اتحاد الهجن يبحث مقترحات ملاك ومربي الهجن وتطوير السباقات
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
كتب - حمد الريامي
التقى الاتحاد العماني لسباقات الهجن برئاسة الشيخ سعود بن سعيد الغفيلي مع ملاك ومربي الهجن والمضمرين قبل اعتماد برنامج المهرجانات السنوية لسباقات هذا الموسم 2023 /2024 والتي ستقام على مستوى ولايات ومحافظات السلطنة سواء كان ذلك للسباقات السريعة (الطويلة) أو مهرجانات العرضة وكذلك المزاينة والمحالبة من أجل الاستماع إلى مقترحاتهم لتطوير هذه السباقات للأفضل.
في بداية اللقاء ثمن رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن توجيهات المقام السامي لجلالة السلطان - حفظه الله ورعاه – ودعمه الكبير لهذه الرياضة العريقة وحرص جلالته على تطويرها وتوسيع المشاركة بها من خلال إقامة مختلف السباقات التي يمارسها المواطنون من أبناء البادية والحضر والتي تخص جميع أنشطة الهجن حتى تعزز مكانتها بين المواطنين وتستمر المحافظة عليها للأجيال التي تتعاقب عليها، كما قدم الشكر والعرفان لصاحب السمو السيد وزير الثقافة والرياضة والشباب على اهتمامه الكبير وحرصه المتواصل في تسخير الإمكانيات المتاحة لدعم هذه الرياضة العريقة.
بدورهم قدم المواطنون من ملاك ومربي الهجن والمضمرين عظيم شكرهم وامتنانهم لجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه - ولصاحب السمو السيد وزير الثقافة والرياضة والشباب على ما وجدته هذه الرياضة من اهتمام ورعاية ودعم متواصل والذي ساهم ذلك في التمسك بها والمحافظة عليها كما أنها فتحت أبواب خير للشباب العماني وأوجدت لهم دخلا جيدا وعائدا اقتصاديا، وهناك مستقبل كبير وواعد لرياضة الهجن في سلطنة عمان وفي نمو مستمر ويتطور كل عام، وما يشهده من تطور خلال الفترة الأخيرة من خلال إقامة الكثير من المسابقات الرسمية والأهلية والمشاركات الواسعة فيها والحضور الجماهيري والتفاعل الكبير لهو دليل على ذلك، ويعزز هذا التطور ويضمن مستقبله هو الإقبال الكبير من قِبل الشباب على الدخول في مضمار هذا المجال والتنافس فيه، حيث ساهمت هذه السباقات في إيجاد فرص وظيفية داخل العزب وفي مجال الإبل بشكل عام، ليحقق نموا اقتصاديا مجديا لهم.
مطالب ومقترحات
وركزت المناقشات في هذا اللقاء على مجموعة من المطالب والمقترحات التي تقدم بها ملاك ومربو الهجن والتي من بينها دعم السباقات التأهيلية في المحافظات التي تقام في شهري أغسطس الجاري وسبتمبر المقبل وهي تحضير للسباقات العامة بالإضافة إلى دعم الميادين الأهلية وتجهيزها بشكل جيد وكذلك دعم مسابقة المزاينة وكذلك سباقات العرضة التي تقام في الولايات.
ومن بين أهم المطالب زيادة محطات السباقات على أن يقام 14 سباق مناصفة، 7 منها في ميدان الفليج بولاية بركاء ومثلها في ميدان البشائر بولاية أدم على أن يقام كل سباقين في يوم واحد، الأول في الفليج لمحافظات شمال وجنوب الباطنة والبريمي والولايات القريبة منها وفي البشائر لمحافظات الداخلية والظاهرة وشمال وجنوب الشرقية والولايات القريبة منها مع تعزيز قيمة الجوائز المقدمة وزيادة الأشواط في كل فئة نظرا للإقبال الكبير على المشاركة فيها. وفي ختام اللقاء أكد الشيخ سعود بن سعيد الغفيلي رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن بأن جميع هذه المطالب والمقترحات سيتم دراستها بواسطة مجلس إدارة الاتحاد وسيتخذ فيها القرارات المناسبة وفق الإمكانيات المتاحة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
مجلس جديد
وكانت وزارة الثقافة والرياضة والشباب أصدرت قرارا وزاريا بإعادة تشكيل مجلس إدارة الاتحاد العماني لسباقات الهجن لمدة 4 سنوات قادمة 2023 - 2027 برئاسة الشيخ سعود بن سعيد الغفيلي ومسلم بن أحمد الكثيري نائبا للرئيس وحمد بن علي السعدي أمينا للسر، والدكتور ناصر بن حمد الشبلي أمينا للصندوق، وعضوية سالم بن سعيد القتبي وعبدالله بن حارب الدرعي وراشد بن سالم الطوقي ومحمد بن راشد الرشيدي ومحمد بن خليفة الجنيبي، وعقد المجلس الجديد اجتماعه الأول الذي ناقش الخطوط الأولى لبرنامج الموسم الجديد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن سعید
إقرأ أيضاً:
اتحاد الأدباء والكتاب اليمنييّن.. كيانٌ ميّت من يجرؤ أن يكتبَ نعوته؟
كان عام 1970 فارقاً في حياة الثقافة والمثقفين اليمنيين، حيث تداعوا لتأسيس كيان يتجاوز التشطير الذي كان قائماً بين "الجمهورية العربية اليمنية" في الشمال و"جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في الجنوب. في ظل هذا الواقع، أسس المثقفون اليمنيون أول كيان وحدوي، من خلال تأسيس "اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين"، الذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول في عدن بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول 1970، رافعاً شعار الوحدة خياراً ومطلباً لا بد أن يتحقق ويصبح واقعاً.
بيان تأسيس الاتحاد أكد أن "إقامة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ليكون طليعة لوحدة المؤسسات الثقافية والاجتماعية، بعد إدراكهم أن المنظمات الشعبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في إسقاط أو تحييد التجزئة والانعزال". هذا الدور الذي لعبه المثقفون اليمنيون كان تعبيراً عن القضايا السياسية والوطنية، باعتبارهم الفئة الأكثر فاعلية والأكثر تعبيراً عن أصوات ومطالب الجماهير اليمنية شمالاً وجنوباً.
حالة تشظ نتيجة تخندق قيادته وأعضائه خلف أطراف الصراع
لكن الأزمة اليمنية الحالية شهدت غياباً تاماً لدور الاتحاد، الذي اختفت أنشطته ومواقفه، كما اختفى دوره ككيان بالتزامن مع غياب دور المثقف الذي صار عرضة لاستقطاب أطراف الحرب، ووجد نفسه مجنداً للدفاع عن أيديولوجياتها، أو منعزلاً عن المشهد ممارساً للانزواء والحياد السلبي، بلا موقف، وبلا صوت.
حالة الانقسام السياسي والعسكري التي تشهدها البلاد انعكست على حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يعيش حالة موت سريري منذ بداية الأزمة، حيث عقد آخر مؤتمراته قبل 15 عاماً، أي قبل أحداث ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من أزمة سياسية وصراع عسكري ما زال قائماً حتى اليوم.
غياب دور الاتحاد وأنشطته، وحالة التشظي التي تعرض لها نتيجة انقسام قيادته وأعضائه وتخندقهم خلف أطراف الصراع السياسي أو انكفائهم وانزوائهم، ساهم في خلق كيانات موازية بهويات مناطقية وعنصرية، لا تمت للثقافة بصلة. كما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسبّبت في غياب الثقافة بصفتها منظومة قيمية، وغياب دور المثقف الذي بات ينظر للفعل الثقافي كترف نتيجة انشغاله بتوفير أبسط مقومات الحياة.
في حديثه مع "العربي الجديد"، يقول الشاعر والناقد محمد عبد الوهاب الشيباني، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن الاتحاد "انقسم على شمال وجنوب في المؤتمر العام العاشر الذي انعقد في مايو/ أيار 2010 بعدن، وهي حالة لم تحدث في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه في 1970". وأضاف "إن أغلب أعضاء المجلس من فروع الاتحاد في المحافظات الجنوبية عملوا على تأسيس كيان مواز تحت اسم (اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب)، وصار أحد أدوات المجلس الانتقالي الجنوبي وذراعه الثقافي".
بدوره، يقول الشاعر اليمني المقيم في ألمانيا حسين مقبل لـ"العربي الجديد"، إن غياب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن المشهد في خضم واحدة من أكثر الفترات تعقيداً في تاريخ اليمن "ليس مجرد تعثّر إداري أو عارض ظرفي، بل هو انعكاس مأساوي لحالة الشلّل الرمزي التي طاولت مؤسّسات الوعي والضمير"، مضيفاً أن اليمن يعيش جرحاً مفتوحاً، نزف فيه الوطن، وانكمشت فيه الكلمة، وذهبت فيه الثقافة إلى منفاها الداخلي.
مقبل أكد أن هذا الغياب الموجع للاتحاد، وهذا التفكك في الجبهة الثقافية، يُعد خسارة تتجاوز المشهد الأدبي، لأنه يُفرغ اليمن من ضميره الرمزي، ويجعل الساحة متروكة بالكامل للصوت الأعلى، لا للأصدق. وأضاف أن ما نحتاجه "ليس استعادة الاتحاد باعتباره مؤسسة فقط، بل استعادة دوره صوتاً فوق الاستقطاب، وبيتاً لكل المثقفين، لا لمثقفي السلطة".