يُعتبر عهد الزعيم جمال عبد الناصر من أبرز الفترات التي شهدت تحولات كبيرة في مصر والعالم العربي، حيث كانت قراراته الحاسمة هي المفتاح لتغييرات تاريخية لا تزال تؤثر على المشهد السياسي والاقتصادي حتى يومنا هذا، وفيما يلي نستعرض بعض الكواليس وراء أبرز هذه القرارات التي اتخذها عبد الناصر خلال فترة حكمه.

ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكواليس القرارات الحاسمة في عهده

وتستعرض «الأسبوع» في ذكرى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كواليس القرارات الحاسمة في عهده.

1. قرار تأميم قناة السويس:

كان قرار تأميم قناة السويس عام 1956 من أكثر القرارات جرأة وتأثيرًا على المستوى الوطني والدولي، جاءت كواليس هذا القرار بعد سحب الولايات المتحدة وبريطانيا عرضهما لتمويل مشروع السد العالي، مما دفع عبد الناصر إلى اتخاذ قرار سيادي بتأميم القناة، وعمل على ضمان سيطرة مصر على أهم ممر مائي في العالم، وأكد بهذا القرار استقلالية الإرادة المصرية، وفتح الباب أمام تحديات سياسية وعسكرية جسيمة أبرزها العدوان الثلاثي.

الزعيم جمال عبد الناصر 2. بناء السد العالي:

ومن كواليس قرار بناء السد العالي كانت الضغوط السياسية والاقتصادية التي واجهتها مصر، حيث اتخذ عبد الناصر هذا القرار من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الكهرباء لملايين المصريين، جاء القرار بعد تحديات كبيرة في تمويل المشروع، خاصة بعد رفض البنك الدولي والولايات المتحدة تقديم الدعم المالي، ليلجأ عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي الذي قدّم المساعدة اللازمة لإتمام بناء السد، مما جعله رمزًا للتعاون المصري-السوفيتي في تلك الفترة.

3. إصدار قوانين الإصلاح الزراعي:

وكانت قوانين الإصلاح الزراعي في مصر من القرارات الحاسمة التي غيرت ملامح المجتمع الزراعي، حيث قرر عبد الناصر تحديد ملكية الأراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين، أتت كواليس هذه القرارات من إيمان عبد الناصر بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، ومواجهة النظام الإقطاعي الذي سيطر على الأراضي لفترات طويلة، مما ساعد في تحسين أوضاع الفلاحين وتقليل الفجوة الاقتصادية في المجتمع المصري.

الزعيم جمال عبد الناصر 4. قرارات الوحدة مع سوريا:

وفي عام 1958، وافق عبد الناصر على اقتراح الوحدة بين مصر وسوريا، لتشكيل «الجمهورية العربية المتحدة»، جاءت كواليس هذا القرار بعد ضغوط قومية وشعبية كبيرة لتحقيق حلم الوحدة العربية، وعلى الرغم من أن هذه الوحدة لم تستمر طويلًا، إلا أنها كانت تعبيرًا عن التطلعات القومية التي حملها عبد الناصر لتوحيد الصف العربي في مواجهة التحديات.

5. قرارات حرب الاستنزاف:

وبعد نكسة 1967، دخل عبد الناصر في مرحلة جديدة من اتخاذ القرارات الحاسمة، ومن أبرزها بدء حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، كشفت كواليس هذه الفترة عن جهود مضنية لإعادة بناء القوات المسلحة وتطوير أساليب القتال، حيث عمل عبد الناصر مع قيادات الجيش على وضع خطط استنزاف لإضعاف العدو واستعادة الثقة في القوات المصرية، مما مهّد الطريق لنصر أكتوبر فيما بعد.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يحيي الذكرى الـ 54 لرحيل جمال عبد الناصر: قائد وطني وعروبي لايزال يسكن القلوب والعقول

مصطفى بكري: المؤامرة على مصر مستمرة منذ زمن جمال عبد الناصر حتى اليوم

6. قرار التنحي بعد نكسة 1967:

وفي خطاب شهير بعد نكسة يونيو 1967، أعلن عبد الناصر تحمله المسؤولية كاملة وقرر التنحي عن الحكم، لكن كواليس هذا القرار كشفت عن ضغوط شعبية هائلة، حيث خرج الملايين في مظاهرات تطالبه بالبقاء، هذا الضغط الشعبي دفعه للعدول عن قراره والاستمرار في مواجهة تبعات النكسة، ليبدأ في مرحلة إعادة بناء الجيش.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السد العالي جمال عبد الناصر الإصلاح الزراعي العدالة الاجتماعية حرب الاستنزاف العدوان الثلاثي الضباط الأحرار تأميم قناة السويس قرار التنحي الجمهورية العربية المتحدة الزعیم جمال عبد الناصر هذا القرار

إقرأ أيضاً:

الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق مشروعاً ثقافياً تراثياً

أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية، خلال مؤتمر صحافي، مشروعه المجتمعي والتفاعلي x71، بالتزامن مع عام المجتمع، وينسجم مع رؤية الأرشيف والمكتبة الوطنية ورسالتِه في صون التراث الوثائقي، وإلهام مجتمعات المعرفة وإثرائها وتمكينها.

