تحركات غامضة: الصراعات السرية على رئاسة البرلمان
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
28 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: تشهد الساحة السياسية العراقية صراعاً متجدداً حول منصب رئيس البرلمان، حيث تتكثف الجهود السياسية لحسم هذا الملف في ظل ضغوط متزايدة من الداخل والخارج بهدف إنهاء حالة الجمود التي تعرقل استكمال تشكيل الهيئات الدستورية في البلاد.
و تتوزع التحركات الحالية بين مشاورات سياسية تهدف إلى التوصل إلى توافق يرضي الأطراف المعنية، وتتخللها لقاءات واجتماعات متعددة بين القوى الرئيسية في الساحة السياسية العراقية فيما يسعى اللاعبون الرئيسيون إلى تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول توافقية لضمان انتخاب رئيس جديد للبرلمان يعزز من استقرار المؤسسات السياسية، خاصة في ظل الأزمة التي أدت إلى حالة انسداد سياسي وتعطل عملية اتخاذ القرارات الحاسمة.
و تحليل التحركات الأخيرة يكشف عن دور رئيسي لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي أبدى حرصه على جمع القوى السنية إلى طاولة واحدة.
تحركات المالكي تهدف إلى إزالة الخلافات بين الأطراف المختلفة، ولا سيما بين حزب “تقدم” بزعامة هيبت الحلبوسي والتحالفات السنية الأخرى.
وهذا الدور يعكس محاولته للبقاء كعنصر محوري في صياغة الحلول السياسية، مع تعاظم الضغط على الأطراف السنية لتقديم مرشح توافقي لرئاسة البرلمان.
في هذا السياق، يبدو أن حزب “تقدم” ما زال متمسكاً بترشيح أحد أعضائه، وهو ما قوبل بمقاومة من تحالفات سنية أخرى كالعزم والحزم والمبادرة، حيث يفضلون النائب سالم العيساوي للمنصب.
والخلافات تعكس حالة من الشقاق الداخلي داخل البيت السني، وهو ما يزيد من تعقيد مشهد انتخاب رئيس البرلمان الجديد ويجعل التوصل إلى حل وسط أمراً بعيد المنال.
من جهة أخرى، يرى رئيس كتلة تصميم النائب عامر الفايز أن الملف معقد بسبب الخلافات الشديدة بين القوى السنية، مشيراً إلى أن تلك الخلافات تسببت في توقف التدخلات من بقية القوى السياسية، فيما المواقف تشير إلى أن الحلول المقترحة لم تحظ بقبول واسع، مما جعل الملف أكثر تعقيداً وأدى إلى تأجيل حسمه، وهذا يعكس مستوى التحديات التي تواجه الأطراف المختلفة في سعيها للتوصل إلى اتفاق.
رئيس البرلمان المقال، محمد الحلبوسي، يبدو أنه لا يزال عنصراً معرقلاً للتوصل إلى اتفاق، مما أدى إلى وصول التفاهمات إلى طريق مسدود، خاصة في ظل الدعم الذي يقدمه الحلبوسي لاستمرار جلسات البرلمان تحت إدارة نائبه الأول.
والصراع حول رئاسة البرلمان يعكس أزمات أوسع تواجه النظام السياسي في العراق، حيث تتداخل المصالح الشخصية مع التحديات الوطنية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد الدولي: صراعات الشرق الأوسط ستترك “ندوبا دائمة”
31 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: قال صندوق النقد الدولي الخميس إن غزة ولبنان والسودان ستحتاج إلى عقود للتعافي من الصراعات الدائرة على أراضيها، بعد خفض توقعات النمو في المنطقة.
وأشار صندوق النقد إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وحزب الله في لبنان والحرب الأهلية في السودان سيكون لها آثار دائمة.
وأوضح في بيان صدر بمناسبة نشر تقريره الأخير عن المنطقة، أن “الأضرار الناجمة عن هذه الصراعات ستترك ندوبا دائمة في مراكزها لعقود”.
وخفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2,1 في المئة لعام 2024، بتراجع نسبته 0,6 في المئة عن توقعاته السابقة الصادرة في نيسان/أبريل، بسبب الحروب وخفض إنتاج النفط.
لكن النمو سيعود ويرتفع إلى 4% العام المقبل، وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي الاقتصادية الإقليمية التي تم تجميعها في أيلول/سبتمبر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts