سرايا - تقف منطقة الشرق الأوسط أمام سيناريوهات حادة بعد إعلان إسرائيل مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبدأت ردود الأفعال المتوقع اتخاذها من قبل الأطراف المعنية عقب التصعيد الأخير في لبنان.

عواقب عميقة لسنوات
وفي إشارة إلى خطورة المرحلة قال وزير الخارجية الأمريكي، ، إن الخيارات التي تتخذها الأطراف جميعها في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستتخذه المنطقة، وستكون لها عواقب عميقة لسنوات قادمة.



وأثار تعليق بلينكن تساؤلات بشأن الخيارات التي ستلجأ إليها إيران ردا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر حزب الله في بيروت، وكيف ستتعامل واشنطن مع التهديدات المستقبلية.

وفي مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح بلينكن أن واشنطن تعتقد أن السبيل للمضي قدما سيكون من خلال الدبلوماسية وليس الصراع، محذرا من استغلال الوضع لاستهداف أفراد أو مصالح أمريكية.

وأكد أن الولايات المتحدة "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها"، مضيفا أن هذه لحظة حرجة بالنسبة للشرق الأوسط والعالم، بحسب "رويترز".

إيران ستجبر على قبول شروط التهدئة إذا تأكد مقتل نصر الله

حنين غدار، معهد واشنطن

من جهتها، قالت الزميلة الأقدم في معهد واشنطن الأمريكي، حنين غدار، لـ موقع "الحرة"، أن مقتل نصر الله، إذا تم تأكيده، يعني أن الحزب خسر القيادة، وأن إيران ليس أمامها سوى خيار الموافقة على شروط التهدئة الأمريكية الفرنسية لوقف إطلاق النار.

وأشارت غدار إلى أن إيران ليس أمامها خيار آخر سوى هذا الحل، "فنصر الله كان الشخص الوحيد الذي رفض مبادرة وقف إطلاق النار، وبغيابه تكون إيران مجبرة على التسوية"، بحسب تعبيرها.

وذكرت أن أمام الولايات المتحدة "سيناريوهين"، الأول "خطير" والثاني "أهون"، بحسب تعبيرها.

وأوضحت أن واشنطن تأمل أن تختار طهران خيار عدم التصعيد؛ "لأن التصعيد سيجر الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حرب شاملة".

أما بشأن تبعات التصعيد في حال أصرت إيران على موقفها، فتقول غدار إن ذلك سيؤدي إلى "فتح أطراف عدة جبهات جديدة ضد إسرائيل من خلال تكثيف الحوثيين والميليشيات العراقية عملياتهما، وتصعيد مسلح لحزب الله في الجولان".

عواقب مدمرة
وفي هذا الإطار، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من "عواقب مدمرة" إذا دخلت إسرائيل في حرب شاملة مع "حزب الله".

وأضاف أوستن في حوار مع شبكة "سي إن إن" أن الخسائر البشرية "ستكون مساوية أو أكبر" من عدد الضحايا في غزة.

وقال إن "الحرب الشاملة بين لبنان وحزب الله وإسرائيل ستكون كارثية بالنسبة لكل من لبنان وإسرائيل. ومرة ​​أخرى، نتوقع أن نرى عددا من النازحين، وعددا من الضحايا مساويا أو أكبر مما رأيناه في غزة".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

سياسيون: الإمارات تمارس دوراً محورياً في خفض التصعيد بالمنطقة

نجحت الدبلوماسية الإماراتية في ترسيخ رؤيتها المتوازنة تجاه القضايا المحورية حول العالم مما عزز من مكانتها الدولية كواحدة من أهم الدول الداعمة للقوانين الدولية والقضايا الإنسانية، وأكد خبراء أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تأتي في هذا الإطار وتؤكد على الثقل الذي باتت تمثله الإمارات في المنطقة بوصفها شريكاً استراتيجياً في تعزيز سياسات حفظ الأمن والسلام حول العالم.

وأكد الدكتور باسل بشير، الباحث في الإجتماع السياسي، أن دولة الإمارات منذ التأسيس اتخذت من الدبلوماسية نهجاً ثابتاً في تحقيق رؤيتها وطموحاتها المستقبلية، وركزت في سياستها الخارجية والداخلية على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة، محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو المبدأ الذي صاغه وأرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبح أساساً لرؤية دولة الإمارات السياسية، وقيادتها القائمة على الحكمة والاعتدال واحترام الحقوق وحمايتها.

