يوافق اليوم، الذكرى الـ 54 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي عُرفت فترة حكمه بالنهضة الثقافية، وخدماته العديدة التي قدمها للإسلام والأزهر الشريف، والتي بدأت جمع القرآن الكريم مقروئًا وبناء آلاف المساجد، وتطوير الجامع الأزهر وجامعة الأزهر الشريف ولم تنته بإرسال البعثات إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية لنشر الإسلام وتعاليمه.

جمع القرآن وبناء المساجد

شهد الأزهر الشريف بشيوخه وعلمائه، على سياسة عبد الناصر نحو الأزهر والإسلام كافة، فهو أول رئيس مسلم يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعًا «مرتلًا ومجودًا»، كما تمت ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم في عهده، وأنشأ إذاعة القرآن الكريم التي تذيع القرآن على مدار اليوم.

في عهد عبد الناصر، ارتفع عدد المساجد داخل مصر من 11 ألف مسجد قبل ثورة يوليو إلى 21 ألف مسجد عام 1970، أي أنه بنى 10 آلاف مسجدًا في الـ 18 عامًا التي حكم فيها مصر، وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى عهد عبد الناصر.

تطوير الأزهر وبناء الجامعة

حرص جمال عبد الناصر، على تجديد الأزهر الشريف، فحوله لجامعة عصرية يُدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية، وبنى آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر، وافتتح فروعا لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية.

كما أنشأ عبد الناصر، مدينة البعوث الإسلامية على مساحة 30 فدانًا، وكانت ومازالت تضم عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين، قادمين من 70 دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانًا ويُقيمون في مصر إقامة كاملة مجانًا أيضًا، وزودت الدولة المصرية بأوامر من الرئيس الراحل المدينة بكل الإمكانيات الحديثة، وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، بسبب اهتمامه بالأزهر الذي قام بتطويره وتحويله إلى جامعة حديثة عملاقة تدرس فيها العلوم الطبيعية مع العلوم الدينية.

وأكد محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، ومدير مكتب عبد الناصر للشئون الإفريقية، في كتابه «عبد الناصر والثورة الأفريقية »، أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في أفريقيا، أن قوى الاستعمار الغربي كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية «الطب والهندسة والصيدلة»، ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية في دول أفريقية غالبية سُكانها من المسلمين، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة، وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الاستعمار الغربي التي صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الاحتكار للسلطة، وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان.

الزعيم جمال عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلامي

أنشأ الزعيم جمال عبد الناصر، مُنظمة المؤتمر الإسلامي، والتي جمعت كافة الشعوب الإسلامية، كما تم في عهده تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربي والإسلامي، وكان يوزع الجوائز بنفسه على حفظة القرآن، وتم في عهده وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي، والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله.

وسجلت بعثات نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا في عهده، أعلى نسب دخول في الدين الإسلامى في التاريخ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينًا بفضل بعثات الأزهر في عهده 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهي نسب غير مسبوقة وغير ملحوقة في التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمى.

الزعيم جمال عبد الناصر تدين جمال عبد الناصر

عن تدين عبد الناصر، يحكي الشيخ أحمد حسن الباقوري، أول وزير للأوقاف بعد ثورة 23 يوليو، أن الرئيس عبد الناصر عندما كان في زيارة إلى مدينة «باندونج» الأندونيسية، أصر على أن يظل صائمًا طوال شهر رمضان، ورفض استخدام الرخصة الشرعية التي تعطيه حق الإفطار والتي استخدمها شيخ الأزهر نفسه فأفطر.

وأضاف الباقوري: «حين بدأ شهر رمضان في مدينة باندونج فقد رأينا الجهد الذي كنا نبذله في شهور المؤتمر، ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر، وأخذنا بالرخصة أفطرت، ولكن عبد الناصر أصر على الصيام».

الزعيم جمال عبد الناصر تطوير الأزهر ومُعارضة شيوخه

وقال الدكتور عاصم الدسوقي، شيخ المؤرخين التاريخيين العرب، إن قرار عبد الناصر بتطوير الأزهر عام 1961، أحدث نوعًا من الصدام بين الأزهر وعبد الناصر، حيث اعتقد بعض المشايخ أن هذا يخرج الأزهر عن رسالته الشرعية في الحفاظ علي علوم الدين، فيما كان عبد الناصر له هدف آخر من وراء هذا التطوير، وهو مواجهة النشاط التبشيري في أفريقيا بين الشعوب الوثنية، حيث كانت فكرة عبد الناصر تدور حول أن يذهب الطبيب الأزهري والمهندس الأزهري والمدرس الأزهري، وهكذا ليقوموا بالدورين، أي الدعوة من خلال الخدمة وتلبية احتياجات الناس.

وأوضح دسوقي، أنه لم يكن أحدًا يجرؤ على مُعارضة ناصر، إلا أن بعض المشايخ عارضوا القرار، معقبًا: «من المُدهش أن الدكتور الطيب النجار فكر في إنشاء لجنة لإعادة النظر في قانون تطوير الأزهر وكان المستشار طارق البشري متحمسًا لهذا».

