث قادت “الفرقة 36” مدرعة، هذه السيطرة على المحور بعد أيام من إعلان الجيش عن بدء حملة عسكرية واسعة في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.

مقالات ذات صلة “شكرا لأمتنا العربية سنحرق أشعارنا”.. الأكاديميون بغزة يضطرون لحرق الدواوين الشعرية في طهي طعامهم 2025/04/05

لطالما كانت هذه الخطة مثار جدل واسع بين المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث كان المعارضون لها يستندون إلى حقيقة أن “إسرائيل” غير قادرة على تحمل الأعباء المالية والعسكرية المرتبطة بالبقاء والسيطرة الأمنية لفترة طويلة داخل القطاع. في المقابل، اعتبر نتنياهو وفريقه من أحزاب اليمين أنه من الضروري إعادة احتلال قطاع غزة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة عندما انسحبت من القطاع.

ما هي ” #خطة_الأصابع_الخمسة “؟
تم طرح خطة “الأصابع الخمسة” لأول مرة في عام 1971 من قبل رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون، الذي كان حينها قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال. تهدف الخطة إلى إنشاء حكم عسكري يتولى إحكام القبضة الأمنية على قطاع غزة، من خلال تجزئة القطاع وتقسيمه إلى خمسة محاور معزولة كل على حدة.

كان الهدف من هذه الخطة كسر حالة الاتصال الجغرافي داخل القطاع، وتقطيع أوصاله، من خلال بناء محاور استيطانية محاطة بوجود عسكري وأمني إسرائيلي ثابت. ورأى شارون أن إحكام السيطرة على القطاع يتطلب فرض حصار عليه من خلال خمسة محاور عسكرية ثابتة، مما يمكّن الجيش من المناورة السريعة، أي الانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم خلال دقائق قليلة فقط.

استمر هذا الوضع في غزة حتى انسحاب جيش الاحتلال من القطاع في عام 2005 بموجب اتفاقات “أوسلو” بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال.

الحزام الأمني الأول

يعرف هذا الحزام بمحور “إيرز”، ويمتد على طول الأطراف الشمالية بين الأراضي المحتلة عام 1948 وبلدة “بيت حانون”، ويوازيه محور “مفلاسيم” الذي شيده جيش الاحتلال خلال العدوان الجاري بهدف قطع التواصل الجغرافي بين شمال القطاع ومدينة غزة.

يشمل المحور ثلاث تجمعات استيطانية هي (إيلي سيناي ونيسانيت ودوجيت)، ويهدف إلى بناء منطقة أمنية تمتد من مدينة “عسقلان” في الداخل المحتل إلى الأطراف الشمالية من بلدة “بيت حانون” أقصى شمال شرق القطاع.

تعرضت هذه المنطقة خلال الأيام الأولى للعدوان لقصف مكثف، تعرف بشكل “الأحزمة النارية” واستهدفت الشريط الشمالي الشرقي من القطاع، وبالتحديد في موقع مستوطنتي “نيسانيت” و”دوجيت”. وواصل الجيش قصفه لهذه المنطقة، حيث طال ذلك منطقة مشروع الإسكان المصري (دار مصر) في بيت لاهيا، رغم أنه كان لا يزال قيد الإنشاء.

الحزام الأمني الثاني

يعرف هذا الحزام بمحور “نتساريم” (بالتسمية العبرية “باري نيتزر”)، ويفصل المحور مدينة غزة عن مخيم النصيرات والبريج في وسط القطاع. يمتد هذا المحور من كيبوتس “بئيري” من جهة الشرق وحتى شاطئ البحر، وكان يترابط سابقًا مع قاعدة “ناحل عوز” الواقعة شمال شرق محافظة غزة.

كان محور “نتساريم” من أوائل المناطق التي دخلها جيش الاحتلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأقام موقعًا عسكريًا ضخمًا بلغ طوله ثماني كيلومترات وعرضه سبعة كيلومترات، مما يعادل خمسة عشر بالمئة من مساحة القطاع.

في إطار اتفاق التهدئة الذي وقع بين المقاومة و”إسرائيل”، انسحب جيش الاحتلال من المحور في اليوم الثاني والعشرين من الاتفاق، وتحديدًا في 9 شباط/فبراير 2025. ومع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 آذار/مارس الماضي، عاد الجيش للسيطرة على المحور من الجهة الشرقية، في حين لا يزال المحور مفتوحًا من الجهة الغربية.

الحزام الأمني الثالث
أنشأ جيش الاحتلال محور “كيسوفيم” عام 1971، الذي يفصل بين مدينتي “دير البلح” و”خان يونس”. كان المحور يضم تجمعًا استيطانيًا يحتوي على مستوطنات مثل كفر دروم، ونيتسر حزاني، وجاني تال، ويعتبر امتدادًا للطريق الإسرائيلي 242 الذي يرتبط بعدد من مستوطنات غلاف غزة.

الحزام الأمني الرابع
شيدت دولة الاحتلال محورًا يعرف بـ”موراج” والذي يفصل مدينة رفح عن محافظة خان يونس، يمتد من نقطة معبر صوفا وصولاً لشاطئ بحر محافظة رفح بطول 12 كيلومترًا. يُعتبر المحور امتدادًا للطريق 240 الإسرائيلي، وكان يضم تجمع مستوطنات “غوش قطيف”، التي تُعد من أكبر الكتل الاستيطانية في القطاع آنذاك.

في 2 نيسان/أبريل الماضي، فرض جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على المحور، حيث تولت الفرقة رقم 36 مدرعة مهمة السيطرة بعد أيام من بدء الجيش عملية عسكرية واسعة في محافظة رفح.

الحزام الأمني الخامس
أثناء السيطرة الإسرائيلية على شبه جزيرة سيناء، وتحديدًا في عام 1971، سعت دولة الاحتلال إلى قطع التواصل الجغرافي والسكاني بين غزة والأراضي المصرية، فشيدت ما يُعرف بمحور “فيلادلفيا” وأقامت خلاله تجمعًا استيطانيًا يبلغ مساحته 140 كيلومتر مربع، بعد أن هجرت أكثر من 20 ألف شخص من أبناء القبائل السيناوية.

يمتد المحور بطول 12 كيلومترًا من منطقة معبر “كرم أبو سالم” وحتى شاطئ بحر محافظة رفح. سيطرت دولة الاحتلال على المحور في 6 أيار/مايو 2024، حينما بدأت بعملية عسكرية واسعة في محافظة رفح، ولم تنسحب منه حتى وقتنا الحاضر.

استأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار طوال الشهرين الماضيين.

وترتكب “إسرائيل” مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأزيد من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • اودت بحياة نحو 50 شخصاً.. فيضانات وعواصف قاتلة في امريكا وكوريا الجنوبية
  • بعد نتساريم وفيلادلفيا.. "موراغ" أحدث خطط إسرائيل في غزة
  • بعد نتساريم وفيلادلفيا.. "موراج" أحدث خطط إسرائيل في غزة
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • ايران وفرضيات العدوان
  • مظاهرات… وهتافات…ومزايدات…وكلنا في الهم شرقُ..!
  • رئيس ايران يقيل نائبه بسبب رحلة إلى القطب الجنوبي
  • ‏⁧‫رسالة‬⁩ من نوع آخر إلى ( ⁧‫صدر الدين الگبنچي‬⁩) الذي يريد يقاتل أمريكا من العراق دفاعا عن ايران !
  • الدفاع الجوي الايراني: قواتنا في قمة جاهزيتها وسترد بقوة على أي وقاحة