فرّت مئات العائلات بشكل عاجل ليل الجمعة السبت من الضاحية الجنوبية لبيروت، على وقع غارات إسرائيلية متتالية هي الأعنف قصف منذ ما يقارب 20 عاما، وبعد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارا لسكان بعض أحياء الضاحية بالإخلاء، شهدت العديد من شوارع بيروت، زحمة سير في توقيت غالبا ما تكون فيه فارغة تماما ومظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

ورصدت شبكة “سي ان ان”، موجات متتالية من النزوح السكاني، إذ هرع الأهالي من منازلهم بحثاً عن الأمان، متجهين نحو المناطق التي لم تطلها الغارات.

واستقر غالبية النازحين على امتداد الكورنيش البحري، الذي يمتد على طول الساحل في الأجزاء الغربية من بيروت، وهي المنطقة  التي لا تزال بمنأى عن القصف، مما جعلها ملاذا مؤقتا للفارين من مناطق الخطر.

وفي حين كان الجيش الإسرائيلي يشنّ غارات عنيفة متتالية أضاءت سماء الضاحية الجنوبية، تجمّع رجال ونساء وأطفال في ساحة الشهداء في وسط العاصمة وكذلك على كورنيش عين المريسة، حيث افترشوا الأرض، وقد ارتسم القلق على وجوههم.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبيل منتصف الليل بالتوقيت المحلي أنه سيقصف ثلاثة مبان في ضاحية بيروت الجنوبية اتهم حزب الله بتخزين أسلحة فيها، وأمر السكان بإخلائها. ولاحقا نفى حزب الله وجود مخازن أسلحة في مبان سكنية، واصفا “ادعاءات” اسرائيل بـ”الكاذبة”.

ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، اعتزامها إخلاء المستشفيات في ضاحية بيروت الجنوبية، بسبب الغارات غير مسبوقة التي لم تشهدها الضاحية منذ حرب يوليو 2006.

وقالت الوزارة، في بيان، إنها تدعو مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات غير الطارئة.

وعزت الوزارة هذه الدعوة إلى إفساح المجال أمام استقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت والتي سيتم إخلاؤها بسبب تطورات العدوان.

وطالبت الوزارة المستشفيات والمراكز الصحية بـ”الاستعداد للاهتمام بالمرضى من النازحين خلال الليلة الماضية من الضاحية الجنوبية”.

وفجر اليوم السبت، شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة ومتتالية على مبان في مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بعد ساعات من إعلانها استهداف القيادة المركزية لحزب الله والأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 40 غارة -خلال مساء أمس الجمعة وفجر اليوم- على مبان في مناطق برج البراجنة والكفاءات والشويفات والحدث والليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت، وتسببت في اندلاع حرائق ودمار هائل في عدة مواقع ومبان.

وأسفرت الغارات العنيفة التي نفّذتها إسرائيل بعد ظهر الجمعة عن ستة قتلى على الأقلّ و91 جريحا، بحسب حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية، في حين كانت فرق الإغاثة لا تزال تبحث بين الأنقاض على وقع غارات على محيطها. وأشار تلفزيون المنار التابع لحزب الله إلى أن تلك الغارات أدت إلى تدمير سبعة مبان في المكان المستهدف.

ولم يصدر عن حزب الله أي تعليق حتى الساعة بشأن مصير نصرالله.

آخر تحديث: 28 سبتمبر 2024 - 10:18

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اغتيال نصر الله الحرب على لبنان الصحة اللبنانية الضاحية الجنوبية الضاحیة الجنوبیة مبان فی

إقرأ أيضاً:

تجدد الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وإسرائيل تطبق الحصار بلدة الخيام

شن الطيران الإسرائيلي، مساء السبت، سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استهدفت منطقة السان تريز في الضاحية الجنوبية لبيروت.

كما استهدفت الغارات منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى غارة استهدفت محيط الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية”.

وتابعت: “غارة إسرائيلية تستهدف برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت”.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في وقت سابق، 4 غارات بالصواريخ الموجهة على مبان سكنية في المنطقة، وغالبا ما يشي هذا النوع من الضربات باغتيال قيادات من “حزب الله” أو الجماعة الإسلامية، أو غيرها من المجموعات المتصلة بالحزب.

وكانت استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر اليوم السبت، من دون إنذار مسبق، وتركّزت على مبنى مؤلف من 8 طوابق في منطقة فتح الله بحي البسطة الفوقا في قلب العاصمة اللبنانية، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان، وسط تقارير عن استهداف قياديين بارزين في «حزب الله».

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير مبنى واحد على الأقل وتعرض مبان أخرى لأضرار جسيمة. ووفق «وكالة الأنباء المركزية» تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة من لبنان ووصل صداها الى مدينة صيدا جنوبا. ووفق الوكالة، فإن الصواريخ شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين.

واستهدفت الضربة الجوية فجر اليوم مبنى سكنياً في قلب بيروت ودمرته بالكامل وسط أنباء عن استهداف القيادي البارز في «حزب الله» طلال حمية، فيما تدخل الحرب المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله» شهرها الثالث.

وأوردت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الرسمية، أن بيروت «استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمّر طيران العدوّ الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مؤلفاً من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة».

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية في أحدث إحصائية لها بالقول:” 24 شهيداً و45 جريحاً في حصيلة غير نهائية لغارات طيران العدو الإسرائيلي على بلدات شمسطار وبوداي وفلاوي والفكهاني وبريتال وحورتعلا وراس العين في محافظة بعلبك الهرمل”.

وفي سياق متصل، قطعت القوات الإسرائيلية خطوط الإمداد إلى مدينة الخيام الحدودية في جنوب لبنان، وأحكمت طوقاً نارياً على المقاتلين الموجودين فيها بالقصف المدفعي والجوي، بعد تقدمها إلى بلدة ديرميماس المشرفة على مجرى نهر الليطاني، في محاولة للتوغل إلى وسط المدينة التي لا يزال مقاتلو «حزب الله» يوجدون فيها، ويحاولون التصدي للقوات الإسرائيلية، وذلك بعد 25 يوماً من محاولات السيطرة على المدينة الاستراتيجية.

وقالت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في جنوب لبنان، إن القوات الإسرائيلية تقدمت بالفعل إلى أحياء داخل مدينة الخيام، انطلاقاً من أطرافها الجنوبية والشرقية، ووسعت دائرة التوغل إلى الأطراف الشمالية الشرقية، بغرض إحكام الطوق على المدينة، لكنها شككت في روايات السيطرة على وسط المدينة ومركزها الحيوي، قائلة إن القتال في الأحياء الداخلية «لا يزال مستمراً، بدليل أن القصف المدفعي وقصف المسيرات والغارات الجوية لا تزال تستهدف المدينة».

وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية نفذت شعاعاً نارياً لمسافة سبعة كيلومترات على الأقل حول الخيام، لمنع رمايات الصواريخ المضادة للدروع، وذلك بقصف مدفعي مكثف وغارات جوية وغارات المسيرات، لافتة إلى أن القصف الجوي والمدفعي «يستهدف أيضاً أحياء المدينة». وقالت إن هذا الضغط الناري الهائل، «دفع (حزب الله) للاعتماد على المسيرات الانتحارية لضرب تجمعات الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل وداخل الأحياء، إلى جانب القصف الصاروخي الذي يستهدف محيط المدينة ومداخلها الشرقية والجنوبية والشمال الشرقي».

وأفادت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» بـ«محاولة التفاف جديدة» نفذتها القوات الإسرائيلية من جهة نبع ابل السقي التي تؤدي إلى الأحياء الشمالية لمدينة الخيام، عبر تحرك لعدد من الجرافات والدبابات، انطلاقاً من وطى الخيام شرقاً في ظل سماع أصوات انفجارات ورشقات رشاشة في المحيط. وأفادت أيضاً بأن عدداً من آليات الجيش الإسرائيلي «غادرت من شرقي الخيام باتجاه الوطى ومنها نحو منطقة الوزاني» الواقعة في الجنوب الشرقي.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي «يستعمل منذ ليل الجمعة، شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة، التي تعدّها إسرائيل بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافاً لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى»، لافتة إلى أن «هذه المحاولات تترافق مع تصعيد واضح في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في اليومين الماضيين».

وقالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي «يحاول في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع»، مضيفة: «ولا تقتصر خطة الجيش الإسرائيلي في الخيام على التوغل البري فقط، بل شملت تنفيذ عمليات تفخيخ بعض المنازل والمباني ونسفها، كما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى مثل العديسة ويارون وعيترون وميس الجبل».

وتعدّ بلدة الخيام ذات رمزية خاصة بالنسبة للبنانيين؛ إذ كانت أول منشأة يحررها أهالي الجنوب بعد تطبيق إسرائيل القرار الدولي 425 في 25 مايو (أيار) 2000، وهو اليوم الذي يُطلق عليه «حزب الله»: «يوم التحرير».

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن إنذارات لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت تمهيدا لقصفها
  • ‏الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان مبانٍ عدة في منطقتي برج البراجنة وتحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوبية
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية
  • الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارات بقصف مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت
  • عاجل.. تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • ‏الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء مبانٍ في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية
  • الجيش الإسرائيلي ينذر مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية بالإخلاء
  • الجيش الإسرائيلي: استهدفنا بغارات جوية مقرات عسكرية لحزب الله في الضاحية الجنوبية
  • تجدد الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وإسرائيل تطبق الحصار بلدة الخيام
  • تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وتزايد الضحايا والدمار