من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. عملية نوعية
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
#عملية_نوعية
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 21 / 1 / 2018
في قسم جراحة الرجال كان مضطجعاً على جنبه ويحدّث جيرانه وبعض الزوّار عن فضائل التدفئة المركزية في المستشفى وأنه اضطر غير باغ الليلة الفائتة بإطفائها بعد ان ارتفعت حرارة الغرفة ونام «بطاق السروال»..واستهجن عمليات التبذير الشديد التي يمارسها الطاقم التمريضي والطبي على حده قوله «كل ما قاسوا حرارة او دقّوا ابره لبسوا كفوف وشلحوا كفوف وكبّوهن بالزبالة».
– الطبيب:كيفك اليوم؟
– ابو يحيى: أشوة شوي بس بعد فيه وجع؟
– الطبيب: أنت ليش دخلوك هون حجي؟
– ابو يحيى: أول مبارح بعد صلاة العشا جنبي اليسار طق يا دكتور، الزايدة قامت علي والليل ما نمته.
– الطبيب: جنبك اليسار؟
– أبو يحيى: آه والله هون مطرح الزايدة..عسّ عس..كيف مدعدرة!!
– الطبيب: بس الزايدة ع اليمين حجي..ثانياً.. كل فحوصاتك منيحة ورح اكتب لك خروج بعد شوي..
– أبو يحيى: شو خروج ما خروج..بعرضك تسوي لي عملية زايدة..
– الطبيب: كيف اعملّك زايدة..وانت ما فيك شي..
– ابو يحيى: يا خوي مش اسمها زايدة..شيلها أنت شو صار عليك؟..كمان زمان مرة قالوا لي دكاترة أنه معي بداية ديسك بحياة أمك تعمل لي عملية ديسك بطريقك..
– الطبيب: يا اخي طبيب الأعصاب حكالنا صور الرنين والأشعة ما بين عندك ديسك..كمان فحوصات الزايدة كلها «negative» ما عندك التهاب..
– أبو يحيى: اسمع جاي..بدك تعملّي عملية يعني بدك تعملها ولا بلعن اللي هه..أنا مدبّر اعفاء سقفه 6500 ليرة..فصلّح لي بيهن قد ما تقدر يستر على ولاياك وخليها مسبّحة!.
– الطبيب: غريب طبعك حجي هو المرض كسبه..
– أبو يحيى: آه كسبه بدي أخسر الحكومة قد ما أقدر..اني ما بنضحك عليّ خالي!! ،والمثل بيقول مية قلبة ولا غلبة ، عالمشكوف بدي اطــلّع فرق الدخان والخبزات من ظهورهم..احسب معي كل يوم بقيت ادخن باكيت جلواز ،زادوه عشرين قرش بثلاثين يوم هاي 6 ليرات شهري..ونص ليرة خبز يومي هاي 15 شهري..الخبزات والدخانات لحالهن افرقن معي 21 ليرة بالشهر بالسنة بطلعن 250 ليرة…يوم اعمل عملية وأجيب إعفاء ب6500 ليرة بكون استدّيت من الدولة..قسّم 6500 على 250 بيطلع 25 سنة..وهسع عمري بالسبعين يعني من هون تا يصير عمري 95 ع العايش بظل بالسليم و فاشّ غلّي بيهم.. لا متت لا حول ولا، اني ما بنضحك عليّ خالي فهمت ؟؟..جيب العدّة واسطح وجه وقفا داخل على حريماتك..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#89يوما
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#صحة_احمد_في_خطر
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عملية نوعية الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن حسن الزعبی أبو یحیى
إقرأ أيضاً:
الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
حصريا على “تاق برس ” .. الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
ونجوت !! (2)
كان عددهم كبيرا… وجاري عماد – صاحب البيت المواجه – يقف في منتصف سياج البيت الحديدي المنبثة في أرجائه شجيرات ونباتات وزهور..
يقف ناظرا إليهم وهم يحاولون تسلق السياج بعد رفضه فتح بابه لهم..
