يديعوت أحرونوت: توقيت الصراع بين إسرائيل وحزب الله غير مناسب لإيران
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الضربات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على حزب الله لا تعطي إيران أي سبب للمشاركة في القتال، مشيرة إلى أن المرحلة الجديدة من الصراع تضع طهران في لحظة غير ملائمة دبلوماسيا.
وذكرت الصحيفة أن إيران تركز حاليا على حملة دبلوماسية بهدف التوصل إلى حل سياسي مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
غير أنه لا يزال من السابق لأوانه -حسب الصحيفة- التأكد مما تريده القيادة الإيرانية برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي، وهل تسعى حقيقة إلى حل القضية النووية أم أن هدفها مجرد كسب الوقت حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، موعد انتهاء صلاحية البند الذي يسمح للدول الأوروبية بتجديد العقوبات على إيران دون حق النقض في مجلس الأمن.
آخر شيء تريدهوفي كلتا الحالتين -كما تقول الصحيفة- فإن آخر شيء تريده إيران وسط حملتها الدبلوماسية الحالية هو الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، ناهيك عن الولايات المتحدة.
وسَعت إيران منذ بداية الحرب في غزة إلى وقف إطلاق النار، ولكنها مع استمرار الحرب سعت إلى استنزاف إسرائيل في حرب طويلة ومتعددة الجبهات دون دفع ثمن باهظ للغاية، وقد دانت بشدة تصرفات إسرائيل وطالبت المجتمع الدولي بالعمل على وقف الضربات التي تشنها القوات الإسرائيلية على أهداف حزب الله.
وقال الرئيس الإيراني لشبكة "سي إن إن" إنه لا ينبغي ترك لبنان ليصبح "غزة أخرى" على يدي إسرائيل، وأوضح أن حزب الله لا يستطيع أن يقف بمفرده ضد دولة مثل إسرائيل، تمتلك أسلحة متطورة وتحظى بدعم الولايات المتحدة.
وأكد وزير الخارجية عباس عراقجي الذي كان جزءًا من فريق التفاوض النووي الذي أدى إلى الاتفاق التاريخي لعام 2015 مع الولايات المتحدة نيويورك أن إيران لن تظل غير مبالية بالهجمات الإسرائيلية وقال إنها ستدعم لبنان، ولكنه من الواضح -حسب الصحيفة- أن إيران لن تتدخل عسكريا بشكل مباشر لصالح حزب الله في هذه المرحلة، خاصة أن كبار المسؤولين الإيرانيين حذروا في الأيام الأخيرة من الوقوع في فخ نصبته إسرائيل لإيران.
إجراءات المراوغةواتهم بزشكيان إسرائيل بالسعي لحرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ومحاولة خلق وضع من شأنه أن يجر بلاده إلى مواجهة شاملة، وقال وزير خارجيته إن إيران تدرك تمام الإدراك أن إسرائيل تحاول الهروب من المأزق الذي تواجهه في غزة بجر إيران والولايات المتحدة إلى الحرب، ولكن طهران ليست لديها نية للوقوع في هذا الفخ.
وتوقعت يديعوت أحرونوت أن تجر إيران إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد مع حزب الله، إذا قررت تل أبيب شن عملية برية في لبنان، مما قد يستنزف إسرائيل عسكريا وعلى الجبهة الداخلية، ويمنعها من تحقيق أهدافها سواء في غزة أو على الجبهة الشمالية.
غير أن الضرر الشديد والمطول للقدرات الإستراتيجية لحزب الله يمكن أن يؤدي إلى تغيير تقييم إيران لقدرتها على الحفاظ على حزب الله كذراع إستراتيجي أساسي لردع إسرائيل والرد في حالة وقوع هجوم على منشآتها النووية.
وهذا السيناريو -حسب راز تسيمت، الباحث والخبير في الشؤون الإيرانية في معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي- قد يضطر إيران إلى التدخل بشكل مباشر لإنقاذ مشروع حزب الله الذي رعته لعقود، إلا إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل أن تحتاج إيران إلى التدخل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة حزب الله
إقرأ أيضاً:
تصاعد القصف والاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. خسائر بشرية وموجة نزوح واسعة
تتواصل العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية، حيث شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع عدة، مما أدى إلى انهيار مبانٍ وتسجيل خسائر بشرية كبيرة.
التوغل الإسرائيلي والاشتباكات الميدانيةأفادت مصادر بأن القوات الإسرائيلية تمركزت في بلدتي الجبين وشمع بالقطاع الغربي جنوب لبنان، وتسعى للتقدم نحو بلدة البياضة الساحلية قرب صور.
كما شهدت منطقة مركبا تقدمًا إسرائيليًا باتجاه طلوسة لأول مرة، وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر حزب الله في عدة بلدات.
وفي الميدان الجنوبي، شنت إسرائيل أكبر عملية توغل لها حتى الآن، متقدمة في ثلاثة محاور رئيسية، وتمكنت من الوصول إلى أطراف بلدة شمع، التي تعد نقطة استراتيجية تطل على مدينة صور.
غارات مكثفة على الضاحية الجنوبيةتسببت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في انهيار مبانٍ واشتعال الحرائق. واستهدفت إحدى الغارات مبنى في منطقة الغبيري، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وسط تحذيرات إسرائيلية سابقة للسكان بإخلاء المنطقة بدعوى قربها من مواقع تابعة لحزب الله.
رد حزب الله بالصواريخ الثقيلةفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف مناطق استراتيجية في إسرائيل، حيث أطلق صواريخ ثقيلة على حيفا، وخليج عكا، وقاعدة شراغا العسكرية شمال عكا.
وأكدت مصادر إسرائيلية إصابة مبانٍ عدة، مع استمرار دوي صفارات الإنذار في المناطق الشمالية.
خسائر بشرية كبيرة وموجة نزوح واسعةذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة القتلى جراء الغارات الإسرائيلية ارتفعت إلى 3445 منذ أكتوبر 2023، مع تسجيل 14599 جريحًا. كما أسفرت غارة إسرائيلية، الخميس، عن مقتل 12 شخصًا في مركز للدفاع المدني في بعلبك، بينهم 8 عناصر من طاقم المركز.
وأشارت الوزارة إلى أن الغارات استهدفت منشآت صحية وإسعافية، ووصفت ذلك بـ"الاعتداء الممنهج"، فيما أعلنت فرق الدفاع المدني انتهاء عمليات رفع الأنقاض في الموقع.
نزوح مليون و200 ألف شخصتسببت العمليات العسكرية والغارات الإسرائيلية المستمرة في نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص من المناطق المتضررة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
توسع العمليات منذ سبتمبر الماضيبدأت إسرائيل منذ 23 سبتمبر 2023 حملة عسكرية واسعة النطاق شملت غارات على جنوب لبنان، البقاع، بيروت، الضاحية الجنوبية، وشمال لبنان، وتبع ذلك إطلاق عملية برية كبرى في أكتوبر.