جدل واسع يصاحب لوحة إشهارية تحث الشباب على التمسك بالوطن وعدم الهجرة غير الشرعية
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في خطوة تهدف إلى تعزيز الروح الوطنية والولاء للوطن، ظهرت مؤخرًا في الفضاءات العمومية لوحة إشهارية تحمل رسائل قوية تحث الشباب على عدم الهجرة غير الشرعية، موجهة الأنظار إلى ضرورة التشبث بالوطن حتى في أحلك الظروف.
وجاءت اللوحة في إطار مبادرة لترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية، حسب الجهة التي أنشأتها، حيث حملت عبارات تدعو إلى مواجهة التحديات الداخلية بدل البحث عن الهروب إلى الخارج، كعبارة : "وطنك فوق كل شيء .
غير أن هذه المبادرة، التي تحمل في ظاهرها نية تعزيز التلاحم الوطني، لم تسلم من الانتقادات والجدل الذي أثارته على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تباينت ردود الأفعال بين من يثني على الرسائل الإيجابية التي تحملها اللوحة، وبين من يرى فيها محاولة للتهرب من معالجة القضايا الحقيقية التي تدفع الشباب للهجرة.
وعلقت إحدى الصفحات التي تتناول الشأن التربوي الوطني بطريقة ساخرة على مضمون اللوحة قائلة: "أحد أصدقائي، وهو أستاذ في التعليم الثانوي التأهيلي، حصل على التأشيرة وسافر ولم يعد ولم يفكر حتى في العودة، وهؤلاء يريدون إقناع شخص يستيقظ صباحًا وليس لديه حتى ثمن فنجان قهوة ليبقى في المغرب! بماذا ستقنعونه؟ بالكذب؟ بطمس الحقائق؟ بالتهميش؟ بلغة الخشب؟ يقولون لنا لا تهربو، ولكن الهروب هو الخيار الأمثل...".
ويعكس هذا التعليق الاستياء الذي يشعر به بعض المواطنين، خصوصًا من فئات تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية خانقة، حيث يعتبرون أن هذه الرسائل لا تعالج الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب للتفكير في الهجرة بل تُظهر الأمور وكأنها مجرد اختيار شخصي مبني على قلة الولاء للوطن.
وعلى الجانب الآخر، جاءت تعليقات داعمة لهذه المبادرة من طرف آخرين يرون أن الوطن يظل هو الحضن الدافئ في كل الظروف، حيث علق أحدهم قائلا: " هذه بلادنا ونحن نحبها في الشدة قبل الأفراح، 'قطران' بلادي خير من عسل البلدان، الحمد لله على نعمة الأمن والأمان والرخاء".
وتعكس هذه التعاليق وجهة نظر فئة عريضة ترى بأن الأوضاع الصعبة ليست مبررًا للتخلي عن الوطن، بل يرون في الهجرة خطوة قد تكون مليئة بالخيبات والمخاطر، خاصة عندما يكتشف المهاجرون واقع الحياة في الغربة.
ويجسد الجدل حول هذه اللوحة بوضوح التباين الكبير في وجهات النظر تجاه موضوع الهجرة غير الشرعية، فبينما ترى الحكومة أو الجهات الداعمة لهذه المبادرة أن الحلول تأتي من الداخل عبر مواجهة التحديات، يرى بعض الشباب المتأثر بالبطالة والفساد أن الأمل قد يكمن خارج الحدود، ليبقى السؤال قائمًا حول كفاية التمسك بالوطن وحده لمواجهة الصعوبات، أم أن الحلول الحقيقية تتطلب تغييرات جذرية تعالج أسباب تلك الصعوبات في المقام الأول.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
القبض على أخطر تشكيل إجرامي متخصص في الهجرة غير الشرعية
ألقت «الرقابة الإدارية» القبض على تشكيل إجرامي، تخصص في تزوير مستندات حكومية، بغرض تسهيل الهجرة غير الشرعية.
تحريات هيئة الرقابة الإدارية رصدت تشكيل إجرامي منظم، سعى إلى تسهيل هجرة عدد من المواطنين والمقيمين من عدة محافظات بطرق غير شرعية إلى بعض الدول الأجنبية، باستخدام مستندات مصطنعة منسوب صدورها لجهات حكومية وخاصة، للحصول على تأشيرات دخول من السفارات الأجنبية بمصر.
تمكنت قوات من الهيئة بالتعاون مع وزارة الداخلية من ضبط كافة أعضاء التشكيل، والبالغ عددهم 9 متهمين، وذلك قبل إتمام سفر العديد من المواطنين للخارج، وكذا تم ضبط المعدات والأجهزة والأختام المستخدمة في تزوير المستندات والمحررات الرسمية، ومبالغ مالية بعملات مختلفة، وبالعرض على النيابة العامة، أصدرت قرارها بحبس المتهمين احتياطيًا واستكمال التحقيقات.
يأتي ذلك في ضوء التوجيهات الرئاسية الصادرة بشأن مراعاة اتخاذ إجراءات استباقية لمكافحة جريمة الهجرة غير الشرعية والحفاظ على أمن وكرامة المواطن والمقيمين بمصر، وكذا الوفاء بالتزامات مصر الدولية في هذا الصدد.
اقرأ أيضاً«الطيران المدني» تكشف ملابسات حريق صالة استقبال الركاب بمطار الأقصر الدولي
تأجيل محاكمة المتهمة بقتل الطفلة «مكة» بمنشأة القناطر