بدأ غبار الحملة الجوية الكبيرة التي قامت بها اسرائيل الاثنين الماضي والتي استمرت بأشكال مختلفة الى اليوم، ينجلي، وتظهر من خلاله الاهداف الفعلية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. كما بات توقع مسار المعركة، اقله للاسابيع المقبلة، اكثر سهولة، في ظل الاحاديث عن معركة شاملة قد تكون قريبة او عن دخول بري اسرائيلي بإتجاه منطقة جنوب الليطاني، وغيرها من السيناريوهات التي تسيطر على المشهد الاعلامي.

اسست الايام الماضية لمرحلة جديدة بإنتظار حصول تحولات عملية في الساحة الدولية وهو ما يراهن عليه كلا الطرفين، وبالأخص "حزب الله" ومن معه من حلفاء، ان كان ايران او حماس وغيرهم.

يمكن اختصار المعادلة اليوم بين "حزب الله" واسرائيل بإعتبارها: تهجير مقابل تهجير، اذ ان اسرائيل تضيف اليها فكرة رفع الأثمان على الحزب لكي يوقف جبهة الإسناد وهذا يعني أن تل ابيب ترغب في تحقيق عدة امور، الاول هو تهجير عدد كبير من اهالي الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للضغط على الحزب في القضايا المعيشية والسياسية الداخلية، وثانياً تدمير كبير في كامل الجنوب والبقاع والضاحية، بالرغم من ان اسرائيل حاولت تجنيب المدن الاساسية دماراً كاملاً في اليوم الاول، غير ان الوضع تغير في الايام التي تلت، وهذا كله قابله "حزب الله" بعقل وردة فعل باردة جداً، اذ استمر في توجيه ضربات للاهداف العسكرية في محيط حيفا، لكنه في الوقت نفسه استهدف المدن والمستوطنات في شمال حيفا لتهجيرها.

يحاول "حزب الله" في الايام الماضية فرض معادلة الضاحية في مقابل تل ابيب اذ انه ومع كل عملية اغتيال في الضاحية يوجه ضربة، بعيداً عن حجمها، الى محيط تل ابيب تستهدف هدفاً عسكرياً وهذا ما يرسم معادلة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة في حال تصاعدت الامور بإنتطار نتائج الضربة الكبيرة في الضاحية امس. من هنا اصبح التهجير من الجانب اللبناني يشمل كامل الجنوب تقريباً اضافة الى جزء لا بأس به من البقاع في الوقت الذي يعمل فيه "حزب الله" على تهجير كامل مدن ومستوطنات الجليل مع الحفاظ على خصوصية ما مرتبطة بمدينة حيفا حيث يتم قصف المستوطنات المحيطة ما يساهم في تهجيرها ايضاً، وعليه ستبقى المناطق من حيفا حتى تل ابيب جنوباً بعيداً عن التهجير او الاستهداف في الوقت الحالي، الا اذا قرر الحزب الرد على استهداف الضاحية بشكل كبير جدا.

هذه المعادلة التي ستثبت "توازن النار" لفترة من الزمن كما كان حاصلاً في الايام الاولى لمعركة "طوفان الاقصى"، تجعل كسرها امرا مرتبط حصراً بالتطورات الدولية، وعلى وجه الخصوص بالإنتخابات الاميركية، اذ ان الهامش الزمني ل"المحور" الذي يمارس ضمنه سياسة الصبر الإستراتيجي سينتهي بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الاميركية، وستكون عندها امكانية واسعة للتصعيد ضد اسرائيل خصوصا أن اضعف رئيس اميركي امام اسرائيل سيكون قد بات خارج البيت الابيض وجاء مكانه رئيس آخر لن يقبل بالقتال الى جانب اسرائيل، اكان ترامب او هاريس، وعليه فإن الحرب الشاملة تبدو في الايام الحالية مستبعدة بالرغم من التصعيد الحالي.

كما ان وجود المستوطنين بشكل كبير في منطقة تل ابيب وغوش دان يحد من جنون نتنياهو وذهابه أبعد من حدود المعركة الحالية، لذلك يمكن القول بأن المستوى الحالي من التصعيد سيبقى هو الحاكم في السابيع المقبلة في حال لم يحصل اي تحول في اداء الحزب، وهذا كله قد يتغير، سلباً او ايجاباً بعد الانتخابات الاميركية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الایام حزب الله تل ابیب

إقرأ أيضاً:

سلام عرض مع مسؤولة في مؤسسة التمويل الاميركية دعمها للاستثمار في الشركات اللبنانية

عقد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، اجتماعا مع  نائبة رئيس الاستثمارات الخارجية في "مؤسسة التمويل الدولية للتنمية في الولايات المتحدة الأميركية"  بيث روبرتس، احدى أكبر المؤسسات التنموية العالمية التي تركز على القطاع الخاص في البلدان النامية من خلال القطاع الخاص وتشجيع التنمية الاقتصادية والنموّ، وخلق فرص عمل، وتحسين حياة المواطنين والمجتمعات.

‏وناقش الجانبان بحسب بيان "المجالات التي يمكن للمؤسسة دعمها من خلال الاستثمار في الشركات المحلية والإقليمية اللبنانية و الأميركية، بالإضافة إلى مشاركة المؤسسة في تمويل مشاريع تطلقها مؤسسات مالية دولية حيث قدم الوزير سلام لروبرتس خططا مستقبلية وتصورا وفرص عمل ايجابية وانتاجية لكلا الجانبين، ‏وعبّر  سلام عن تقديره للتعاون المستمر مع مؤسسة التمويل الدولية للتنمية"، مؤكداً "أهمية هذا الدعم في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، وحرصه على تعزيز فرص الشراكة بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة".

‏بدورها اكّدت روبرتس ان "لبنان، ولتميّز موقعه الجغرافي والثروات التي يملكها على مختلف الصعد، هو نقطة ارتكاز هامة في المنطقة وان التعاون مع لبنان شعبا وحكومةً من اهم اهداف المؤسسة".

واشار البيان  الى ان"الوزير سلام لجأ من خلال توسيع نشاطه واجتماعاته في واشنطن هذا الاسبوع مع  الجهات الاميركية الفاعلة تنمويا واقتصاديا بعد ان اكدت له مصادره الموثوقة والمباشرة مع الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب ومع الاجواء الايجابية التي بدأت تنبعث اشاراتها تجاه لبنان والشرق الاوسط مع المرحلة الاميركية الجديدة، وتعهد الرئيس ترامب من خلال خطاباته واجندته الرئاسية التي على اساسها انتخبه الشعب الاميركي لا سيما نيله دعم الجاليات العربية واللبنانية على وجه الخصوص فيما خص تعهده الخطي لإرساء السلام في المنطقة، ودفعها نحو التطور والتقدم الى استعراض سبل التعاون وتعزيز الدعم الاقتصادي للبنان، من خلال استثمارات ومشاريع تنموية في مختلف القطاعات مع مؤسسة التمويل الدولية للتنمية في واشنطن.

مقالات مشابهة

  • هجوم لبناني على اسرائيل بـ مسيّرات انقضاضية
  • باحث سياسي: التصعيد الإسرائيلي سيقابله رد قوي من حزب الله
  • باحث سياسي: التصعيد الإسرائيلي سيقابل برد قوي من حزب الله
  • حزب الله يبدأ مرحلة جديدة.. قصف تل ابيب روتين يومي
  • إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في الناتو انتقد إدارته لـ”اكس”
  • سلام عرض مع مسؤولة في مؤسسة التمويل الاميركية دعمها للاستثمار في الشركات اللبنانية
  • إقبال كبير على خدمة تبديل الأطقم البحرية التي أطلقتها هيئة قناة السويس
  • اسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت
  • عراق المعادلات المعطلة: القوانين أسيرة التوازنات
  • اسرائيل تواصل غاراتها العنيفة على الضاحية الجنوبية وتدعو السكان للاخلاء