اقرأ أيضاً«من ضابط إلى قائد أمة».. محطات رئيسية في حياة الزعيم جمال عبد الناصر

محمد فايق يتصدر التريند.. ماذا قال عن جمال عبد الناصر والإخوان في مصر؟

«من الأرشيف».. كواليس القرارات الحاسمة في عهد الزعيم جمال عبد الناصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف الإسلام جمال عبدالناصر الزعيم جمال عبدالناصر الزعیم جمال عبد الناصر الأزهر الشریف القرآن الکریم فی عهده فی مصر

إقرأ أيضاً:

الزعيم لم يمت.. توافد العشرات على ضريح جمال عبد الناصر لإحياء الذكرى الـ54 لرحيله.. وبكري: لا يزال يسكن القلوب والعقول

أحيا أبناء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذكرى الـ 54 لوفاة الزعيم الخالد، بزيارة إلى ضريحه، حيث استقبل المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر، الكاتب الصحفي بكري، وعدد من الشخصيات العامة التي حرصت على زيارة ضريح الزعيم الراحل، إحياءً لذكرى وفاته.

ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر

وأكد المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن حرص الشعب المصري والعربي على التواجد اليوم في ضريح الزعيم، يؤكد أنه سيظل القائد الوطني الغائب الحاضر، مشدد أن القضايا التي تمر بها أمتنا العربية والمأساة الراهنة في فلسطين ولبنان على يد العدو الصهيوني الأبدي، وما يحدث من استباحة للدماء العربية يفرض رؤية جمال عبد الناصر وأفكاره وهو ما نادى به من أجل الوحدة العربية.

وأكد عبد الحكيم عبد الناصر، على ثقته في خروج أجيال جديدة تتبنى فكرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتنتصر لأمتها العربية وأمنها واستقرارها، مشددا أن استمرار صور جمال عبد الناصر في كل ميادين مصر تؤكد ما كان عليه كرئيس يشعر بشعبه وأمته العربية، مشددا استباحة الدماء العربية تثبت صحة مقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. فنحن أمام عدو غاشم لا يعلم إلا لغة القوة».

وحضر بالتزامن مع ذكرى رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أبنائه: هدى، منى، عبد الحميد، وعبد الحكيم، وأحفادة جمال عبد الحكيم عبد الناصر وجمال خالد عبد الناصر، والذين أجمعوا على أن المشروع القومي مستمر ورفع صور الزعيم الراحل حتى اليوم تؤكد أن مشروعه قائم وأن الشباب على تواصل دائم مع أفكاره ومبادئه.

مصطفى بكري يزور ضريح الرئيس جمال عبد الناصر

مصطفى بكري يحيي ذكرى رحيل عبد الناصر

وقال النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، في تغريدة عبر حسابه على منصة «إكس»، اليوم السبت: «54 عامًا مضت على رحيل القائد المعلم جمال عبد الناصر، هذا الزعيم الذي أعاد مصر للمصريين، وقاد حركة التحرر الوطني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي».

وأضاف بكر: «ورغم مُضي كل هذه السنوات، لا يزال عبد الناصر يعيش في الذاكرة، كما أن مشروعه الحضاري لا يزال صالحًا للتطبيق، حيث تتأكد كل يوم صحة مقولاته، وأبرزها: إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة».

وتابع عضو مجلس النواب: «كان عبد الناصر قائدًا وطنيًّا، عروبيًّا، نزيهًا وشريفًا، 54 عامًا ولا يزال يسكن القلوب والعقول، ولا تزال صورته تُرفع في كل الأزمات والمظاهرات، وهذا دليل على تمسك الجماهير بمواقفه ومقولاته».

أمر بجمع القرآن مسموعًا.. الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ما بين نشر الإسلام في آسيا وإفريقيا.. وتطوير الأزهر الشريف

«من ضابط إلى قائد أمة».. محطات رئيسية في حياة الزعيم جمال عبد الناصر

مقالات مشابهة

  • الزعيم لم يمت.. توافد العشرات على ضريح جمال عبد الناصر لإحياء الذكرى الـ54 لرحيله.. وبكري: لا يزال يسكن القلوب والعقول
  • الذكرى الـ54 لوفاة جمال عبد الناصر.. محطات مهمة في حياة الزعيم الخالد
  • نجل الزعيم جمال عبد الناصر: لم نتخلف عن إحياء ذكرى رحيل والدي
  • مصطفى بكري يزور ضريح الزعيم جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله الـ 54.. صور
  • «من الأرشيف».. كواليس القرارات الحاسمة في عهد الزعيم جمال عبد الناصر
  • «من ضابط إلى قائد أمة».. محطات رئيسية في حياة الزعيم جمال عبد الناصر
  • «الوداع يا حبيب الملايين».. أعمال فنية تناولت جنازة الزعيم جمال عبد الناصر
  • ذكرى وفاة الزعيم.. حكاية ضريح جمال عبد الناصر وتبرعه بـ«جنيه واحد»
  • ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية