أمر بجمع القرآن مسموعًا.. الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ما بين نشر الإسلام في آسيا وإفريقيا.. وتطوير الأزهر الشريف
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
يوافق اليوم، الذكرى الـ 54 لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، الذي عُرفت فترة حكمه بالنهضة الثقافية، وخدماته العديدة التي قدمها للإسلام والأزهر الشريف، والتي بدأت جمع القرآن الكريم مقروئًا وبناء آلاف المساجد، وتطوير الجامع الأزهر وجامعة الأزهر الشريف ولم تنته بإرسال البعثات إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية لنشر الإسلام وتعاليمه.
شهد الأزهر الشريف بشيوخه وعلمائه، على سياسة عبد الناصر نحو الأزهر والإسلام كافة، فهو أول رئيس مسلم يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعًا «مرتلًا ومجودًا»، كما تمت ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم في عهده، وأنشأ إذاعة القرآن الكريم التي تذيع القرآن على مدار اليوم.
في عهد عبد الناصر، ارتفع عدد المساجد داخل مصر من 11 ألف مسجد قبل ثورة يوليو إلى 21 ألف مسجد عام 1970، أي أنه بنى 10 آلاف مسجدًا في الـ 18 عامًا التي حكم فيها مصر، وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامي وحتى عهد عبد الناصر.
تطوير الأزهر وبناء الجامعة
حرص جمال عبد الناصر، على تجديد الأزهر الشريف، فحوله لجامعة عصرية يُدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية، وبنى آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر، وافتتح فروعا لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية.
كما أنشأ عبد الناصر، مدينة البعوث الإسلامية على مساحة 30 فدانًا، وكانت ومازالت تضم عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين، قادمين من 70 دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانًا ويُقيمون في مصر إقامة كاملة مجانًا أيضًا، وزودت الدولة المصرية بأوامر من الرئيس الراحل المدينة بكل الإمكانيات الحديثة، وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، بسبب اهتمامه بالأزهر الذي قام بتطويره وتحويله إلى جامعة حديثة عملاقة تدرس فيها العلوم الطبيعية مع العلوم الدينية.
وأكد محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، ومدير مكتب عبد الناصر للشئون الإفريقية، في كتابه «عبد الناصر والثورة الأفريقية »، أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في أفريقيا، أن قوى الاستعمار الغربي كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية «الطب والهندسة والصيدلة»، ومنع تعليمها للمسلمين مما أدى لتحكم الأقليات المسيحية في دول أفريقية غالبية سُكانها من المسلمين، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة، وتعمل كحليف يضمن مصالح قوى الاستعمار الغربي التي صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر على كسر هذا الاحتكار للسلطة، وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان.
الزعيم جمال عبد الناصر منظمة المؤتمر الإسلاميأنشأ الزعيم جمال عبد الناصر، مُنظمة المؤتمر الإسلامي، والتي جمعت كافة الشعوب الإسلامية، كما تم في عهده تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربي والإسلامي، وكان يوزع الجوائز بنفسه على حفظة القرآن، وتم في عهده وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي، والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله.
وسجلت بعثات نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا في عهده، أعلى نسب دخول في الدين الإسلامى في التاريخ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينًا بفضل بعثات الأزهر في عهده 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهي نسب غير مسبوقة وغير ملحوقة في التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمى.
الزعيم جمال عبد الناصر تدين جمال عبد الناصرعن تدين عبد الناصر، يحكي الشيخ أحمد حسن الباقوري، أول وزير للأوقاف بعد ثورة 23 يوليو، أن الرئيس عبد الناصر عندما كان في زيارة إلى مدينة «باندونج» الأندونيسية، أصر على أن يظل صائمًا طوال شهر رمضان، ورفض استخدام الرخصة الشرعية التي تعطيه حق الإفطار والتي استخدمها شيخ الأزهر نفسه فأفطر.
وأضاف الباقوري: «حين بدأ شهر رمضان في مدينة باندونج فقد رأينا الجهد الذي كنا نبذله في شهور المؤتمر، ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر، وأخذنا بالرخصة أفطرت، ولكن عبد الناصر أصر على الصيام».
الزعيم جمال عبد الناصر تطوير الأزهر ومُعارضة شيوخهوقال الدكتور عاصم الدسوقي، شيخ المؤرخين التاريخيين العرب، إن قرار عبد الناصر بتطوير الأزهر عام 1961، أحدث نوعًا من الصدام بين الأزهر وعبد الناصر، حيث اعتقد بعض المشايخ أن هذا يخرج الأزهر عن رسالته الشرعية في الحفاظ علي علوم الدين، فيما كان عبد الناصر له هدف آخر من وراء هذا التطوير، وهو مواجهة النشاط التبشيري في أفريقيا بين الشعوب الوثنية، حيث كانت فكرة عبد الناصر تدور حول أن يذهب الطبيب الأزهري والمهندس الأزهري والمدرس الأزهري، وهكذا ليقوموا بالدورين، أي الدعوة من خلال الخدمة وتلبية احتياجات الناس.
