يديعوت أحرونوت: اغتيال نصر الله زلزال هائل بالمنطقة يصعب معرفة نتائجه
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
وصف المحلل الإسرائيلي آفي يسخاروف، المتخصص في الشؤون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت، الاغتيال المفترض للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه "زلزال هائل" في الشرق الأوسط، حيث أكد أن تداعيات هذا الحدث ستكون عميقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال نصر الله في الغارات التي استهدفت مساء أمس الجمعة مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال يسخاروف في مقاله "نصر الله لم يكن مجرد زعيم. لقد كان رائدا في الجمع بين السياسة والإرهاب، واغتياله لا يُقارن بأي عملية اغتيال أخرى، مثل استهداف شخصيات من الجناح العسكري لحماس أو حزب الله. هذه الحادثة تعد ضربة هائلة، ليس فقط لحزب الله، بل لإيران وللمنظمات الأخرى التي رأت في نصر الله نموذجا للنجاح في مواجهة إسرائيل وتحويلها إلى ما أسماه هو بيت العنكبوت".
وأضاف يسخاروف أن خسارة نصر الله تعد غير مسبوقة لحزب الله، إذ يعتبر الشخصية الأبرز في تاريخ التنظيم منذ نشأته، وأيضا لإيران التي فقدت، وفقا للكاتب، "عميلها الأول خارج حدودها"، ويرى أن هذه الضربة تأتي في وقت حرج للغاية لكل التنظيمات التي كانت ترى في نصر الله زعيما قادرا على تحدي إسرائيل ودحرها.
مسيرة نصر اللهواستعرض الكاتب مسيرة نصر الله، بدءا من تسلمه قيادة حزب الله عام 1992، بعد اغتيال عباس موسوي على يد إسرائيل. ويشير إلى أن نصر الله، الذي كان في الثانية والثلاثين من عمره آنذاك، "نجح في تغيير وجه المنطقة، وبخاصة وجه لبنان، حيث تحول حزب الله تحت قيادته من مليشيا صغيرة إلى قوة عسكرية وسياسية هائلة".
وأبرز يسخاروف الدور الذي لعبته علاقات نصر الله الوثيقة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في تعزيز نفوذه، وأشار إلى أن نصر الله أظهر حنكة سياسية فريدة، "إذ تمكن من إبعاد العناصر الأكثر تطرفا داخل حزب الله، وقاد التنظيم نحو الانخراط في النظام السياسي اللبناني".
وبحسب يسخاروف، تحت قيادة نصر الله، تحول حزب الله إلى القوة الشيعية الرئيسية في لبنان، متغلبا على حركة أمل، واستطاع بناء صورة الزعيم المتواضع الذي كان على استعداد لفقدان أقرب الناس إليه في معركته ضد إسرائيل، كما حدث مع ابنه مهدي الذي استشهد في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي عام 1997.
وأشار الكاتب إلى أن هيمنة حزب الله في لبنان وصلت إلى حد أن تعيين رئيس للجمهورية أو رئيس للوزراء أو حتى قائد الجيش أصبح مرهونا بموافقة الحزب. وأضاف "انسحاب إسرائيل من لبنان في مايو/أيار عام 2000، ثم حرب لبنان الثانية عززت من مكانة نصر الله ليس فقط في لبنان بل في العالم الإسلامي ككل".
سوريا والخليفة المحتملوتناول يسخاروف قرار نصر الله بإرسال مقاتلي حزب الله لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، معتبرا القرار "خطوة دراماتيكية ساعدت في إنقاذ الأسد من الانهيار"، وأشار إلى أن مقاتلي حزب الله شاركوا في القتال على جميع الجبهات، ليس فقط في سوريا بل في اليمن والعراق والبحرين أيضا.
ويرى الكاتب أن نصر الله كان له دور كبير في نشر فكرة ضعف إسرائيل، وهو المفهوم الذي ساهم في بناء صورته كقائد قادر على هزيمة إسرائيل، لكنه اعتبر أن ما أسماه غطرسة نصر الله أدت إلى أخطاء، "أبرزها دعمه لحماس وقراره بمهاجمة إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث كان يعتقد أن إسرائيل أصبحت ضعيفة للغاية ومجزأة بحيث لا تجرؤ على مواجهة حزب الله".
وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، يرى يسخاروف أن الوريث المحتمل لنصر الله هو ابن خالته هاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله)، أو محمد يزبك (رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله)، أو غيرهما.
ورغم أن الكاتب يؤكد أن إيران ستتمكن في نهاية المطاف من تعيين بديل لحسن نصر الله، وعلى عكس حادثة موسوي في عام 1992، فإن اغتيال مثل هذه الشخصية المهمة والمركزية والكاريزمية سيترك فراغا كبيرا في التنظيم ولبنان، وسيؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على حزب الله والخريطة السياسية في الشرق الأوسط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لحزب الله نصر الله حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
يوماً تلو الآخر تزداد الأوضاع سخونة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسط شكوك بشأن إمكانية صمود هدنة هشة أنهت حرباً استمرت أكثر من 14 شهرا بين إسرائيل وحزب الله.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، تطلق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، التي لم تتأخر هي الأخرى في الرد بقصف استهدف عدة مناطق في جنوب لبنان في المرة الأولى، ووصل إلى العاصمة بيروت في المرة الثانية.
Israel Orders Residents in Neighborhood Near Beirut to Evacuate - The command for people to leave parts of the suburbs south of the Lebanese capital where Hezbollah holds sway is the first since a cease-fire went into effect in November. via @nytimes:https://t.co/hKesWCETRZ
— ???????? Viking Resistance HQ ???????? (@VikingFBR) March 28, 2025 اتفاق هشوهذه هي المرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، التي يشن فيها الجيش الإسرائيلي غارات جوية على الضواحي الجنوبية لبيروت، فيما اعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "نهاية لأشهر من الهدوء المتوتر في العاصمة اللبنانية" تثير مخاوف من تصعيد جديد.
وكما هو الحال مع واقعة السبت الماضي، نفى حزب الله اللبناني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، واعتبرها "جزءً من محاولة مشبوهة لاختلاق الذرائع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان"، قائلاً إنه "يحترم" اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهته، قال الجيش اللبناني إنه يحقق فيما جرى لمعرفة الجهة التي تقف وراء ذلك، لتثار العديد من التساؤلات بشأن المستفيد من وراء إعادة التوتر إلى هذه الجبهة وما إذا كان هناك من يسعى إلى توريط الدولة اللبنانية.
ووفقاً لخبراء، فإن حزب الله، الذي يكافح للتعافي من الصراع المدمر مع إسرائيل، ليست لديه رغبة كبيرة في المخاطرة بإشعال الصراع من جديد، حسبما نقلت "نيويورك تايمز"، التي ألقت الضوء على احتفاظ جماعات فلسطينية مسلحة، مثل حماس، بوجود كبير في لبنان، وعملها في الغالب من مخيمات اللاجئين هناك منذ عقود.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه خلال الحرب على غزة، أطلقت هذه الجماعات صواريخ من لبنان على شمال إسرائيل بشكل متقطع من لبنان.
واستدعت الصحيفة مشهد انخراط حزب الله في الحرب تضامناً مع غزة بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023 والذي بدأ بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على المواقع الإسرائيلية وتصاعد إلى حرب شاملة واجتياح بري إسرائيلي قبل أن يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار.
ووصفت "الصحيفة" هذا الصراع بأنه الأعنف والأكثر دموية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً في البلاد والتي انتهت عام 1990.
Israel carried out its first major airstrike on Beirut's southern suburbs in months, retaliating for an earlier rocket launch from Lebanon in the most serious test of a shaky-ceasefire deal agreed in November https://t.co/wFUrfcRJKb pic.twitter.com/AHa7QEcF4c
— Reuters (@Reuters) March 28, 2025 انتهاك الاتفاقوركز موقع "المونتيور" الإخباري على كون استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة هو الأول من نوعه منذ إبرام الهدنة، مشيراً إلى مواصلة إسرائيل شن الغارات الجوية المميتة في كثير من الأحيان على جنوب وشرق لبنان منذ وقف إطلاق النار، بدعوى استهداف مواقع عسكرية لحزب الله تنتهك الاتفاق.
ولم تختلف مبررات إسرائيل هذه المرة، فقالت إن هجومها استهدف "موقعاً تستخدمه الوحدة الجوية (127) التابعة لحزب الله لتخزين الطائرات بدون طيار في منطقة الضاحية" التي تعتبر معقلاً رئيسياً لحزب الله في جنوب بيروت، والتي قصفتها إسرائيل بكثافة خلال حربها مع الحزب العام الماضي، بحسب الموقع.
وبعد توجيه إسرائيل إنذار شديد اللهجة للحكومة اللبنانية، محملة إياها مسؤولية ضبط الأمن وفرض تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار "وإلا سنفرضه نحن"، أمر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، قوات الأمن في بلاده بسرعة ضبط المسؤولين عن إطلاق الصواريخ، واصفاً ذلك بأنه أمر "غير مسؤول" ويشكل تهديداً "لاستقرار لبنان وأمنه".
ويرى مراقبون أن تطورات الساعات الأخيرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تعيد إلى الواجهة قضية شائكة بالنسبة للحكومة اللبنانية، وهي السلاح الخارج عن القانون وكيفية معالجة هذه المعضلة التي لطالما شددت حكومة بيروت على موقفها منها، وهو حصر السلاح بيد الدولة، حتى لا تكون رهينة افتعال أي إشكالات، تعرض أمن الدولة للخطر والتهديدات.
كما تحمل تلك التطورات في طياتها الكثير من المخاطر التي تحدق بالمنطقة في ظل تشابك المواقف واستئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة، والغموض الذي يكتنف مصير الرهائن الذين تحتجزهم الحركات المسلحة الفلسطينية في القطاع.
وتتزامن هذه المستجدات والتساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان، مع تطورات لافتة تمثلت في تزايد الضغوط على حركة حماس للخروج من المشهد، والتي لم تقف عند حد كونها مواقف دولية بهدف التوصل إلى وقف دائم للحرب في غزة، بل تعدت ذلك إلى موقف شعبي نادر تجسد في خروج مظاهرات في القطاع تطالب بذلك كسبيل لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين.