بين ليلة وضحاها، وجدت رحاب ناصيف نفسها تمضي ليلتها في العراء بعدما فرّت على غرار الآلاف من منزلها في ضاحية بيروت الجنوبية، بسبب غارات إسرائيلية كثيفة جعلت ليل سكان المنطقة أشبه بكابوس طويل.

وتقول ناصيف، بعدما أمضت ليلتها في حديقة كنيسة وسط بيروت، على غرار كثيرين: "توقعت أن تتوسّع الحرب لكني خلت أنها ستطال أهدافاً، لا المدنيين والبيوت والأطفال".

وتتابع "لم أجهز ملابسي ولم يخطر ببالي حتى أننا سنخرج بهذا الشكل، ونجد أنفسنا فجأة في الشارع".
تواصلت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، طيلة ساعات الليل. وطالت مناطق عدة داخلها وعلى أطرافها، بينها أحياء أنذر الجيش الإسرائيلي سكانها تباعاً بإخلائها خلال ساعات الليل. ورغم حلول الظلام، كان الوهج الذي خلفته الانفجارات كفيلاً بإضاءة سماء المنطقة مع اشتعال نيران، في وقت تردد صدى الغارات في بيروت ومحيطها طيلة الليل، في مشهد غير مسبوق منذ الحرب بين حزب الله واسرائيل في صيف 2006.
وتقول رحاب التي تعتني بسيدة مسنّة وتقيم في حي السلم، أحد أفقر أحياء ضاحية بيروت الجنوبية: "أشعر اليوم بقلق وخوف من المجهول. أن تتركي منزلك ولا تعلمي الى أين تتجهين وماذا سيحدث لك وهل ستعودين إلى بيتك؟ كلها أسئلة في حاجة إلى أجوبة".

ومنذ سلسلة الانفجارات التي طالت مساء الجمعة المقر المركزي لحزب الله في حارة حريك، وفق الجيش الإسرائيلي، لم يصدر أي بيان رسمي من الحزب الذي اكتفى بنفي "ادعاءات" إسرائيل تخزينه أسلحة في أبنية مدنية طالتها الغارات ليلاً بعد إنذار سكانها بإخلائها.

إيران تتحدث عن "خطوط حمراء" بعد أنباء مقتل #حسن_نصر_الله #لبنان #بيروت_الجنوبيةhttps://t.co/SlRr3hE0jP pic.twitter.com/lLkIyUfC2o

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 ليلة صعبة جدا على وقع الغارات، فرت مئات العائلات من الضاحية الجنوبية على عجل وسط إرباك وهلع وغضب. وأعلنت مدارس ومساجد وكنائس فتح أبوابها ليلاً لاستيعاب النازحين.
في وسط بيروت كما على الكورنيش، وفي أحياء عدة من العاصمة، شاهد مصورون عائلات بأكملها أمضت ليلتها مع أطفالها في العراء، وافترشت الحدائق والأرصفة، في مشهد لم تألفه العاصمة اللبنانية منذ زمن.
في ساحة الشهداء، توزعت عائلات في كل ناحية مع سياراتها وبدت ملامح الإرهاق والتعب واضحة على الوجوه، بينما أمضى آخرون ليلتهم على الأرض، تحميهم أغطية خفيفة.
وتقول هلا عز الدين، 55 عاماً، التي نزحت مع عائلتها وأحفادها من برج البراجنة، إحدى المناطق التي طالتها الغارات الاسرائيلية "اشتدت حدّة القصف ليلاً وبدأ البيت يهتز بنا".
وتضيف "ما ذنب الشعب؟ تريدون الحرب لكن ما ذنبنا نحن؟"، في إشارة إلى فتح حزب الله جبهة من جنوب لبنان ضدّ اسرائيل منذ نحو عام دعماً لحماس في غزة.
وقالت هلا: "لسنا مضطرين لأن نعيش ما حدث في غزة ولسنا مضطرين لتحمل ذلك"، فيقاطعها زوجها قائلاً: "نحن نصبر لكن لا يجب أن ندفع الثمن وحدنا".
على بعد أمتار، تحاول حوراء الحسيني، 21 عاماً، مالك نفسها بعد ليلة مضنية. وتقول بعدما أمضت ليلتها مع والدها وشقيقها وشقيقتها في ساحة الشهداء: "كانت ليلة صعبة جداً، الصواريخ فوق منزلنا، ولن أنسى صوت الأطفال" في الحي. وتضيف "سنعود الآن إلى منزلنا في الضاحية الجنوبية، لكننا خائفون، لم نعد نستطع بصراحة أن نعيش في هذا البلد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإسرائيلية إسرائيل وحزب الله ضاحیة بیروت الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

بيان مرتقب لحزب الله بعد قليل حول استهداف ضاحية بيروت الجنوبية

أفاد مدير مكتب قناة «القاهرة الإخبارية» في بيروت، بصدور بيان لحزب الله، بعد قليل، حول استهداف الضاحية الجنوبية.

مقالات مشابهة

  • غارات الاحتلال على ضاحية بيروت تحول ليلة السكان إلى كابوس.. ناموا في العراء
  • عاجل - ما المناطق التي استهدفتها إسرائيل في ضاحية بيروت اليوم؟
  • فيديوهات.. عشرات الغارات الإسرائيلية تهز ضاحية بيروت في ليلة عنيفة
  • السفارة الإيرانية في بيروت تعتبر الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية “تصعيدا خطيرا يغير قواعد اللعبة”
  • غارات إسرائيلية "عنيفة وغير مسبوقة" على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت حسن نصر الله
  • بيان مرتقب لحزب الله بعد قليل حول استهداف ضاحية بيروت الجنوبية
  • رفع حالة التأهب القصوى في إسرائيل بعد الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية
  • يديعوت أحرنوت: هدف الغارات الإسرائيلية العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية هو حسن نصر الله
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة مقر القيادة المركزي لـ "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية