نصر الله..قُتل في معقله "الحصين"
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
طوت غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول) 2024 على الضاحية الجنوبية لبيروت سجل زعيم حزب الله حسن نصر الله، إلى الأبد، في معقله الذي هدد منه أعداءه إذا تجرؤوا على مهاجمة حصونه في لبنان.
وحتى اللحظة، لا يزال الحزب يتوارى خلف الأنباء المتضاربة عن مقتل زعيمه، فلم يؤكد ولم ينف، والتزم بالصمت، بينما قالت إسرائيل، إن حسن نصرالله قتل في الغارة الأكبر على حارة حريك في الضاحية الجنوبية منذ بداية التصعيد يوم الإثنين الماضي، إلى جانب قائد جبهة الجنوب علي كركي وعدد آخر من القادة.
وحسن نصرالله تولى قيادة حزب الله منذ فبراير (شباط) 1992، ولد في أغسطس (آب) 1960، في حي فقير من أحياء العاصمة اللبنانية بيروت، لعائلة ميسورة من 9 أبناء، كان هو أكبرهم.
محطات رئيسيةفي الـ15، تغيرت حياة نصر الله كلياً، من طفل بسيط يعيش في حي عادي، إلى مراهق يبحث عن هويته في بيئة معقدة، لينتهي به المطاف في صفوف حركة أمل التي أسسها الزعيم الشيعي موسى الصدر.
وبعد عام واحد من دخوله حركة أمل، بدأ نصر الله يبحث عن مسار جديد، في النجف في العراق، أين التقى بعباس الموسوي أحد أبرز طلاب موسى الصدر، وعادا لاحقاً إلى لبنان، في وقت عصيب، كانت فيه نيران الحرب الأهلية في أوجها، لينضما إلى القتال الذي استمر 15 عاماً، وفق تقرير لـ"بي بي سي".
كانت المحطة الأبرز في حياة نصر الله، لقاؤه بالمرشد الإيراني الخميني في 1981، بعد عامين من عودته من منفاه في فرنسا إلى طهران، إثر سقوط حكم الشاه في 1979. وفي رحلة عودته إلى لبنان، تحول نصر الله بقرار من الخميني إلى ممثل يرعى شؤون الحسبة.
في 1982، شنت إسرائيل هجوماً على جنوب لبنان، واحتلت أجزاء منه، فاتحة الباب أمام الحرس الثوري الإيراني لتأسيس ميليشيا مسلحة في لبنان، أطلق عليها حزب الله.
وبعد غزو إسرائيل لجنوب لبنان بثلاثة أعوام، أعلن حزب الله رسمياً تأسيسه في 1985 بقيادة صبحي الطفيلي، وانضم إليه قادة بارزون من حركة أمل، في مقدمتهم حسن نصرالله، وعباس الموسوي.
زعامة حزب اللهوصل نصر الله إلى قيادة حزب الله في 1992، بعد اغتيال إسرائيل لزعيم الحزب عباس الموسوي، بفضل علاقاته الخاصة مع إيران.
وفي عهده، طوّر الحزب قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي أمدّته بالمال والسلاح. وبات يملك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على توجيه ضربات موجعة لإسرائيل. وكان نصرالله قبل مقتله يقول، إن حزبه يضمّ 100 ألف مقاتل.
وحزب الله هو التشكيل الوحيد في لبنان الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية 1975-1990، بحجة "مقاومة إسرائيل" التي احتلت مناطق واسعة في جنوب البلاد بين 1978 و 2000. وله ترسانة أضخم من أسلحة الجيش اللبناني، حسب خبراء.
عسكرة وشموليةويقول الخبراء، إن نصر الله كان يتمتع بهالة غير قابلة للمسّ. وينادونه في لبنان بـ"السيد" نسبة لنسبه المتحدر من سلالة النبي محمد، أو "أبو هادي" نسبة لنجله الأكبر الذي قتل في 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.
وحسب المطلعين على شؤون لبنان وحزب الله، لم يتعرض نصر الله لنقد أي شخصية شيعية، في مناطق نفوذ الحزب. وحصل أن انتقده البعض في الشارع خلال احتجاجات شعبية، ثم عمدوا إلى الاعتذار والتراجع لاحقاً بعد تعرضهم لضغوط، وفق تقارير.
حين انسحبت إسرائيل من لبنان في 2000 بعد أكثر من 20 عاماً، بدأ الحزب الترويج لدوره في دحر الجيش الإسرائيلي، وتمكن من جذب ملايين الأنصار حوله في لبنان وفي دول الجوار، وتعززت شعبيته أكثر خلال حرب 2006 ضد إسرائيل، التي استمرت 33 يوماً، وبعد انتهائها، ألقى خطاباً أمام عشرات الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية التي تعرضت لدمار هائل، أعلن فيه تحقيق "نصر إلهي" على إسرائيل.
وما لبثت هالة نصر الله أن ذوت في لبنان والجوار بعد اتهامات عديدة بالارتهان لإيران، واستخدام السلاح في الداخل والتحكّم في القرار السياسي اللبناني.
وأصبح نصر الله منبوذاً أكثر بعد أن اتهمته محكمة دولية بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء السابق والزعيم السني رفيق الحريري بتفجير ضخم في فبراير (شباط) 2005 في بيروت. واتسعت الشريحة المعارضة له خاصةً بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020 وتقارير عن ضلوع الحزب في عرقلة التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث المدمر والمسؤولين عنه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حسن نصرالله بيروت لبنان إسرائيل وحزب الله لبنان إيران حسن نصرالله بيروت حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مصدر : سبعة من عناصر حزب الله في قبضة إسرائيل
قال مصدر مقرب من حزب الله اللبناني اليوم الاثنين إن جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجز سبعة مقاتلين من الجماعة قبل وقف إطلاق النار في نوفمبر، وفق ما أوردت وسائل إعلام متفرقة.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه "تم أسر سبعة مقاتلين من حزب الله" من قبل إسرائيل قبل أن تدخل الهدنة في 27 نوفمبر حيز التنفيذ.
وأضاف المصدر أن أربعة أشخاص آخرين اعتقلوا من قبل الجيش الإسرائيلي يوم الأحد في قرى حدودية جنوب لبنان، دون تحديد هويتهم كمقاتلين.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب مع انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يومًا انتهت يوم الأحد.
ويحاول مئات الأشخاص منذ هذا الوقت العودة إلى ديارهم على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ في سبتمبر عمليات برية في لبنان، لم ينسحب بالكامل.
وقال البيت الأبيض الأحد إن الاتفاق تم تمديده حتى 18 فبراير، وقال رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي إن لبنان سيحترم التمديد.
وينص الاتفاق أيضًا على أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني - على بعد حوالي 30 كيلومترًا (20 ميلًا) من الحدود - وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وقال ميقاتي إنه بناءً على "طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة مفاوضات لإعادة السجناء اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد 7 أكتوبر".
وفي 15 أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته في جنوب لبنان أسرت ثلاثة مقاتلين من حزب الله، بعد أيام من إعلانه عن أسر مقاتل آخر من نفق تحت الأرض.
وبعد أسبوع، اعترف متحدث باسم حزب الله بأن بعض مقاتلي المجموعة تم أسرهم، دون تقديم أرقام.