تحولاً نوعياً 

ولفت د.بشير أن "زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا التوقيت، تعد تحولاً نوعياً مضافاً لمسيرة خمسين عاماً من علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين البلدين".
وأشار إلى أن الزيارة تعكس رؤية مشتركة واضحة لدى قيادتي البلدين والرغبة الصادقة المتبادلة في تعزيز التعاون في المستويات كافة والإستثمار بالإمكانات المشتركة، ويؤكد عزم البلدين على مواصلة البناء والتنمية ودفعه لمزيد من ترسيخ المصالح والعلاقات الإستراتيجية في التنمية والأمن الإقليمي والدولي، وبخاصة في مجالات الأمن الغذائي العالمي، التكنولوجيا، الحلول الناجعة لأزمة المناخ، العلوم والابتكار فضلاً عن الإستثمار في الطاقة النظيفة والمجالات الحيوية الأخرى.

القوة الناعمة

من جانبه أكد غسان العمودي، المحلل والكاتب السياسي، أن الدبلوماسية تمثل أهم أدوات القوة الناعمة وبفضل تبني القيادة السياسية في دولة الإمارات رؤية ذات محددات وركائز واضحة لإدارة العلاقات مع العالم الخارجي صنفت دبلوماسيتها بالأنجح عالمياً، ولاشك أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة للولايات المتحدة الأمريكية في هذه ظروف الإستثنائية، تأتي نظراً لأهمية دور الدولة المحوري الذي تستطيع تحقيقه في المنطقة.

رأب الصدع 

وقال: "الزيارة تؤكد مكانة دولة الإمارات ودورها في رأب الصدع وخفض مستوى التوتر في المنطقة ودعم السلم والأمن الدوليين، وتوقيتها الذي تزامن مع عقد الدورة 79 للأمم المتحدة شكل فرصة لصناع القرار الالتقاء مع رئيس الدولة وبالتالي بلورة موقف تجاه الأحداث الدامية التي تمر بها المنطقة والعالم والتحديات التي تواجه المجتمع الدولي".

محور السلام العالمي 

وأضاف العمودي: "الإمارات وبفضل حكمة قادتها باتت مهيئة لقيادة محور السلام العالمي، نظراً لما قامت به تجاه دعم عجلة السلام وتعزيز لغة الحوار من جهة ودورها الإنساني والإغاثي الذي فرض احترام الجميع لها من جهة أخرى"، مؤكداً بأن الدبلوماسية الإماراتية باتت نموذج يحتذى به، وسبيل للخلاص من التطرف والعنف والعنصرية التي طالت الكثير من شعوب المنطقة والعالم، ويقيناً لن تألوا الدبلوماسية الإماراتية جهداً في تحقيق السلام والتعايش بين مختلف الأديان والمذاهب والعرقيات المختلفة".

 

شراكات استراتيجية 

ومن جانبه لفت الدكتور منير فياض، الكاتب والمحلل السياسي، أن "دولة الإمارات تسعى لبناء جسور التعاون مع الدول الكبرى من خلال الحوار والشراكات الاستراتيجية، وزيارة الشيخ محمد بن زايد للولايات المتحدة تأتي ضمن استراتيجيات الإمارات لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية عبر القوة الناعمة والدبلوماسية الفاعلة.، وهذه الزيارة تعكس حرص الدولة على مواكبة التطورات العالمية، ما يعزز من قدرتها على لعب دور محوري في القضايا الدولية، ويؤكد أن الدبلوماسية هي إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الإمارات في تعزيز مكانتها إقليماً ودولياً.


وقال: "تُركز الإمارات على تطوير أدوات قوتها الناعمة، من أجل متابعة أهدافها ومصالحها الدولية، وأطلقت "استراتيجية القوة الناعمة"، وأسست مجلساً وطنياً للقوة الناعمة عام 2017، كما أن المبدأ السادس من مبادئ الخمسين على "ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات"، والمبادئ الثمانية للسياسة الخارجية الإماراتية، تضمنت تعزيز القوة الناعمة للدولة لتحقيق أهدافها ومصالحها الوطنية."

مقالات مشابهة

  • سياسيون: الإمارات تمارس دوراً محورياً في خفض التصعيد بالمنطقة
  • واشنطن تتبرأ من استهداف نصر الله وتصدر توجيهات لقواتها بالمنطقة
  • واشنطن تتنصل من المشاركة بعملية استهداف نصر الله.. وتوجه تعليمات لقواتها في المنطقة
  • الدور الأمريكي الخفي في السودان- قراءة تحليلية
  • أميركا: واشنطن تحاول تجنب حرب أوسع نطاقا في المنطقة
  • باحث: التصعيد الحالي بين حزب الله وإسرائيل وصل إلى مرحلة خطيرة
  • حزب الاتحاد: التصعيد في لبنان يكشف حجم المخاطر التي تهدد المنطقة
  • رئيس حزب الاتحاد: التصعيد في لبنان يكشف حجم المخاطر التي تهدد المنطقة
  • بلينكن يدعو دول الخليج للضغط على إيران لوقف التصعيد في المنطقة