عربي21:
2025-01-19@00:13:08 GMT

إنه سرطان لنتحمل الخبر الصادم

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

نفزع بآمالنا إلى الكذب لقد وصلنا مرحلة إغلاق الأجهزة حتى لا نتثبت من خبر صحيح. لم يولد الطوفان فينا قوة تكفي لنوسعه خارج غزة. مقعد المتفرج مريح والدعاء على السجادة يسقط عنا الواجب الأصلي. حقيقة بقاء غزة وحدها تقترب. سنغلق الأجهزة ونتدبر أدعية جديدة وننغمس في الخبز الذليل. ألم نكبر بما يكفي لنقدر قيمة الحرية وندافع عنها؟

نعيد ترتيب كراساتنا الفكرية حول روح الشعب وطبيعة النخب يمكننا ممارسة جيمناستيك فكري بكلمات كبيرة مبهرة.

لكن هذا لا يغير الحقائق على الأرض لنبدأ من تونس فلغزة رب يحميها وهذه آخر جملة مؤمنة.

انتظرنا أن نكتب هذه الورقة حتى ينظر في تعديل القانون الانتخابي في تونس. وكنا نقول لن تصل قلة الحياء والوقاحة إلى هذا الحد من العبث. لقد وصلت وصحت الظنون التي كنا نؤجل تصديقها.(تكتيك إغلاق الأجهزة للهروب من الخبر).

أجهضت انتخابات تونس قبل خوضها واتضحت النتيجة ولن نجازف بتوقعات حول ما يليها فالحرية ليست قيمة مشتركة عند التونسيين. بعض التفصيل قد يفيد قارئا عابرا.

فضيحة قانونية وعار أبدي

كان التحكيم في النزاعات الانتخابية منذ الاستقلال يتم من قبل المحكمة الإدارية ولأنه لم تكن هناك نزاعات انتخابية في زمن الرئيس الملك والبرلمان ذي اللون الواحد فإن المسألة كانت مجهولة عند الجمهور الواسع المشغول بالخبز. بعد الثورة تعلمنا اختصاصات المحاكم وفهمنا الفرق بين نزاع عدلي ونزاع انتخابي حتى صار هذا النقاش يجري في مقاهي العامة حول طاولات لعب الورق. بركات الثورة.

نعرف يقينا والمنقلب يعرف أكثر منا أن النخب الصاخبة في الافتراضي ليس لها جمهور تحركه. حوانيت صغيرة في العاصمة تجلس في مكاتب مرفهة أو صالونات تتجادل في شكل البيضة أغلبها لا يزال يفرك يديه سعيدا بتفكيك الحزب الوحيد الذي له جمهور يمكن تحريكه.لم يغير الانقلاب خريطة التقاضي حتى وقفت المحكمة الإدارية ضد الهيئة الانتخابية وأسقطت قراراتها المتعلقة بإقصاء مرشحين. عدد من القضاة واجهوا الضغوط وتمسكوا بضمائرهم. لم يرق ذلك للمنقلب وهيئته. فقدم إلى برلمانه تعديلا يحيل بمقتضاه التحكيم في النزاع الانتخابي إلى القضاء العدلي. وقد تم تمرير التعديل بشبه إجماع (102 ضد 14). انتبهنا إلى فقرة جديدة في الدرس القانوني. لا يمكن تعديل القانون الانتخابي في سنة الانتخابات وتفطنا إلى هذا النص كوني استوردناه من قوانين الغرب الثابتة. لا ضير فكل شكل الدولة وتراتيبها مستوردة كانت لنا في مجتمعاتنا الريفية شيء يشبه هذا الاتفاق النبيل (الاتفاق يكون في الحرث وليس في الحصاد).

لا ثقافتنا وأخلاقنا البدوية صمدت ولا القوانين الوضعية المنسوخة. نحن نواجه حالة من العبث بالقانون بواسطة مؤسسات الدولة الشكلية نفسها. لفائدة شخص علمنا احترام القانون قبل أن يتحول إلى أكبر عابث به فنحن اضطررننا إلى إجراء مقارنات مع بن علي نفسه. كان مستوليا اغتصب بلدا وشعبا لكنه أبقى على احترام الأشكال. أما هذا فسرطان فاش.

