في يوم 28 سبتمبر 1970، ودعت الأمة العربية القائد الاستثنائي جمال عبد الناصر، وبصوت حزين أعلن الرئيس أنور السادات وفاة ناصر الذي قضى حياته في خدمة وطنه وأمته، مُعبِّرًا عن غصة في قلوب كل المصريين لفقدان رجلٍ كان رمزًا للكرامة العربية، وفي لقاء تلفزيوني سابق، تذكر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الرئيس عبد الناصر، مُلقيًا الضوء على جوانب شخصية للزعيم لا يعرفها الكثيرون.

اللحظات الأخيرة في حياة جمال عبد الناصر 

قبل النهاية بيوم واحد دارت مناقشة بين جمال عبد الناصر والكاتب الصحفي ووزير الإعلام آنذاك محمد حسين هيكل، رواها الأخير قائلًا:«كنا واقفين وفجأة قال هيروح البيت عشان تعبان وعايز يشوف الأولاد، ويقعد معاهم، وخرجنا وغريبة أوي وقتها اتمشى في الجناح بتاعه قبل ما يروح لحد ما وصل الشرفة وأطل على النيل، وأنا لحقته ووقفت جمبه، وبعدين بيقولي دا أجمل منظر في الدنيا، وأنا بضحك معاه لم أكن جادا، قولت له دا منظر جميل جدًا بلا شك، لكن إن يقال أنه أجمل منظر في الدنيا دا محتاج مناقشة».

كان الإرهاق والتعب طاغيين على جمال عبد الناصر وقتها وبكلمات مؤثرة أبدى حبه الذي لم ينته لمصر، وتابع «هيكل» عن الحديث الأخير« مكنش شايف منظر أحلى من النيل وقالي مفتكرش في مكان أجمل من أنك تطل على النيل بالاتساع دا، وبعد ما خلص كلامنا روح البيت، وأنا فضلت لحضور اجتماع لجنة المتابعة بعد المؤتمر اللي حضره الوزراء، وبعد ما خلص انصرفت إلى بيتي، وجالي اتصال من السفير البريطاني لديه رسالة من رئيس الوزراء متعلقة برهائن بريطانيين، موجودين في الأردن والسفير حريص على إن الرسالة توصل للرئيس».

بعد مكالمة السفير البريطاني لـ «هيكل»، اتصل «هيكل» بمكتب الرئيس جمال عبد الناصر للتأكد من أنه لم ينم بعد وكان الوقت متأخرًا، موضحًا:«بليل اتصلت بمكتب الرئيس علشان اتأكد إنه صاحي لإنه كان مرهق وهو قاعد معايا الصبح وبيتنفس الصعداء، كلمت السيد سامي شرف قالي نور غرفة نوم الرئيس لسا مطفي حالا، قولت إنه لسا صاحي اتصلت بيه، واعتذرت له اني بتصل بليل، أبدى رأيه بشأن طلب السفير البريطاني وقالي هيكلمني الصبح، واتصل الصبح قالي إنه قايم تعبان».

يوم الوفاة ودع الرئيس عبد الناصر ضيوفه من الملوك والأمراء وعاد لبيته، وكان أبنائه مجتمعين، إذ قالت هدى جمال عبد الناصر، في لقاء سابق مع منى الشاذلي، قائلة:«مقعدتش على السفرة كان جاي تعبان من توديع الملوك والأمراء كان اخرهم أمير الكويت، دخ على أوضته قال أنا هخش ارتاح».

اللقاء الأخير حيث اشتد المرض

ومن جانبه قال الكاتب الراحل محمد حسين هيكل عن يوم وفاة الرئيس جمال عبد الناصر إنه اقترح عليه ألا يذهب للوداع ويرسل من ينوب عنه، لكن «ناصر» أصر على أن يتم وداع ضيوفه بنفسه، موضحا:«قالي لازم أروح اودع الملوك والرؤساء، ولا يليق يسافروا من غير ما اودعهم، وآخر واحد هقابله هو أمير الكويت، وبعدها هحط اقدامي في مياه وملح لأن ظهر إن الوصفات افضل كتير من الطب».

