تُعد السمنة لدى الأطفال من أبرز القضايا الصحية التي تؤثر على المجتمعات الحديثة، حيث تشهد معدلاتها ارتفاعًا ملحوظًا في مختلف أنحاء العالم. تتسبب السمنة في مشكلات صحية متعددة، بدءًا من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، وصولًا إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية التي تؤثر على جودة حياة الأطفال، ويتطلب التعامل مع هذه الظاهرة فهم الأسباب الصحية والاجتماعية لزيادة السمنة، وأهمية التدخل المبكر للحد من مخاطرها.

 

أسباب زيادة السمنة لدى الأطفال

1. العوامل الصحية
  - نمط الحياة غير النشط
يساهم قضاء الأطفال وقتًا طويلًا في مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية في قلة النشاط البدني، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
  - التغذية غير الصحية
يزداد استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكر، مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، مما يسهم في زيادة الوزن.

2. العوامل الاجتماعية
  -التغيرات في الأسرة
مع ازدياد انشغال الأهل، قد يتجهون إلى تناول الوجبات السريعة أو الأطعمة الجاهزة، مما يؤثر على عادات الأكل لدى الأطفال.
  - العوامل الاقتصادية
قد تساهم الظروف الاقتصادية في اختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تكون أقل تكلفة، مما يؤدي إلى زيادة استهلاكها.

3. العوامل النفسية:
  - الضغط النفسي والتوتر
يعاني بعض الأطفال من ضغوط نفسية، مثل القلق أو الاكتئاب، مما قد يدفعهم إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية.

مخاطر السمنة لدى الأطفال
- المشاكل الصحية
تزيد السمنة من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
- التأثيرات النفسية
يمكن أن تؤدي السمنة إلى مشكلات نفسية مثل انخفاض تقدير الذات، الاكتئاب، والقلق الاجتماعي.
- المشاكل الاجتماعية
يعاني الأطفال السمان من التمييز والسخرية، مما يمكن أن يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وتفاعلاتهم مع أقرانهم.

 

أهمية التدخل المبكر
يتطلب التصدي لمشكلة السمنة لدى الأطفال تدخلًا مبكرًا وشاملًا يتضمن:


1. التوعية
نشر الوعي بين الأسر والمدارس حول أهمية التغذية الصحية والنشاط البدني.


2. تغيير العادات الغذائية
تشجيع تناول الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضروات، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.


3. تعزيز النشاط البدني
تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية لتعزيز لياقتهم البدنية.


4. الدعم النفسي
توفير الدعم النفسي للأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية مرتبطة بالسمنة.

تعد السمنة لدى الأطفال ظاهرة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للأسباب الصحية والاجتماعية وراءها. يعد التدخل المبكر أمرًا حيويًا للحد من المخاطر المرتبطة بالسمنة، مما يستدعي جهودًا مشتركة من الأسر والمجتمعات والهيئات الصحية لتعزيز نمط حياة صحي ومستدام للأطفال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السمنة لدى الأطفال زيادة السمنة لدى الأطفال السمنة لدى الأطفال

إقرأ أيضاً:

شظايا نيزك تحمل معطيات عن التطور المبكر للمريخ

تحمل شظايا جرانيت عُثر عليها في أحد النيازك على الاعتقاد بأن قارات بدأت تتشكل على المريخ قبل 4,4 مليارات سنة، مما يوفر معطيات عن تطوره المبكر وعن تطور كوكب الأرض.

ومع أنّ المهمات الاستكشافية التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر لم تتمكن من إحضار عينات من الصخور المريخية إلى الأرض، فقد وصل بعضها إلينا عن طريق نيازك.

وأوضحت بريجيت زاندا، المتخصصة في النيازك لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، أن أصل هذه الصخور التي يبلغ وزنها 400 كيلوجرام وجُمعت حول العالم، حُدّد بفضل «غازات نادرة علقت داخل بعض هذه الصخور المريخية عندما قذفت إلى الفضاء».

وأشارت الباحثة التي شاركت في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر جيوساينسس» إلى أنّ هذه الغازات النادرة تتوافق مع تلك «المقاسة في الغلاف الجوي للمريخ».

وفي عام 2012، أحضر لها تاجر نيازك فرنسي عينات عثر عليها في الصحراء الغربية. وتقول إن النيزك «ان دبليو ايه 7533» NWA7533 المسمى «بلاك بيوتي»، كانت له تركيبة «معقدة جدا» و«مختلفة تماما» عن تركيبة النيازك المريخية الأخرى.

