صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-28@15:29:17 GMT

التجهيز لحقبة جديدة في الشرق الاوسط

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

التجهيز لحقبة جديدة في الشرق الاوسط

عبدالله ديدان

مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي أعدته كونداليزا رايس، إبان توليها وزارة الخارجية الامريكية وقبلها مجلس الامن القومي فى فترتي حكم الرئيس الامريكي جورج بوش، كان مصمما لايجاد معالجات جذرية لازمة الجماعات الاسلامية الارهابية وبنفس طويل، حيث تم تصنيف جماعات الاسلامية السياسي المتشددة الى فئتين، فئة الاخوان المسلمين السنية وفئة المتشددين الشيعة المحور الايراني، وكلاهما تصنفان جماعات مهددة للسلم والاستقرار الاقليمي والدولي وكل الجماعات الارهابية فى العالم، تم بروزها من خلال هذين المشروعين، لذلك وضعت امريكا رؤيتها على اساس تفكيك البني الجذرية لهاذين المحورين، جماعة الاخوان المسلمين تم تجميعهم عن طريق الانتخابات، بعد ماعرف بثورات الربيع العربي فى معاقلهم المسيطرة والمرجعية، فى كل من مصر وتونس ومن ثم، تم الانقضاض عليهما من الداخل والفتك بهما، بواسطة انقلابات مدعومة ومؤيدة ومطلقة اليد للتخلص منهما، فمات قادة الاخوان فى سجون السيسي فى مصر، بينما يواصل قيس السعيد القضاء على القنوشي ورهطه بتؤدة وروية مستقاة من التاييد الامريكي والغربي، اما المحور الشيعي الايراني وتمدده فى لبنان عبر حزب الله وحماس فى غزة والحوثيين فى اليمن ومجموعاته الاخري فى العراق وسوريا، يشكل المحور القتالي المسلح المستهدف لاسرائيل كزريعة ولكن فى حقيقة الامر، هو يستبطن المشروع التوسعي الايراني فى المنطقة ومحاصرة دول الخليج الغنية والمتحالفة مع امريكا والمصادقة مؤخرا لاسرائيل، ظلت امريكا ترجئ تفكيك هذا المحور الى حين اقتلاع الاخوان المسلمين الملهمين والمنتجين للجماعات الارهابية، بعده بدأ الاتجاه الى محور ايران الذي لن يصمد طويلا، فإيران انهكتها العقوبات والحصار الاقتصادي الذي جعل الشعب الايراني يتوق الى الفرار من دولة الملالي المتشددة والمعادية للعالم، مما افقد ملالي ايران الزخم الداخلي القديم، بعد انكشاف مشروعهم داخليا، القائم على المتاجرة بالدين والجالب للعداوات الخارجية بما يهدد أمن ايران نفسها، منذ شهور بدأت امريكا والغرب عملها فى هذا المحور من خلال جر حماس لمهاجمة اسرئيل فى اكتوبر الماضي وهى شرارة اشعال معركة التفكيك، فكان القضاء على رؤوس حماس والاف المقاتلين والابرياء من الشعب الفلسطيني فى غزة، كما بدأ الهجوم العسكري بالطيران على الحوثيين، بعد ابتلاعهم الطعم فى البحر الاحمر، واثناء ذلك، تم الانقضاض على حزب الله بضربات حاسمة، فكان ان تم القضاء على كل قادته ومعظم ترسانته العسكرية، غالبا ما تتحول المعركة الى اليمن بعد فشل التحالف السعودي الاماراتي فى انجاز المهمة، بسبب اعتماده على قوات مرتزقة سودانية وعدم خبرته فى مثل هذه الحروب….


