كاتبة صحفية من بيروت: ما يحدث في لبنان هو مشهد متكرر لما حدث في غزة
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
أكدت الكاتبة الصحفية نجاة شرف الدين، من بيروت، أن ما يحدث في لبنان اليوم هو مشهد متكرر لما حدث في غزة، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد بذلك عندما قال إنه سيحول لبنان إلى غزة ثانية.
وذكرت «شرف الدين»، أن هذه الغارات مستمرة منذ أيام عديدة، وذهب ضحيتها المئات من الشهداء وآلاف الجرحى، ولا تزال مستمرة.
وشددت «شرف الدين»، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة «إكسترا نيوز»، على أن ليلة أمس على لبنان كانت ساخنة جدًا نتيجة استمرار وشدة الغارات التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي، سواء على مستوى الضاحية الجنوبية أو جنوب لبنان، مضيفًا: «الجيش الإسرائيلي كان قد أنذر المدنيين اللبنانيين بإخلاء هذه المنطقة، وعدد من النازحين بهذه المناطق باتوا ليلتهم في العراء والشوارع».
اغتيال حسن نصر اللهوأوضحت الكاتبة الصحفية، أن الضاحية الجنوبية تعرضت الليلة الماضية لعدد كبير من الغارات الإسرائيلية والتي استمرت حتى ساعات صباح اليوم، مؤكدة أن الغارات لم تتوقف أيضًا في الجنوب اللبناني على منطقة صور والنبطية، متابعة: «هذه الغارات والتصعيد يتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي لاغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.. حزب الله لم يعلن في أي بيان رسمي عن نجاح عملية اغتيال نصر الله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي القاهرة الإخبارية نصر الله حسن نصر الله
إقرأ أيضاً:
طريق بيروت - دمشق معبّد بالعتاد العسكري المتروك... وبكثير من الحذر
كتب ثائر عباس في " الشرق الاوسط": الطريق من بيروت إلى دمشق محفوف بالمشاهد غير المألوفة. أيام قليلة غيّرت كل شيء بالنسبة للمتوجه إلى العاصمة السورية من لبنان براً. الطريق الذي كان «رئة» دمشق الاقتصادية، يعج بالزوار من السوريين واللبنانيين، وأكثر بالشاحنات الكبيرة التي تحمل البضائع من مرفأ بيروت إليها، بعد أن حتّمت العقوبات الدولية على سوريا سلوك هذا المسار. الطريق إلى دمشق عبر الحدود اللبنانية، يبدأ بنقطة المصنع التي شهدت في أول أيام التغيير السوري زحمة غير
مسبوقة صعوداً، عادت إلى طبيعتها، بل أقل، ذهاباً، فيما استعادت حيويتها، إياباً، حيث اصطفت مئات العائلات السورية التي تأمل بـ«استثناء إنساني» يسمح لها بدخول لبنان. غير أن تدفق القادمين إلى لبنان أقفل الطريق بوجه الجميع. فمن «يحق له» الدخول بات عاجزاً عن الوصول إلى نقطة الحدود لإثبات أحقيته بالدخول. وبات الطريق شبه مقفل لأيام قبل أن تتدخل السلطات اللبنانية لفتحه، ومعها تصاعدت شكوى السوريين من تجاوزات على الحدود دفعت برئيس جهاز الأمن العام اللواء إلياس البيسري، إلى تشكيل لجنة تحقيق في «التجاوزات والتعسف»، تلتها إجراءات لافتة قللت العدد إلى بضع مئات، بعضهم يغادر بعد أن يفشل في الدخول، ثم ما يلبث آخرون أن يصلوا، وبين المجموعتين بعض من السوريين الذي يتمسكون بأمل ما يفتح أمامهم أبواب الدخول إلى لبنان الذي زاد تشدده في منع دخول السوريين، إلا من يثبت أنه مسافر إلى الخارج مروراً بالمطار، أو بأصحاب الإقامات الرسمية في لبنان أو غيره.
في الجانب الاخر، مقر الجوازات السوري خالي من موظفيه. العبور سهل، ولا يتطلب حتى بطاقة الهوية للبنانيين كما كان الحال سابقاً. تحية مرفقة بابتسامة من الحاجز المسلح تكفي، ويؤشر بيده للذهاب نحو سوريا التي كان يحكم الدخول إليها أكثر من سبعة حواجز عسكرية. بعضها كان مخصصاً لتلقي «الرشوات الصغيرة» من السائقين، كربطة الخبز وعلبة الدخان الأجنبية التي تعدّ السلعة الأغلى، وأحياناً مبالغ مالية تُدفع على كل من هذه الحواجز.
الأمور تغيرت راهناً، فقد بات الدخول إلى سوريا عبر الحدود البرية، كما الخروج منها، متاحاً للجميع، دون أوراق ثبوتية ولا أسئلة، ولا حتى تفتيش.
صورتا الأسد ووالده، نجتا بالكاد على ما يبدو من التمزيق بسبب ارتفاعهما، لكن الصور التي كانت بالمتناول، إما مُزّقت، وإما أزيلت ووضعت أرضاً للدوس عليها. أما الحواجز العسكرية فقد تعرضت للتكسير والتخريب. السيارات المتروكة على جانب الطريق، تكاد تكون علامة فارقة، إحداها كانت لا تزال تحترق، فيما أزيل من السيارات الأخرى كل ما هو قابل للبيع؛ الدواليب والإكسسوارات الأخرى. أما العلامة الأخرى فهي كمّ السيارات والآليات العسكرية والدبابات المتروكة بكامل ذخيرتها وحيدة في الشوارع بدءاً من الحدود، تحكي حكاية نظام عسكري انهار، ونظام آخر لا يزال يتلمس طريقه إلى النور. وبين السيارات المدنية والعسكرية، كانت آليات مدمرة بصواريخ إسرائيل التي هاجمت أنظمة السلاح التابعة للجيش السوري، ومنها أنظمة صواريخ مضادة للطائرات محمولة على عربات عسكرية. يمتد صف الآليات المهجورة على طول
الطريق من الحدود السورية حتى مدخل دمشق. هذه الآليات كان مقرراً لها أن تحمي العاصمة، قبل أن ينهار كل شيء وتعجز عن حماية نفسها، أو مقاتليها الذين تركوا خلفهم ثيابهم العسكرية مرمية على جوانب الطريق، مغادرين إلى منازلهم، فيما بقي العلم السوري القديم مرمياً ممزقاً على الأرض في أكثر من مكان، من دون أن يجرؤ أحد - أو يرغب - على رفعه من مكانه.