البابا فرنسيس يلتقي الأساقفة في بلجيكا
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقي قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح اليوم السبت ٢٨ سبتمبر في كاتدرائية القلب المقدس في كوكلبرغ الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرسين والمكرسات والإكليريكيين والعاملين الرعويين.
وبعد القاء تحيته الي الجميع وإعرابه عن سعادته للقائهم قال البابا فرنسيس للحضور أشار إلى الجهود التي يقومون بها منذ سنوات من أجل تغيير حضور الرعايا على أرض الواقع ومنح دفعة قوية لتكوين العلمانيين وإلى العمل على أن يكونوا جماعة قريبة من الناس ترافق الأشخاص وتشهد بلفتات رحمة.
ثم انطلق قداسة البابا من بعض الأسئلة التي وجهها إليه المشاركون في اللقاء طارحا أفكارا للتأمل تتمحور حول ثلاث كلمات: البشارة والفرح والرحمة.
وهكذا تحدث أولا عن البشارة واصفا إياها بالطريق الأول الذي يجب السير عليه، وقال في هذا السياق إن تغيرات زمننا وأزمة الإيمان التي نختبرها في الغرب تدفعنا إلى العودة إلى ما هو أساسي، إلى الإنجيل، وذلك كي نعلن مجددا للجميع البشرى السارة التي حملها يسوع إلى العالم بكل جمالها. وفي حديثه عن الأزمات قال البابا فرنسيس إن أية أزمة هي زمن يهزنا ويجعلنا نتساءل من أجل التغيير، هي فرصة ثمينة مثلما حدث لابراهيم وموسى والانبياء.
وواصل البابا فرنسيس أننا حين نشعر بالإحباط علينا دائما أن نسأل أنفسنا ما هي الرسالة التي يريد الرب توجيهها إلينا، ما الذي تكشفه لنا الأزمة. وفي حديثه عن الأزمة قال قداسته إننا قد انتقلنا من مسيحية مدرَجة في إطار اجتماعي مضياف إلى مسيحية "أقلية" أو ربما من الأفضل قول مسيحية شهادة. ويستدعي هذا الشجاعة من أجل ارتداد كنسي وذلك لإحداث التحولات الرعوية التي تشمل أيضا العادات والنماذج ولغة الإيمان لجعلها تصبح بالفعل في خدمة البشارة. وشدد الأب الأقدس، في إشارة إلى ما تم الاستماع إليه من الحضور، على أن هذه الشجاعة هي مطلوبة أيضا من الكهنة كي لا يكتفوا بالحفاظ على إرث من الماضي بل أن يكونوا رعاة يحبون يسوع المسيح وقادرين على لمس تساؤلات الإنجيل خلال سيرهم مع شعب الله المقدس، أمامه ووسطه وخلفه. وواصل الأب الأقدس أننا حين نحمل الإنجيل يفتح الرب قلوبنا على لقاء مَن هم يختلفون عنا. وأشار البابا في هذا السياق إلى جمال بل ضرورة أن تكون هناك وسط الشباب أحلام وروحانيات مختلفة، وذكّر قداسته هنا بما قال بعض المشاركين في اللقاء عن سير الجميع وإن على دروب مختلفة، هكذا يجب أن يكون الأمر قال البابا، وذلك لأنه من الممكن أن تكون هناك مسارات شخصية وجماعية مختلفة ولكن عليها أن تقود كلها إلى الهدف ذاته، لقاء الرب. وتابع قداسته أن في الكنيسة هناك فسحة للجميع ولا يمكن لأحد ان يكون نسخة من الآخر، فوحدة الكنيسة ليست تجانسا بل هي تحقيق تناغم في التنوع. وتحدث البابا فرنسيس هنا عن المسيرة السينودسية، وذلك في إشارة إلى ما تطرق إليه بعض المشاركين، فقال إن هذه المسيرة يجب أن تكون عودة إلى الإنجيل ولا يمكن أن تكون من بين أولوياتها إحداث إصلاح "على الموضة"، بل الأولوية هي للتساؤل حول كيفية نقل الإنجيل في مجتمع لا يصغي إليه بعد أو ابتعد عن الإيمان. ودعا قداسته الجميع إلى طرح هذا السؤال على الذات.