رفض نتيجة الصندوق قبل فتحه

إحالة النظر إلى القضاء العدلي دون الإداري مكشوفة غايتها. لم يعد يمكن إلغاء الانتخابات لكن وجب ضمان نتيجتها للمنقلب على القانون والقضاء والمنطق.

يذهب الناس للتصويت للشخص الأخير الذي يعد باحترام المؤسسات والقانون. ومهما كان العدد الذي سيصوت له سيطعن فيها بذريعة تمت تهيئتها/ تسبقتها أمام أعين الناخبين هذا المرشح مسجون بتهم تزييف تزكيات بما يجعل فوزه باطلا. ويقوم القضاء العدلي الذي نظفه المنقلب من كل احتمالات الرفض بإلغاء أصوات الفائز وبطلانها فيكون المنقلب فائزا بقوة القضاء. الجميع الآن يقول ذلك ويراه عاريا ويتذكر رواية ماركيز عن قصة موت معلن. لقد تمسك الجميع ببصيص الأمل أن يرفض البرلمان التعديل ولكن كان ذلك أقرب إلى الدعاء بنصر غزة من فوق السجادة دون النزول إلى محاصرة سفارات العدو في الأقطار. أمل الكسالى العاجزين بل أمل الخانعين الكافرين بالحرية الهاربين من دفع أثمانها.

هل يجرؤ على فعل ذلك؟ هذه من جنس السؤال هل يعدل القانون الانتخابي في سنة الانتخابات. لقد فعل وسيفعل بلا حياء لماذا كل هذه القوة ضد المؤسسات؟ بسيطة أنه هو أو من يدفعه يفهم حقيقة الشارع ويستهين بها. هذه الشارع لا يخيف وبه عاهات أصلية كانت السبب الأصلي في الانقلاب لذلك يمضى قدما وقد يكون يضحك في خلوته ساخرا من الجعجعة في الافتراضي.

ثم ماذا بعد العبث؟

معجزة أو لا شيء ونرجح اللاشيء وقد تجرأنا مرات على فتح الأجهزة لتلقي الخبر المزعج. المعجزة هي اتفاق كل فرقاء السياسة المعارضين في الافتراضي للانقلاب والتصويت بكثافة كاسحة للسيد الزمال المرشح السجين مع يقين مسبق بإلغاء نتيجة الصندوق بالقضاء بما يحول إجماع التصويت إلى إجماع للدفاع عن النتيجة خارج القضاء وليس خارج القضاء إلا الشارع.

نفتح الأجهزة ونتلقى الخبر الميتاستاز. هذا الشارع لا يتفق أبدا. نعرف يقينا والمنقلب يعرف أكثر منا أن النخب الصاخبة في الافتراضي ليس لها جمهور تحركه. حوانيت صغيرة في العاصمة تجلس في مكاتب مرفهة أو صالونات تتجادل في شكل البيضة أغلبها لا يزال يفرك يديه سعيدا بتفكيك الحزب الوحيد الذي له جمهور يمكن تحريكه.

تقول الزعامات القائمة على حوانيت لقد تخلصنا من حزب النهضة وفككناه. في الأخير هذا الانقلاب ليس شرا كله. يقول بعض المراجعين ربما احتجنا جمهور النهضة الآن فنحن لا نملأ الشارع والشعب الكريم لا يسير وراءنا. فيكون الرد إذا اعتمدنا عليهم الآن سيفتكون الحكم لاحقا. سيكون ذلك إعادة إحياء ما أمتنا فكيف نقبل وقد تحررنا منهم؟.تقول الزعامات القائمة على حوانيت لقد تخلصنا من حزب النهضة وفككناه. في الأخير هذا الانقلاب ليس شرا كله. يقول بعض المراجعين ربما احتجنا جمهور النهضة الآن فنحن لا نملأ الشارع والشعب الكريم لا يسير وراءنا. فيكون الرد إذا اعتمدنا عليهم الآن سيفتكون الحكم لاحقا. سيكون ذلك إعادة إحياء ما أمتنا فكيف نقبل وقد تحررنا منهم؟.

المنقلب ومن معه ليسوا بعيدين عن هذه النقاشات لذلك يبنون عليها. التظاهر في الشارع بحجم ما رأينا محتمل ويمكن السماح له حتى بالتحرش بالأمن فالوضع تحت السيطرة بل يقدم صورة جميلة عن وضع ديمقراطي.

ما العمل يا عمي لينين؟

لا شيء يا شعبا قرأ كل كتب الثورات ولم يؤمن بالحرية. مفتاح كل الأبواب هنا. في درجة الإيمان بالحرية إيمانا يحفز على دفع أثمانها. لقد عشنا وشفنا بعض الشعب التونسي يتظاهر في الأحياء الراقية من أجل حماية حق الكلاب السائبة في الحياة ويفرض حمايتها من القتل لحفظ الصحة العامة لكنه يضحك شامتا في إسلامي سجن وتشرد أبناؤه وتحطمت أسرته. ومازلت تطالعنا دعوات للقتل والسحل والتشريد. وبعض الذين نزلوا الشارع منذ أسبوع كانوا يتقززون من ظهور بعض الإسلاميين معهم في المظاهرة ويتحرشون بهم.

لنجهز منذ الآن ومن أجل الخصوبة الافتراضية تلك الجمل الكبيرة عن تغيير هيئة الدولة والعبث بالقانون ونندد ونشجب ونستنكر ونشرب قهوتنا ونقول في أفضل حالات التفاؤل لتونس رب يحميها. سنناضل بالقانون فالشارع قد يعيد لنا (الخوانجية) وهذا خط أحمر. ستقاتل غزة وحدها فالجميع من حولها يعقد صفقات.لنفتح الأجهزة ونتحمل صدمة الحقيقة سرطان الكفر بالحرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تونس انتخابات السياسة تونس انتخابات سياسة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الافتراضی

إقرأ أيضاً:

بالفيديو .. الدحدوح يعلق بحرقة بعد إعلان الهدنة : كان بودي أن أكون بينكم لإعلان الخبر

سرايا - رصد - علق الصحفي وائل الدحدوح على اتفاق وقف إطلاق النار، وصفقة تبادل المحتجزين في قطاع غزة، بعد مرور أكثر من سنة و 3 أشهر على الحرب الشعواء التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

ونشر وائل الدحدوح فيديو على حسابه بفيسبوك: "كان بودي ان اكون بينكم لاعلان خبر التوصل الى قف اطلاق النار من بين خيام النزوح في قطاعنا الحبيب ، لكن لا بد من الاعتراف بان المشاعر ازاء هذا الامر مختلطة ، فالفرح على اشده»".

وجاءت هذه الكلمات القصيرة بعد دقائق معدودة من إعلان التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، برعاية مصرية قطرية أمريكية.

وواجه الصحفي وائل الدحدوح صعوبات قبل وقف إطلاق النار، حيث استشهد ابنه وبعدها استمر في العمل رغم صعوبة الوضع، إذ حرص على أن يستمر في العمل لعرض تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكشف الوجه القبيح لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبسبب الصعوبات الصحية التي واجهته، استضافته قطر على أراضيها من أجل تقديم العلاج له ودخل عبر الأراضي المصرية التي رحبت به وسهلت له الإجراءات.

أيام عصيبة على الدحدوح قبل وقف إطلاق النار
وائل الدحدوح هو فلسطيني من مواليد إبريل 1970، درس في غزة وعمل في الصحافة منذ تخرجه واعتقلته إسرائيل حيث قضى في سجونها 7 سنوات، وتعرض الدحدوح إلى أزمة إنسانية كبيرة بعد أن قتلت إسرائيل زوجته وابنه وابنته وحفيده.

