السناجب الغازية .. خطر يهدد الثروة الزراعية بسلطنة عمان
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
رغم أن السنجاب لا ينتمي إلى البيئة العُمانية، إلا أنه شوهد لأول مرة في محافظة ظفار، ثم لوحظ انتشاره في ساحل الباطنة حيث تم رصده في 135 موقعًا عام 2023 ويمثل أحد الأنواع الغازية في البلاد، ويتغذى بشكل رئيسي على ثمار النخيل وثمار الأشجار القريبة منها، وقد
في بداية انتشاره، كان يُنظر إليه كحيوان أليف، إلا أنه مع مرور السنوات بدأت تتكشف الأضرار التي يسببها للمزارعين، خاصة مع استهدافه طلع النخيل وإفساد محاصيل الأشجار في المزارع، وكذلك استخراج البذور من باطن الأرض، ولأهمية الدراسات البحثية في مكافحة الأنواع الغازية، التقت «عُمان» بالدكتورة إريكا سوتو، أستاذ مساعد بقسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس، لتسليط الضوء على دور البحث العلمي في رصد انتشار السنجاب في سلطنة عُمان، وأهم الأضرار التي تسببها للبيئة العُمانية، حيث قالت الدكتورة إريكا «إن المصدر الأولي الدقيق لوصول السناجب إلى سلطنة عُمان غير معروف حتى الآن، ومع ذلك يمكن للحيوانات الغازية كالسناجب دخول مناطق جديدة من خلال آليات وطرق مختلفة، بما في ذلك تجارة الحيوانات الأليفة، والاختباء في المركبات ذات المحركات، والانتقال من خلال القوارب والسفن والطائرات، أو حتى التسلل إلى معدات التخييم والأمتعة المصاحبة».
وأشارت إلى وجود أدلة على أن السناجب تسبب أضرارًا لبعض المحاصيل الزراعية، بما في ذلك التمور، ومع ذلك لا نزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم أفضل للضرر المحتمل المتعلق بالتأثير على التنوع البيولوجي في سلطنة عُمان، وأوضحت أن الأنواع الغازية هي كائنات حيّة تم إدخالها إلى مناطق لم تكن معروفة لها من قبل، ولم يكن لها سابق نشاط فيها، وغالبًا ما يتم تسهيل انتشارها من خلال النشاط البشري، إما عن قصد أو عن غير قصد، مما يسمح لها بتخطي مجال بيئتها الطبيعي، وبمجرد استيطانها في بيئة جديدة، يمكنها التغلب على الحواجز الجغرافية والتسبب في ضرر بيئي أو اقتصادي في المناطق التي لا تكون هي كائنات أصلية فيها، وقد تم بالفعل تصنيف هذه الأنواع ضمن الأنواع «الغازية» في سلطنة عُمان.
وأكّدت أن تحديد الجهة المسؤولة عن مكافحة السناجب في سلطنة عُمان يجب أن تقرره السلطات المختصة التي تتعامل عادة مع الأنواع الغازية في البلاد، وأوضحت أننا بحاجة إلى الاستثمار في البحث العلمي الذي يمكنه أن يوفر معلومات دقيقة حول التوزيع الحالي للسناجب في سلطنة عُمان، ومعدلات انتشارها، وتفضيلاتها للموائل الأكثر ملاءمة للتزاوج والتكاثر، ومن ثم تقييم مدى الضرر الذي يتسبب فيه هذا النوع على البيئة العُمانية.
وأضافت: «بمساعدة منصات التواصل الاجتماعي ، جنبًا إلى جنب مع جهود فردية لطالبتين هما «فاطمة البلوشية» و«إخلاص بنت علي الرمضانية»، تم إطلاق حملتين إعلاميتين استباقيتين خلال عامي 2020 و2021 لإشراك المواطنين في تتبع مواقع انتشار السناجب في سلطنة عُمان، ومن خلال التعاون القيّم للمواطنين المعنيين في جميع أنحاء البلاد، أسفرت هذه الحملات عن جمع عشرات مقاطع الفيديو والصور والبيانات الجغرافية، وتأكيد 11 موقعًا في عام 2020، و58 موقعًا في عام 2021، و135 موقعًا في عام 2023، بما في ذلك، ولأول مرة، مشاهدات مؤكّدة من صلالة».