وأوضح دسوقي، أنه لم يكن أحدًا يجرؤ على مُعارضة ناصر، إلا أن بعض المشايخ عارضوا القرار، معقبًا: «من المُدهش أن الدكتور الطيب النجار فكر في إنشاء لجنة لإعادة النظر في قانون تطوير الأزهر وكان المستشار طارق البشري متحمسًا لهذا».
اقرأ أيضاً«من ضابط إلى قائد أمة».. محطات رئيسية في حياة الزعيم جمال عبد الناصر
محمد فايق يتصدر التريند.. ماذا قال عن جمال عبد الناصر والإخوان في مصر؟
«من الأرشيف».. كواليس القرارات الحاسمة في عهد الزعيم جمال عبد الناصر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الأزهر الشريف الإسلام جمال عبدالناصر الزعيم جمال عبدالناصر الزعیم جمال عبد الناصر الأزهر الشریف القرآن الکریم فی عهده فی مصر
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: أكرم الله أمة العرب وجعل معجزة النبي بلسانها
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول "اللغة العربية وهوية الأمة الإسلامية".
وقال العواري، لقد شرفت اللغة العربية بنزول القرآن بها، فنالت العربية شرف المُنزَل بها، وأكرم الله أمة العرب بأن جعل معجزة النبي الخاتم بلسانها وهو شرف ما بعده شرف، وتكريم ما بعده تكريم، لذلك فاللغة العربية هوية الأمة، فلقد بيَّن ذلك النبي للأمة داعياً إياها إلى التمسك بكتاب ربها الذي أنزله بلسانها، فقوة الأمة في التمسك بهذا الكتاب والحفاظ على لغتها وعدم التهاون فيها تعليماً وتعلماً، ومذاكرةً ومدارسةً ونشراً لها، فلغة القرآن ثرية بمفرداتها ومعانيها، فعلينا التمسك بهذا الشرف وإلا فالعواقب وخيمة.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أهمية الحفاظ على اللغة والقرآن الكريم، لأنه تمسك بحبل الله المتين، الذي يحقق استقرارا للمجتمعات، وسلامة في الهوية وبقاءً للأوطان، لأن الأعداء يعملون جاهدين على محو هذه الثوابت وطمس ملامح هذه الهوية حتى تصبح الأمة لقمة مستساغة ينقض عليها الأعداء، فيستولوا على أوطانها ومقدراتها، وعندها لا ينفع الندم، مبينًا أن تعلم اللغات الأخرى على حساب هويتنا المتمثلة في اللغة العربية، يعد تغريبًا للأجيال وطمس لهويتنا الراسخة، لأنه بضياع اللغة العربية سيضيع معها كل شيء.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن هذا الشرف العظيم الذي منحها الحق سبحانه وتعالى إياه، يحفظ على الأمة كرامتها وسيادتها وعزتها، الشرف الذي رقى بها، فصارت بالقرآن الذي نزل بلُغتها قائدة للأمم وأهلا للحضارة، أفلم يعوا ما ذكرهم به ربهم في القرآن حيث يقول: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، تعبير بالعظمة، فالمنزل عظيم، والقرآن الذي نزل عظيم، فنالت العربية هذا الشرف ونالته الأمة أيضاً، كتاب فيه شرفكم وعزكم، وسيادتكم وتقدمكم، وعوامل بقائكم، أفلا تعقلون؟.
وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن اللغة العربية هي لسان وليست عرقا أو جنسا، بها فتحت آفاق رحبة وأبواب فسيحة لكل الأعراق والأجناس ممن طبقوا الإسلام ديناً، فأصبحت العربية لسان من يتكلم بها. فكل من يتقن لسانها فهو عربي، فنجد العباقرة من العلماء مثل سيبويه والجرجاني والزمخشري وغيرهم من العجم الذين صاروا بإتقان اللسان عرباً، فلغة القرآن لغة الأمة وليست بلغة جنس فقط، أكرمها الله بكتاب انصهرت فيه جميع الأجناس والأعراق، وصارت أمة الإسلام بهذا اللسان وهذا الكتاب، أمة واحدة يقول تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
وفي ختام الخطبة دعا عضو مجمع البحوث الإسلامية الأمة العربية إلى أن تفيق من غفلتها وأن تتمسك بهويتها المتمثلة في القرآن الكريم ولغتها العربية، وأن تعي ما فيه من الدروس والعبر، يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، حتى تتمكن من مواجهة التحديات التي تواجهها من كل جانب، محذرًا من تراجع وظيفة القرآن في مجتمعاتنا وإهمال منزلته، والتشبث بالقشور وعدم ترك مساحة للعقل ليمعن النظر والتأمل الصادق، حتى يحقق للأمة الخيرية التي أرادها الله لها، خير أمة أخرجت للناس.