ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم أمس الجمعة، لكنها لا تزال على مسار تسجيل خسائر أسبوعية، حيث قام المستثمرون بموازنة التوقعات المتعلقة بزيادة الإنتاج من ليبيا ودول أخرى في تحالف أوبك بلس مقابل إجراءات التحفيز الاقتصادي من الصين.

من جانبه، توقف الذهب في رحلته الصعودية لكنه لا يزال في طريقه لتحقيق أفضل أداء فصلي منذ الربع الأول من 2016.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنهاية تعاملات الجمعة بمقدار 38 سنتا، أو 0.53%، لتصل إلى 71.89 دولارا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 51 سنتا، أو 0.75%، لتصل إلى 68.18 دولارا للبرميل.

ورغم الارتفاع الذي شهدته الأسعار يوم الجمعة، فإن خام برنت لا يزال منخفضا بنحو 3% لهذا الأسبوع، في حين يتجه الخام الأميركي نحو خسارة تبلغ حوالي 5%.

ويأتي هذا الارتفاع الطفيف في ظل قيام البنك المركزي الصيني بخفض أسعار الفائدة وضخ السيولة في نظامه المصرفي، بهدف الوصول إلى هدف النمو الاقتصادي البالغ حوالي 5% لهذا العام.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تدابير مالية إضافية قبل بدء موسم العطلات في الصين في 1 أكتوبر/تشرين الأول.

صادرات النفط الليبية هبطت إلى 400 ألف برميل يوميا هذا الشهر بعد أن كانت تتجاوز مليون برميل (رويترز) أوبك بلس والإنتاج

وتخطط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، المعروفون باسم أوبك بلس، للاستمرار في زيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا بدءًا من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

يأتي ذلك بعد تقرير من صحيفة "فايننشال تايمز" يشير إلى أن السعودية تسعى لزيادة الإنتاج لاستعادة حصتها في السوق، متخلية عن هدف سعر النفط البالغ 100 دولار للبرميل.

وقد نفت السعودية مرارا تحديد أي هدف معين لسعر النفط، وأكدت مصادر من أوبك بلس أن زيادة الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول لا تمثل تغييرا جوهريا في السياسة الحالية.

كما كانت ليبيا محور اهتمام في إنتاج النفط، فقد وقعت وفود من الهيئات التشريعية المتنافسة في ليبيا اتفاقا يوم الخميس لحل الأزمة بشأن قيادة البنك المركزي للبلاد، وهو نزاع أدى إلى انخفاض حاد في صادرات النفط.

وهبطت صادرات النفط الليبية إلى 400 ألف برميل يوميا هذا الشهر بعد أن كانت تتجاوز مليون برميل يوميا في الشهر السابق، ومن المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في استقرار الإنتاج.

توترات جيوسياسية تقلق الأسواق

وتستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير على أسعار النفط، حيث أدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الهجمات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات تُظهر أن إسرائيل "لا تهتم" بالجهود المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار.

وتزيد هذه التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط والمتمثلة باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان واحتمال توسع الأزمة مع إعلان إسرائيل من تمكنها من قتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وهو ما قد يؤدي لتعطل الإمدادات النفطية من منطقة غنية بالطاقة.

الذهب حقق مستويات قياسية متتالية بعد خفض الاحتياطي الفدرالي الأميركي لأسعار الفائدة (الفرنسية) الذهب القوي

وفي الوقت نفسه، توقفت رحلة الذهب القياسية يوم الجمعة لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق أفضل أداء فصلي منذ الربع الأول من عام 2016. وانخفض سعر الذهب الفوري الجمعة بنسبة 0.1% ليصل إلى 2666.50 دولارا للأوقية.

وهو أقل بقليل من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2685.42 دولارًا الذي تم تسجيله في الجلسة السابقة. وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.2% لتصل إلى 2688.90 دولارًا للأوقية.

وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 29% حتى الآن هذا العام، وحققت مستويات قياسية متتالية بعد خفض الاحتياطي الفدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وإعلان الصين عن إجراءات تحفيز في وقت سابق من هذا الأسبوع.

كما ارتفعت أسعار الفضة متتبعة اتجاه الذهب، رغم تحذير المحللين من أن هذا الارتفاع قد لا يستمر.

وتراجعت الفضة الجمعة بنسبة 0.1% إلى 31.98 دولارًا للأوقية، بعد أن بلغت أعلى مستوى لها منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 عند 32.71 دولارا يوم الخميس، مسجلةً ثالث مكاسب أسبوعية على التوالي.

أداء متباين للمعادن الثمينة الأخرى

ومن بين المعادن الثمينة الأخرى، ارتفع الجمعة البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1012.40 دولارا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1.5% ليصل إلى 1031.75 دولارا .

ومع استمرار الأسواق في التنقل بين تدابير التحفيز الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية وتغير ديناميكيات الإنتاج، يراقب المستثمرون عن كثب هذه التقلبات في كل من أسواق النفط والمعادن الثمينة لرصد اتجاهات المستقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

سعر النفط يواصل الهبوط بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف الركود

واصلت أسعار النفط انخفاضها الإثنين، حيث تراجعت بنسبة 3٪ نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف من ركود اقتصادي قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على الخام، في الوقت الذي يستعد فيه تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج.