وأكّدت الدكتورة إريكا سوتو على أهمية الاستمرار في الحملات الإعلامية والتوعوية التي يشارك فيها المواطنون، بالإضافة إلى تنظيم مسوحات ميدانية منهجية في الأوقات الحرجة (مثل مواسم النمو وفترات التكاثر والتزاوج) لتوثيق الوجود الفعلي للأنواع ووفرتها، ويمكن أن يساعد ذلك في اكتشاف الغزوات الجديدة لهذه الكائنات في مرحلة مبكرة، وتقييم اتجاهات النمو وزيادة الأعداد، كما شددت على أهمية إضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات الأبحاث لتبادل البيانات بشأن مشاهدة وانتشار الأنواع الغازية وجهود إدارتها، مما يضمن استجابة فعّالة ومنسقة في جميع أنحاء البلاد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأنواع الغازیة من خلال موقع ا
إقرأ أيضاً:
في ختام مشاركتها كضيف شرف.. لفتات إشادة وتكريم تزين المشهد الأخير لجناح سلطنة عمان بمعرض الكتاب
اختتمت سلطنة عمان أمس، مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي حلت فيه "ضيف شرف" الدورة 56، بعد زخم ثقافي كبير، وتجربة ثرية تفيد بأن الثقافة كانت وستظل سفيراً للحوار والتفاهم والسلام.
وفي لفتة طيبة تعكس متانة العلاقات بين مصر وسلطنة عمان.. أشاد زوار المعرض بجناح سلطنة عمان الذى شهد إقبالا كبيرا، وكان حافلا بالعديد من المخطوطات التراثية والكتب التاريخية والثقافية، كما مثل فرصة للتعريف بالفنون والثقافة والتاريخ العماني.
وذكر عدد من جمهور المعرض أن وجود سلطنة عمان كضيف شرف النسخة السادسة والخمسين هو ثمرة من ثمار التعاون الثقافي القائم بين مصر وعمان، مؤكدين أن العلاقات بين البلدين دائما متميزة وتاريخية وتشهد ازدهاراً في كل المجالات.
من جانبها حرصت سلطنة عمان ممثلة في القائمين على الجناح، على تكريم الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة دكتور أحمد بهى الدين وإتحاد الناشرين العرب برئاسة محمد رشاد ومجموعة من المساهمين، وذلك لدورهم المشهود في تسهيل كافه متطلبات مشاركة سلطنة عمان فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته 56 .
وسلم التكريم من الجانب العمانى "أحمد بن سعود الرواحي" المدير العام المساعد للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية، بوزارة الثقافة والرياضة الشباب. و"خلفان العبرى" مدير دائرة شؤون معارض الكتاب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وأكد الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: "أن ما حققه المعرض من حضور جماهيري كبير، يُعد رقمًا غير مسبوق؛ قياسًا على الدورات السابقة للمعرض؛ وهو شيء يدعو للفخر والسعادة؛ حيث أشارت هذه المعدلات الجماهيرية المكثفة؛ إلى أن هذه الدورة تحتل المرتبة الأولى جماهيريًا؛ على صعيد تاريخ الدورات السابقة".
وأضاف: "فضلًا عن تميز ما تشمله هذه الدورة من الفعاليات المتنوعة؛ يأتي ذلك تتويجًا لتضافر جهود جميع القائمين على المعرض، وتعاون العديد من قطاعات الوزارة المختلفة؛ وهيئات ومؤسسات الدولة، وهو ما يجسّد حالة التفاعلية الكبيرة التي تحققها فعاليات وخدمات المعرض المتنوعة على الصعيد الجماهيري؛ الذي يؤكد شغف المصريين لتلقي المعرفة؛ والتعرف على مفردات الهوية المصرية الأصيلة؛ من خلال المعرض، وهو ما يدفعنا نحو مواصلة جهودنا الرامية لتفعيل استراتيجية الدولة المصرية في بناء الإنسان".
وقال خلفان العبري، مدير إدارة معارض الكتاب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، خلال اليوم الأخير لفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، إن المعرض يعد قبلة ووجهة مهمة لملايين الأشخاص، ويأتي ضمن خارطة أفضل معارض الكتاب في العالم، موضحًا أنه فرصة للتعريف بالفنون والثقافة والتاريخ العماني، كما يرتبط بالعلاقات الوثيقة بين مصر وعمان على مر العصور.
وأضاف "العبري" ، أنه في آخر يوم من معرض الكتاب، شهد جناح سلطنة عمان اهتمامًا كبيرًا من قبل مختلف شرائح المجتمع، لزيارة الجناح وحضور البرنامج الثقافي، مشيرًا إلى أن التواجد العماني بهذا الزخم والحراك الثقافي، يعكس عمق الروابط الأخوية على المستويين الحكومي والشعبي.
وشهد جناح سلطنة عمان خلال أيام المعرض إقبالا كبيرا من مختلف الفئات التي زارت المعرض سواء بهدف التعرف أكثر على تفاصيل من الثقافة العمانية أو عبر السؤال عن دور النشر التي تنشر كتب الروائيين والشعراء العمانيين.