بغداد اليوم -  خاص

في تطور خطير ومفاجئ، شهدت المنطقة حدثًا غير مسبوق اعلن فيه الجيش الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في عملية تم تنفيذها بنجاح وفقًا للتقارير الأولية فيما أكد ذلك حزب الله اللبناني.

هذه العملية تأتي في ظل التوترات المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، وفي سياق نزاعات إقليمية متعددة تشمل سوريا، لبنان، وإيران.

 

استهداف نصر الله يُعد ضربة قوية للمقاومة اللبنانية، ويثير تساؤلات عديدة حول تداعيات هذا الحدث على الساحة اللبنانية والإقليمية.

العملية وتفاصيلها:

وفقًا للتقارير الواردة من مصادر موثوقة، العملية التي استهدفت نصر الله تم تنفيذها باستخدام تقنيات عسكرية متطورة. إسرائيل كانت وراء هذه العملية، نظرًا للعداء التاريخي بين الطرفين والتصريحات الإسرائيلية المتكررة حول نصر الله كهدف رئيسي. الضربة، التي استهدفت مكان تواجد نصر الله، نُفذت بدقة عالية، مما أدى إلى مقتله حسب المعلومات المتاحة حتى اللحظة.

التداعيات الفورية:

تصعيد عسكري محتمل: من المتوقع أن يكون رد حزب الله على اغتيال نصر الله قويًا وسريعًا. قد يُستخدم الرد لضرب أهداف إسرائيلية سواء في لبنان أو في الخارج. حزب الله لطالما أكد أن استهداف قادته سيُواجه بردٍ غير متوقع، وقد نكون أمام تصعيد كبير بين الطرفين.زعزعة الاستقرار في لبنان: نصر الله كان يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار حزب الله ووحدته، وبالتالي فإن غيابه قد يؤدي إلى خلافات داخلية حول القيادة الجديدة. هذا الوضع قد يزيد من التوتر السياسي والأمني في لبنان، الذي يواجه أصلاً تحديات كبيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية.انقسام داخلي في حزب الله: عملية اغتيال نصر الله قد تفتح الباب أمام انقسامات داخل الحزب، حيث قد تنشأ تنافسات داخلية بين القادة حول من سيخلفه. هذه الانقسامات قد تؤدي إلى إضعاف الحزب، على الأقل في المدى القصير، بينما يحاول إعادة تنظيم نفسه بعد خسارة قائده الرئيسي.

الرد الإقليمي والدولي:

إيران: إيران، التي تُعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله، قد تسعى للرد بشكل مباشر أو غير مباشر. اغتيال نصر الله يُعد ضربة كبيرة لنفوذ إيران في لبنان والمنطقة، وبالتالي فإن طهران قد تستخدم وكلاءها في المنطقة للرد على العملية.إسرائيل: رغم أن العملية قد تُعتبر نجاحًا لإسرائيل من الناحية العسكرية، إلا أن التحديات المستقبلية قد تكون خطيرة. إسرائيل قد تواجه ردودًا انتقامية سواء من حزب الله أو من حلفائه الإقليميين، مما يزيد من احتمالية تصعيد الصراع إلى مستويات غير مسبوقة.المجتمع الدولي: من المتوقع أن تشهد الساحة الدولية ردود فعل متباينة. بعض الدول قد تدعو إلى ضبط النفس لتجنب اندلاع حرب شاملة، بينما قد تُعبر دول أخرى عن مخاوفها من تداعيات التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها.

التوقعات المستقبلية:

حرب شاملة أو تصعيد محدود: اغتيال نصر الله قد يدفع حزب الله إلى شن عمليات انتقامية واسعة النطاق ضد إسرائيل. هذا السيناريو قد يؤدي إلى حرب شاملة بين الطرفين، وخاصة مع تزايد التوترات الإقليمية. على الجانب الآخر، قد يُفضل الحزب الانتقام بشكل محدود من خلال عمليات نوعية تستهدف مصالح إسرائيلية في الخارج أو هجمات على مواقع عسكرية في الداخل.تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة: من المتوقع أن تسعى إيران إلى استغلال هذا الحدث لتعزيز وجودها في لبنان والمنطقة. طهران قد تستغل الفراغ القيادي في حزب الله لدعم قادة جدد أكثر ولاءً، مما يعزز موقفها الاستراتيجي في المنطقة.عدم الاستقرار الداخلي في لبنان: في ظل غياب نصر الله، قد يشهد لبنان فترة من عدم الاستقرار السياسي، خاصة إذا تفاقمت الخلافات داخل حزب الله. هذا الوضع قد ينعكس سلبًا على الأوضاع الداخلية في لبنان، بما في ذلك الوضع الاقتصادي المتدهور أصلًا.

السيناريوهات المستقبلية:

استمرار التصعيد العسكري: إذا قرر حزب الله الرد بشكل واسع، قد نشهد تصعيدًا عسكريًا يمتد ليشمل سوريا وحتى إيران. هذا السيناريو يزيد من احتمالية تدخل قوى دولية أو إقليمية أخرى في الصراع.استراتيجية الانتقام التدريجي: قد يفضل حزب الله الانتقام بشكل تدريجي ومنسق، عبر استهداف مصالح إسرائيلية وحلفائها في المنطقة، مع الحرص على عدم دفع الأمور نحو حرب شاملة. هذا النهج قد يضمن للحزب الحفاظ على قاعدته الشعبية وتقليل الخسائر.انهيار سياسي داخلي في لبنان: فقدان شخصية مؤثرة مثل نصر الله قد يؤدي إلى فراغ في القيادة، وهو ما قد يُضعف قدرة حزب الله على التحكم في الأوضاع السياسية والعسكرية. هذا قد يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات داخلية تؤثر على المشهد السياسي اللبناني بشكل عام.

يعد اغتيال السيد حسن نصر الله يُعد تطورًا محوريًا في تاريخ الصراع بين حزب الله وإسرائيل، ومن المتوقع أن تكون له تداعيات واسعة على الساحة اللبنانية والإقليمية. في ظل التصعيد المتوقع، يبقى السؤال الأكبر هو كيف سترد الأطراف المختلفة على هذا الحدث، وما إذا كان هذا سيؤدي إلى حرب شاملة أو تصعيد محدود. بينما تستمر التوترات في التزايد، يبقى المستقبل غير واضح، مع وجود احتمالية كبيرة لحدوث تغييرات جذرية في موازين القوى في المنطقة.

المصدر: "بغداد اليوم"

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: اغتیال نصر الله من المتوقع أن فی المنطقة حرب شاملة فی لبنان حزب الله یزید من تصعید ا

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".

 وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  قواسم مشتركة

ورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.


ظهور حزب الله

وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. 


السابع من أكتوبر

وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.


محاولات تطبيع سابقة

ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.

وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".

هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  خطورة حزب الله

بحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • تصعيد خطير عندالحدود اللبنانية السورية.. ووزير الدفاع السوري يتوعد حزب الله
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • اغتيال.. هذا ما قيل في إسرائيل عن غارة ياطر في الجنوب
  • تصعيد خطير.. غارات أمريكية عنيفة تهز صنعاء وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة
  • تصعيد خطير.. ترامب يعلن عملية عسكرية كبرى ضد الحوثيين في اليمن!
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • حماس: مجزرة بيت لاهيا تصعيد خطير يكشف نوايا الاحتلال
  • تصعيد إسرائيلي خطير في مدن وبلدات الضفة الغربية
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد الأقصى تصعيد خطير