سجل كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط (WTI) أدنى مستوياتهما منذ أبريل 2021.

بحلول الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، انخفضت عقود برنت الآجلة بمقدار 1.94 دولار، أي بنسبة 3٪، لتصل إلى 63.64 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 1.94 دولار أو 3.1٪ لتصل إلى 60.05 دولارًا.

شهد النفط يوم الجمعة الماضي انخفاضًا حادًا بنسبة 7٪ بعدما رفعت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، مما صعّد الحرب التجارية وأدى بالمستثمرين إلى تسعير احتمالية أكبر لحدوث ركود اقتصادي. الأسبوع الماضي، خسر برنت 10.9٪ وWTI خسر 10.6٪.

وقال هاري تشيلينغيريان من مجموعة « أونيكس كابيتال »: « لا تزال حالة عدم اليقين بشأن السياسات الجمركية قائمة بشدة. العديد من بنوك وول ستريت خفضت توقعاتها الاقتصادية، ورفعت احتمالية حدوث ركود بشكل كبير. وهذا ما يؤثر على المعنويات في السوق. »

توقعات الركود وتأثيرها على أسعار النفط

توقعت غولدمان ساكس الإثنين، احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة بنسبة 45٪ خلال 12 شهرًا، وخفّضت توقعاتها لأسعار النفط.

كما خفّضت سيتي بنك توقعاتها لبرنت، بينما أعلنت جي بي مورغان الأسبوع الماضي أنها ترى احتمالية 60٪ لحدوث ركود في الولايات المتحدة وعلى المستوى العالمي.

من جانبها، أعلنت السعودية يوم الأحد عن خفض حاد في أسعار النفط الخام للمشترين الآسيويين، لتصل أسعار مايو إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر.

وقال محلل الأسواق في PVM، توماس فارغا: »هذا يعكس قناعة بأن الرسوم الجمركية ستؤثر على الطلب على النفط. السعوديون، مثلهم مثل الجميع، يتوقعون تأثر توازن العرض والطلب، مما اضطرهم إلى خفض أسعار البيع الرسمية. »

أوبك+ يسرّع وتيرة زيادة الإنتاج

هزّت الأسواق العالمية بعد إعلان أوبك+ تسريع خطط إنهاء تخفيضات الإنتاج، حيث يخطط التحالف الآن لإعادة 411,000 برميل يوميًا إلى السوق في مايو، مقارنة بالخطة السابقة التي كانت تستهدف فقط 135,000 برميل يوميًا.

وقالت سوغاندا ساشديفا، مؤسسة شركة الأبحاث SS WealthStreet ومقرها نيودلهي: « هذه الزيادة المحتملة في الإمدادات، بعد عامين من التخفيضات، تمثل تحولًا كبيرًا في ديناميكيات السوق وتشكل ضغطًا كبيرًا على الأسعار. »

كما شدد وزراء أوبك+ خلال عطلة نهاية الأسبوع على ضرورة الالتزام الكامل بحصص الإنتاج، وطالبوا الدول التي أنتجت أكثر من حصتها بتقديم خطط تعويضية قبل 15 أبريل.

التوترات التجارية تعمّق المخاوف

ردًا على الرسوم الجمركية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلنت الصين يوم الجمعة فرض رسوم إضافية بنسبة 34٪ على السلع الأمريكية، مما أكد مخاوف المستثمرين من أن حربًا تجارية عالمية شاملة قد بدأت.

ورغم أن واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة استُثنيت من الرسوم الأمريكية، فإن هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وإبطاء النمو، وتفاقم الخلافات التجارية، وهو ما قد يُضعف أسعار النفط أكثر.

وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الجمعة إن الرسوم الجديدة التي فرضها ترامب جاءت « أكبر من المتوقع »، مضيفًا أن التداعيات الاقتصادية « ستكون كذلك ».

وفي الوقت نفسه، تشير بيانات شركة LSEG للأبحاث النفطية إلى ضعف في الطلب الآسيوي على الخام خلال الربع الأول من العام، حيث انخفضت واردات النفط إلى المنطقة.

عن (رويترز)

كلمات دلالية أسعار أسواق المغرب نفط

مقالات مشابهة

  • الذهب والنفط يواصلان الهبوط بسبب تصاعد الحرب التجارية
  • انهيار أسواق الشرق الأوسط تحت وطأة الرسوم الأمريكية وهبوط أسعار النفط
  • النفط يتراجع تحت وطأة التوترات التجارية والمخاوف الاقتصادية
  • سعر النفط يواصل الهبوط بسبب تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف الركود
  • الذهب يهبط لأدنى مستوى له في 3 أسابيع والنفط يواصل خسائره
  • النفط الأميركي يهبط إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2021
  • وسط التوترات التجارية بين «واشنطن وبكين».. كيف أصبحت أسعار «النفط والذهب»؟
  • وسط تصاعد التوترات التجارية… تراجع أسعار النفط بأكثر من 3%
  • النفط يواصل خسائره وسط تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين ومخاوف الركود
  • النفط يسجل أكبر خسارة أسبوعية متأثرا برسوم ترامب ورد الصين