حماة-سانا

يعد التراث والتاريخ السوري فصلاً أساسياً من تاريخ البشرية، ولا سيما أن سورية كانت مركزاً لأقدم الحضارات التي أغنت الإنسانية بتراث قل نظيره في العالم.

وتعتبر محافظة حماة من أقدم المدن الأثرية والغنية بتراثها المادي واللا مادي، حيث ترجع إلى الألف السادس قبل الميلاد، وتضم المئات من الآثار المسجلة على لائحة التراث الوطني، إضافة إلى درة آثار حماة المتمثلة بمدينة أفاميا الأثرية.

ونجد مواقع عديدة في محافظة حماة تعود لفترات استيطان الإنسان الأول وخصوصاً في خطاب ومحردة واللطامنة، حسب الباحث في التراث الحموي المهندس مجد حجازي الذي تحدث عن بقايا المدن القديمة المنتشرة في المحافظة منها أفاميا وشيزر وقصر ابن وردان وقلعة مصياف وغيرها الكثير.

وبين أن الحرب التي شهدتها سورية ألقت بظلالها على جميع مفاصل الحياة وتأثر قطاع التراث والآثار بشكل كبير، وأن الاستهداف الممنهج للتراث السوري كانت الغاية منه طمس الهوية السورية، كما أن الزلزال الأخير الذي ضرب بعض المحافظات ومنها حماة أثر بشكل كبير على كثير من المواقع التي تحتاج للتأهيل من جديد.

وأوضح أن التراث بشقيه المادي يشمل المواقع والأبنية والمدن الأثرية، والتراث اللا مادي يشمل الصناعات التقليدية والحرف الأصيلة الموجودة، إضافة إلى التراث الشفوي كالعادات والتقاليد التراثية المنتشرة في مختلف المناطق.

ولفت حجازي إلى ضرورة سعي المؤسسات الثقافية الرسمية والجهات الأهلية المجتمعية لتنمية الوعي بأهمية التراث الثقافي الأثري وترسيخ ارتباط الفرد بآثار أجداده، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية تشكل دليلاً مادياً اجتماعياً على وجود شعب متجذر ومتأصل الهوية والانتماء فهي ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

ومن خلال ندوة تراثية تمت الإضاءة على التراث اللامادي في محافظة حماة، وذلك في قاعة المحاضرات بمديرية الثقافة، حيث تحدثت الباحثة رشا برهوم من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية عن التراث اللا مادي لمحافظة حماة، مستعرضة مجالاته المتنوعة التي تتميز فيها المحافظة سواء من الحرف التقليدية والممارسات الاجتماعية والدينية، أو الأدوات التراثية وفنون وأشكال العروض، وممارسات التعبير الشفهي.

وأشارت الباحثة إلى الوضع الراهن الذي تتأثر فيه محافظة حماة كجزء من سورية بالتراث الثقافي اللا مادي من ناحية الوضع الاقتصادي والتغير الديمغرافي وضعف التسويق والترويج.

وأكد مدير مؤسسة أرض الشام المنظمة لسلسلة ندوات تراثية باسل الدنيا أهمية العمل التشاركي ضمن خطة ممنهجة على موضوع الهوية الثقافية السورية، والانطلاق إلى المحافظات التي طالتها الحرب، وأثرت على تراثها الثقافي المادي واللا مادي، لافتاً إلى أن هدف المؤسسة مع وزارة الثقافة التأكيد على الانتماء والهوية السورية، لبحث تأثيرات الحرب على التراث الثقافي وكيفية معالجته والرؤى المستقبلية للحفاظ عليه.

وتطرق الباحث الدكتور حسام غازي إلى أهمية المواقع الأثرية في محافظة حماة التي يبلغ عددها 293 موقعاً مسجلاً على اللائحة الوطنية، مشيراً إلى الأضرار التي تعرضت لها تلك المواقع خلال سنوات الأزمة بفعل الإرهاب، وخاصة مدينة أفاميا الأثرية ومتحف أفاميا وقلعة المضيق وقصر ابن وردان ونواعير حماة، وكذلك التلال الأثرية في منطقة السلمية ومحردة وسهل الغاب.

كما عرج إلى الأضرار التي تعرضت لها بعض المواقع بسبب كارثة الزلزال، وخاصة نواعير حماة وبعض المواقع الأثرية في المدينة، وعرض تقييم للواقع الراهن للتراث الثقافي المادي في محافظة حماة مع الإشارة لأبرز التحديات وكيفية معالجتها.

سهاد حسن

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

المطالبة بإنشاء هيئة للتراث اللامادي تابعة للآثار والثقافة

تحت عنوان "التراث الثقافي غير المادي- جسر للحوار بين الثقافات"، وبالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، افتتحت يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، والدكتورة نوريا سانز مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، معرضًا للصور الفوتوغرافية للتراث غير المادي، وذلك بصالة المعارض المؤقتة بالمتحف المصري بالتحرير.

فى اليوم العالمى للسياحة.. خبير آثار يكشف عن 6 مجمعات أديان بمصر خبير آثار يطالب بحذف اسم مصطفى وزيري من البرديات التي كشفتها بعثته الأثرية

وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة  أن لمصر 8 ممتلكات تراث لامادى مسجلة باليونسكو وهى السيرة الهلالية أدرجت عام 2008 تراث لامادى وهى مسلسل مصرى تاريخى من ثلاثة أجزاء يحكى تغريبة بنى هلال من خلال قصة أبو زيد الهلالى منذ ولادته إلى وفاتة حيث يبدأ المسلسل فى نجد وينتهى فى تونس، وقد أذيع الجزء الأول منه عام 1997، والجزء الثانى عام1998، والثالث 2001، وقام بتجميعها الشاعر عبد الرحمن الأبنودى.

 

ولعبة التحطيب أدرجت عام 2016 تراث لامادى وهى من أقدم الفنون المصرية، والتى بدأت من جدران المعابد المصرية ووصلت لأروقة اليونسكو الذى اعتمدها كعنصر أصيل من التراث غير المادى بمصر وهى لعبة لها قواعد وأصول، فعلى حائط معبد الكرنك بالأقصر لوحة منقوشة تمثل الإله حورس و هو يعلم الملك أمنحتب الثالث " 1448.

 

وأوضح الدكتور ريحان أن الأراجوز أدرج عام 2018 تراث لامادى وهو شكل من أشكال عروض الدمى المسرحية التقليدية فى مصر وتعتمد هذه العروض على استخدام دمية يدوية تقليدية تعرف فى مصر باسم "عروسة الأراجوز"، وقد استمد هذا النوع من العروض المسرحية اسمه من هذه الدمية أو "العروسة" التى تعتبر العنصر الرئيسي فيه.

 

وأدرج النسيج اليدوى المصرى عام 2020 في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي.

 

ولفت الدكتور ريحان إلى أن إتفاقية حماية وصون التراث غير المادى 2003 دخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة منها مصر، ويقصد بالتراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانًا الأفراد جزءًا من تراثهم .

 

 

وطبقًا للمادة 13 من الاتفاقية يطالب الدكتور ريحان بإنشاء هيئة تابعة لوزارة الثقافة خاصة بالتراث اللامادى تضع خطة استثمار التراث اللامادى المسجل بالفعل وإعداد ملفات أخرى لتسجيلها ممتلكات تراث لامادى لما تمتلكه مصر من تنوع فريد فى الفنون التراثية التى تستحق التسجيل مثل فنون النوبة وسيناء، وتنوع فى المنتج التراثى المتفرد مثل الخيامية والنحاسين ومنتجات الجريد وسعف النخيل ومنتجات القرى التراثية المتفرّدة وصناعة البردى هذا علاوة على الأكلات المرتبطة بالبيئة والشعب المصرى مثل أنواع الخبز النادرة مثل العيش الشمسى بالصعيد والمرحرح بالدلتا والفطير المشلتت فى الدلتا وقد اشتهرت به المنوفية .

 

وكذلك تميز مصر بأكلات معينة مثل الكشرى والطعمية وأكلات خاصة فى رمضان مثل الكنافة وأم على والقطايف ومشروبات خاصة يحرص عليها الزوار الأجانب مع المصريين وكل العرب فى الخيمة الرمضانية وهى العرق سوس والتمر والخروب.

وبالتالى فالبيئة والمجتمع المصرى يمتلك مفردات تراثية لامادية متفردة باقية وسليمة حتى الآن يمكن تسجيلها على القائمة التمثيلية وأخرى يغشى عليها من الاندثار يمكن تسجيلها على قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل مثل الصناعات التراثية كالخيامية والنحاسين والمنتجات من الجريد والسعف خاصة مع وجود عيدًا خاص بمصر وهو أحد الشعانين أو حد السعف يكون فيه السعف البطل التراثى وسلطان الاحتفال.

مقالات مشابهة

  • «الشارقة للتراث» يحتفي باليوم العالمي للقهوة
  • هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تختتم ورشة “التعريف بالتراث الثقافي غير المادي” بالتعاون مع هيئة التراث
  • وزارة الثقافة تطلق مشروع توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي في الأحساء
  • التراث العُماني غير المادي ودوره في تعزيز الهوية لدى الناشئة
  • المطالبة بإنشاء هيئة للتراث اللامادي تابعة للآثار والثقافة
  • مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت
  • بالتعاون مع اليونسكو… المتحف المصري بالتحرير يفتتح معرضًا للتراث المصري غير المادي
  • افتتاح معرض مؤقت عن التراث غير المادي بالمتحف المصري
  • افتتاح معرض مؤقت عن التراث غير المادي بالمتحف المصري بالتحرير -تفاصيل
  • الكوادر العمانية تستثمر في إدارة المواقع الأثرية .. حصن جبرين أنموذجا