وبعد قليل رأيت أضألهم جسما يتسلقه – كما القرد – من جهة نقطة ضعفه الوحيده وهي السبيل..
وسرعان ما نجح في ذلك . بخفة نسناس – ليفتح الباب لبقية زملائه من الوحوش..
وعند هذا الحد كففت عن التحديق عبر ثقب الباب وهرولت نحو الداخل..
فقد سمعت صياحا قريبا وصوت أحدهم يزمجر آمرا : أطرقوا جميع هذه الأبواب..
فأدركت – عندئذ – أن عددهم أكبر مما كنت أظن..
وأنهم يحاصرون غالب بيوت حينا لا منزل عماد وحده..
وعلمت من جارنا هذا – عند انقشاع الغمة – أنه نجا من القتل بأعجوبة..
القتل طعنا بالسونكي تجنبا لإطلاق أعيرة نارية؟..
كانوا يكثرون من تحذير بعضهم بعدم استخدام الرصاص بما أن الجيش وصل عند حدود منطقتنا
الشمالية..
وهم بقدر خشيتنا منهم يخشون الجيش ؛ وأكثر..
سيما – حسبما يتهامسون فيما بينهم كتائب البراء…ودوابي الليل…وقوات العمل الخاص..
ويفرون من أمامها – ومن جميع أفراد القوات النظامية – فرار الأرنب البري من كلاب الصيد السلوقية..
وينطبق على كل واحد منهم شطر بيت الشعر القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة..
نجا جاري -كما ذكرت – من الموت طعنا بالسونكي مرتين..
وعند محاولة طعنه للمرة الثالثة حدث شيء كان سببا في نجاته..
ونجاتي أنا – كذلك – بفضل الله..
وقبل أن أواصل قصتي أنا مع هؤلاء الوحوش أحاول التمهيد لذلك – تشبيها – بما خيم على
ذهني في تلكم اللحظات..
هل منكم من شاهد فيلم الرعب الأمريكي الشهير (الفزاعة)؟..
إن كان منكم من شاهده فلا يمكن أن ينسى عربة كائن الفزاعة المخيفة ؛ شكلا ، وصوتا ، ولونا..
وما يعنيني هنا الصوت ؛ فهو ما كان متاحا لي وأنا وراء الباب..
فقد دوى في فضاء حينا – فجأه – هدير عربة مرعب..
هدير لم أسمع له مثيلا إلا ذاك المنبعث من عربة كائن الفزاعة..
وتزامن صخبه مع قرع عنيف على بابي مصحوب بشتائم في غاية البذاءة.. ولا يمكنا أن تصدر إلا من بذيئين..
ثم أعقب ذلك قسم بقتلي – شر قتلة – فور اقتحامهم البيت..
وسمعت أحدهم يصرخ بغضب شديد : فلنقتلع
هذا الباب اللعين اقتلاعا بواسطة عربتنا..
وعربتهم هذه كان هدير محركها المرعب قد اقترب مني كثيرا..
فلم يخالجني أدنى شك في أنهم سيسحبون الباب إلى الخارج بها ، أو يدفعونه نحو الداخل بمؤخرتها..
وما من حل ثالث ؛ بما أن سلك (غوانتنامو) الشائك يحول دون تسلق الحائط..
وعربة كائن الفزاعة تهدر وكأن محركها محرك شاحنة ضخمة ، وإطاراتها إطارات مجنزرة عسكرية..
وازداد الطرق على الباب ضخبا مع تزايد ضجيج العربة..
وسمعت من يصرخ بأعلى صوته ليسمع في خضم هذا الصخب والضجيج : أين أنتم يا أولاد ال……..؟…لقد أخرجنا السيارة ؛ دعونا (نتخارج) سريعا..
فأدركت – لحظتها- أن عربة كائن الفزاعة كانت منشغلة بسحب عربة جارنا عمر..
وأنشغل بهذا الأمر أيضا كثير من الوحوش التي بالخارج..
فكان في فقد عمر لعربته نجاة لعماد ؛ ولشخصي..
من موت محقق !!