وتاليا الفيديو عبر موقع سرايا:

بالفيديو..الدحدوح يعلق بحرقة بعد إعلان الهدنة : "كان بودي أن أكون بينكم لإعلان الخبر"#سرايا #غزة_تنتصر #الهدنة https://t.co/rxjtnTvQON pic.twitter.com/rFRBNtPMEl

— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) January 16, 2025

 





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 2982  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 16-01-2025 02:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
روسيا تعلن السماح للرجل المسلم بالزواج من أربع نساء روسيات .. تفاصيل مصري تزوج 3 فتيات في يوم واحد! .. ما القصة؟ رؤوس حمير وبغال في مكب نفايات .. تثير غضب وهلع المغاربة خيبة أمل ملياردير: فشل عقار سحري يطيل العمر بعد تجربته 5 سنوات "عوضًا عن ضرب الزوجة بمشرط مزّق وجه الابنة... النائب العرموطي يعلق عبر "سرايا" على هفوة... المتحدث باسم الحوثيين يعلق على وقف إطلاق النار بغزة من فرض هدنة غزة؟ .. مستشار ترامب يرد مذكراً بعام 1981 جولة رعب ثانية في كاليفورنيا .. رياح قوية تؤجج... مناورات وأزمة خرائط .. تفاصيل مثيرة عن مفاوضات...نتنياهو: حماس تتراجع عن أجزاء من اتفاق وقف إطلاق النارفي جعبة ترامب حل قد يمنع حظر تيك توك .. ما هو؟جولة رعب ثانية في كاليفورنيا .. رياح قوية تؤجج...من فرض هدنة غزة؟ .. مستشار ترامب يرد مذكراً بعام 1981من جديد .. حرائق لوس أنجلوس تستعر جراء الرياح...ترامب سيرفع العقوبات عن إسرائيليين فور تنصيبهأبرز ما جاء في خطاب بايدن الوداعيتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة باسم ياخور يفجر زوبعة .. "لن أعود لسوريا وما... أردني يشرف على كتابة أضخم مسلسل عربي تاريخي "من ألحان رامي صبري" .. شيرين تستعد... درة توجه رسالة لكل من هنأها بيوم ميلادها .. "... بسمة بوسيل تخوض تجربة مثيرة في سماء دبي-فيديو نائب رئيس نادي الحسين غيث المعاني لـ "سرايا": "نحن من أقطاب الكرة الأردنية .. ولا ندفع المال فوق الطاولة أو تحتها" منتخب النشامى يبدأ تدريباته في الدوحة عقد رونالدو الجديد .. أرقام خيالية ونسبة من أرباح النادي غوارديولا المُحبط مازال يرتدي خاتم الزواج إقامة قرعة بطولة العقبة الدولية الشاطئية لالتقاط الأوتاد متى أول أيام شهر رمضان؟ .. الأكثر بحثاً عبر المحركات 5 يورو .. مدرسة تفرض غرامة على التلاميذ المتأخرين عن الحصص تحذير عاجل من لعبة للكلاب قد تسبب "متلازمة المستذئب" حرائق لوس أنجلوس .. الأعلى تكلفة في التاريخ الحديث دسّت "أخطر مادة" في كعكعة حماتها .. وقتلت 3 من أفراد العائلة ألمانيا .. غرامة قدرها 5 يورو مقابل كل تأخر عن الدوام المدرسي أوهمها أنه براد بيت وسرق كل أموالها كيت ميدلتون تكشف أنها في مرحلة الشفاء من السرطان طبيب مصري يبتكر صمامات قلب طبيعية كيف يُصنع الفستان الرخيص من Shein؟

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • هؤلاء الأكثر عُرضة للإصابة بـ سرطان المثانة
  • الشنيف بعد تعادل النصر : يرفع الراية البيضاء من الدور الأول .. فيديو
  • للسائقين في بيروت.. إليكم هذا الخبر
  • إلى المرشحين للتطوّع بصفة ضباط إختصاصيين... هذا الخبر من قوى الأمن يهمّكم
  • 6 علامات تشير إلى احتمالية الإصابة بـ"السرطان الصامت"
  • سرطان الأمعاء بين الشباب.. أرقام مروعة تدق ناقوس الخطر
  • الأهالي يشكرون صدى البلد.. الأجهزة الأمنية تلقي القبض على المتهم بجريمة فيصل
  • بالفيديو .. الدحدوح يعلق بحرقة بعد إعلان الهدنة : كان بودي أن أكون بينكم لإعلان الخبر
  • رفض السفر بالطائرة فتم فصله من عمله.. القضاء ينصف باحثا إيطاليا ويحكم له بتعويض مالي
  • في شهر التوعية من سرطان عنق الرحم.. درهم وقاية خير من قنطار علاج