وأضاف «هيكل»:«تابعت مغادرة الضيوف وفي تمام الساعة 4 و 35 دقيقة، كلمني العقيد فؤاد عبد الحي وهو مساعد سكرتير الرئيس، وقالي إن السيدة قرينة الرئيس بلغت بعض الأشخاص بالحضور فورا إليه، وأنا دُعيت كما دُعي بعض الناس، العربية أخدت بالظبط 25 دقيقة، وكنت بفكر في الوقت دا وأنا في الطريق هو حصل حاجة؟ وكنت أعرف أن وضعه الصحي ليس على ما يرام، لكن معنوياته وإرادته وبنيانه الجسدي لا يوضح إن النهاية قريبة إلى هذا الحد كل ما خطر لي هو إن في مرض ممكن يسبب له العجز عن العمل».

أمام غرفة جمال عبد الناصر وقفت زوجته السيدة تحية وعيناها ممتلئتين بالدموع، وقال «هيكل»:«سألتها في إيه قالت الرئيس تعبان أوي، دخلت لقيته ممدد على سريره والأطباء بيحاولوا وفي 5 سبقوني، الفريق فوزي وبعديه علي صبري، وشعرواي جمعه وسامي شرف وانا وحسين شافعي والسيد أنور السادات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جمال عبد الناصر وفاة جمال عبد الناصر ناصر محمد حسين هيكل جمال عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

الشيخ عبد السلام المجيدي يروي حكايته مع القرآن وكيف ترك الطب من أجله

وبدأت علاقة المجيدي بالقرآن في سن صغيرة، وذلك عندما انتقل مع والده إلى المملكة العربية السعودية وهو في الخامسة من عمره حيث بدأ الحفظ وهو في الصف الثاني الابتدائي وختمه بعد عام وبضعة أشهر.

وعندما وصل الشيخ إلى الصف الأول الثانوي، قرر الذهاب لزيارة أمه في اليمن لكنه فوجئ بعد وصوله بأن جواز سفره مختوم بختم خروج بلا عودة. وهناك التحق بمدرسة القرآن الكريم في مدينة تعز.

وبعد تجاوزه اختبارات معينة، انتقل إلى دار القرآن في صنعاء، التي عاش في القسم الداخلي بها، حيث كان يدرس الثانوية العلمية صباحا وعلوم القرآن مساء.

وعندما وصل إلى الصف الثالث الثانوي، نصحه بعض زملائه وأساتذته في دار القرآن بالتفرغ للدراسة، حتى يتمكن من دخول كلية الطب التي كان يسعى لها، لكن الشيخ محمد بن إسماعيل النوري خالفهم الرأي.

ووفقا لحديث المجيدي، فقد نصحه الشيخ النوري بعدم ترك القرآن لأي سبب، لأن لزومه يساعد الإنسان على التفوق، ولا يحول بينهما كما يعتقد البعض.

وبالفعل، واصل المجيدي دراسة علوم القرآن إلى جانب دراسته الثانوية وحصل على المرتبة الأولى في الشهادة الثانوية، مما أهله للحصول على منحة لدراسة الطب في مصر.

وبينما كان المجيدي يستعد للسفر إلى القاهرة لدراسة الطب الذي كان حلما له، نصحه الشيخ عبد المجيد الزنداني بعدم ترك العلم الشرعي من أجل الطب، وحذره من أن هذا سيكون أول طريق لهجره علوم القرآن.

إعلان

وعلى هذا بدأ يستشير عددا من مشايخه ويطلب منهم العون لإقناع الشيخ الزنداني الذي رفض الفكرة تماما، وتمسك بأن يواصل المجيدي دراسة علم القرآن ليصبح رجلا صاحب باع فيه لاحقا.

2/3/2025

مقالات مشابهة

  • الشيخ عبد السلام المجيدي يروي حكايته مع القرآن وكيف ترك الطب من أجله
  • زائر للمسجد الحرام يروي قصة تعرضه لحادث حريق في محطة وقود .. فيديو
  • تفاصيل ظهور فرح الزاهد في حلقة اليوم من أهل الخطايا
  • إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي
  • «هنتحوز أمتى؟».. سؤال كتب السطر الأخير في حياة «نجلاء» على يد «مدحت»
  • مسلسلات رمضان 2025.. جمال سليمان يكشف تفاصيل دوره في «أهل الخطايا»
  • الميراث والكنز المدفون.. جمال سليمان يكشف تفاصيل دوره بمسلسل أهل الخطايا
  • مؤكداً الثبات على نصرة الشعب الفلسطيني.. الرئيس المشاط يبارك للأمة حلول شهر رمضان المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
  • بعد ساعات من “رسالة الوداع”.. تحول مفاجئ في موقف ليفربول من صلاح
  • رمضان 2025.. ميمي جمال تكشف تفاصيل شخصيتها في مسلسل الكابتن| خاص