الان تتم قصقصة اجنحة ايران القوية فى المنطقة وربما يتم وضعها امام خيارين فقط، التخلص طوعا واختيارا من مشروعها النووي او تدميره، عبر جرها الى حرب مباشرة مع اسرئيل، وهو الشيء الذي لا تريده ايران الضعيفة والمعزولة، لذلك نري رئيسها بزسكشيان المنتخب حديثا، بعد قتل الرئيس السابق ابراهيم رئيسي، يحاول فى نيويورك ان يقول كلاما يحتوي على جمل تعبر عن الرغبة فى التهدئة التى ما عادت ممكنة الا وفق الشروط الامريكية- الاسرائيلية -الغربية- الخليجية والخليجية هذه تجلت فى زيارة مخمد بن زايد الى امريكا والتة سبقت انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، بحصيلة تريليون دولار وشراكة دفاعية رئيسية بين الامارات وامريكا.
لا أحد يمكنه ان ينجد ايران حاليا، فروسيا تم اغراقها تماما فى حرب مع النيتو، تدور فى الاراضي الاوكرانية ويتم استنزافها اقتصاديا وعسكريا بصورة مهولة وهي تقف وحيدة، امام قوي عسكرية واقتصادية واسعة ومتمكنة وتمتلك خبرة طويلة فى ادراة الصراع، بينما روسيا دولة الرجل الواحد، بوتين، يمكن ادخالها فى نفق معقد لا تعرف كيف تخرج منه، وهو ما يحدث فعلا، بينما الصين تلعب على المستقبل وتفكر فى ملء الفراغ الاقتصادي الذي ستتركه روسيا حين تشيخ فى مستنقع اوكرانيا.
السودان ليس بعيدا عما يجري، فهو جزء اساسي فى منظومة الاخوان المسلمين والمحور الايراني مثله مثل حماس تماما، لا يمكن قراءة التلكؤ الدولي فى الضغط من اجل ايقاف الحرب السودانية، ومسارعة امريكا للامساك بهذا الملف، فور اشتعال الحرب فى ١٥ ابريل، الا من خلال مشروع الشرق الاوسط الجديد، هذه الحرب لم تكن غير متوقعة وليست مفاجئة مطلقا، فالحركة الاسلامية السودانية مدفوعة بمحركات ذاتية واقليمية تخص مصالح متداخله هي جزء منها، كان من السهل وضعها فى طريق اشعال الحرب للتخلص منها، حتى ولو كان الثمن الذي يدفعه الشعب السوداني، ثمن باهظ كما يحدث الان، فالسياسات الغربية والامريكية لا تشترط سلامة الشعوب، حين يتعلق الامر بمصالحها وامنها القومي الممتد فى كل القارات..
المنطقة مقبلة على حقبة جديدة، تتسم بالعنف المفرط والخاطف مالم تمضي الامور فى اتجاه حرب مباشرة مع ايران، الكاسب الاكبر من هذا الصراع سيكون افريقيا التى ستتلقي كيكة التغيير، دون ان تدفع ثمنها واذا احسن القادة الافارقة قراءة هذه التحولات، يمكنهم ان يكونوا شركاء مستفيدين مع الخليج والغرب، اذ ان الدول الافريقية ليست جزءا من حواضن الارهاب والجماعات الاسلامية المتشددة باستثناء الصومال التى تم تخليصها منهم بجهد افريقي مدعوم غربيا…

نقلاً عن صفحته بفيسبوك

الوسومعبدالله ديدان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاخوان المسلمین

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة الإسلامية في ايران: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة

28 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: قال قائد الثورة الإسلامية في ايران، مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة.

المسلة تنشر نص البيان:

الرسالة المهمة لقائد الثورة الإسلامية حول الأحداث الأخيرة في لبنان

وجه آية الله خامنئي، قائد الثورة الإسلامية، رسالة مهمة حول الحالات الأخيرة في لبنان.

وفيما يلي نص رسالة القائد الثوري:

بسم الله الرحمن الرحيم
إن مقتل الأعزل في لبنان كشف مرة أخرى عن شراسة الكلب الصهيوني المسعور أمام الجميع، وأثبت قصر النظر وغباء سياسة قادة النظام الغاصب. إن العصابة الإرهابية الحاكمة للكيان الصهيوني لم تتعلم من حربها الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم تفهم أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البناء الصلب لمنظمة المقاومة ويدمرها. والآن يمارسون نفس السياسة الحمقاء في لبنان. وعلى المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم أصغر من أن يلحقوا ضرراً كبيراً بالبنية القوية لحزب الله في لبنان. كل قوى المقاومة في المنطقة مع حزب الله وتدعمه. مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله الأبي. لم ينس شعب لبنان أنه في يوم من الأيام، كان عسكريو النظام الغاصب يضعونهم تحت أقدامهم على طول الطريق إلى بيروت، وكان حزب الله هو الذي قطع ساقهم وجعل لبنان عزيزا وفخورا. وحتى اليوم سيندم لبنان على المعتدي والعدو الشرير وروسيا. ومن الواجب على جميع المسلمين أن يقفوا بفخر مع شعب لبنان وحزب الله بمواردهم وفي مواجهة النظام الغاصب القاسي والشرير.
مساعدته
السلام على عباد الله الصالحين
سيد علي خامنئي

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ايران: سنفتح أبواب التطوع لنشرهم في لبنان ومرتفعات الجولان السورية
  • قائد الثورة الإسلامية في ايران: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة
  • امريكا “صديقة”العراق تقف ضده وتنضم للكويت بغلق منفذه البحري الوحيد وانتهاك سيادته
  • غارات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت
  • الأوقاف تدعم المحاور الشاملة السبعة لمجمع البحوث الإسلامية ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان
  • ايران.. اكتشاف رسوم أثرية عمرها 1700 عام
  • قوات أمريكية جديدة في الشرق الأوسط استعدادا لسيناريوهات
  • لـ"مهمة محددة".. قوات أميركية جديدة في الشرق الأوسط
  • مسؤول أممي: الشرق الأوسط لا يحتمل أزمة نزوح جديدة