ثم انتقل البابا فرنسيس إلى التأمل في الكلمة الثانية، الفرح، فقال إننا لا نتحدث هنا عن فرح يرتبط بشيء مؤقت أو عن اتباع نماذج الترفيه الاستهلاكى، بل نتحدث عن فرح أكبر، فرح يرافق الحياة ويدعمها وذلك أيضا في اللحظات المظلمة أو الأليمة. وهذه هبة تأتي من الأعلى، من الله، قال الأب الأقدس، إنه فرح القلوب الذي يحفزه الإنجيل، إنه الوعي بأننا وعلى طول الطريق لسنا بمفردنا، وبأن الله قريب حتى في أوضاع الفقر والخطيئة والألم، يعتني بنا ولا يسمح للموت بأن تكون له الكلمة الأخيرة. وأراد البابا فرنسيس التذكير هنا بما وصفها بقاعدة للتمييز كتبها يوزيف راتزنغر قبل أن يصبح البابا بندكتس الساس عشر حين ذكر أنه حيثما يغيب الفرح ويموت حس الفكاهة لا يوجد حتى الروح القدس، والعكس صحيح، فالفرح هو علامة للنعمة. وتابع البابا فرنسيس داعيا بالتالي الحضور إلى أن تُبرز عظاتهم واحتفالاتهم وخدمتهم فرح القلوب لأن هذا يثير التساؤل ويجذب البعيدين. وعاد الأب الأقدس مجددا إلى ما ذكر بعض المشاركين في اللقاء فأكد أن الفرح هو الطريق، وأضاف أنه حين تبدو الأمانة صعبة فعلينا اثبات أنها مسيرة نحو السعادة، وحين نرى إلى أين يقود الطريق نكون أكثر استعدادا لبدء المسيرة.
وفي حديثه عن الكلمة الثالثة، الرحمة، قال البابا فرنسيس إن الإنجيل الذي نقبله ونتقاسمه، نناله ونهبه يقودنا إلى الفرح وذلك لأنه يجعلنا نكتشف أن الله هو أب الرحمة الذي يتأثر من أجلنا. ودعا قداسته إلى أن نرسخ هذا في قلوبنا، ان الله لا ينزع عنا أبدا محبته لنا حتى إن ارتكبنا شيئا خطيرا. وواصل البابا أن هذا قد يبدو غير عادل أمام خبرة الشر، ولكن هذا التفكير هو ثمرة استخدامنا لمفهوم العدالة الأرضي، أي أن مَن يخطئ عليه دفع الثمن.
وأضاف قداسة البابا أن عدالة الله هي أسمى، فمَن أخطأ هو مدعو إلى تصحيح أخطائه، ولكنه ولشفاء القلب هو في حاجة إلى محبة الله الرحومة ودعا الأب الأقدس إلى عدم نسيان أن الله يغفر كل شيء، ويغفر دائما، وبرحمته هذه، واصل البابا فرنسيس، يجعلنا عادلين وذلك لأنه يهبنا قلبا جديدا، حياة جديدة.
وأراد البابا فرنسيس هنا، وانطلاقا من كلمات الحاضرين، التأكيد على أهمية الرحمة وتوجيه الشكر إلى من يعملون على تحويل مشاعر الغضب والألم إلى مساعدة وقرب وشفقة.
وأشار البابا إلى أن الانتهاكات تسفر عن جراح ومعاناة قاسية ما يهدد مسيرة الإيمان أيضا، وأضاف أن هناك حاجة إلى الكثير من الرحمة كي لا تظل قلوبنا متحجرة أمام معاناة الضحايا وكي نجعلهم يشعرون بقربنا وتقديم المساعدة الممكنة لهم وكي نتعلم منهم أن نكون كنيسة تخدم الجميع. وأشار الأب الأقدس إلى أن جذور العنف تكمن في سوء استخدام السلطة، أي حين نستغل ما لدينا من مناصب لسحق الآخرين أو التلاعب بهم. ومن كلمات مَن تحدثوا خلال اللقاء عن مساعدة السجناء انطلق البابا فرنسيس مجددا ليؤكد أنه يمكن لنا جميعا أن نخطئ ولكن لا أحد يضل إلى الأبد. وأضاف أنه يتساءل في كل مرة يتوجه إلى سجن لماذا هم ولا أنا؟ وتابع أنه من الصحيح اتباع مسيرات العدالة الأرضية والمسيرات الإنسانية والنفسية والقضائية إلا أن العقوبة يجب أن تكون دواءً، أن تقود إلى الشفاء. وأراد البابا التشديد على ضرورة مساعدة الأشخاص على النهوض مجددا والعثور على طريق في الحياة وفي المجتمع، وأضاف أنه في حالة واحدة فقط يجوز لشخص أن ينظر إلى الآخرين من الأعلى، حين ينحني عليهم ليساعدهم على أن ينهضوا.