ويركز المشروع على تعزيز الروابط المجتمعية والاحتفاء بالتنوع الثقافي والمجتمعي، وتمكين الشباب واستثمار مواهبهم لتعزيز دورهم في المجتمع.
وأكد مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عبد الله ماجد آل علي: أن مشروعx71 يُعنى بثقافة الإمارات وتراثها، وتم تخصيص نسخته الأولى للزينة والحلي، ويهدف المشروع إلى مشاركة مختلف فئات المجتمع في التعبير عن موضوع يتم اختياره سنوياً، ويتمثل بإنجاز 71 عملاً إبداعياً، يُقدَّم بقالب ابتكاري ومتفرّد، ليُعرض على الجمهور حضورياً وافتراضياً، بهدفِ تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال، وتنمية المواهب، والتشجيع على الابتكار، بما يُسهم في إثراء المشهد الثقافي والمعرفي في الإمارات.
وأوضح: "نجاح هذا المشروع الوطني مرهون بالتعاون والتكامل مع الشركاء الاستراتيجيين، وبجهود الإعلام الذي يُعد همزة الوصل بيننا وبين المجتمع المستهدف".
ووجه دعوة إلى المؤسسات الثقافية والفنية، والجهات الحكومية، والقطاعات التعليمية، وجميع أبناء المجتمع للمشاركة في هذا المشروع والتعبير عن إبداعاتهم وأفكارهم الابتكارية، وذلك إسهاماً في تعزيز الاستدامة الثقافية، ولكي يكون نافذة تطلّ منها الأجيال على ثقافة الإمارات وتراثها العريق.
وقال الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عبد الله الحميدان إن هذا الحدث المميز يُعد خطوة جديدة في مسيرة الإمارات نحو تعزيز الهوية الوطنية والاحتفاء بالثقافة والتراث، الذي نفخر به جميعاً، وأشار إلى أن هذا المشروع التفاعلي المجتمعي الذي يُعنى هذا العام بـ "الزينة والحلي" يشكل خطوة كبيرة نحو تعزيز التلاحم المجتمعي، ويمنح أصحاب الهمم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بأعمالهم الفنية واليدوية التي تحتفل بتاريخنا الثقافي.
وأكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع التطوير المهني بوزارة التربية والتعليم سليمان سالم الكعبي: أن وزارة التربية والتعليم سوف توفر الدعم لهذا المشروع انطلاقاً من المسؤولية تجاه التراث الوطني، ولأن الهوية الوطنية هي القوة التي نستمد منها رؤيتنا لمستقبل مشرق مستدام.
واستعرضت مستشار التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية الدكتورة حسنية العلي تفاصيل مهمة في المشروع بوصفه فرصة لتعزيز الاستدامة، ومن مسرعات التنمية في مسيرة الوطن نحو عام 2071، وركزت في أوجه وصور التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في تنفيذ المشروع.
ثم تطرقت إلى تفاصيل موضوعات المشروع: زينة المرأة وحليها، زينة الرجل، زينة الخيول وحليها، زينة الطيور، زينة البيوت التراثية، وزينة الإبل، وسلطت الضوء على مجالات المشروع: الفنون المرئية والتعبيرية، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون الرقمية والوسائط، والموسيقى والأداء، والتطريز والكولاج، والشعر والأدب.
واختتمت حديثها بتحديد مراحل إطلاق المشروع، ثم التدريب والدعم المعرفي، بعد ذلك استلام الأعمال، فالتحكيم والتكريم، والمعرض الفني الذي سيتضمن 71 عملاً، وهو أبرز مخرجات المشروع وثماره، وأشارت إلى أن المعرض سيكون متنقلاً بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومقرات الشركاء الاستراتيجيين وغيرها ليتاح لأكبر عدد من الناس الاطلاع عليه والاستفادة من محتواه.

مقالات مشابهة

  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق مشروعه المجتمعي «x71»
  • زيلينسكي: أوكرانيا متمسكة بالضمانات الأمنية قبيل زيارته الحاسمة إلى واشنطن
  • «اقتصادي»: جمال عبد الناصر وضع اللبنة الأساسية للصناعة في العصر الحديث
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق «x71»
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يطلق مشروعاً ثقافياً تراثياً
  • سوسن بدر: لم أنسَ مساعدة الزعيم عادل إمام لي في أول عمل فني 
  • وزير الدفاع الأمريكي يؤكد على الشراكة الدفاعية الحاسمة مع السعودية
  • سارة درازوي تكشف لصدى البلد كواليس مشاركتها في مسلسل أهل الخطايا
  • الزعيم الألماني الجديد يتحدى الجنائية الدولية وينوي دعوة نتنياهو
  • الجولة الـ17 للدوري.. أقل «إنتاجية» وأكثر «جماعية»!