ويتألف الجزء الداخلي الداكن والمنقّط بحبيبات «وردية فاتحة وبيضاء»، من شظايا صخور وغبار دُمجت به بعد عملية اصطدام واحدة أو أكثر بتضاريس قديمة جدا في نصف الكرة الجنوبي للمريخ.

وتقول زاندا إنّ كل النيازك المريخية التي عُثر عليها حتى اليوم «قريبة للبازلت». وتنشأ هذه الصخور الكثيفة التي تشكل القشرة المحيطية على الأرض، من تبريد سريع لمحيط الصهارة على سطح الكوكب أثناء تكوينه. وكان يُعتقد منذ زمن طويل أن العملية توقفت عند هذا الحد على المريخ، وأن ليس لدى الكوكب الأحمر ما يعادل القارات الأرضية. فهذه القارات تتكون من صخور غنية بالسيليكا الأقل كثافة من البازلت، و«تطفو» على القشرة المحيطية.

وقد أعيد النظر بهذه الفكرة خلال العقد الفائت عن طريق اكتشاف مركبة «كوريوسيتي» الفضائية صخور مريخ غنية بالسيليكا أكثر من البازلت، وهو ما تؤكده دراسة «نيتشر جيوساينسس».

وتبين أنّ بعض شظايا الصخور في «بلاك بيوتي» هي من الجرانيت الذي يحتوي على معدن يتألف من سيليكا نقية هي الكوارتز.

وتقول زاندا «يبدو أن القارات الأولية تشكلت على المريخ، وأن هذا مرتبط بالصدمات التي أدت إلى إذابة سماكة كبيرة من قشرة المريخ، وبالتالي تطورت السوائل التي تشكلت نحو تركيبات أكثر ثراء بالسيليكا».

يُعدّ هذا الاكتشاف أيضا مؤشرا قويا إلى وجود الماء قديما على سطح المريخ، إذ باتت هذه الظواهر سهلة من خلال امتصاص الماء في الصهارة.

لكن بما أنّ المريخ أصغر بكثير من الأرض ويخزن حرارة أقل في البداية، فإن «قشرته توقفت عن تجديد نفسها في وقت مبكر جدا»، بحسب الباحثة.

وتسلط هذه الجرانيتات المريخية التي تعود إلى 4,4 مليار سنة ضوئية على التطور الجيولوجي لسنوات كوكبنا الأولى، في ظل «عدم إتاحة أي صخرة قديمة لنا من هذا القبيل على الأرض»، وفق زاندا.

دُمّرت أقدم الصخور على كوكبنا بسبب التأثير المشترك للتآكل وتكتونية الصفائح -وهي صفائح صلبة تتحرك عبر سطح الأرض وتغير تخطيط القارات والمحيطات. أما الشاهد الوحيد على العمر القديم جدا للأرض فهو حبيبات من الزيركون يعود تاريخها إلى 4,3 مليار سنة.

لكن «النماذج الفيزيائية تشير إلى أن المريخ والأرض ربما كان لهما ظروف مناخية متشابهة جدا وأن العمليات الجيولوجية التي حدثت عليهما كانت متشابهة. لذا من المعقول الاعتقاد بأن العمليات المتعلقة بالقارات الأرضية الأولى تشبه تلك التي شكلت أولى صخور الجرانيت المريخية»، بحسب الباحثة.

مقالات مشابهة

  • شظايا نيزك تحمل معطيات عن التطور المبكر للمريخ
  • تقييم لتكلفة علاجات السمنة مقابل فوائدها الاقتصادية الصحية
  • طحنون بن زايد: الإمارات وأمريكا تربطهما علاقات استراتيجية في مختلف المجالات
  • فريق التوعية الصحية يُنظم فعاليات الكشف المبكر للأمراض المزمنة بالسويس
  • البيت الأبيض: ترامب وبوتين ناقشا التطورات في الشرق الأوسط وسبل منع الصراعات
  • دراسة: زيادة محيط الخصر في منتصف العمر ترفع خطر تدهور صحة الدماغ لاحقًا
  • البيئة الملوثة تفسد الجينات والحياة الصحية تحميها
  • الانحرافات الفكرية لدى الجماعات المتطرفة وسبل علاجها في ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • اكتشاف خلايا دهنية في البطن تساعد في حل لغز السمنة ومقاومة الأنسولين
  • الشخصية بين البيئة والوراثة