ندى خاطر

تعتبر شخصية حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، واحدة من أكثر الشخصيات السياسية والعسكرية تأثيرًا في الشرق الأوسط.

ومع تصاعد الأحداث في المنطقة، وأحدثها إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله، تثار تساؤلات عديدة حول تأثير هذا الحدث على الساحة اللبنانية والإقليمية.


النشأة والبدايات

ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس 1960 في قرية برج البراجنة، إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، كان ينتمي إلى عائلة شيعية متواضعة، وبدأ تعليمه في المدارس المحلية قبل أن ينتقل إلى النجف بالعراق للدراسة في الحوزة العلمية.

وتأثر خلال فترة دراسته بأفكار الفيلسوف الشيعي محمد باقر الصدر، مما عزز قناعته بأهمية العمل السياسي والمقاومة ضد الظلم والاحتلال.

وبعد عودته إلى لبنان في عام 1976، انخرط نصر الله في النشاط السياسي، حيث أصبح عضوًا في حزب الله بعد تأسيسه عام 1982.

وسرعان ما أثبت كفاءته في العمل الحزبي، ليصعد في المراتب القيادية.


صعوده إلى القيادة

وقد تولى حسن نصر الله الأمانة العامة لحزب الله في عام 1992 بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي.

فمنذ توليه القيادة، اتخذ نصر الله مسارًا استراتيجيًا يتسم بالجرأة والعزم، حيث عمل على تحويل حزب الله من جماعة مقاومة محلية إلى قوة سياسية وعسكرية ذات تأثير كبير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وحظي نصر الله بشعبية كبيرة في لبنان بفضل انتصارات حزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في حرب يوليو 2006، التي اعتبرها الكثيرون انتصارًا كبيرًا في مقاومة الاحتلال.

ولقد ساهمت هذه الحرب في تعزيز مكانته كزعيم شعبي، حيث نجح في كسب دعم قطاعات واسعة من المجتمع اللبناني، فضلًا عن تعاطف العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.

سياسات حسن نصر الله وأفكاره

وحسن نصر الله هو زعيم يعتنق فكرة المقاومة المسلحة كوسيلة أساسية لتحقيق الأهداف السياسية.

حيث يتميز خطابه بالقدرة على التحفيز والتعبئة، حيث يعتمد على خطاب سياسي وديني يجمع بين المفاهيم الوطنية والدينية.

ويروج لفكرة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مُعتبرًا أن هذه المقاومة تمثل حقًا طبيعيًا للشعوب المحتلة.

وتتضمن سياساته أيضًا التوجه نحو تعزيز العلاقات مع إيران وسوريا، حيث يعتبر أن دعم هاتين الدولتين ضروري لتحقيق أهداف حزب الله.

ويعكس هذا التحالف الاستراتيجي رغبة نصر الله في إنشاء محور مقاومة يضم فصائل إسلامية أخرى، ويُعتبر هذا المحور تحديًا كبيرًا للهيمنة الغربية في المنطقة.

تأثيره على الوضع الإقليمي

ولقد كان لحسن نصر الله تأثير كبير على الصراعات الإقليمية، حيث لعب حزب الله دورًا محوريًا في النزاع السوري، داعمًا نظام بشار الأسد في مواجهة المعارضة.

هذا التدخل زاد من تعقيد الوضع في سوريا وأدى إلى تصعيد الصراع الطائفي، مما أثر على الأوضاع في لبنان.

كما شكلت العلاقة بين حزب الله وإيران محورًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية، حيث تعتبر طهران الداعم الرئيسي للحزب، مما جعل من حزب الله أداة استراتيجية لإيران في الصراع ضد إسرائيل ودول الخليج.

ردود الفعل على إعلان اغتياله

عند إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتيال حسن نصر الله، اجتاحت ردود الفعل الساحة اللبنانية والعربية.

وانقسمت الآراء، حيث اعتبر الكثيرون أن هذا الإعلان يمثل تحولًا خطيرًا في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، بينما رأى آخرون أنه قد يفتح الأبواب أمام تصعيد عسكري جديد في لبنان.

وفي لبنان، جاءت ردود الفعل من مختلف الطوائف، حيث أعربت بعض الأطراف عن القلق من تصاعد العنف، بينما اعتبر البعض الآخر أن الاغتيال سيعزز من موقف حزب الله ويعطيه قوة إضافية، وقد دعا العديد من القادة السياسيين إلى ضبط النفس، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في البلاد.

السيناريوهات المستقبلية

ومع استمرار الأحداث، تبقى السيناريوهات مفتوحة حول ما قد يحدث بعد إعلان اغتيال نصر الله.

فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري من قبل حزب الله، مما يضع لبنان أمام خطر الحرب الأهلية مجددًا.

كما قد يتسبب في تحفيز بعض الجماعات الأخرى في المنطقة لتعزيز أنشطتها، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

وفي المقابل، قد تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية إلى استغلال هذا الحدث لتحقيق مصالحها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في لبنان والشرق الأوسط.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الأمين العام لحزب الله الأمين العام لحزب الله اللبناني البدايات الجماعات الساحة اللبنانية الشرق الأوسط العاصمة اللبنانية العاصمة اللبنانية بيروت العمل السياسي العمل الحزبي العلاقات المقاومة انتصارات تصاعد الأحداث تصاعد العنف حزب الله اللبناني حسن نصرالله حسن نصر الله شخصيات علاقات

إقرأ أيضاً:

أول تعليق لخامنئي بعد إعلان مقتل نصرالله

أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أول تعليق له، بشأن التطورات الأخيرة في لبنان، مدينا في بيان ما وصفها بـ"المجزرة" ضد المدنيين اللبنانيين.

وجاء البيان في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقادة آخرين في غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. فيما لم يقدم الحزب المدعوم  إيرانيا أي توضيحات بشأن مصير  زعيمه، حتى الآن.

ولم يتطرق المرشد الإيراني في البيان الذي نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أيضا لإعلان الجيش الإسرائيلي.

انتقد خامنئي بشدة القيادة الإسرائيلية، متهما إياها بـ"قصر النظر" و"السياسة الحمقاء".

وأشار إلى أن إسرائيل "لم تتعلم من حربها الإجرامية التي استمرت عاما كاملا في غزة"، مؤكدا أن "القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لن يؤثر على البناء الراسخ لجبهة المقاومة".

كما أكد خامنئي على دعم إيران لحزب الله، قائلا إن "كل قوى المقاومة في المنطقة تقف إلى جانب حزب الله وتدعمه"، مضيفا أن "مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وعلى رأسها حزب الله".

بعد الإعلان الإسرائيلي.. مصادر: نقل خامنئي إلى مكان آمن قال مسؤولان لرويترز، إن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، نُقل إلى مكان آمن داخل البلاد مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.

وفي وقت سابق السبت، قال مسؤولان لرويترز، إنه جرى نقل المرشد الأعلى الإيراني، إلى مكان آمن داخل البلاد، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.

وأضاف المسؤولان، وهما من منطقة الشرق الأوسط، أن إيران على اتصال مستمر مع جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات أخرى متحالفة معها لتحديد الخطوة التالي

مقالات مشابهة

  • بعد أنباء اغتيال حسن نصر الله.. الرئيس العراقي يستنكر العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • خامنئي يصدر بيانا عقب إعلان الاحتلال الإسرائيلي اغتيال حسن نصر الله
  • أول تعليق لخامنئي بعد إعلان مقتل نصرالله
  • أول تعليق من رئيس الأركان الإسرائيلي عقب إعلان اغتيال نصرالله
  • بعد إعلان الاحتلال اغتياله.. من هو حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني؟
  • بعد إعلان إسرائيل اغتياله في غارة على لبنان.. معلومات عن حسن نصر الله
  • ‎الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال حسن نصر الله وعلى كركي
  • رسميًا.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني
  • مقتل نصرالله أمر مختلف..مسؤول إسرائيلي:اغتياله يكسر محوراً رئيسياً