#سواليف

وصف المحلل الإسرائيلي آفي يسخاروف، المتخصص في الشؤون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت، الاغتيال المفترض للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه “زلزال هائل” في الشرق الأوسط، حيث أكد أن تداعيات هذا الحدث ستكون عميقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال نصر الله في الغارات التي استهدفت مساء أمس الجمعة مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

وقال يسخاروف في مقاله “نصر الله لم يكن مجرد زعيم. لقد كان رائدا في الجمع بين السياسة والإرهاب، واغتياله لا يُقارن بأي عملية اغتيال أخرى، مثل استهداف شخصيات من الجناح العسكري لحماس أو حزب الله. هذه الحادثة تعد ضربة هائلة، ليس فقط لحزب الله، بل لإيران وللمنظمات الأخرى التي رأت في نصر الله نموذجا للنجاح في مواجهة إسرائيل وتحويلها إلى ما أسماه هو بيت العنكبوت”.

مقالات ذات صلة شاهد.. غارات إسرائيل تخلف دمارا واسعا في ضاحية بيروت الجنوبية 2024/09/28

وأضاف يسخاروف أن خسارة نصر الله تعد غير مسبوقة لحزب الله، إذ يعتبر الشخصية الأبرز في تاريخ التنظيم منذ نشأته، وأيضا لإيران التي فقدت، وفقا للكاتب، “عميلها الأول خارج حدودها”، ويرى أن هذه الضربة تأتي في وقت حرج للغاية لكل التنظيمات التي كانت ترى في نصر الله زعيما قادرا على تحدي إسرائيل ودحرها.
مسيرة نصر الله

واستعرض الكاتب مسيرة نصر الله، بدءا من تسلمه قيادة حزب الله عام 1992، بعد اغتيال عباس موسوي على يد إسرائيل. ويشير إلى أن نصر الله، الذي كان في الثانية والثلاثين من عمره آنذاك، “نجح في تغيير وجه المنطقة، وبخاصة وجه لبنان، حيث تحول حزب الله تحت قيادته من مليشيا صغيرة إلى قوة عسكرية وسياسية هائلة”.

وأبرز يسخاروف الدور الذي لعبته علاقات نصر الله الوثيقة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في تعزيز نفوذه، وأشار إلى أن نصر الله أظهر حنكة سياسية فريدة، “إذ تمكن من إبعاد العناصر الأكثر تطرفا داخل حزب الله، وقاد التنظيم نحو الانخراط في النظام السياسي اللبناني”.

وبحسب يسخاروف، تحت قيادة نصر الله، تحول حزب الله إلى القوة الشيعية الرئيسية في لبنان، متغلبا على حركة أمل، واستطاع بناء صورة الزعيم المتواضع الذي كان على استعداد لفقدان أقرب الناس إليه في معركته ضد إسرائيل، كما حدث مع ابنه مهدي الذي استشهد في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي عام 1997.

وأشار الكاتب إلى أن هيمنة حزب الله في لبنان وصلت إلى حد أن تعيين رئيس للجمهورية أو رئيس للوزراء أو حتى قائد الجيش أصبح مرهونا بموافقة الحزب. وأضاف “انسحاب إسرائيل من لبنان في مايو/أيار عام 2000، ثم حرب لبنان الثانية عززت من مكانة نصر الله ليس فقط في لبنان بل في العالم الإسلامي ككل”.
سوريا والخليفة المحتمل

وتناول يسخاروف قرار نصر الله بإرسال مقاتلي حزب الله لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، معتبرا القرار “خطوة دراماتيكية ساعدت في إنقاذ الأسد من الانهيار”، وأشار إلى أن مقاتلي حزب الله شاركوا في القتال على جميع الجبهات، ليس فقط في سوريا بل في اليمن والعراق والبحرين أيضا.

ويرى الكاتب أن نصر الله كان له دور كبير في نشر فكرة ضعف إسرائيل، وهو المفهوم الذي ساهم في بناء صورته كقائد قادر على هزيمة إسرائيل، لكنه اعتبر أن ما أسماه غطرسة نصر الله أدت إلى أخطاء، “أبرزها دعمه لحماس وقراره بمهاجمة إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث كان يعتقد أن إسرائيل أصبحت ضعيفة للغاية ومجزأة بحيث لا تجرؤ على مواجهة حزب الله”.

وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، يرى يسخاروف أن الوريث المحتمل لنصر الله هو ابن خالته هاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله)، أو محمد يزبك (رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله)، أو غيرهما.

ورغم أن الكاتب يؤكد أن إيران ستتمكن في نهاية المطاف من تعيين بديل لحسن نصر الله، وعلى عكس حادثة موسوي في عام 1992، فإن اغتيال مثل هذه الشخصية المهمة والمركزية والكاريزمية سيترك فراغا كبيرا في التنظيم ولبنان، وسيؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على حزب الله والخريطة السياسية في الشرق الأوسط.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف لحزب الله نصر الله حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: إسرائيل تقترب من مفترق طرق لتحديد مسار الحرب وتفادي تصعيد كبير

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى بأن إسرائيل تقترب من نقطة حاسمة ستؤثر على مجريات الحرب الحالية، مشيرة إلى أن القرارات التي سيتم اتخاذها في الأيام المقبلة ستحدد إلى أين تتجه الصراعات في المنطقة. 

 

وأوضح المصدر أن المحادثات الجارية حول الوضع في الشمال تهدف إلى خلق الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية من شأنها أن تمنع اندلاع حرب كبيرة. تأتي هذه الجهود في وقت تعاني فيه البلاد من تصاعد التوترات مع حزب الله والتهديدات المحتملة من الجبهة الشمالية.

 

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الفشل في الوصول إلى اتفاق قد يؤدي إلى تصعيد عسكري كبير، مما قد يؤثر على الأمن القومي ويعرض حياة المدنيين للخطر. كما أوضح أن القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل تعمل على تقييم الخيارات المتاحة، مع التركيز على تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.

 

هذا وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العمليات العسكرية والتوترات المتصاعدة بين الأطراف المعنية، مما يزيد من الحاجة الملحة للحوار الدبلوماسي وتحديد الخطوات المقبلة بدقة. في الوقت نفسه، يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، حيث تعتبر أي تصعيد عسكري جديد مصدر قلق كبير للعواصم العالمية.

 

بايدن: الحرب الشاملة ممكنة في الشرق الأوسط ولكن هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية

 

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في حديثه مع قناة "أي بي سي" أن هناك احتمالاً لاندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، لكنه شدد أيضًا على أهمية البحث عن تسوية سلمية في المنطقة. وأعرب بايدن عن قناعته بأن "العالم العربي يريد بقوة تسوية للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى ضرورة العمل الجاد نحو تحقيق السلام.

 

في سياق حديثه، أشار بايدن إلى أن "حل الدولتين هو الخيار الأمثل لكل من إسرائيل وفلسطين"، مؤكدًا أن هذا الحل يمثل الطريق الأكثر استدامة لإنهاء الصراع. ورغم اختلافه مع بعض مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدى بايدن إصراره على أهمية الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى حل.

 

كما أشار بايدن إلى أن إدارته تستخدم كل طاقاتها للضغط من أجل التوصل إلى "وقف إطلاق النار في غزة"، موضحًا أن هذه الجهود تأتي في إطار التزامه بالسلام والاستقرار في المنطقة. 

 

تأتي تصريحات بايدن في وقت حساس حيث تستمر التوترات في الشرق الأوسط، مما يزيد من الحاجة الملحة للتوصل إلى تسويات سياسية، وهو ما يتطلب تعاونًا بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الدول العربية والجهات الدولية الفاعلة.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: توقيت الصراع بين إسرائيل وحزب الله غير مناسب لإيران
  • يديعوت أحرونوت: مقتل حسن نصر الله كارثة لحزب الله وإيران
  • ‏يديعوت أحرونوت: الشخص الذي يتوقع أن يخلف نصر الله هو هاشم صفي الدين
  • يديعوت أحرونوت: الهدف من القصف على الضاحية الجنوبية اغتيال حسن نصر الله
  • “يديعوت أحرونوت”: النشوة الإسرائيلية مبكرة.. حزب الله لا يزال قادراً على إلحاق ضرر كبير بـ”إسرائيل”
  • يديعوت أحرونوت تحذر من فخ الموت الذي يعده حزب الله: إسرائيل غير مستعدة للهجوم البري
  • يديعوت أحرونوت: حزب الله لم يفعّل 10% من قوته
  • “يديعوت أحرونوت”: “إسرائيل” غير مستعدة للهجوم البري على لبنان
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل تقترب من مفترق طرق لتحديد مسار الحرب وتفادي تصعيد كبير