وفي ختام كلمته إلى الأساقفة والكهنة والشمامسة والمكرسين والمكرسات والإكليريكيين والعاملين الرعويين الذين التقاهم صباح اليوم السبت في كاتدرائية القلب المقدس في كوكلبرغ، وذلك في إطار زيارته الرسولية إلى بلجيكا، أراد البابا فرنسيس توجيه الشكر إلى الجميع، كما وذكَّر بصورة للرسام البلجيكي رينيه ماغريت بعنوان "فعل الإيمان" يصوِّر فيها بابا مغلقا من الداخل مثقوبا في مركزه ومفتوحا نحو السماء. وقال قداسته إن هذه الصورة تدعونا إلى التوجه إلى ما هو أبعد، إلى توجيه الأنظار إلى الأمام وإلى الأعلى، إلى عدم الانغلاق على الذات.
وأضاف أن هذا رمز لكنيسة لا تغلق أبوابها ابدا، تقدم للجميع انفتاحا على اللانهائي، قادرة على النظر إلى ما هو أبعد، كنيسة تبشر وتعيش الفرح وتمارس الرحمة.
ثم دعا البابا فرنسيس الحاضرين إلى السير معا مع الروح القدس وإلى ممارسة الرحمة، وشدد هنا على أنه بدون الروح القدس لا يحدث شيء مسيحي، وأضاف أن هذا هو ما تُعَلمنا مريم العذراء، أمنا، وتضرع إليها كي توجه الجميع وتحرسهم. بارك البابا فرنسيس بعد ذلك الحضور سائلا إياهم ألا ينسوا أن يُصلوا من أجله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس البابا فرنسیس الأب الأقدس قال البابا وأضاف أن أن تکون على أن إلى ما إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
هل يستقيل البابا فرنسيس من منصبه؟ خبراء يجيبون وسط توقعات بمفاجآت
(CNN)-- عندما أصبح بابا الفاتيكان الراحل بنديكت السادس عشر أول بابا يستقيل منذ 600 عام، أحدث ذلك صدمة في الكنيسة الكاثوليكية. والآن، بعد أن أمضى أسبوعين في المستشفى يكافح الالتهاب الرئوي، فإن التكهنات في الفاتيكان هي ما إذا كان خليفته البابا فرنسيس قد يفعل الشيء نفسه.
وقال أوستن إيفريغ، كاتب السيرة البابا، لشبكة CNN: "أعتقد أن الظروف الوحيدة التي قد يفكر فيها (فرنسيس) في الاستقالة، كما قال، هي إذا كان يعاني من حالة تنكسية أو موهنة طويلة الأمد تمنعه من القيام بالخدمة البابوية بالكامل".
وقال الفاتيكان إن البابا وُضع على جهاز للتنفس، الجمعة، بعد أن تعرض لنوبة مفاجئة من صعوبة التنفس. وأضاف الفاتيكان أن النوبة كانت معقدة بسبب القيء. وقال مصدر في الفاتيكان، الجمعة، إن الساعات الـ24 إلى الـ48 القادمة ستحدد ما إذا كانت الحالة العامة للبابا قد تدهورت. وفي صباح، السبت، قيل إن فرنسيس يستريح، بعد ما وصفها الفاتيكان بليلة هادئة.
والاستقالة من منصب البابوية ليست مثل التنحي عن منصب رئيس شركة أو الرئيس التنفيذي لشركة كبيرة. فلا توجد حدود زمنية، ولا مجلس إدارة، وتعتبر وظيفة مدى الحياة. بالنسبة للكاثوليك، فإن البابا هو خليفة القديس بطرس، ويقوم بالخدمة التي قدمها المسيح نفسه.
ومع ذلك، فإن البابوية هي أيضًا منصب. ولا يزال من غير الواضح كم من الوقت سيبقى البابا البالغ من العمر 88 عامًا في المستشفى أو كيف سيتم تشخيص حالته على المدى الطويل.
وأصر إيفريغ على أن كون البابا مسناً أو ضعيفاً لا يشكل عائقاً، كما أن الكنيسة الكاثوليكية لا تريد إرساء سابقة بأنه عندما يصل البابا إلى سن معينة أو درجة معينة من المرض فإنه يتعين عليه أن يتنحى. وعلاوة على ذلك، أوضح كاتب السيرة الذاتية أن البابا الحالي "منخرط في كل شيء" ولا يرغب في تقليص دوره البابوي بشكل كبير.
