اليوم 24:
2025-01-03@01:44:48 GMT

في أفق مواطنة هادئة

تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT

يمكن الإقرار بأن دور المحاضن التربوية في الحد من ظاهرة الانفلات القيمي بين الشباب ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية المستقبلية والمشروع المجتمعي. لهذا، فالتشخيص أصبح ضروريا لفهم موقع هذه المحاضن من الظاهرة لتجاوز مسبباتها. هل هذه المحاضن (ليس في معظمها بل في بعضها) أصبحت مواقع للتيه القيمي والأعطاب السلوكية من قبيل الإدمان على المخدرات والسلوكات الشاذة والعنف والتطرف وثقافة الكراهية، … ؟
يبدو أن هذا التيه القيمي أنتج قسوة عاطفية والتي تشكل متغيرا قارا في ظاهرة الاحتباس القيمي؛ وذلك لأن متغيرات من قبيل الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الارتباك الهوياتي تبقى متغيرات غير قارة لأنه لا يمكن الجزم بأن شباب الطبقات الفقيرة هم المعنيون فقط بالاحتباس؛ فالانفلات يميز جميع الشباب على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية.


ولكي تتصدى محاضن التنشئة (الأسرة والمدرسة ودور الشباب والجامعة والحزب والجمعية و النادي …) لظاهرة الانفلات القيمي لدى الشباب يتوخى إعادة توجيه السياسات العمومية في أفق الاستجابة للقيم المادية من قبيل التشغيل والصحة والتعليم والرياضة… من أجل بناء مواطنة هادئة وغير متشنجة لتجاوز مختلف أشكال الإحباط المجتمعي ولتتمكن المحاضن التربوية بالاضطلاع بدورها في التنشئة القيمية المستدامة.
فمنطق تصحيح الأفكار المسبقة تتبعه آليات التأطير القيمي فإذا كان هناك « سلوك صديق للبيئة » فمع تناسل الوقائع التي تنم عن عدوانية سلوكية أصبح من المفروض الحديث عن « سلوك صديق للإنسان » لتجاوز وضعية الاحتباس القيمي؛ فالتعايش والعيش المشترك مهددان كما هي البيئة.
من المستحب إذن التفكير في ميثاق وطني لضبط الاحتباس القيمي والحيلولة دون انتشار وتغول أسباب العزوف عن القيم في المجتمع المغربي لأن التمرد على القيم هو تشجيع وقبول للتنميط السلوكي الذي ترعاه محاضن التربية من خلال إهمال غير المتفوقين وغير المندمجين أو طردهم أو عدم توجيههم إلى مدارات تأطيرية أخرى: مهنية أو رياضية أو فنية … لا سيما مع استحضار نظرية المهارات المتعددة.
إن المقاربة المتوخاة هي مقاربة مجتمعية ثقافية تداولية تفضي إلى تحديد عناصر التنشئة الأساسية المحكومة بالتأطير والتعلم والممارسة و »التجارب الاجتماعية »؛ فالتداول لا يقتضي فقط استراتيجيات وآليات وأدوات الإشراك والتتبع بل يحتم توظيف القدرة على الاستماع للشباب ومعايشتهم والاحتكاك بعوالمهم الواقعية والافتراضية لأنهم هم الشهود المباشرون على الاحتباس القيمي واستثمار آلية الإنصات إليهم ومواكبة تجاربهم لأنهم حاملون لتجربة تردي منظومة القيم ومنظومة التربية.
ليتم في الأخير فتح المجال للاقتراحات والتدابير وبناء إبداع وتصور مشترك ومتفاوض عليه لمضامين مرجعية وخلفية ثقافية متوافق عليها لتصويب الانفلات القيمي. يمكن أن تقوم هذه المقاربة على مقولات مثل تَمَغْرِبِيتْ والمواطنة والاعتراف بالاختلاف والتنوع واحترام الأخلاق العامة وثقافة السلم والتسامح …. التي يتم احتضانها من داخل منظومة التربية والتعليم.
كل هذه المضامين المرجعية لا يمكن استتبابها إلا من خلال تدعيمها بمقاربة وقائية لردع المخالفين في احترام تام للقانون والحريات. لهذا فالمقاربة الناجعة لا تعدو أن تكون اندماجية، تستمد قوتها وأسسها من المشترك الثقافي والتربية على التعايش وعناصر العيش المشترك والرابط الاجتماعي لكي يتمكن الشباب واليافعون والأطفال من التعايش مع محددات وشروط التعدد والتنوع في أفق إنضاج المشروع المجتمعي وانخراطهم فيه.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

فوائد النظام الغذائي المشترك بين الأزواج في تقليل الوزن الزائد

إنجلترا – أجرى فريق من الباحثين في جامعة بورنموث بإنجلترا، دراسة هامة تركّز على مدى أهمية النظام الغذائي المشترك بين الأزواج في مجال فقدان الوزن.

وأظهرت الدراسة أن الأزواج الذين يتبعون نظاما غذائيا معا يفقدون وزنا أكبر من أولئك الذين يتبعونه بمفردهم. إذ تبين أن كل شريك يخسر في المتوسط 2.25 كغ أكثر عندما يتعاون مع شريكه في معالجة عادات الأكل غير الصحية.

وأوضح الباحثون أن هذه النتيجة تعود إلى أن الأزواج غالبا ما يتبعون أنماطا غذائية مشابهة، ما يساهم في تعزيز جهودهم المشتركة نحو إنقاص الوزن.

وقالوا إن “التأثير المتتالي” قد يساهم أيضا في نجاح الأزواج في فقدان الوزن. ويعني ذلك أن جهود أحد الزوجين في إنقاص الوزن قد تؤثر إيجابيا على الآخر حتى وإن لم يكن الشريك الثاني يشارك بنشاط في النظام الغذائي.

وتبرز هذه النتائج مدى أهمية نصائح إنقاص الوزن الموجهة للأزواج، ما يعكس قدرة التعاون بين الزوجين على تعزيز النجاح في تغيير العادات الغذائية.

واختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على أن استهداف الأزواج في التدخلات الغذائية يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل في عملية إنقاص الوزن.

نشرت الدراسة في مجلة “التغذية والصحة”.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • وزير التموين يلتقي سفير كوت ديفوار لبحث سبل التعاون المشترك
  • تدريب رؤساء وحدات السكان بمحافظة الجيزة لنقل مفاهيم القيم الأخلاقية
  • بالصور.. الجيزة تنظم برامج تدريبية تحت شعار "القيم في مكان العمل"
  • محافظة الجيزة تنظم برامج تدريبية تحت شعار القيم في مكان العمل
  • البدء بإنتاج الغاز من حقل السلحفاة المشترك بين موريتانيا والسنغال
  • أجواء هادئة في طنجة ليلية رأس السنة تحت حراسة أمنية مشددة لتأمين الإحتفالات (فيديو)
  • تسليط الضوء على أهمية أدب الطفل في غرس القيم الثقافية بجلسة حوارية في صحار
  • فوائد النظام الغذائي المشترك بين الأزواج في تقليل الوزن الزائد
  • أجواء هادئة ومنضبطة بالامتحان الالكتروني التجريبي للصف الأول الثانوي بمطروح
  • كل أسبوع.. خطر الذكاء الاصطناعي على القيم الأخلاقية