وأعاد هذا الأسبوع ذكريات ذلك اليوم الدرامي، في 11 فبراير/شباط 2013، عندما أعلن بنديكت السادس عشر، المولود باسم جوزيف راتسينغر، أنه سيتنحى. حدث كل ذلك خلال ما كان يفترض أن يكون اجتماعا روتينيا للكرادلة - المعروف باسم المجمع الكنسي. في نهاية ذلك الاجتماع، بدأ البابا الألماني يتحدث باللغة اللاتينية وأذهل الحاضرين عندما أخبرهم أنه سيستقيل. بدأ بعض الكرادلة يميلون إلى بعضهم البعض ليسألوا عما إذا كانوا قد سمعوه بشكل صحيح.
وتم رسم أوجه التشابه مع استقالة بنديكت عندما أعلن الفاتيكان، الثلاثاء، أن فرنسيس دعا إلى عقد اجتماع مجمع كنسي بتاريخ غير محدد للنظر في المرشحين للقداسة. وقد فعل ذلك خلال اجتماع في المستشفى، حيث يتلقى العلاج، مع بعض كبار مسؤوليه الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر الكرسي الرسولي، ورئيس الأساقفة إدغار بينيا بارا، الذي يرأس هيئة كبار الموظفين البابوية.
وقال ماركو بوليتي، المعلق الفاتيكاني ومؤلف كتاب جديد عن بابوية فرنسيس: "بعد مفاجأة استقالة راتسينغر، أصبحت المجالس الكنسية في بعض الفترات الصعبة في الكنيسة الآن سياسية إلى حد كبير".
وأضاف: "أعتقد أنه في الوقت الحالي، يركز الحبر الأعظم على احتمالات تخطي الأزمة والقدرة على استكمال اليوبيل (العام). في عيد ميلاده التاسع والثمانين، سيضطر إلى طرح السؤال على نفسه عما إذا كان لا يزال لائقًا لقيادة الكنيسة". والكنيسة الكاثوليكية حاليا في خضم احتفال باليوبيل الذي يستمر لمدة عام، وهو حدث يُعقد تقليديا كل 25 سنة.
ويحب فرنسيس أن يبقى الناس في حالة تأهب، ومن المؤكد أنه كان يعلم أن الإعلان عن عقد اجتماع المجمع الكنسي سيثير كثيرا من التكهنات. ولكن ليس مرجحا أن يكون البابا راغبا في الكشف عن موقفه من مثل هذا القرار الكبير.
وقال إيفريغ: "بالنسبة لفرنسيس، فإن الحرية في تمييز هذه المسائل أمر مطلق".
فالحرية مهمة لأن استقالة البابا وفقاً لقانون الكنيسة هي قرار يجب أن "يُتخذ بحرية وبشكل سليم". ولا يمكن للبابا أن يخضع لإكراه أو ضغط خارجي عند اتخاذ قراره.
وفي الماضي، قال البابا فرنسيس إن البابوية هي "ad vitam" (أي مدى الحياة باللغة اللاتينية)، وإن الاستقالة ليست واردة على جدول أعماله. ومع ذلك، فإنه لم يستبعد أبدًا الاستقالة وقال إن قرار بنديكت "فتح الباب" أمام الباباوات المستقبليين للتقاعد.
وتتم الدعوة إلى عقد المجمع الكنسي بعد الاستقالة بنفس طريقة انعقاده في حالة وفاة البابا، ولكن في عام 2013 عدل بنديكت القانون للسماح بإجراء الانتخابات في وقت أقرب.
والبابا الأرجنتيني المولد لديه شعور عميق بالمهمة، ومنذ دخوله المستشفى أظهر تصميما على التعافي، رغم معاناته من الالتهاب الرئوي في كلتا رئتيه. وأشار رئيس الأساقفة بول غالاغر، هذا الأسبوع إلى أن استقالة البابا ليست واردة وأن فرنسيس سيبذل قصارى جهده للتعافي.
وقال لمطبوعة " America" الكاثوليكية: "إذا كانت إرادة الله أن يتحسن، فهذا رائع. إذا كانت إرادة الله ألا يتحسن، حسنًا، فسوف يقبل ذلك، هذه هي روح حياته..."
وغالبًا ما يفاجئ البابا الحالي الآخرين. وإذا تنحى فرنسيس، فمن المرجح جدًا أن يفعل ذلك عندما لا يتوقع الناس ذلك على الإطلاق.